ملاحظات اولية حول العصيان.

عبدالله مكاوي
بسم الله الرحمن الرحيم
يصعب اصدار احكام قطعية حول العصيان، سواء بالنجاح الكاسح او الفشل الذريع، طالما الحدث نفسه في طور التفاعل، وهذا غير ان اصدار الاحكام القاطعة في مسألة ذات طابع اجتماعي سياسي ثقافي تاريخي، معقد ومتعدد الابعاد، يظل من الصعوبة بمكان موضوعيا. بمعني، هذه الوضعية خاضعة لعوامل الصعود والهبوط من ناحية، وقانون التراكم والاضافة من الناحية المقابلة، وهي بطبعها خارجة علي القياس، ولو انه يمكن الاستدلال عليها بقوة الأثر والتأثير، في البيئة من حولها. ولكن ذلك لا يمنع ابراز بعض الملاحظات الاولية حول العصيان، سواء من الوجهة الايجابية او السلبية؟
اولها، يمكن اعتبار هذه الحراك، سواء بنسخة ال27 من نوفمبر او ال 19 من ديسمبر، هو حراك خارج الصندوق، إذا جاز التعبير. وذلك من خلال استخدام وسائل جديدة (وسائط التواصل الاجتماعي) وكذلك من ناحية الشريحة المبادرة (شباب خارج الاطر التقليدية المعارضة). وهو ما يعني بدوره، كسب رصيد اضافي للجانب المعارض. ولا يصدف ان الاضافة نوعية، وذلك من مدخل بعدها الحيوي والمستنير، فضلا عن الاستعداد للتنسيق مع القوي المعارضة من موقع استقلال.
ثانيها، هذا الحراك جسد واحدة من المبادرات المبتكرة، وتاليا فتح المجال امام مبادرات جديدة بادوات حديثة او وسائل غير تقليدية، تستعصي علي النظام الحاكم (التقليدي بطبعه وآلياته وعقليته) السيطرة عليها. بالقدر الذي تستقطب فيه شرائح جديدة الي دائرة الصراع المباشر. بما يخدم في المحصلة المواجهة الشاملة والجذرية، ضد الطغمة الحاكمة بامر الاستبداد والطغيان.
ثالثها، يظل اهم ما انجزه هذا الحراك او ما احدثه من نجاح منقطع النظير، ليس في احداث حراك هائل في راكد اللحظة التاريخية فحسب، وانما في قدرته علي جمع الصف المعارض بكافة تياراته واتجاهاته بل واجياله، علي قلب قضية واحدة (أسقاط النظام)، والمؤكد هي لحظة طال انتظارها والتشوق لما بعدها. وهو ما يستوجب بدوره المحافظة علي هذا التماسك، ومن ثم إدارته بطريقة مثلي، لانجاز الاهداف الآنية والمستقبلية علي افضل وجه.
رابعها، الحراك حشر الحكومة في زواية ضيقة، وتاليا اخرج ما في جعبتها من افلاس واسفاف في المناهج واللغة، ومن ثم الهرولة ناحية ابطال مفاعيل الحراك ومحاولة إطفاء شعلته الاولمبية، بكل اساليب الترهيب والترغيب الفاسدة التي درج علي اتيانها في الملمات! اي اظهر وجه النظام الحقيقي الطافح بالعنف والعفن، وهو يستعيض عن اكاذيبه وشعاراته الهراء، بوسائل امنية عارية حتي من الغطاء السياسي المهترئ، والحشود المستجلبة بالارهاب والاغراء.
اما الجوانب الاخري التي اظهرها هذا الحراك (المفخرة) والتي تحتاج بدورها لمزيد من بذل الجهد، لتلافي القصور وتجويد العمل من اجل تكلله بالنجاح المرتجي، نجدها تتجسد في الآتي؟
اولا، الابتعاد عن تصوير اي حراك مهما كانت درجة تنظيمه او قدرته علي التحشييد في مواجهة النظام الفاسد اهله، علي انه يشكل الضربة القاصمة او المخرج النهائي لازمة طابعها التعقيد من ناحية، والتأخير عن حلها من ناحية مقابلة، الشئ الذي افرز حالة من التداخل في اتجاهات ومسارات التناول، والتضارب في الوسائل والآليات المفضية للحل النهائي.
ثانيا، الاستعداد المبكر لمعركة طابعها الصعوبة والازاحة، وتاليا تحتاج للنفس الطويل، اي الصبر والعمل الدؤوب والتصدي لحملات الترهيب والتشكيك والتثبيط، وكذلك اجراء تحليل علمي وتقييم عملي لكل خطوة او خطوات يتم اتخاذها في هذا الاتجاه، وذلك مع استصحاب المرونة (تكتيك الكر والفر) في اي حراك جديد او في تجديد ذات الحراك، مع التركيز علي الهدف الاستراتيجي والايمان بحتمية بلوغه. وهو ما يعني بدوره ان اي خطوة في اتجاه الهدف وبغض النظر عن مردودها، هي انجاز يستحق التقدير والاحترام والبناء عليه! اي المهم هو صحة الاتجاه وليس حجم الخطوة! وذلك بالتزامن مع الانصراف عن المعارك الجانبية واساليب التخوين والتهم والاقصاء لكل صاحب راي او موقف محتلف. بمعني امتلاك الحد الادني من البرامج او المشاريع التي تستقطب اكبر قدر من المتضررين والرافضين لنظام الانقاذ، بوصفه حاضنة للفساد والافساد والمفسدين! في الوقت الذي تفتح فيه آفاق اوسع للتحرر والديمقراطية ومشاركة الجميع في تشكيل المستقبل المشترك.
ثالثا، التوافق علي آلية او جسم يسمح بتوحيد الجهود وتنسيق الادوار وتنظيم المساهمات وتوظيف كل الآليات والاساليب المتاحة، لانجاز مشروع الخلاص من ناحية، والنهوض بالوطن والمواطنين من ناحية مقابلة.
