التكفيرون والميديّا

التكفيرون والميديّا

أيمن بابكر المحامي
[email][email protected][/email]

بتاريخ 23 /8/2012م قام جمال الدين الطاهر أبومعاذ (وهو أحد مؤسسي تيّار التكفير بالسودان تخرج من جامعة القاهرة بالخرطوم كلية التجارة وعمل بصنعاء وعدن والرياض) قام هذا بكتابة موضوع على موقع التوحيد الخالص بعنوان:(إطلالة إعلامية على أروقة الجماعة الإسلامية بالسودان) سرد في إطلالته تاريخ نشأة التكفير و الخلافات التي وقعت داخل الجماعة التكفيرية في السودان مع ذكر أهم الشخصيات التي لعبت دوراً في تلك الخلافات، والإطلالة جأت غنيّة بالمعلومات التي تساعد الباحثين في تتبع كيف نشأت الجماعات التكفيرية في السودان وماهي أهم العوامل التي أثرت على نموها ومن أهم الشخصيات التي ذكرها جمال الدين في إطلالته أبو الحسن على السماني وهو أول أمير لجماعة التكفير في السودان درس الخط العربي في كلية الفنون الجميلة بالخرطوم قبل ان يهاجر في بداية الثمانينيات ليعمل مصححاً في قسم الطباعة بجامعة سعود بن عبدالعزيز بالرياض، وقد فقد على السماني إمارته لجماعة التكفير باكراً بسبب أن التكفير قد طاله هو أمير المُكفّرين في ذاته، ليتحول إلى باحث في الشئون الإسلامية عامة قبل أن ينتهى به الأمر إلى رئاسة المؤتمر الوطني بالمملكة العربية السعودية.
وضمن الذين وردت أسمائهم بأنهم من شباب التكفير في السودان ضابط سابق بالقوات المسلحة يسمى أحمد قاسم وهو أحد قادة ثورة الإنقاذ الوطني توفي إبان تنفيذ الإنقلاب وله شارع في مدينة بورتسودان بحي سلالاب يسمى شارع العميد أحمد قاسم.
ولكن دعونا نأخذ خلفية عن موقع التوحيد الخالص الذي نُشرت فيه الإطلالة الإعلامية للتكفيريين في السودان.
منذ بداية السبيعنات من القرن الماضي بدأ تصل المنطقة الإسلامية شخصيات غربية بغرض التخصص في الحركات الإسلامية مثل الأمريكي الدكتور ريتشارد مؤلف كتاب(إيدلويجية الإخوان المسلمين) والفرنسي جليزكيبل مؤلف كتاب (النبيّ والفرعون)الذي رصد فيه الحركات الجهادية في القاهرة في ذلك الحين أيضاً وصلت القاهرة فتاة أمريكية مسلمة تسمى (إنجلينا) لاحقاً عُرفت بالموحدة وأختارت هذه الموحدة على خلاف الغربيين العمل مع تيّار التكفير خاصة وقد أنتسبت هذه الفتاة الى جامعة الأزهر ودرست اللغة العربية ومن ثم غادرت إلى الرياض لتحضير المجاستير والدكتوراة في الشريعة والدراسات الإسلامية هناك تزوجت من أحد المصريين الذين كانوا يرافقون الدكتور محمد قطب شقيق سيّد قطب والدكتور عبد المجيد الشاذلي مؤلف (حد الإسلام وحقيقة الإيمان) وزوج حميدة قطب.
كان صلاح الدين الذي أختارته (إنجلينا) الموحدة زوجاً لها، شاباً مصرياً مفتول العضلات لاتنقصه الوسامة ولا الطموح وبعد حصولها على شهادة الدكتوراة غادرت برفقة زوجها صلاح الدين إلى أمريكا ليؤسسا فيما بعد موقع ومنتدى التوحيد الخالص لاحقاً تطور إلى قناة فضائية، هذا الموقع أستطاع أن يجمع كل نجوم التكفير من جميع أنحاء العالم (طبعاً السودانيون لم يتخلفوا عن الظهور في الموقع) فمنذ شهره الأول وإبان تجريبه أنتسب شابٌ سوداني تحت إسم حركي يسمى الجديد (المغيرة) ولم يلبث إلا فترة حتى جاء شابٌ آخر يسمى النيل (عبدالهادي) الجديد والنيل قد شكلا ثنائية ضاربة على منتدى التوحيد الخالص خاصة في قضايا المناظرات فقد أظهروا فيها مقدرات كبيرة وقد نشر لهما الموقع بحثان في مراجعة بعض تيارات الغلو في التكفير البحث الأول بعنوان: ( التحذير من تكفير الجالس بغير تذكير) والبحث الثاني بعنوان : (الطاعة عند أهل السنة والجماعة معانيها وضوابطها)والبحث الأخير وجد رواجاً وإنتشاراً على مستوى العالم.
وإذا كان منتدى التوحيد الخالص قد عُني بأستضافة المحترفون من نجوم التكفير من جميع أنحاء العالم فإن المنتديات السودانية المحلية أيضاً لم تعدم نشاطاً للتكفير فالدافوري مولع نار في منتدى كبرنارتي مابين التكفيريين والسلفيين (اللعب من دون حكم) وقد استطاع التكفيرون في التقدم على السلفيون في ظل غياب الحكم وقد بدأ السلفيون بالإستنجاد بالأمن وبالمسؤولين في محاولة لإيقاف هجمات التكفير نحو مرماهم.
وبين الإطلالة الإعلامية لجمال الدين الطاهر في منتدى التوحيد الخالص ودافوري التكفير والسلفية في منتدى كبرنارتي تبقى الحقيقة أن تيّار التكفير قد خرج من القمقم والإنطوائية وبدأ في تجريب الميديا في نشر أفكاره.
يبقى السؤال إلى اين سيتجه التكفير بعد خروجه من القمقم والإنطوائية ؟ هل سيلتحق بالمؤتمر الوطني كما فعل قادته السابقين على السماني ؟ أم سيجنح نحو الصدام مع النظام بحسبان أن الحكومة لم تحكم بماأنزل الله.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..