مأساة أستاذي الشوش

كلام عابر

مأساة أستاذي الشوش

عبدالله علقم
[email][email protected][/email]

عندما اختار أستاذي محمد ابراهيم الشوش مستشارا أو ملحقا إعلاميا في سفارة السودان في دولة قطر، حزنت حونا شديدا وكبر عليّ النبأ، وكنت أود أن أنشر وجهة نظري في الحدث على صفحات صحيفة ورقية أو الكترونية ولكني عدلت عن الفكرة للإحترام اللامحدود الذي أحمله لأستاذي فرأيت أن أوجه له الرسالة التالية الشخصية على بريده الالكتروني ثم قمت بتوزيعها على اضيق نطاق ممكن من قائمتي البريدية. كان ذلك عند ذهابه للدوحة قبل بضع سنوات ولكني لما أطلعت على اللقاء الصحفي الذي أجري معه مؤخرا وعلى المبررات الغريبة التي ساقها لقبول منصبه في الدوحة، وجدت أنه من المناسب هذه المرة نشر الرسالة.
**********
أستاذي الجليل
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ولك مني موفور الاحترام والود والأمنيات الطيبة، وبعد،
فقد سعدت في أيام جميلة مضت بالتتلمذ على يديك في المدرج 102 في عام 1964م وكنت وقتها قادما جديدا لجامعة الخرطوم ولعموم الخرطوم من حنتوب والقضارف، أحس برهبة شديدة من المكان والمجتمع الجديد.. كنت أنت أستاذي واحدا من ثلاثة كان لحضورهم الجميل وتواصلهم وبساطتهم في التعامل وطريقتهم في توصيل المعلومة أكبر الأثر في كسر الحاجز النفسي القائم داخلي وإزالة الرهبة والتوجس.. أستاذي موسي المبارك الحسن وأستاذي عون الشريف قاسم طيب الله ثراهما وعطر ذكراهما وأستاذي محمد ابراهيم الشوش متعه الله بالصحة والعافية وأمد في أيامه.. ولكن ما هي إلا شهور قليلة حتى غادر ثلاثتكم الجامعة.. أنت وعون لخارج الوطن وموسى لمقاعد البرلمان.. بعد ذلك لم يسعدني الزمن بأن أكون تلميذا لك وإن كنت أتابع أخبارك على البعد في كلية الآداب وفي دار النشر وفي مجلة الدوحة وفي كندا وتجربتك في النشر وفي لندن وفي الخرطوم من جديد حتى استقر بك المقام ملحقا إعلاميا أو صحفيا في السفارة السودانية في الدوحة وهي وظيفة لا تتسع لمن هو بمثل قامتك بكل المقاييس، وظللت، وما زلت أحرص على اقتناء وقراءة كل ما تكتب، وغني عن القول أني ما زلت أحمل لك نفس الحب والإعجاب القديم الذي لازمني منذ عام 1964م فأنا يا أستاذي أحس بضعف ،جميل ما في ذلك شك، أمام من علموني خصوصا من أحب منهم.
لكن يا أستاذي الجليل ،وأنا أخاطبك خطاب التلميذ المحب، كيف بحق الله انتهى بك المطاف لتصبح ملحقا إعلاميا، وليس سفيرا على الأقل، في ذات الدوحة التي شهدت معك انطلاقة “الدوحة” قبل عقود خلت، وما هو القاسم المشترك الذي يجمعك بهؤلاء الناس الذين تكشفت للدنيا كلها سوءاتهم وسوءات مشروعهم الحضاري وبؤس خطابهم وفعلهم،وأنت سيد العارفين وما الذي يجعلك توظف قلمك واسمك وفكرك وقامتك المديدة لخدمتهم (من فضلك يا أستاذي لا تقل إنك تخدم الوطن وليس النظام) وهل من هو مثلك ،وأنا أعلم أنك لا تخشى سيف المعز ولا تطمع في ذهبه، في حاجة لمنصب أو أضواء أو اعتراف أو إضافة من أحد ؟
أنا حزين لما اخترته لنفسك ، ويزيد من حزني عجزي عن إيجاد تبرير عقلاني لهذا الخيار، فأنت ،شيخي وتاج رأسي، لست ملكا لنفسك فقط مثل الآخرين لأنك قامة وقيمة كبيرة ورمز من رموز الوطن ومشعل من مشاعل التنوير .
ترى هل يتسع وقتك وصدرك لتزيل بعضا من حيرتي وتمسح شيئا من حزني رغم أنك ربما لا تذكر اسمي؟
دمت أستاذي ولك دائما ودي واحترامي.
********
ويبدو أن مشاغل أستاذي منعته من الاطلاع على رسالتي أو الرد عليها أو أنه فضّل عدم الرد.
********
ودارت عجلة الأيام، وأمضى الرجل سنوات في الدوحة مدافعا ومروجا ومبررا حتى استنفذ أغراضه أو نالوا بغيتهم منه فلفظوه ، مثلما يفعلون عادة في مثل حالته، بلا كلمة شكر كما قال في لقاء صحفي (عند نهاية خدمتي لم ترسل لي وزارة الإعلام خطاب إخطار بنهاية المهمة، ولا حتى جواب شكر، وجاءني خطاب بواسطة موظف من الخارجية موجه الى السفير وليس لي.. ومن عباراته التي لا أنساها.. أن المذكور أعلاه… انتهت فترة عمله يرجي منه العودة لوزارة الخارجية بالخرطوم.. بعد كل هذا التاريخ والعمل والسنوات الطويلة تُوصف بالمذكور أعلاه في بلدك).. ماذا كان أستاذي يتوقع غير ذلك فمن تهن عليه نفسه لا بد أن يهون عند الناس؟