رابعا، يجب عدم إستسهال الخصم او الاستهانة بما يملكه من ادوات ووسائل قوة وحركة، وكذلك طبيعة المعركة والظروف المحيطة بميدان الصراع (البيئة الداخلية)، وليس الركون فقط لاخطاء ومفاسد الخصم، حتي وإن كان الخصم لا يملك غير الاخطاء والمفاسد كنظام الانقاذ الخطاء والفاسد بالمطلق! في هذا الاتجاه يجب ملاحظة الآتي؟
اولها، ان النظام مؤسس علي التسلط او يستمد مشروعيته من ممارسة القهر والتعسف، وتاليا يرتكز في نشاطه ويعتمد في بقاءه علي قوات عسكوامنية، لا يصدف انها مؤدلجة وتحتكم لعقيدة حزبية/تنظمية/مصلحية ضيقة، وليس لعقيدة وطنية عامة او ذات مرجعية دستورية عليا! وتاليا، هنالك فارق جوهري بينها وبين المؤسسة العسكرية القومية السابقة التي رافقت ثورتي اكتوبر وابريل. وهو ما يعني بدوره، ان تحييد هذه القوات في الصراع او كسبها لجانب الشعب، يحتاج لجهود مضاعفة وآليات ووسائل اقناع اكثر فاعلية، لدرجة يمكن ان يخصص لها وحدة او فرع في الجسم المعارض، يعهد به لشريحة من العسكريين الوطنيين، بوصفهم الاكثر دراية وتأثير علي ابناء مهنتهم، وذلك من خلال توظيف علاقاتهم وخبراتهم او يمكن الاستعانة باقرباء وجيران منتسبي تلك المؤسسات، لتكوين نواة إختراق لهذه المؤسسات من الداخل! من اجل إعادتها لعقيدتها الوطنية من ناحية، ومن ناحية مقابلة، لقطع الطريق امام التجاوزات العسكرية والمغامرات الانقلابية في المستقبل، وما تجره من كوارث يصعب حصرها او احتمالها.
ثانيها، سيطرة النظام علي وسائل الاعلام في الداخل، وتاليا قدرته علي تغبيش وعي البسطاء، والتشكيك في اي حراك معارض لمشاريعه التخريبية النهبوية! وهو ما يبرر بدوره، التوجه مباشرة لانجاز مشروع القناة الفضائية المعارضة، التي جف حلق مولانا سيف الدولة ويراع الاستاذ خضر عطا المنان في الدعوة لقيامها. فهي إن لم تفلح في السيطرة علي فضاء الاعلام الداخلي، فأقلاه ستمكن اكبر قدر من الجماهير، من معرفة فساد وجرائم النظام وترف ونزق اعضاءه، وتاليا تعبئتهم ضده! وذلك اضافة للتبشير بمشروع المعارضة البديل. وكم افتقدنا بدرها في ايام التبشير بالعصيان والتوثيق لابداعاته (وفي البال ابداعات اهلنا في نيالا وهم يرسلون بالونات موشحة بمطلب الرحيل في الفضاء، كما وثقها راديو دبنقا). كما انه لشئ مؤسف بل عيب كبير، ان نجد سفاح ومجرم حرب ولص متبلد الاحساس وعاطل المواهب والقدرات وراعٍ للفساد والمفسدين كالبشير، يصدق البسطاء والعساكر انه حامي حمي الارض والعرض، كما تصفه اجهزة الاعلام المحلية! دون ان يطرف لها جفن! او يتم الرد علي هذا الهراء والزيف والانحطاط القيمي والاخلاقي، من خلال منابر موازية في الانتشار والتأثير؟!
ثالثها، وهو الاهم، سيطرة النظام ليس علي مفاصل الاقتصاد، ولكن علي التشغيل في مؤسسات الدولة العامة والخاصة، بل وتحكمه في مجمل الانشطة الاقتصادية في الحياة العامة! أي السلطة هي اقرب لجهاز احتكار اقتصادي او سمسرة اقتصادية، منها للسلطة السياسية والسيادية العامة! بمعني آخر، التوظيف هو جزء من آليات تحكم النظام، وكذلك تردي البيئة الاقتصادية العامة، واحتكارها بواسطة الصفوة الانقاذية الطفيلية، الشئ الذي حدَّ من خيارات المواطنين واستقلالهم؟ والحال كذلك، يصبح الموظفون في الدولة هم رصيد للنظام بشكل او آخر، ولا يعني ذلك بالضرورة ان كل الموظفين انقاذيون، ولكن يعني قدرة النظام علي التحكم بالموظفين من خلال تهديدهم بالفصل التعسفي! وتاليا، الزج بهم الي عوالم المجهول، في بيئة أصلا ممتنعة علي تقديم حتي حد الكفاف! خصوصا لقطاع غير مدرب علي امتهان الحرف او المهن الحرة، وهذا في حال لم يحتقرها! وبكلام اكثر وضوح، الحكومة تقوم بتعيين جيوش من العطالة المقنعة، وتقدم لهم نوع من الفتات او تربطهم بجهاز الدولة/السلطة عبر المرتبات الشهرية، بقصد شراء صمتهم او نظير تخليهم عن كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية، بل حتي المهنية من خلال مصادرتها للعمل النقابي؟! وذات الامر ينطبق علي الحرفيين واصحاب المهن (الهامشية!) وذلك عبر شغلهم طوال اليوم بتوفير فقط ما يبقيهم علي قيد الحياة، ودونما اجازات او حتي ضمانات مرضية! وهم يواجهون غول التضخم وندرة فرص العمل (لان الانقاذ مشاريعها الحقيقية، كلام فارغ وشعارات جوفاء ووعود سراب، وهذا عندما لا تنهب وتحطم المشاريع الاقتصادية القائمة قبل مجيئها الكارثي!)
