مشروع الجزيرة – حلقة 2

مشروع الجزيرة ..
الماضي الزاهر والحاضر البائس والمستقبل المجهول ( 2 )
**************************************

حلقات توثيقية: يكتبها صلاح الباشا
[email][email protected][/email] ****************************

بلا أدني شك أن إدارة شركة السودان الزراعية المسجلة في لندن في العام 1904م ولحاجتها الماسة إلي الأقطان نظراً لسيطرة بريطانيا علي صناعة النسيج والغزول في العالم القديم كما ذكرنا بالحلقة الأولي هنا ، قد قامت بنقل التجربة من مشروع الزيداب شبه الصحراوي إلي الجزيرة حيث السهل الفيضي المتسع والتربة الطينية الجيدة والمناخ السافنا الذي تحتاجه زراعة القطن وفقاً لدراسة التربة والطقس التي أعدت في ذلك الزمان بلندن والخرطوم ، فقامت الشركة الزراعية بتجهيز كل البنيات التحتية لإنجاح زراعة القطن بالجزيرة بعد أن تمت عدة تجارب أولية لزراعته بمنطقتي طيبة والبيارة طريق سنار حالياً ) وايضا تمت تجارب في أم سنط بوسط الجزيرة ( شرق بركات ) ، حيث تم ري مساحات القطن بالطلمبات من النيل الأزرق . وحين نجحت التجارب بدأ التفكير في الإستثمار الواسع لزراعة القطن تجارياً ، كما بدأ التفكير في توفير وسائل الري والمباني والمحالج والمعدات الأخري بالمشروع ، ما حدا بالحكومة البريطانية الداعمة للشركة المسجلة بلندن بأن تنشيء خزان سنار الحالي بعد أن أقنعت مجلس العموم البريطاني بتديبر تمويل كقرض للشركة بمبلغ ثلاث ملايين جنيه إسترليني لإنشاء الخزان ، لتحقيق غرضين وهما :
أولاً :
حفر ترعة رئيسية من الخزان بسنار تخترق كل مساحات الجزيرة وقد أطلقوا عليها الترعة الرئيسية ( ميجر كانال) كما تم بناء قناطر لحجز المياه فيها عند كل إحدي عشر كيلو متر طولي تقريباً تسمي في كل منطقة بالقنطرة الرئيسية ( تماماً مثل فكرة القناطرالخيرية في شمال القاهرة علي النيل بمنطقة الدلتا ) ثم تتفرع عند كل قنطرة قنوات فرعية تخترق التفاتيش ( الغيط ) ، كما حفروا الترع أبوعشرينات لتخترق الحواشات المخططة تخطيطاً عالي الدقة .. ثم تتحول تلك الترع لتصب في جداول صغيرة ( أبوستة) ثم إلي جداول أصغر لتتوزع داخل الحواشات لري الأرض بهذه الشبكة متناهية الدقة والتنظيم .. كما أقيمت قناطر أصغر في تلك الترع للتحكم في فتح المياه وفي قفلها حسب الحاجة للري وفق الخطط المعروفة في هذا المجال . وقد تم جلب العمالة الماهرة التي أسست تلك الشبكة المائية من صعيد مصر .. وتلعب وزراة الري الدور الأساس هنا .. لذلك ظلت رئاسة وزارة الري الفعلية حتي اللحظة بودمدني حيث يوجد المقر الدائم لوكيل أول وزارة الري .
** ثانياً :
توليد الكهرباء من خزان سنار( 15 ميغاواط ) لأنه من المعروف بأن توليد الكهرباء من الماء هو من أرخص وأسرع وسائل الطاقة. وذلك لإنارة العاصمة من محطة بري والتي سميت بشركة النور حتي وقت قريب قبل أن تتحول إلي الإدارة المركزية ، ثم الهيئة القومية للكهرباء حاليا ، ولإنارة عدة مدن أخري مثل بركات حيث توجد رئاسة المشروع ومارنجان والحصاحيصا حيث أسست محالج القطن ، وودمدني كعاصمة للمديرية الكبيرة القديمة (الأقليم الأوسط ) والتي كانت تشمل الولايات الأربع الحالية : الجزيرة وسنار والنيل الأبيض والنيل الأزرق. وكان يديرها محافظ واحد كان يسمي مدير المديرية ، والآن يدير ذات الإقليم اربع ولاة وأربع مجالس وزراء يبلغ عددهم أربعين وزيرا بلا عمل مهم غير الشجار والملاواة مع بعضهم ومع الولاة والمجالس التشريعية ، وجيوش من المعتمدين والعطالي الآخرين .
إن جدوي زراعة القطن بالجزيرة هو الذي قام بتحفيز الحكومة البريطانية بأن تنفق تلك النفقات الرأسمالية الباهظة لقناعتها بأن العائد من زراعة القطن وغيره من المحاصيل والخضر التي تعود للمزارع سيكون كبيراً وبالتالي يرتفع مستوي الدخل عند المزارعين.. بل أن إنشاء خزان سنار وما تبعه من ترع وقنوات ستظل أصولاً ثابتة مدي الدهر .. كما أن المشروع لايحتاج لبناء محالج في كل مرة أو مخازن أو ورش صيانة أو مكاتب ومنازل للعاملين أو سكك حديد داخلية لنقل الأقطان من الغيط ( الترماي ) . اي أن الشركة لا تحتاج أن تؤسس مرة أخري للزراعة بنيات أساسية تحتية ذات كلفة عالية ، بل تبقي فقط عملية تعميق الترع في كل عام وتطهيرها من الحشائش التي تمنع الماء من الإنسياب نحو الأراضي المزروعة ، وصيانة المحالج والآليات المختلفة الخاصة بالزراعة وبحراثة الأرض قبل بداية كل موسم زراعي جديد ، علماً بأن هذا النوع من الري يسمي بالري الإنسيابي حيث لا تدخل العمليات الزراعية فيه مجازفات الزراعة المطرية التي تعتمد علي نسبة هطول الأمطار الموسمية ،،،،،،
ونواصل