وقال مبررا قبوله بالمنصب الصغير رغم تاريخ الكبير (هذه طبعاً من أغرب قصص حياتي، ولكن في الحقيقة سوف اختصرها لك لأنها طويلة.. وأنا حقيقة نادم على قبولي لمنصب الملحق الثقافي بقطر… فالقصة بدأت باتصال من الوزير الأستاذ الزهاوي ابراهيم مالك وزير الإعلام والثقافة، حينها وحدثني عن الوظيفة وهي مستشار إعلامي في قطر، وأنا وقعت لي الفكرة، واعتقدت أن قطر هي أجمل فترات حياتي، والإنسان لديه خيال وذكريات، لذلك اعتقدت أنني سوف أعيد أمجادي، وذاك الماضي الجميل وقبلت الوظيفة) وقال(لم أكن أعلم بأنني سوف أكون موظفاً بالدرجة الخامسة.. والوزير تحدث لي بأنني ستتم معاملتي بطريقة خاصة، وهو حقيقة لم يكن يدري أن الوظيفة تتبع لوزارة الخارجية.. وأن وزارة الخارجية لم تكن مرحبة بفكرة المستشارين الإعلاميين، ولهذا اسمتهم بالملحقين، وجعلت من فوقهم كادر الدبلوماسيين.. ولذلك أنا بعدم معرفتي بالخارجية وعدم معرفتي بالمستوى وطريقة عملها قبلت الوظيفة، وافتكرت أن الشوش بتاع هذا العهد والسنوات، هو نفسه الشوش بتاع السبعينيات.. فاكتشفت أنني مجرد كاتب تقارير، وراصد صحفي وأصبت بالإحباط)، وهو كلام يناقض الحقيقة لأن الدكتور الشوش عمل مستشارا ثقافيا من قبل في لندن وشغل منصب مدير دار الكتب ثم منصب عميد كلية الآداب في جامعة الخرطوم مما ينفي عنه صفة الغفلة أو عدم المعرفة بالوظائف والتدرج الوظيفي وطبيعة العمل في السفارات. (عارف كل حاجة).
أما لماذا لم يستقيل من هذه الوظيفة (المهببة) فقد برر ذلك بقوله (لأنني كنت اعتقد أن العمل سيكون لفترة معينة.. وهذه واحدة من الأخطاء التي سآخذها على نفسي دائماً، وهي قبولي لهذا المنصب، ولن انسى ذلك أبداً.. وعوقبت على هذا الخطأ).والعقاب الذي يعنيه الدكتور الشوش هو ذلك الخطاب المذل الذي أنهيت به خدماته والذي تطرقنا إليه في الأسطر السابقة ، وقد يكون الاعتذار عن الخطأ مقبولا رغم سذاجة التبرير ، فالرجل قد أخطأ في حق نفسه وفي حق الشعب السوداني وفي حق طلابه الذين ما يزال بعضهم،وأنا واحد منهم، يكنون له الاحترام، لكن كان يجب أن يجب أن يعتذر كذلك عن تطبيله للنظام بصورة لا تليق بمثله. (أنا لم أكتب كلمة واحدة تزلفا لحاكم أو نظام ولم أمدح الإنقاذ ).. مقالات الدكتور الشوش على صفحات “الرأي العام” وغيرها لا تشهد باستماتته في التطبيل المعيب فحسب، ولكنها كانت تطفح أحيانا بالعنصرية والعروبوية المفلسة. لماذ لا يعتذر أستاذي الشوش عن أخطائه بدلا من محاولة التنصل منها لدرجة الكذب العاطل من الذكاء؟
****
الدكتور محمد ابراهيم الشوش حالة محزنة تجمعت فيها جميع مكونات أو عناصر المأساة الحقيقية وهو في هذه السن. أحزنني أكثر قوله (ليس مطلوبا من المثقف اعلان انتماء سياسي، ولكن المشكلة في البلاد المتخلفة أن الفرص كلها لدى السلطة.. وهذ البلاد تفتقر إلى المؤسسية ، وصعب جدا للمثقف أن يكسب عيشه، فإما أن يتوه في الشارع أو يهاجر أو عندما يتحدث عليه أن يؤطر كلامه.. ولهذا نجد أن الأغلبية هاجرت وبعضهم تأطّر.) هل هي دعوة أو تبرير للارتزاق من السلطة؟ لقد كان له كامل الحرية ليختار فأساء الاختيار وأساء التقدير وتأطّر أو سعى لأن يتأطّر ولكن لم يتسع له المكان، ثم انتهى به الأمر مهمشا لا أحد يستمع إليه بعدما أعادوه من الدوحة( عندما اتصل عليهم لا أحد يرد .. ولا أحد يريد أن يستمع إلينا، وعدم القدرة على الاتصال تجعلك غير موجود) .. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. حالة تدعو للرثاء ، ولكن الرجل ما زال يتصل ويلهث وراء التواصل، بعد أن أوهمه بعضهم، أو أوهم هو نفسه باستنساخ تجربة مجلة “الدوحة”، ولا أحد يستمع إليه والأبواب مغلقة في وجهه ، والمحزن أنه لا يعلم ، رغم كل ما حباه الله به من ذكاء، أنهم ما عادوا في حاجة له وأن دوره مرحلي وكان لا بد له أن ينتهي. محزن أكثر ألا يحس صاحب المأساة نفسه بمأساته.
ولكن ، عفوا أحبتي.. أنا ضعيف أمام من علّموني، ولا أستطيع مد قدميّ في وجوههم.