وهي حالة يصح فيها وصف الدكتور حيدر ابراهيم، بحيونة الانسان السوداني! ويا له من حصاد بائس لمشروع زعموا انه حضاري ويستهدف اعادة صياغة ذات الانسان؟ وكأنه آتي من الكهف او كائن مجرد من الذاكرة والثقافة والخبرة والتاريخ؟! أي المسالة في حقيقتها ليست ذات صلة بالجبن او الشجاعة، بقدر إرتباطها بتدبير المعايِش الحياتية والالتزامات الاسرية تجاه الاسر والاقرباء، ولو ان ذلك لا يمنع ان محصلتها النهائية كانت نوع من التدجين والاستكانة! ولكن ذلك لا يمنع ايضا، تبصير الاخيرين، أي الباحثون عن الاستقرار والمعايِش، أن المستقبل ليس في صالح، لا تحقيق الاستقرار ولا تأمين المعايِش؟! خصوصا بعد أن رفعت الصين ودول الخليج يدها عن دعم هكذا سلطة فاسدة وفاجرة وخاسرة بكل المقاييس، وكذلك لانعدام البدائل الاقتصادية امامها، بعد تدميرها ونهبها وهدرها لكل المخارج والمشاريع والموارد والفرص الاقتصادية؟! في هذا الاتجاه، ومع تناقص مداخيل الحكومة باطراد، مؤكد انها ستوظف ما بين يديها من موارد شحيحة، لصالح مشروع حمايتها بصورة أكبر، وذلك لزيادة المخاطر عليها! وتاليا، ستصبح المفاضلة امام الموظفين/المواطنين بين الجوع والرصاص! اي الامتناع عن مجرد العصيان، لا يوفر بديل غير الموت البطء بالجوع والمرض او القتل السريع او غير الرحيم بالرصاص. ويا لها من خيارات عدمية استدعاها الموظفون والمواطنون باحجامهم عن المشاركة الشاملة في العصيان؟! وهذا بدوره يقودنا لملاحظة في غاية الاهمية، إن لم تكن نقطة تقاطع في الصراع، بين المعارضة والنظام؟ وهي تدور حول ليس المعايش والاستقرار من جهة، والحرية والكرامة والموقف من الديمقراطية كمنهج حكم متقدم من جهة مقابلة فقط، ولكن الاهم في التقسيِّم المجتمعي والاصح الانقسام المجتمعي حول هذه الاحتياجات والقيم والمناهج! بمعني آخر، المعارضة تشكل تقريبا 5% من مجموع السكان وكذلك النظام الحاكم بكوادره ومنتفعيه؟ والحال هكذا، المعارضة اصلا لا تحتاج لمعرفة النظام وسوءه وفساده، لانها الادري به، وهي سلفا تعمل من اجل إزاحته! والنظام بدوره يدري تماما مساوءه وإجرامه، ولكنه يستميت من اجل البقاء. إذا صح ذلك، يصبح الصراع بينهما علي كسب ال90% من مجموع السكان. والاخيرون ما يمكن وصفهم بأهل المعايش، اي محركهم الاساس ليس مسألة الحرية والكرامة والديمقراطية (تزداد حساسيتها لدي الفئات المستنيرة بصفة خاصة والمعارضة بصفة عامة!) ولكن الاستقرار وتوفير مستلزمات الحياة ولو في حدها الادني؟ إذا صح ذلك ايضا، تصبح المنافسة والصراع حول جذب هذه الشريحة العريضة (المعارضة) او تحييدها في الصراع (السلطة)! وتاليا، هنالك خطابان يتوجهان لهذه الشريحة، خطاب سلطوي لغته السائدة التهديد ونبرته الخافتة الترغيب، وعموما هو خطاب عاطفي، وتاليا هو متذبذب وغير مستقر، وتاليا هو هش ويسهل كسره ونسفه من الاساس! ولذا لا يعول عليه، لا لبناء وطن مستقر ولا لتبني مشروع او قضية وطنية حقيقية! مما يصح وصفه بالخطاب التخويفي او التكتيكي او اللاإستراتيجي، اي بوصفه خطاب غير ناضج ويصدر عن سلطة غير شرعية. ولذا لا بديل للخطاب المعارض كي يكسب الرهان علي المدي البعيد، سوي القطع مع خطابات السلطة، خصوصا في نسختها الاستبدادية المتكلسة بسبب السكون والحظر والتمحور حول العرش، وإستبداله بخطاب قائم علي الاقناع والارتقاء، أي يخرج من خانة المعايش والاستقرار كهم حصري، الي خانة الكرامة والحرية وتقبل النهج الديمقراطي، كمخرج وحيد او هدف إستراتيجي، لا يعالج الازمات المستحكمة وبما فيها الهم الاقتصادي (ابو الهموم) والاستقراري فقط! ولكن لإعطاء الحياة معني اسمي والوجود غاية أعظم. وهو ما يعني بدوره، أن مشروع المعارضة يجب ان يتخطي مسألة إزاحة النظام، الي تبني مشروع التغيير الشامل نحو دولة الحداثة وقيم الانسانية. إذا قبلنا هذه الوجهة، رغم ما تستبطنه من وعي نخبوي يحتاج بدوره للتحرر من عقابيله الامتيازية الاحتكارية؟ فهذا يعني ايضا ان المعارضة ضمت الي جانبها شريحة جديدة من الشباب قد تصل بها الي نسبة 10% من مجموع السكان، وتاليا وصول صوت المعارضة الي اكبر قدر من الشعب وقطاعاته الاجتماعية المتضررة، عبر حوامله الجديدة وبادواتهم الحديثة. وذلك بالطبع علي اعتبار ان المعارضة تعلي من شأن ما سبق ذكره، عن الحرية والكرامة ومقاربة النهج الديمقراطي في إدارة شؤون الدولة والمجتمع! وذلك بالتوازي مع وجود حلول وبدائل اسعافية للإقتصاد الذي يعاني الاحتضار. وهذا مرة اخري يقودنا لناحية لا تقل اهمية عن ما ذكر اعلاه، وهي لا تتعلق بتجديد المعارضة لنهجها وتحديث ادوات عملها بما يخدم تحسين اداءها بالمجمل فقط، ولكن يتعلق بالطيف العريض من المجاميع المعارضة غير المنظمة، وذلك من خلال مضاعفة الجهد، او ما يمكن تسميته بالعمل المعارض المزدوج! بمعني، إضافة للجهود النظرية والمعنوية التي لا غني عنها لاي عمل معارض يتقصد النهوض بالوطن، نحتاج الي جهود عملية سواء في جانبها المادي او التنظيمي! بمعني اوضح، يمكن إنشاء ما يمكن دعوته بصندوق دعم المعارضة، يساهم فيه جميع المعارضين داخل وخارج الوطن، وبما تسمح به مقدرتهم وظروفهم وطبيعة التزاماتهم، واول الغيث يمكن ان يوظف لرعاية اسر المعتقلين والمناضلين كما اشار البعض، ومن بعده تأسيس القناة الفضائية السالف ذكرها (هل يعقل ان يمتلك حسين خوجلي قناة فضائية، والمعارضة بكافة اطيافها لا تمتلك واحدة؟!). وايضا يتم توظيف العلاقات الخارجية والمهنية في اي مجال لصالح دعم المعارضة، ليس آنيا فقط، ولكن ايضا بعد إزاحة هذه الفاجعة الانقاذية، وذلك بالمساعدة في إعادة بناء ما دمرته الانقاذ؟! والخلاصة، ان يتم وضع تصور لمشروع نهوض متكامل بجناحيه النظري والعملي. ويحضرني في هذا المقام، الجهد المزدوج الذي يقوم به الوطني الغيور الاستاذ عبدالرحمن الامين، سواء في جانبه الصحفي الاستقصائي الذي يحفظ حقائق الفساد دامغة لهذه المنظومة الانقاذية (الحاكمة باسم الله) للجيل الحالي لاخذ الحيطة والحذر، والاجيال القادمة لاجل العبرة والاعتبار، او في جوانبه العملية الاخري لخدمة الجهد المعارض، من خلال قيامه بالمبادرات الذاتية، كأشد ما يحتاجه درب النضال الطويل الشاق.
