محمد الرسول الإنسان ام الرسول الإله؟

محمد الرسول الإنسان ام الرسول الإله؟

خالد يس
[email][email protected][/email]

يلاحظ الفرد العادي في أي مكان في العالم التعصب الشديد من قبل كثير من المسلمين لكل ما يمس ديانتهم من بعيد أو قريب فعند كل حادث من حوادث مس الترميز الإسلامي إذا كان للمصحف العثماني أو الرسول أو الأماكن المقدسة ينشا العنف ويموت أبرياء وتضيع الحقيقة فلا يعرف من على صواب ومن على خطا ويتم تحميل كل ذلك للإله باعتبار ما يفعله المسلمين أمر الهي وان المسلم مأمور بذلك وتقف بعض النخب الإسلامية حائرة بين دفاعها عن ديانتها ورفضها للعنف ضد الأبرياء.

ويرجع ذلك العجز بشكل أساسي إلى استيعاب الرسالة أو الرسالات الإسلامية (التي جاءت لمحمد وعيسي وموسي وغيرهم) بالاعتماد على الترميز بالنسبة لأدوات الرسالة وهي الرسول وقيمه الثقافية والمكانية وكذلك المصحف العثماني بالنسبة للرسالة المحمدية، ولذلك خرجت الرسالة من الإرشاد إلى رسالة قيمية تستخدم العنف لتوصيل ذاتها وأوقفت استيعاب التحولات الاجتماعية واستيعاب الذات والآخر الإنساني عند مرحلة الرسول التاريخية من خلال قيم وتفكير ذلك المجتمع دون ان تستطيع الرسالة ان تواكب مراحل التحولات الاجتماعية.

ويختلف الترميز للرسالة بين مجتمع الجزيرة العربية وبين المجتمعات المحيطة العربية أو الإسلامية، فالترميز للرسالة عند مجتمع الجزيرة العربية عبارة عن ترميز قيمي لقيم مجتمعية لذلك لم يكن ذلك المجتمع يري الرسالة في شخص الرسول ولكن يراها من خلال القيم المجتمعية. فالتماهي بين الرسالة الإرشادية والقيم العربية هو الذي أدي إلى عدم التقديس للرسول بالنسبة لمركز الثقافة العربية (السعودية) وذلك نسبة لإعادة استيعاب الرسالة الإرشادية بناء على قيم تاريخية ثقافية ولذلك لم تكن المجتمعات السعودية تري الرسالة في الرسول ولكن في قيمها اما المجتمعات الأخرى ولاختلاف التحولات فكانت تعبر للرسالة عن طريق الرسول باعتباره ناطق باسم الإله في مقولاته وفي افعاله فكانت النخب التي تسمي إسلامية في المحيط العربي أو الإسلامي تدخل ذاتها ومجتمعها إلى داخل الرسالة القيمية وليس الرسالة الإرشادية عن طريق الرسول كاله وليس الرسول كانسان.

وقد نبهت الرسالة المحمدية ولم تكف عن التنبيه ببشرية الرسول (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)) وغيرها من الآيات، ولذلك فالرسالة له ولمجتمعه وللمجتمعات الأخرى من داخلها، ولا ينفي ذلك الاية (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)) ولكن تلك الصفات للرسول نتيجة لوجوده كنخبوي داخل مجتمع التحولات في الجزيرة العربية (وهو المجتمع المكي) وهو ما تأكده سيرته ما قبل الرسالة في رفضه لجزء من ممارسات مجتمعه مما ادي إلى الانعزال الجزئي له ولغيره وهو ما سيطر على تلك النخب في ذلك الوقت بمفهوم الحنفية أو التحنف.