قبل الختام:
دخل على الإمام أبي حنيفة رجل جميل الهيئة يبدو عليه الوقار والهيبة، فلملم ابو حنيفة رجليه احتراما لهيئة القادم وكان معتادا ان يمدهما فى حضرة تلامذته .. فلما قعد الرجل وسأل ابو حنيفة قائلا: متى نصلى المغرب؟ فرد أبوحنيفة: عند غروب الشمس. قال الرجل: واذا اتى المغرب ولم تغرب الشمس حينها؟ قال ابو حنيفة :آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه (وفي رواية قدميه).
هناك رواية أخرى تقول أن هذا الرجل سأل أبا حنيفة : متى الصيام ؟ فقال: في رمضان , ثم ساله : متى الحج ؟ فأجابه: في ذي الحجة , قال الرجل: لو صادف الحج رمضان من نقدم على الآخر ؟ فقال أبو حنيفة : آن الاوان لابي حنيفة ان يمد قدميه !
(عبدالله علقم)
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. شامتون طبعاً في هذا الشوش ولن تأخذنا به رأفة ولو وجدناه يتسول لقمة تسد رمقه في محلات بيع الطعمية . ومن قال له بع ضميرك وتاريخك كله من أجل المال؟ وهل مات المتقاعدون واللازمين بيوتهم من الجوع؟ ولكنه صغر النفس والوضاعة ويشهد ألله على قدر ماعايشنا وسمعنا من قبل عن سقوط مثقفين سودانيين وانتهاء حياتهم بمذلة ومهانة الا اننا لم نتوقع مثل هذا الإذلال وهذه المذلة لهذا الشوش وان كان تكالبه ونهمه للمال في مثل هذا العمر ينبئ بهذا السقوط الأخلاقي المشين. الحمد لله ليس أستاذنا ولسنا تلاميذه ولم نكن قراءاً للدوحة ولا مقيمين بها أو زائرين فلنهنأ بالشماتة ومد الأرجل