وكخاتمة لهذه الملاحظات، نتوجه بسؤال او استفهام، وهو كيفية تحويل حراك 27 نوفمبر وامتداده 19 ديسمبر بزخمه وتلاحمه منقطع النظير، الي حماس ويقظة مستمرة، او نقطة مفصلية في المواجهة الشاملة مع هكذا نظام عدمي؟ اي كمحطة تأسيسية لازاحة النظام اولا وبناء الوطن ثانيا؟ اما متي يحدث ذلك؟ فهذا متروك لإبداع شعب لا تنقضي إبتكاراته؟!
وأخيرا مبروك شباب 27 نوفمبر، وانتم تحقنون مُنشِّط المقاومة في شرايين أمه، اصابتها شرذمة طفيلية بالانيماء الحادة وهي تقتات من دماءها وتحرمها الرعاية بل والاحترام. ومرة اخري شكرا جزيلا شباب 27 نوفمبر، ومعا حتي نكمل المشوار. ودمتم في رعاية الله.
اضرب على الحديد وهو ساخن . نتوقع عصيانا ثالثا خلال العام الجديد يكون اكثر أحكاما وتنظيما فنحن الان فى موقف هجوم وهم فى موقف دفاع .
هيا الى عصيانكم يرحمكم الله …
اضرب على الحديد وهو ساخن . نتوقع عصيانا ثالثا خلال العام الجديد يكون اكثر أحكاما وتنظيما فنحن الان فى موقف هجوم وهم فى موقف دفاع .
هيا الى عصيانكم يرحمكم الله …
تنويع أساليب المقاومة والنضال ضروري..
الدعوة لمظاهرات سلمية في كل المدن سيربك النظام ويضعه في محنة حقيقية خاصة بعد تصريح الراقص بقمع وقتل المتظاهرين.. لن يجرؤ النظام على البطش بالمتظاهرين لأن كل انظار العالم تراقب بالصوت والصورة ما يجري في السودان..
(مهداه من السودان الي شعب السودان !!)
آهات حزن
هل سدت الابواب ام ضاعت السبل
وهل الى منزع من ضيعتــي امـــل
هــل كــل ابــن اربيــه واكفلــــــــه
ما ان يشـب عن الاطـواق يرتحــل
لمـا العقوق؟ وما ابديـت فـي زمــن
ضيقا فما شيمتي التقتيــــر والبخــل
بسطت يدي فـي نهريـن مبتهجـــــا
فطابــت بطيبهمــا الامــواه والاكـل
تلك الجزيـرة قـد بشمـت بيادرهـــا
من كـل صنف علـى افنانــه ثمـــل
وكردفان بها الخيرات قد جمعـــت
في البان جديد قوافي الشعر تمتثـل
ودارفور قــد نفضـت ضفائرهــــا
تمايست منها في روضاتها خصل
توشحت كسلا في الشــرق بهجتها
من توتيل والقاش تنضو وتنتعـــل
وفي الجنوب كم للحســن مزهــرة
يغريك في نهلها من طيبهـا عـــلل
وفي الشمال باسقــات لهـــــا ارج
ترمق الافق عل الضيم يرتحـــــل
كل المحاسن في اثوابي قد جمعت
لكـل ما تعشـق الالبـاب والمقــــل
لم افرق بين ابنائي ومن قصدوا
وما اصــاب يـدي شــح ولا كلل
ما لي ارى وجوها كدت احسبها
من اهل ودي بهدم الدار تحتفــل
وعجبا ارى من ارفدتهم حقبـــــا
يرجون ذلــي وما اعيتهم الحيــل
يا حسرة على ابنائي فهل قنعــوا
من الحياة بزيف العيش ام جهلوا
وهل تهنــا الحياة بموطــن ابـــدا
وكل بنيــه في الساحــات تفتتـــل
وما حسبــت تخدشنــي اظافركـم
فكيف جرحي بايدي الغير يندمل
لم يقتلونــا بشــئ نحــن نجهلـــه
بفتنــة غــدر يوروهــا فتشتعـــل
وشعــارات افــك بتنــا نرددهـــا
ضاع بها العزم والتدبير والعمل
فلكم مـن طامـع قــد بت ارقبــه
لم يخف عني مر هجائه الزجـل
وكم من ضاحك لمعت نواجــذه
والسم يخفيــه في انيابه العســل
وكم من شامت ظهرت شماتتـه
ولم ينهه دين عنها ولا خجــــل
جفا عيني الكرى دهرا احايلــه
وهل مع الضيم جفنا منه يكتحل
سوس اصاب مفاصلي فاوهنها
ما علمت في ابنائي قبلها خطل
قد سقتهم سلاف العز مرضعتي
من اين اتاهم التلبــيس والخلل
فمـن رأي عزه في غير موطنه
ما أكرمــته مواثيــــق ولا دول
ان اضعتموني ضاعت حقيقتكم
لن يظلكم بعدي سهــل ولا جبل
من بـاع اهلـه ارضـاء لغيرهـم
رماه الدهر وان اربى به الاجل
اهات حزن من الاعماق اطلقها
عسى يوما الى اذن تعي تصـل
**
شكرا استاذ مكاوي على هذا العرض التحليلي الوافي وهو يتسم بالواقعية وابراز نقاط مهمة يلزم الحرص الشديد على مراعاتها في اي حراك مستقبلي جامع .بالنسبة لي شخصيا أجد ان العصيان أنجز فعلا لاقولا أهدافا لايمكن إغفالها ومن ضحالة الرأي أن يتوقف تقييمنا على إحصائيات الدوام المكتبي حتى وإن بدت حقيقية وهي ليست كذلك في أجواء خلقتها السلطة من قفل طرقات لتوحي بانسياب الحركة والاهم هذا الترويع المخالف للدستور وحق التعبير عن الرأي.الصدى الخارجي والداخلي كان واضحا جدا وارتجاف السلطة بكل كياناتهاودرجة التحسّب كان مما حرصت على نقله وسائط إعلام عالمية ولعل الجميع لاحظوا النبرات المعادية للحكومة في كل الإعلام العالمي الذي عني بمتابعة اخبار العصيان..حقيقة حكومة مالها صليح حتي عند المجاملين وباذلي عطية المزّين لها على مضض …هذا كوم.والكوم الآخر أوجز التعبير عنه الأخ محمد ابراهيم جاري وصديقي االذي اجريت معه هذه الونسة بعد عودته من الدوام في الجهة التي يعمل بها…أحد المصارف وسط الخرطوم وهذه الافادة مهمة جدا أرجو أن نقرأها بتمهّل وصبر عليهافهي هادية لنا لما ينبغي مراعاته مستقبلا .