تعليق واحد

  1. لو قدر للدين اسسوا المشروع ان يروا الحاله الان ..
    بدون سكة حديد…بدون مكاتب ادراية (المفتشين)
    بدون قنوات ..لانها اصبحت زى (ابوعشرين)
    لايمكن لاحد ان يصدق هدا هو المشروع العملاق

  2. .( لذلك ظلت رئاسة وزارة الري الفعلية حتي اللحظة بودمدني حيث يوجد المقر الدائم لوكيل أول وزارة الري .)

    الأستاذ /ودالباشا

    طبعا اليوم وزارة الري تم طردها من مشروع الجزيرة بعدتها وعتدادها ومهندسيها وعمالها وخفرائها

    الذين كانوا يمثلون 38% من عمالة المشروع وتم إستبدالهم بما يسمى روابط المياه ليحلوا محل

    خبير الري ومهنس الري والمفتشين بدون مؤاهلات أو خبرة رأسمالهم مشط وبنطلون وقميص أتوا بهؤلاء

    ليدقوا أخر مسمار في نعش مشروع الجزيرة وطبعا دي كانت أخر حلقة من مسلسل مشروع الجزيرة.

    أشكرك على أن جعلت هذه الحلقات التي تقوم بنشرها للتوثيق لا للمستقبل .لأن هذه الحلقات تتكلم عن

    ماضي عريق لايشعر بمتعته إلا من عاش هذه الحقبة الجميلة من تاريخ المشروع.

    عموما أنت نكأت جرحا لا يندمل ولكن نحن مازلنا في إنتظار موعدنا معك.