فترميز الرسالة كرسالة قيمية وعدم استيعابها كرسالة إرشادية مما أدي إلى وقف استيعاب الرسالة الإرشادية للتحولات الاجتماعية واستيعاب الذات والاخر الإنساني وذلك الترميز هو الذي يقود الوعي عند المجتمعات العربية والشبه عربية في الوقت الراهن أو ما يسمي بالمجتمعات الإسلامية، فذلك الترميز هو الذي أدي إلى اعتبار امريكا وأوربا بين عشية وضحاها من منقذ للشعوب العربية إلى الشيطان الأكبر فيتم القتل واقتحام السفارات وغيرها من الممارسات التي احالت الشعوب إلى ان تكون في اتجاه والحكومات نتيجة لالتزاماتها في اتجاه ثاني والنخب في اتجاه ثالث.
ان قصور النخب العربية أو النخب الإسلامية هو الذي نتج عنه استيعاب الرسالة بناء على أدوات الرسالة فرغم الإرشاد داخل الرسالة ببشرية الرسول وان القران أو الكتاب أو الذكر (وليس المصحف العثماني) هو عبارة عن رسالة إرشادية لم يكن يستطيع الرسول ان يصل إليها بوعيه البشري (ان الذي فرض عليك القران) إلا ان الوعي الرمزي هو الذي أوقف الرسالة عند أدوات الرسالة البشرية إذا كان الرسول أو اللغة فهي كلها أدوات بشرية (وما انزلنا رسول الا بلسان قومه). فالمعني الحقيقي هو استيعاب الرابط بين الفرد ومجتمعه وثقافته وعلاقته بالاخر والإله المتعالي وقد استخدمت الرسالة ادوات محلية لتوصيل تلك المعاني.

ولا يعني ذلك ان تتوقف النخب تحديدا عند من يكره الرسول ومن يحبه فذلك لا يؤثر على الرسالة الإرشادية كثيرا فهي لم تبدا بمحمد ولم تنتهي به فما وقف هو إرسال الإرشاد الإلهي عن طريق الرسل نتيجة لوصول المجتمعات إلى مرحلة الاستيعاب للانا والآخر الإنساني فالرسالة تكمن داخل الحياة الإنسانية فهي في مغزى الإنسانية وهي في التعالي الإلهي وهي في الاختلاف بين الفعل الإلهي والفعل الإنساني فالرسالة إرشاد وليس أمر أو إلزام (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108)).

وحقيقة لا نلوم المجتمعات ولكن نلوم نخبها التي أوصلت تلك المجتمعات إلى مرحلة المزاوجة بين الإله والرسول والمصحف العثماني حتى أصبح أي مس بالمصحف العثماني والرسول هي مس بالذات الإلهية (تعالي الله عن ذلك، وهو مفهوم التعالي الإلهي فالذات الإلهية خارج إطار الوعي الترميزي الإنساني اما الرسالات فهي عبارة عن ارشاد للإنسانية من داخلها أي من خلال قيم ومفاهيم إنسانية لترتقي بوعيها لاستيعاب الانا والاخر والاختلاف الإنساني وغيره فالوعي بكل ذلك يوصلك إلى القدرة الإلهية وليس إلى الذات الإلهية)، فأدوات الرسالة ليست الرسالة وكذلك الرسالة لا تؤدي إلى الوعي بالذات الإلهية ولكن بالقدرة الإلهية، واذا شئنا استخدام مفاهيم عصر الرسالة سنقول ان التقديس للمصحف العثماني والرسول يؤدي إلى الشرك الذي ذكره الله (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165))، ومشكلة الشرك أو تقديس القيم الإنسانية كقيم إلهية بانها تؤدي إلى عدم استيعاب الاخر تماما فالإنسانية عند ذلك الشخص الذي يرمز الدين عند قيم وسلوك واماكن محددة تكون في الاشخاص الذين يوافقونه على ذلك، فالإنسانية تخرج حتى من المجتمع إلى حزب أو فئة أو جماعة وغيرها وما عداها ليس باناس. فاعادة استيعاب الإله داخل الرسالة واستيعاب الرسالة داخل القيم التاريخية العربية هو الذي ادي إلى انتاج الاله ثقافي العربي، وبالتالي لم تختلف الرسالة المحمدية عن الرسالة الموسوية في التقوقع داخل القيم الثقافية ورفض الاخر والتحولات الاجتماعية.