  2. رائع رائع يا علقم .كم يحزن المرء تهافت هؤلاء العلماء للسلطان ، أو كما سماهم الدكتور على الوردي بوعاظ السلاطين . وكم أحزنني سقوط الدكتور في وحل العنصرية البغيضة ، وكم سعدت برد الدكتور منصور خالد لتطاوله ووصفه ( … المشلخ ) . ليس الدكتور الشوس وحده من وقع في الخطأ، فهناك الدكتور خالد المبارك ، الذي ألهب ظهر النظام بمقالاته النارية في حصيفة الحياة اللندية ، ثم إستدار وقبل بنفس وظيفة الدكتور الشوس بسفارة السودان بلندن .

  3. مصيبة الرجل انه مريض بحب المال ويعتقد في المال ما لايعتقد في غيره .. بهذا يكون حامل لاهم صفات الكيزان ..

  4. لك التحية استاذنا علقم، والبركة فيكم في استاذك الشوش، وهكذا تستبين معادن الناس يا أخي فلا تحزن ولا تأسى، ولتدم أنت علقما في حلوقهم، وضميراً حيا لوطنك ومبادئك وامتك.

  5. انعدام النبل و المروءة و أدنى درجات الحس الإنساني لدى المتأسلمين شيء طبيعي .. (أن المذكور أعلاه… انتهت فترة عمله…) من تجارب التاريخ أن الأمم و الحضارات تبنى على قيم إنسانية ، انظر لسقراط و هو محكوم عليه بالموت يرفض الهرب لإيمانه بتنفيذ القانون حتى و لو كان خاطئا … في أوربا و أمريكا من ينال من خصمه السياسي بصورة تفتقر للنبل يسقط تماما … انظر يا أيها اللبيب لحالنا و دعاة و مدعي الإسلام كيف يتصيدون أخطاء خصومهم و كيف يفبركونها و عندما لا يجدوها يسعون بكل ما يملكون من أدوات الدولة و إمكانياتها لتلويثهم … لن يبني هؤلاء حضارة بل و لن يستطيعوا محاربة الفقر و التخلف لأن هذه تحتاج لقامات لا يملكونها ، و الأصح أنهم صناع الفقر و التخلف . الشوش و محمد محمد خير و خالد المبارك و غيرهم نماذج محزنة و مقرفة لسقوط من كان يظن البعض بهم خيرا ، محزنة لأن حتى من استغلوهم لا يحترمونهم بل يحتقرونهم ، و من كان يأمل فيهم خيرا يشمئز عند تذكرهم …