  3. الحمد. لله الذي المهني من الهجرة قبل سبعة عشر عاما بعد أن خدمت بالغيط ستة عشر عاما وإلا كنت أصبت بذبحة قلبية لو كنت رأيت بأم عينى ما اقرأه الآن

  4. آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ عليك يا جزيرة ومشروعك العملاق فقد احالت هذه الزمرة الفاسدة اهلك الطيبين الي عطالي يتلمسون لقمة عيشهم من سؤال الآخرين
    سبق وان نادينا لعقد مؤتمر جامع لأبناء الجزيرة الأوفياء بعيدا عن هذه الحكومة العفنة وذلك للنظر وتقديم المفيد من الدراسات والمقترحات التي سوف تعيد للجزيرة مجدها وعطاءها وآمل ان تتبني صحيفة الراكوبة هذا المقترح فهي دائما السباقة لمثل هذه الأمور وليكن مكان المؤتمر في مدينة يسهل الوصول اليها من قبل الكل……

  5. ما له أيقظ الشجون ؟؟؟؟ يا أستاذ ياشا لقد ايقظت فينا ما كان نائما وفتحت فينا جروحا غائرات ما لها عددُ تلك سنين قد خلت وخلف فينا خلف كجلد الاجرب ( كقول الشاعر : ذهب اللذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الاجرب ) نعم هؤلاء الانقاذيين وأسوأ مثال لهم هذا المتعافن الله لا يعفيه مما ارتكبه من جرائم في حق السودان والزراعة وحسبنا الله ونعم الوكيل في أمثال هؤلاء حكام.

  6. اسفاي اسفاي اسفاي
    علي ناس حلوين يتاتو
    يتاتو يتاتو يتاتو
    زي قدلة جنا الوزين يتاتو
    تلقا قليبي يرمح جاي و يرمح جاي يتاتو

  7. الجزيرة ركيزة اقتصاد السودان لماذا ضاعت في عهد الانقاذ ؟ هل بالسياسات الرعناء ام بالحقدالاعمي حلقة يفترض ان تكون في برنامج الاتجاه المعاكس تبثه قناة الجزيرة القطرية هل مزراعي الجزيرة الذين افنوا عمرهم في الزراعة هل عادت عليهم بالرفاهية ام بالامراض المزمنة المستعصية مثل الكبد الوبائي والاستسقاء وامراض المناطق الحارة كما يطلق عليها للاسف هذا ماحصدوها مزارعي الجزيرة في برنامج حتي تكتمل الصورة جاء وزير الزراعة المتعافي المتصابي لابس تي شرت وعربات اللاندكروزر تشقي الارض والمتعافي معروف لدي الشعب السوداني بالانتهازية وبسمته التي ورثها من شيخه سمجة في لحظة المصائب والله رسالتي لاهل الجزيرة الانتفاضة من ودمدني ووالمناقل والحصاحيصا ورفاعة والكاملين والقرشي والمعيلق والعرزاي وابوقوته وكل القري بالعصيان المدني وبالتظاهر حتي ترجع للمشروع عافيته والانقاذ لا ينفع معها السلاح والموت بالسلاح افضل من الموت بالبلهارسيا في مستشفي الخرطوم بعد المعاناة والصبر في الميدان افضل من الصبر علي العمليات واستصال الطحال وملي البطن
    نحن والله بطنا امتلئت كثيرا من الانقاذ لكن املنا في الله كبير
    صحيح ناس الجزيرة تجاربهم مع النضال مريرة زمان ودحبوبة دحر الانجليز صحيح انو ارض الجزيرة مكشوفة تم القبض عليه لكن الملحمة التي سجلها مازالت خالدة في وجدان الشعب وتثري جذوة النضال صحيح المهدي مشي لغرب السودان وفي جبال تقلي التي تسمي بطن امك والمك نمر مشي الحبشة لكن نحن سوف نجاهدهم من ودمدني جذوة النضال ومصنع الرجال والتي خرجت مؤتمر الخريجين واحمدخير المحامي وغيرهم نحن سكتنا كثير لعبط الانقاذ ولكذبهم لكن زمن السكوت ولي وانشاء الله نشوف فيهم يوم اسود

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..