واخيرا فان بشرية الرسول لا شك فيها عند كل الناس ولكن ما يقف الكثيرين امامه هل يعبر الرسول عن قيم إلهية؟ ان ترميز المفاهيم هو الذي قاد إلى استيعاب الرسالة الإرشادية في بداياتها ولكن الدارس للتاريخ يستطيع ان يفرق بين الرسالة الإرشادية والرسالة القيمية، وذلك لان الرسالة الإرشادية لم تسعي إلى انتاج قيم تتجاوز مرحلة التحولات للمجتمعات التي اتت بها الرسالة ولكنها وظفت تلك القيم لاستيعاب المعني الكلي للرسالة أي استخدمت قيم مجتمع التحولات (المجتمع المكي) في الإرشاد إلى التحولات المجتمعية والاختلاف الإنساني بين الانا والاخر وكذلك الفصل بين الفعل الإلهي والفعل الإنساني.

ولذلك فالندع ربوبية الرسول أو تقديس الرسول والتبحث النخب الصاعدة السودانية نتيجة لتوفر وعي فردي أو تحليل تاريخي بماهية المغزى الحقيقي للحياة الإنسانية حتى نستطيع ان نجاوب على أسئلة الثقافة السودانية الصعبة، حتى لا نقاد خلف الذين يبحثون عن ذاتهم الان فالتجربة الإسلامية في السودان متقدمة وكذلك الشعب السوداني عن كل شعوب المنطقة إذا كان في تجربة الديمقراطية أو في تجربة الحكم الإسلامي فيجب ان لا نتبع خطاوي الشعوب التي بدات تتلمس مفاهيم الديمقراطية والحكم الإسلامي.

تعليق واحد

  1. اخي خالد

    في المقال كثير من السقطات.. اسمح لي ان اشير منها الاتي:

    اولا: اتقي الله.. هل سمعت يوما بأن مسلم قال محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله إله.. لا يجوز هذا الكلام!!.. فبرغم الحب الجارف المسلمون لا يخلطون بين الرسول الانسان والله تعالي..

    لا يجوز ان تقول عن الأنبياء ((استيعاب الرسالة أو الرسالات الإسلامية (التي جاءت لمحمد وعيسي وموسي وغيرهم) بالاعتماد )) بدون الصلاة والسلام عليهم.. لتعذروه وتوقروه ..

    كان يجب ان توجه لومك للكهنوت ورجال الدين الذين يستخدمون هذه الاحداث ليس لابراز سماحة الاسلام بل لكسبهم السياسي..

    خاتمة المقال لم تكن موفقة لاننابالرم من سبقنا للشعوب الأخرى ولكن نرجع إلي الوراء بسرعة رهيبة جدا..ولا اظن ان السبب يخفى عليك؟..

    فنحن لم نحكم بالديمقراطية قط، تلك كانت احزاب طائفية ولم نشهد حقب كافية للتداول السلمي للسلطة.. اما بالنسبة للحكم الاسلامي الذي جاء غصبا، فاسسا هو حكم باطل.. وتجربة فاشلة لانها في اعتقادي لا شئ اسمه حكم اسلامي اصلا..

    لن يغطس حجرنا الا وهم الحكم الاسلامي..وارجو ان تصوب سهامك الي الفيل بهذه الرؤية الفلسفية..

