بوب مارلي… مصطفى سيد أحمد… طريقة حياة

1

حقاً، فالطبقة الصوتية ليست هي هي، وثيمات المظهر تختلف أيضاً، اللغة، التكوين النفسي، ملابسات الولادة والحياة والموت، وغير ذلك مما لا يخفى يميز كلا الآدميين اللذين بلغا درجات قصوى في آدميتهما، كل على طريقته، الإفريقيان المتغربان المتعذبان، والمطربان المبدعان الخالدان: مصطفى سيد أحمد المقبول وروبرت نيستا مارلي، هذان اللذان عاشا قليلا وأبدعا كثيرا فأحبهما الناس وخلدوهما في القلب والوجدان والذاكرة، وما ثم شيء بلا ثمن.

2

كلاهما كان صادقاً.. بمعنى الصدق الفني.. أصيلاً في إبداعه الأنيق، ولكن كليهما كان صادقاً أيضاً في حياته اليومية، ومثلما كان بوب مارلي يلزم نفسه لوقت طويل بإعاشة 4000 فقير جامايكي بشكل دائم، يخبر بعض الذين صحبوا مصطفى سيد أحمد في فرقته الموسيقية كيف أنه كان يتبنى مشكلاتهم ذات البعد المالي بشكل تام وكامل، ومثلما أعطى مصطفى مشروعه الموسيقي كل الأولوية وكل الاهتمام، رغم الظروف، فعل بوب مارلي فلم يستسلم للفقر المدقع ولا للتشرد العائلي بعد فراق أبويه الذين تزوجا لفترة قصيرة جداً، كأنما لينجباه للعالم وحسب، ومثلما وظف بوب مارلي فنه وإبداعه لخدمة القضية التي آمن بها، وهي حرية الأفارقة، ووحدتهم، وما كان يعرف بالحقوق المدنية للسود في أمريكا، وظف مصطفى سيد أحمد المقبول فنه وإبداعه وبشكل كامل تقريباً لقضيته المتمثلة في خلاص الشعب السوداني من كل ربقاته وقيوده:

(.. لا بدلت ملامح صوتي

لا غافلني وهادن فني

رمل المدن الما عرفتني

وتبن الصبر الشوقو مصوبر

في الأرياف الكم وفّني

وبالإحساس الجاك مستعجل.. جيت متأنّي

للأطفال الناشفة ضلوعا.. ونازفة.. بغني..

أهدِّي دموعا.. وأطمّن روعا.. ببسمة بكرة الماها تمني

ولا ممنوعة

بتمرق منها.. تدخل مني

شديرا فروعا.. تميد متّنّي

تكوفت فيها نسيمة حنّي

تلاقي طيورا الما ممنوعة..

تجول وتغنّي

عديل لا خايفة ولا مفزوعة..

أغني لشعبي ومين يمنعني..

أغني لقلبي إذا لوعني

مخير دربي الما رجعني

إذا طلعني نخلة القرب

واللا الغربة الكدرومية

بتنزل غنوتي بي قمرية

أو وقعني في بطن الجب..

أغني أغني الناس الما بتسمعني

المني بعيد المبعد عني)

3

من ذا يستطيع، سيداتي آنساتي سادتي، أن يمنع نفسه من أن يتخيل عيني بوب مارلي المغمضتين هاهنا لا تغنيان (الاطفال يا فاطمة بغنوا الأفراح لا بد من ترجع) أو ? على أقل تقدير، تئنان بمقطع مثل: هاهي الأرض تغطت بالتعب، وبالمقابل، من ذا الذي يمنع ملامح مصطفى القوية هذه من الشدو والاهتزاز على أنغام ريقي لم يهتز به، رحمه الله رحمة واسعة، قط:

Get up, stand up stand up for your rights
Get up, stand up: stand up for your rights
Get up, stand up: stand up for your rights
Get up, stand up: dont give up the fight
Preacherman, dont tell me,
Heaven is under the earth.
I know you dont know
What life is really worth.
Its not all that glitters is gold;
alf the story has never been told:
So now you see the light, eh!
Stand up for your rights. come on!

4

ولدا، عاشا، ماتا، ولكن دعونا نعترف أنهما لم يفعلا ذلك مثل أي واحد منا، وأن ما أطلقاه من صيحات مبدعة صادقة لم ينته ولم ينطفئ ، فـ(الأصلو في الجوف اندفن، لا بتنسي، لا بنمحي، لا بنتهي منو الحريق)

فتحي البحيري
صحيفة الحقيقة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..