سألت الأخ محمد:
تمشي الشغل كيف يا محمد؟انت ما مقتنع بالعصيان ولّ شنو
قال:والله اقتناعي بيهو فايت الحد
سألته:طيّب ليه مشيت البنك؟
قال:ياخي بصراحة الفكرة هايلة لكن المسألة كانت تحتاج لشوية تكريب
سألت: كيف يعني؟
قال:شوف أكان أنا كان غيري في البنك وكلنا مع العصيان لكن مافي أي طريقة نعرف بها مدى التزام الجميع
اسأل ……..
يجيب:صراحة كل واحد خايف يكون لوحده وتستفرد به الادارة ولو كنا اتفقنا كلنا من اليوم السابق ماكنا نخشى اجراء ضدنا مجتمعين .نعم معانا كيزان لايشاركون لكن عددنا معقول برضو
أسأل: …….
يجيب:والله كمان انا شايف كان العصيان يخلوا ناره تحمى شوية اكتر
أقول لمحمد :انا ما فاهم قصدك
يقول :يا ريت لو الحالة تغلي شوية أكتر وياريت جهات دخّلت خشمها تسكت
ويضيف م
حمد ابراهيم قبل أن يمد يده لي مودعا:”صدقني رغم حضور العاملين كلنا كنا نحس طيف العصيان فوق روسينا واقف ودا براهو تدريب جيّد.الموضوع محتاج تكريب اكتر وكل شئ لصالح شباب الثورة وللوطن مع الصبر ودقة التخطيط وعدم استعجال النتائج
فعلا كلام وتحليل موفق واتفق معاك انا كنت بقول للشباب نفس كلامك ده انو النظام بقى بعول على المهمشين وديل الماقدرنا كشباب نصلهم ونشكل حد ادنى من الوعي لديهم لانو ديل هم محرك اي ثورة وشريانها الدفاق … فكل الناس لاحظت لحشد كسلا واغلبو اريتريين وسكان اريف اما انسان كسلا الواعي المثقف فشكل عصيان ناجح اضطر الوالي لاستجلاب اهلنا البسطاء والاستعانة بجالية الحبشة ( بدولتيها ) الشقيقة…
فبالتالي انا شايف الجولة التانية من العصيان رغم انو نجاحها بصراحة اقل من يوم 27 لكن اكثر فائدة بمعادلة بسيطة تتمثل في اعتراف النظام بصوت اكثر علوا بالعصيان من الرقاص مرورا بكل الكيزان و حتى اخر مغفل فالحدث ححق مطلبو بالزخم الاعلامي الحصل وبرضو عرفنا اساليب النظام لمواجهة الحراك كانت كيف …
والاخيرة ودي اهم نقطة انتبهنا لللخل وين زي ماقلت في حتة المهمشين المستجلبين
فالموضع اساسا ما اسقاط نظام بالعصيان لانو ببساطة العصيان بكون هدفو شل جهاز الدولة وبالتالى النظام لا يستطيع الصمود ويسقط بفعل عوامل تانية اضافية لكن اساسا جهاز الدولة الان مشلول دون عصيان لانو ماف انتاج و موت الخدمة المدنية اكلينكيا ما محتاج شرح ولا نقاش ولا مراء…
الموضوع عمل تراكمي ودي حاجة مهمة لاي حركة تغيير فالتغير كما طبيعة الاشياء لابولد كبيراولا يتخلق من العدم بل ينمو بالتراكم تماما ككرة الثلج ويتخلق من الاسباب الموضوعية للمجتمع ….ببساطة الموضوع اشبه بمعكسر تدريبى لفريق كرة قدم لو ظل يستعد بمواجهات مع فرق سهلة لن يكتشف الخلل وحيسقط عند مواجهة الخصم القوي في اول مبارة تنافسية نتيجة لزراعته للوهم اثناء الاعداد فمن الطبيعي ان يكون الحصاد العدم كما قال زيدان ابراهيم …
اولا معرفة ادارة شباب العصيان عمل جميل حتى يتم الدعم بواسطة خبراء وطنيين لادارة العصيان
دخول طابور خامس تابع للنظام فى مجموعة الشباب واضح للعيان
دخول الاحزاب مع ادارة العصيان كان وبالا على العصيان
ان هذه الاحزاب متعاونة مع النظام لذلك كل خطوات العصيان كانت مع الحكومة
كل الشعب اسلامين وعلمانين كانوا مع شباب العصيان لكن ظهور الحركات والاحزاب افشل العصيان
لابد من عمل تدابير واضحة للموظفين حتى نضمن مشاركتهم لانهم من داخل النظام يقدروا يفيدون العصيان اكثر
لابد من التحكم فى مداخل العاصمة كلها لحث ومنع الموظفين من دخلول العاصمة حتى نضمن شلل كامل للعاصمة
لابد للمغتربين من المساهمة المالية للعصيان لانها عصب الحياة للعصيان
اهم انجازات العصيان ..