  2. وهل تستكثر على المسلمين حب وتنزيه النبى المعصوم ، يا أخى الشيوعيون والإشتراكيون صنعوا تماثيل لماركوس ولينين وكذلك الغربيين صنعواتماثيل لزعمائهم التاريخيين والفكريين فزينوا بها شوارعهم وساحاتهم ولم يقول لهم احد مثل ما قلت انهم جعلوهم إله ، فهل كثير علينا أن لا نغضب لزعيمنا وقائدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، يا أخى أنت لا تقبل ان يساء إلى والدك وهو بشر عادى فما بالك بالرسول الذى أرسله الله لإسعادالبشرية ولتخليص الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، مقالك فيه تقليل للرسول وفيه تسويف وتسطيح للناس من حيث تدرى او لا تدرى وليس فيه اى شئ سوى أنك تلاعبت بالعبارات ، وانا متأكد أنك عندما كتب حممك هذه لم تستشعر عظمة وكرم واخلاق النبى محمد صلى الله عليه وسلم فيكفى أنه افضل الرسل وقد خصه الله الخالق بما لا يخص به بشر سواء نبى او عامة الناس .

  3. العنف وقتل الابرياء امر مرفوض قطعا وبلا شك ولا مزايدة وخلاف في ذلك ولا يختلف عليه عاقلان. ولكن لا تخلط الاشياء يا سيادة الكاتب المحترم فالغضب على الاساءة لرسولنا الكريم هي من الدين ولا علاقة لها بالترميز وهذا الفلسفة التي أطلت في شرحها. ومشكلة مثقفينا دائماً انهم يقرأون لفلاسفة الغرب دون ان ينتبهوا للفرق بين قيمنا و ديننا و بين قيمهم، ودون ان يلاحظوا ان منهج (قص ولصق) الفكري هذا لا ينفع دائماً!

    رمزية الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالنسبة لنا لا علاقة لها بالترميز ولا التقديس الذي تتحدث عنه يا سعادة الكاتب المحترم، ومحاولات التهوين والتبسيط الشديد للاساءة للرسول (جهلًا أو عمداً) وقتل الغيرة عليه في النفوس بمثل هذه الخزعبلات الفلسفية التي ليس هذا مقامها ولا مقالها على الاطلاق أمر شديد الخطورة لأن الأمر فعلاً عظيم وكبير!

    فعندما قال ابولهب (تباً لك، ألهذا جمعتنا) نزل قران من فوق سبع سماوات (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) [المسد:1].

    و لو لم تكن الاساءة له وأيذاءه (صلى الله عليه وسلم) أمر كبير لما توعد الله من يفعل ذلك من فوق سبع سماوات حيث قال الله سبحانه وتعالى:
    { والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم } ،
    وقال:
    { إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهين }

    وقد ثبت عنه (صلى الله عليه وسلم) انه قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين.
    فبالله عليك اترضى الاساءة لابيك او امك او ولدك او اياً ممن تحب؟ وهل كنت ستفكر بمثل هذا (البرود الفلسفي) إذا أهانهم أحد؟

    سبحان الله، رأينا ان الناس تغضب في زماننا هذا للاساءة للاعب كرة او فنان أو فنانة فماذا عن سيد الانام (صلى الله عليه وسلم)؟!

    وكدي سيبك من كلام الفلاسفة البتقراهو ده عشان ده بتاع ترزي قماشو ما بنفع معانا، و تذكر لما قبض المشركين على خبيب بن عدي(رضي الله عنه) وعذبوه اشد العذاب انتقاماً من الرسول (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون، حتى انهم كانوا يقطعون لحمه من جسمه وهو حي! وقد سأل المشركون خبيبًا وهو يصلب: أتحب أنْ يكون محمدٌ مكانك، وأنت ناجٍ آمنًا وادعًا في أهلك وولدك؟ فماذا أجابهم ؟

    قال: واللهِ ما أحب أن أكون آمنًا وادعًا في أهلي وولدي وأن محمدًا يوخز بشوكة.

    فبالله عليك نتذكر جنس المواقف دي من حب الصحابة للرسول (صلى الله عليه وسلم) في الوقت ده ولا نقعد في جنس كلام (ترميز وتقديس و و و و )!

    أرحمونا شوية ما تبقوا انتوا والجماعة والظروف ووجع البطن علينا!

