المتهم في هجمات النرويج يخشى من الإسلام وخطط لشن حرب.. توقع حريقا مروعا يؤدي إلى مقتل وجرح أكثر من مليون شخص

*
ترك النرويجي، الذي اتهم أول من أمس بتنفيذ هجومين داخل أوسلو راح ضحيتهما 92 قتيلا على الأقل، رسالة مفصلة تتناول استعداداته ودعوته لحرب مسيحية دفاعا عن أوروبا في مواجهة السيطرة الإسلامية، وذلك وفقا لما ذكره مسؤولون أميركيون ونرويجيون مطلعون على التحقيقات.

وفي حين يتابع النرويجيون الهجوم الذي أوقع أكبر عدد من القتلى منذ الحرب العالمية الثانية، بدأت تظهر معلومات عن المشتبه فيه آندرس بهرنغ بريفيك، الذي يبلغ من العمر 32 عاما. وقالت الشرطة إنه مسيحي أصولي يميني، فيما وصفه أصدقاء بأنه شخص يعشق السلاح ومهووس بما يعتبره تهديدات التعددية الثقافية وهجرة المسلمين.

وقال المسؤول بالشرطة روغر آندرسن في مؤتمر صحافي متلفز: «لسنا متأكدين هل قام بذلك وحده أم كان هناك من يساعده. وما نعرفه هو أنه يميني وأصولي مسيحي.» وفي رسالة مكونة من 1500 صفحة نشرت على شبكة الإنترنت قبل ساعات من الهجمات، سجل بريفيك مذكرات يومية لأشهر من التخطيط للهجمات، وزعم أنه جزء من مجموعة صغيرة تريد «سيطرة سياسية وعسكرية للدول الغربية الأوروبية وتنفيذ أجندة سياسية محافظة ثقافية.» وتوقع حريقا مروعا يؤدي إلى مقتل وجرح أكثر من مليون شخص، وأضاف: «لقد مضى وقت الحوار، لقد أعطينا السلام فرصة، وحان وقت المقاومة المسلحة.» ووُقعت الرسالة باسم «آندرو بيرويك»، وهي طريقة أخرى لكتابة الاسم. وقال مسؤول حكومي أميركي سابق اطلع على القضية إن المحققين يعتقدون أن الرسالة من عمل بريفيك.

وجاءت الرسالة تحت عنوان: «2083: إعلان استقلال أوروبي». وتجعل الرسالة الليبرالية والتعديدية الثقافية على قدم المساواة مع «الماركسية الثقافية»، وتقول الرسالة إنها تدمر الحضارة المسيحية الأوروبية.

وتتحدث أيضا عن اجتماع سري عُقد في لندن خلال أبريل (نيسان) 2002 من أجل إعادة تنظيم «فرسان الهيكل»، وهو تنظيم سري مسلح صليبي. وقالت إن الاجتماع حضره 9 ممثلين لـ8 دول أوروبية، وكان واضحا أنه يشمل بريفيك، فيما لم يستطع ثلاثة أعضاء الحضور كان من بينهم «أوروبي – أميركي».

ولم تذكر الوثيقة أسماء الحضور أو تقول إذا ما كانوا يعلمون بهجمات بريفيك المخطط لها، ولكن يفترض أن المحققين سيحاولون حاليا تحديد إذا ما كان هؤلاء الأفراد موجودين وما علاقتهم ببريفيك.

ويقول توماس هيغهامر، المتخصص في الإرهاب لدى مؤسسة أبحاث الدفاع النرويجية، إن الرسالة فيها تشابه غريب مع رسائل أسامة بن لادن وغيرهم من قيادات تنظيم «القاعدة»، ولكنها من وجهة نظر مسيحية وليست إسلامية. وكما الحال مع رسالة بريفيك، تتناول بيانات تنظيم «القاعدة» المهمة تقارير عن الحملات الصليبية، وتتضمن مظالم تاريخية وتدعو إلى حرب لهزيمة العدو الديني والثقافي. وقال هيغهامر: «تبدو وكأنها محاولة لمحاكاة تنظيم القاعدة، على النقيض تماما.» وكان يعتقد أيضا أن بريفيك نشر مقطع فيديو يوم الجمعة يلخص الحجج التي يؤمن بها. وفي اللحظات الأخيرة من المقطع، يظهر بريفيك بزي عسكري ويحمل رشاشا. ونادرا ما يترك قاتل جماعي مشتبه فيه تقريرا مفصلا مماثلا عن أنشطته. وتتناول الرسالة بالتفصيل شراءه مواد كيميائية، وتجاربه التي تفتقر إلى المهارة في عمل المتفجرات وأول تجربة ناجحة له لتفجير قنبلة في موقع بعيد في 13 يونيو (حزيران) الماضي.

ويتخلل تقريره عن صنع القنابل تفاصيل عن مشاهدته للتلفزيون، بما في ذلك مسابقة الموسيقى «يوروفيجين» والمسلسل الدرامي البوليسي الأميركي «ذي شيلد». وتنتهي الرسالة بـ: «أعتقد أن هذا سيكون التدوين الأخير لي. اليوم هو الجمعة الموافق الثاني والعشرين من يوليو (تموز) الساعة الثانية عشرة وواحد وخمسين دقيقة.» وفي الواقع يبدو أن العملية حظيت بتخطيط بصورة جيدة، ووفقا لما أفادت به الشرطة، فقد جذب بريفيك في أول الأمر الخدمات الأمنية إلى وسط أوسلو عندما فجر سيارة مفخخة أمام مبنى مكتب حكومي مكون من 17 طابقا، ليقتل سبعة على الأقل.

ثم انتقل عبر معبر عام إلى جزيرة أوتايا، حيث نفذ هجوما شديد الحذر على نخبة سياسية حالية ومستقبلية داخل النرويج. وارتدى زي ضابط شرطة، وقال إنه جاء من أجل فحص الإجراءات الأمنية الخاصة بالشباب الحضور في معسكر صيفي سياسي هناك الكثير منهم أبناء أعضاء في حزب العمل الحاكم. وقام بتجميع المخيمين معا وعلى مدار 90 دقيقة قام بإطلاق النيران بصورة منهجية عليهم، وكان يطارد من يهربون. وقتل في ذلك 85 شخصا على الأقل، البعض منهم في السادسة عشرة من عمره.

وقالت الشرطة مساء أول من أمس إنه من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى. ولا تزال هناك جثث في المباني الحكومية التي جرى تفجيرها داخل أوسلو، بالإضافة إلى أربعة ما زالوا مفقودين داخل أوتايا.

وقالت الشرطة إن هناك ذخيرة لم تفجر موجودة في بعض الأبنية وسط أوسلو، ولم تستبعد احتمالية أن يكون هناك أشخاص متواطئون مع بريفيك. وقالت الشرطة إنه كان معه رشاش أوتوماتكي ومسدس، عندما ذهبت الشرطة في النهاية إلى الجزيرة، بعد 40 دقيقة من استدعائهم وفق ما قالته الشرطة، واستسلم بريفيك.

* خدمة «نيويورك تايمز»
الشرق الاوسط

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..