لم يعد هناك من يسال : البديل منو ؟
اتحليل جيد وانا اضيف ان العصيان نجح بنسبة عالية وما ولولت وجزع مسؤوليها وخطرفاتهم وبذاءاتهم التي جبلوا عليها الا دليل علي هذا النجاح كما ان هذا الحراك اصابهم في مقتل وهم الذين ظلوا علي مدي اكثر من عام يفلقون دماغنا بمسرحية الحوار وكان الغرض منها ارسال رسالة للمجتمع الدولي الذي يمسك بخناقهم ويشترط للتعاون معه من ضمن شروط كثيرة تحولا ديمقراطيا ومجرد تناقل الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي عن اخبار العصيان ارجعهم للمربع الاول وكادوا بمسرحيتهم الحوارية ان يخترقوا المجتمع الدولي ويوهمونه انهم استوفوا واحدا من المطلوب منهم حتي يفكوا الحصار عنهم ..ومن هنا كان الانفعال والجقلبة..شدوا علي الكيزان الاوباش. وعلي الشباب العمل الجاد وسط البسطاء البائسين الذين يقوم بخداعهم ورشوتهم بمبالغ زهيدة او قطعة ساندوتش
هو الفلم كلوا انو قالوا ديل الشوعيين زي ما قلنا المدن اتلمت ناس ارياف وديل بطبعهم عندهم الخوف والتوجس بمجرد ما تقول ليهم شيوعيين يعني كفار هم حيكموكم بعد ما نحن نمشي كههههههههههههههههاااااااااااااا غايتو معاطين معط ملوا المدن بي ناس الريف عشان دي عالم يسهل قيادة واثارتها كهههههههااااا تكتيك ذكي برضوا الناس تعترف لكن مصيرهم يقعوا شيء مؤكد بعد كل الاحداث دي
اولا العصيان لا يختلف اثنان فى نجاحه سوى الاول او الثاني بدليل الايام والساعات الحرجة العاشها النظام مرور بتجمعهم ليلة العصيان الاخير باستاد المريخ وتمكنهم من وسائل المواصلات اضافة للرسالة التتطمينبة المبالغ فيها بعدم الخروج والتزام البيوت مما اوجد مساحة زمنية للنظام للتركيز على افشال العصيان وهم يعلمون سلفا بان الملعب خالي فارتفعت مخاوف الاسر وارسلو ابناءهم للمدارس وقد كنت اشاطر الاخ المعلق جركان فاضي بان لابد من استحداث تكتيكات تلخبط حساباتهم مثل استعدادنا للخروج العطيم واكتساح الخرطوم ومناشدة الموظفين للبقاء وعدم الخروج والا سوف يصبحون هدفا مشروع وكذلك التجار وانا هنالك عمليات نوعية لشلل النظام وخلايا نائيمة سوف تتحرك وبذلك يمكن ان تخلق زحمة بالموصلات بعد اقتناع ملاك العربات الخاصة بخطورة الوضع وتشتيت النظام خاصة انه لا بثف فى الشرطة مجمل الحديث لابد من رسالة هلع تصل للشعب خاصة وكما ذكرت ان الوعي السياسي غائب .لدى الكثبر فمن الذكاء توظيف هذا الوضع لصالحتا عموما انا وكثر نؤمن بمواصلة المسير واقترح بان ندشن ثاتي ايام العام الجدبد لان اليوم الاول يوم واحد يناير اصلا اجازة وسوف يتعلل موظفين لولايات بانعدم البصات السفربة خاصة ان لهم مواقف مع النظام
تنويع أساليب المقاومة والنضال ضروري..
الدعوة لمظاهرات سلمية في كل المدن سيربك النظام ويضعه في محنة حقيقية خاصة بعد تصريح الراقص بقمع وقتل المتظاهرين.. لن يجرؤ النظام على البطش بالمتظاهرين لأن كل انظار العالم تراقب بالصوت والصورة ما يجري في السودان..
(مهداه من السودان الي شعب السودان !!)