  4. الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحيه وسلم
    امرنا المولى بتعظيمه وتوقيره وهو يشر لكن ليس كسائر البشر لان الرسول صلى الله عليه وسلم يواصل بمعنى انه لاياكل ولايشرب لايام كتر والانسان لو فقد الماء والاكل لمده طويله لاصبح من عداد الهالكين كذلك ليس له ظل كسائر البشر
    والاهم اقسم الله بالرسول صلى الله عليه وسلم وامرنا ان نصلى عليه وان نكثر الصلاه عليه
    اجمع العلماء بقتل من يهجو الرسول او يؤذيه صلى الله عليه وسلم
    اقول لك يا خالد جانب مقالك الصوب اسأل الله الهدايه لى ولك ولسائر احباب الحبيب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم

  5. يااَيها المدعو خالد هذا المقال أشد كفراً وإساءة للرسول صلي الله عليه وسلم من الفيلم الذي خرجت تدينه الجموع. وأسلوبك هو أسلوب الإلحاديين (الذين سمو أنفسهم حديثاً بالليبراليين) القديم الجديد في كتاباتٍ تبدو نقدية فلسفية تدعو إلي الوعي الإنساني , وإنما هى حقيقةً كفرية تدعو إلي العلمانية وفصل تطبيق أحكام الله سبحانه وتعالي (ليس الإله كما تزعم-وهي كلمة مقصودة عندكم) و التعلق بالأعراف والأهواء ومحاولة فصل معتقدات الدين وأقصد الدين الإسلامي عن المجتمع المسلم الصحيح.

  6. التبس على البعض مغزى المقال (ويرجع ذلك إلى ضعف الانتاج الفكري في نقد الثقافة العربية والغربية)، فلم يكن المقال دعوة إلى رفض حب الرسول محمد ولكن كان المقال يتحدث عن التفريق بين الرسالة الإرشادية وادواتها وقلنا صراحة ان لولا الرسالة الإرشادية لما كان الرسول وليس العكس وانه بشر فيجب عدم تساوي حب ادوات الرسالة إذا كان الرسول أو الاماكن المقدسة أو المصحف العثماني بالرسالة الإرشادية ومرسلها الذي هو الله المتعالي وقلنا ان ذلك يؤدي إلى استيعاب قيم إنسانية باعتبارها قيم إلهية كما هو موجود، والاستهزاء موجود كما نجد في الاية (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)) ولكن تم ربط الاستهزاء بالشرك وفي اية أخرى ربط الشرك بالظلم (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)) فالشرك ظلم ليس للإله ولكن هو ظلم بين الناس ويتم رده إلى الإله، وكذلك نجد ليس الاستهزاء فقط بالرسل ولكن تتجاوزه إلى الإله (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153)) وغيرها من الآيات فكيف كان الرد!!
    ولا يعني ذلك ان لا ترد الشعوب على المسيء للنبي ولكن باعتباره البشري أولا وليس باعتباره التقديسي وثانيا الاستفادة من الرسالة الإرشادية والعصر الراهن في كيفية الرد، مثلا برفع قضية في البلد الذي يقيم به ذلك المسيء او بعدم منحه تاشيرة دخول لكل الدول التي تتفق على رفضه أو غيرها من الطرق حتى لا يؤخذ البريء بذنب الجاني (قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164)).
    واخيرا رغم معرفتنا التامة بالحب الذي يجده الرسول في السودان ولكن التفريق واجب بين الرسول البشري والرسول الإلهي.
    ونختمها بنكتة لأهلنا الصوفية للعبرة في استيعاب الرسالة بين الجزيرة العربية والدول الأخرى كما ذكرنا في المقال:
    قالوا واحد صوفي مشي مسجد الرسول في المدينة ومسك في القبر وهو يبكي ويدعو فجاء احد السعوديين وجذبه واخذ يصيح به هذا لا يجوز لا يصير (باعتبار فعله عبارة عن تقديس لبشري) فقال الصوفي والله الرسول ده كان مات عندنا كان فراشوا لليلة ما اترفع.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..