  6. شكرا لك ايها العلقم لقد القمته حجرا ولكن هذه المصيبة اصبحت ديدن مثقفي بلادي الكبار، وخذ هذه
    الأمثله:
    1) الاوسطي/ د. خالد المبارك
    2) الاوسطي/ أحمد محمد خير
    3) الاوسطي/ سبدرات
    4) الاوسطي القامه/ أحمد سليمان
    5) الآوسطي / فتحي شيلا
    6) الاوسطي / الدكتور نهار ومسار
    7) الاوسطي/ غازي سليمان
    8) المعلم/ الدكنور الباقر وصديقة فضل الله محمد
    9) الضحكه الخفيفه علي القامه الطيب صالح ومحمد وردى (مابنسلم الرئيس للجنائية) وحتي الكابلي
    10) الدكتور محمد ابوساق / ابراهيم عبيدالله/آمال عباس
    11) القين بأن كل مثقف سوداني مشروع انتهازي ينتظر دوره.

    الحل: الطوفان

  7. الاستاذ/علقم الكثير من الذين كنا نعتقد فى يوم من الايام إنهم كبار وكنا نجلهم ونحترمهم ورغم أن النظام الذى كان قادما لتوه فى بداية الثلث الاخير من العام 89 كان مكشوفا لدى العامه من الناس وأنه كان ناتج الجبهه القوميه وقد فعلوها تآسيا بالحزب الشيوعى السودانى الذى كان قد قاد إنقلابه بقيادة جعفر نميرى إستنادا على مقولة (الحكمه ضالة المؤمن آنا وجدها فهو أحق بها) والشخص الوحيد فى السودان وبل فى العالم أجمع الذى لم يك يعلم بأن إلانقلاب حينهاإخوانى بإمتيازهو من ذهب الى القصر رئيساوبمرور الزمن عرف الجميع لماذا هو بالذات الذى لم يكتشف حقيقة الموضوع ؟!! وأذكر كيف تدافعة نخبنا ومثقفينا وعلمائنا حتى الفنانين والرياضيين والملحنين وأساتذة الجامعات الى المؤتمر الذى دعى له فى قاعة الصداقه تحت شعار براق لا أتذكره الان !! وبعد إنتهاء فعالياته التى حققة غرضها لصالح الاخوان إكتشف كل من شارك فى تلك الفعاليه إنه قد تورط بشكل او بأخر فتراجع البعض وطفق البعض الاخر يسب ويلعن ويقول فى النظام مالم يقله مالك فى الخمر !! وسرعان ما تدارك النظام خطائه وقام بتعيين الذين سبوهم وخرجوا عليهم فى ما أطلق عليه وقتها مجلس الشعب وكان اول مجلس شعب إنشىء لتضليل العامه وليس الذين ذكرناهم وأحتواهم فى مؤتمر قاعة الصداقه ،وبالمناسبه وعى العامه كان عائقا وحجر عثره فى إجهاض مخططات النظام الذى كان ينتويها وكان اولها تطبيق الشريعه المشوه وقاوموه بشده وخاصة بعد أن حصل على موافقة ومباركة الصفوه والنخبه ومشاهير ذلك الزمان من لعيبة كره وفنانين ، وقد سألنى موظف كبير كان قد إحيل للمعاش قائلا إن كنت أدرى سبب تدافع نخبنا وصفوة مجتمعنا لذلك المؤتمر الذى كان قد غطى بإعلام كثيف وغزير وتعمد إبراز أسماء المشاركين فيه بشكل لافت للاعمى قبل المبصر؟ فأجبته بعدم علمى !! فضحك ضحكه مجلجله وقال لى : هل تتخيل أن السبب هو ضمانهم صرف عدد جالونين بنزين ووجبة إفطار؟ ثم خبط كفه الايمن بالكف الايسر وإسترسل قائلا : هكذا هم دائما على إستعداد لبيع اوطانهم ومواطنيهم بأبخس وأتفه الاثمان!!والغريب أن العرض مازال مستمرا حتى يومنا هذا ومازالت المصالح الشخصيه هى سيدة الموقف وليس هناك إشعار آخر يبدو فى الافق حتى أن مواليدهم التحقوا بزفة الانقاذ فى ما نرى !!. المتابع لاخبار مصر نوجه عنايته لمتابعة شعار (مؤتمرالحوارالمجتمعى) الذى يدعو له الاخوان هذه الايام و ثم يسألوا أنفسهم ماذا يريد الاخوان بهذا مثلا؟!!