آهات حزن
هل سدت الابواب ام ضاعت السبل
وهل الى منزع من ضيعتــي امـــل
هــل كــل ابــن اربيــه واكفلــــــــه
ما ان يشـب عن الاطـواق يرتحــل
لمـا العقوق؟ وما ابديـت فـي زمــن
ضيقا فما شيمتي التقتيــــر والبخــل
بسطت يدي فـي نهريـن مبتهجـــــا
فطابــت بطيبهمــا الامــواه والاكـل
تلك الجزيـرة قـد بشمـت بيادرهـــا
من كـل صنف علـى افنانــه ثمـــل
وكردفان بها الخيرات قد جمعـــت
في البان جديد قوافي الشعر تمتثـل
ودارفور قــد نفضـت ضفائرهــــا
تمايست منها في روضاتها خصل
توشحت كسلا في الشــرق بهجتها
من توتيل والقاش تنضو وتنتعـــل
وفي الجنوب كم للحســن مزهــرة
يغريك في نهلها من طيبهـا عـــلل
وفي الشمال باسقــات لهـــــا ارج
ترمق الافق عل الضيم يرتحـــــل
كل المحاسن في اثوابي قد جمعت
لكـل ما تعشـق الالبـاب والمقــــل
لم افرق بين ابنائي ومن قصدوا
وما اصــاب يـدي شــح ولا كلل
ما لي ارى وجوها كدت احسبها
من اهل ودي بهدم الدار تحتفــل
وعجبا ارى من ارفدتهم حقبـــــا
يرجون ذلــي وما اعيتهم الحيــل
يا حسرة على ابنائي فهل قنعــوا
من الحياة بزيف العيش ام جهلوا
وهل تهنــا الحياة بموطــن ابـــدا
وكل بنيــه في الساحــات تفتتـــل
وما حسبــت تخدشنــي اظافركـم
فكيف جرحي بايدي الغير يندمل
لم يقتلونــا بشــئ نحــن نجهلـــه
بفتنــة غــدر يوروهــا فتشتعـــل
وشعــارات افــك بتنــا نرددهـــا
ضاع بها العزم والتدبير والعمل
فلكم مـن طامـع قــد بت ارقبــه
لم يخف عني مر هجائه الزجـل
وكم من ضاحك لمعت نواجــذه
والسم يخفيــه في انيابه العســل
وكم من شامت ظهرت شماتتـه
ولم ينهه دين عنها ولا خجــــل
جفا عيني الكرى دهرا احايلــه
وهل مع الضيم جفنا منه يكتحل
سوس اصاب مفاصلي فاوهنها
ما علمت في ابنائي قبلها خطل
قد سقتهم سلاف العز مرضعتي
من اين اتاهم التلبــيس والخلل
فمـن رأي عزه في غير موطنه
ما أكرمــته مواثيــــق ولا دول
ان اضعتموني ضاعت حقيقتكم
لن يظلكم بعدي سهــل ولا جبل
من بـاع اهلـه ارضـاء لغيرهـم
رماه الدهر وان اربى به الاجل
اهات حزن من الاعماق اطلقها
عسى يوما الى اذن تعي تصـل
**
شكرا استاذ مكاوي على هذا العرض التحليلي الوافي وهو يتسم بالواقعية وابراز نقاط مهمة يلزم الحرص الشديد على مراعاتها في اي حراك مستقبلي جامع .بالنسبة لي شخصيا أجد ان العصيان أنجز فعلا لاقولا أهدافا لايمكن إغفالها ومن ضحالة الرأي أن يتوقف تقييمنا على إحصائيات الدوام المكتبي حتى وإن بدت حقيقية وهي ليست كذلك في أجواء خلقتها السلطة من قفل طرقات لتوحي بانسياب الحركة والاهم هذا الترويع المخالف للدستور وحق التعبير عن الرأي.الصدى الخارجي والداخلي كان واضحا جدا وارتجاف السلطة بكل كياناتهاودرجة التحسّب كان مما حرصت على نقله وسائط إعلام عالمية ولعل الجميع لاحظوا النبرات المعادية للحكومة في كل الإعلام العالمي الذي عني بمتابعة اخبار العصيان..حقيقة حكومة مالها صليح حتي عند المجاملين وباذلي عطية المزّين لها على مضض …هذا كوم.والكوم الآخر أوجز التعبير عنه الأخ محمد ابراهيم جاري وصديقي االذي اجريت معه هذه الونسة بعد عودته من الدوام في الجهة التي يعمل بها…أحد المصارف وسط الخرطوم وهذه الافادة مهمة جدا أرجو أن نقرأها بتمهّل وصبر عليهافهي هادية لنا لما ينبغي مراعاته مستقبلا .
سألت الأخ محمد:
تمشي الشغل كيف يا محمد؟انت ما مقتنع بالعصيان ولّ شنو
قال:والله اقتناعي بيهو فايت الحد
سألته:طيّب ليه مشيت البنك؟
قال:ياخي بصراحة الفكرة هايلة لكن المسألة كانت تحتاج لشوية تكريب
سألت: كيف يعني؟
قال:شوف أكان أنا كان غيري في البنك وكلنا مع العصيان لكن مافي أي طريقة نعرف بها مدى التزام الجميع
اسأل ……..
يجيب:صراحة كل واحد خايف يكون لوحده وتستفرد به الادارة ولو كنا اتفقنا كلنا من اليوم السابق ماكنا نخشى اجراء ضدنا مجتمعين .نعم معانا كيزان لايشاركون لكن عددنا معقول برضو
أسأل: …….
يجيب:والله كمان انا شايف كان العصيان يخلوا ناره تحمى شوية اكتر
أقول لمحمد :انا ما فاهم قصدك
يقول :يا ريت لو الحالة تغلي شوية أكتر وياريت جهات دخّلت خشمها تسكت
ويضيف م
حمد ابراهيم قبل أن يمد يده لي مودعا:”صدقني رغم حضور العاملين كلنا كنا نحس طيف العصيان فوق روسينا واقف ودا براهو تدريب جيّد.الموضوع محتاج تكريب اكتر وكل شئ لصالح شباب الثورة وللوطن مع الصبر ودقة التخطيط وعدم استعجال النتائج
فعلا كلام وتحليل موفق واتفق معاك انا كنت بقول للشباب نفس كلامك ده انو النظام بقى بعول على المهمشين وديل الماقدرنا كشباب نصلهم ونشكل حد ادنى من الوعي لديهم لانو ديل هم محرك اي ثورة وشريانها الدفاق … فكل الناس لاحظت لحشد كسلا واغلبو اريتريين وسكان اريف اما انسان كسلا الواعي المثقف فشكل عصيان ناجح اضطر الوالي لاستجلاب اهلنا البسطاء والاستعانة بجالية الحبشة ( بدولتيها ) الشقيقة…
فبالتالي انا شايف الجولة التانية من العصيان رغم انو نجاحها بصراحة اقل من يوم 27 لكن اكثر فائدة بمعادلة بسيطة تتمثل في اعتراف النظام بصوت اكثر علوا بالعصيان من الرقاص مرورا بكل الكيزان و حتى اخر مغفل فالحدث ححق مطلبو بالزخم الاعلامي الحصل وبرضو عرفنا اساليب النظام لمواجهة الحراك كانت كيف …
والاخيرة ودي اهم نقطة انتبهنا لللخل وين زي ماقلت في حتة المهمشين المستجلبين
فالموضع اساسا ما اسقاط نظام بالعصيان لانو ببساطة العصيان بكون هدفو شل جهاز الدولة وبالتالى النظام لا يستطيع الصمود ويسقط بفعل عوامل تانية اضافية لكن اساسا جهاز الدولة الان مشلول دون عصيان لانو ماف انتاج و موت الخدمة المدنية اكلينكيا ما محتاج شرح ولا نقاش ولا مراء…
الموضوع عمل تراكمي ودي حاجة مهمة لاي حركة تغيير فالتغير كما طبيعة الاشياء لابولد كبيراولا يتخلق من العدم بل ينمو بالتراكم تماما ككرة الثلج ويتخلق من الاسباب الموضوعية للمجتمع ….ببساطة الموضوع اشبه بمعكسر تدريبى لفريق كرة قدم لو ظل يستعد بمواجهات مع فرق سهلة لن يكتشف الخلل وحيسقط عند مواجهة الخصم القوي في اول مبارة تنافسية نتيجة لزراعته للوهم اثناء الاعداد فمن الطبيعي ان يكون الحصاد العدم كما قال زيدان ابراهيم …
اولا معرفة ادارة شباب العصيان عمل جميل حتى يتم الدعم بواسطة خبراء وطنيين لادارة العصيان
دخول طابور خامس تابع للنظام فى مجموعة الشباب واضح للعيان
دخول الاحزاب مع ادارة العصيان كان وبالا على العصيان
ان هذه الاحزاب متعاونة مع النظام لذلك كل خطوات العصيان كانت مع الحكومة
كل الشعب اسلامين وعلمانين كانوا مع شباب العصيان لكن ظهور الحركات والاحزاب افشل العصيان
لابد من عمل تدابير واضحة للموظفين حتى نضمن مشاركتهم لانهم من داخل النظام يقدروا يفيدون العصيان اكثر
لابد من التحكم فى مداخل العاصمة كلها لحث ومنع الموظفين من دخلول العاصمة حتى نضمن شلل كامل للعاصمة
لابد للمغتربين من المساهمة المالية للعصيان لانها عصب الحياة للعصيان
اهم انجازات العصيان ..
لم يعد هناك من يسال : البديل منو ؟
اتحليل جيد وانا اضيف ان العصيان نجح بنسبة عالية وما ولولت وجزع مسؤوليها وخطرفاتهم وبذاءاتهم التي جبلوا عليها الا دليل علي هذا النجاح كما ان هذا الحراك اصابهم في مقتل وهم الذين ظلوا علي مدي اكثر من عام يفلقون دماغنا بمسرحية الحوار وكان الغرض منها ارسال رسالة للمجتمع الدولي الذي يمسك بخناقهم ويشترط للتعاون معه من ضمن شروط كثيرة تحولا ديمقراطيا ومجرد تناقل الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي عن اخبار العصيان ارجعهم للمربع الاول وكادوا بمسرحيتهم الحوارية ان يخترقوا المجتمع الدولي ويوهمونه انهم استوفوا واحدا من المطلوب منهم حتي يفكوا الحصار عنهم ..ومن هنا كان الانفعال والجقلبة..شدوا علي الكيزان الاوباش. وعلي الشباب العمل الجاد وسط البسطاء البائسين الذين يقوم بخداعهم ورشوتهم بمبالغ زهيدة او قطعة ساندوتش
هو الفلم كلوا انو قالوا ديل الشوعيين زي ما قلنا المدن اتلمت ناس ارياف وديل بطبعهم عندهم الخوف والتوجس بمجرد ما تقول ليهم شيوعيين يعني كفار هم حيكموكم بعد ما نحن نمشي كههههههههههههههههاااااااااااااا غايتو معاطين معط ملوا المدن بي ناس الريف عشان دي عالم يسهل قيادة واثارتها كهههههههااااا تكتيك ذكي برضوا الناس تعترف لكن مصيرهم يقعوا شيء مؤكد بعد كل الاحداث دي
اولا العصيان لا يختلف اثنان فى نجاحه سوى الاول او الثاني بدليل الايام والساعات الحرجة العاشها النظام مرور بتجمعهم ليلة العصيان الاخير باستاد المريخ وتمكنهم من وسائل المواصلات اضافة للرسالة التتطمينبة المبالغ فيها بعدم الخروج والتزام البيوت مما اوجد مساحة زمنية للنظام للتركيز على افشال العصيان وهم يعلمون سلفا بان الملعب خالي فارتفعت مخاوف الاسر وارسلو ابناءهم للمدارس وقد كنت اشاطر الاخ المعلق جركان فاضي بان لابد من استحداث تكتيكات تلخبط حساباتهم مثل استعدادنا للخروج العطيم واكتساح الخرطوم ومناشدة الموظفين للبقاء وعدم الخروج والا سوف يصبحون هدفا مشروع وكذلك التجار وانا هنالك عمليات نوعية لشلل النظام وخلايا نائيمة سوف تتحرك وبذلك يمكن ان تخلق زحمة بالموصلات بعد اقتناع ملاك العربات الخاصة بخطورة الوضع وتشتيت النظام خاصة انه لا بثف فى الشرطة مجمل الحديث لابد من رسالة هلع تصل للشعب خاصة وكما ذكرت ان الوعي السياسي غائب .لدى الكثبر فمن الذكاء توظيف هذا الوضع لصالحتا عموما انا وكثر نؤمن بمواصلة المسير واقترح بان ندشن ثاتي ايام العام الجدبد لان اليوم الاول يوم واحد يناير اصلا اجازة وسوف يتعلل موظفين لولايات بانعدم البصات السفربة خاصة ان لهم مواقف مع النظام