  8. مرارة في الحلق على رجل كان عظيما فاساء التقدير و رمى نفسه تحت اقدام التنابلة فلطخ ثوبا ناصع البياض باوساخهم و قاذوراتهم…. كم كنا – و نحن بين الطفولة و المراهقة- ننتظر عدد الدوحة الشهري لنقرأ مقال الشوش و نشعر بالمتعة و بالفخر….

  9. ومعادن الرجال تظهر في المنعطفات والمحن …. وكثير من البشر حين لا يجد سانحة للسرقة يظن نفسه شريفاً
    أنها مأساتنا في الذين ظننيناهم كبارنا وقدوتنا والذين تعودوا علي رغد العيش كلهم يضعفون أمامه وامام الحوجة ….
    انظر الي مايو وكمية المتعلمين او المثقفين الذين شاركوا فيها …وفي دمار البلد
    وانظر الي لإنقاذ …. كم من الذين ظنبناهم شرفاء وكبارنا…. سقطوا الواحد تلو الآخر من الصادق والميرغني وعبد الرحمن سعيد و…و..وكثيرون أكلوا من ثديهم وفقدوا احترامنا واحترامهم لأنفسهم
    رضي واحترام الإنسان لنفسه شئ لا يقدر بثمن
    وكفاهم هكذا معاناة.يا أستاذي!

  10. يقال بان هنالك ود مفقود بين البروفيسور عبدالله الطيب و الدكتور الشوش وانا علمت الآن سبب فقدان ذلك الود

  11. يا سلام عليك يا علقم ..
    والله ما قصرت وكشفت كل شىء بلغة واحترام كاملين ..
    اكثر ما احزننى فى امر الشوش انه كان يعلم بكل سوءات النظام وكتب عنها مقالات مشهورة وعلقم صادق فى انه قبل بالدونية المذلة له ولاهل العلم عندما حاول اقناع من عينوه بالتمديد بعد ان علم بان اخر لا يحمل اى مؤهلات يفضل عليه فى المنصب ..شفت الانقاذ بتعمل كيف يا شوش وفعلا رفض التمديد له واوتى با لذى يقضى الامور باساليبها المطلوبة ولا يستطيع الشوش رغم مقالاته ودفاعه عن النظام التى اتلوم فيها فى حق الوطن والمثقفين والمتعلمين لصالح اهل الانقاذ الاكثر تخلفا فى عالم القرن الواحد وعشرين

  12. والله لامر محزن ما جئت به واقدر واحترم رايك لدي معلمك لكن الذي اتى به واخرون امثال د خالد المبارك واحمدمحمد خير شئ ينفطر له الفؤاد وتنفقع عنده المرارة كما يقول استاذ جبرا . والسؤال اين يجد هؤلاء من بعد فعلتهم احتراما عند عامة الناس وتلامذتهم واصدقائهم واعتقد انهم لا يستحقونه والرجل تجره المغريات وتزين له الاوهام مكاسب زائلة انه محققها لامحالة وحين “تطير” السكرة وتحضر الفكرة يكتب ما خطه قلم الشوش والله لم تطاوعني يدي لاذكر لقبه العلمي منذ ان نبذت فكرة المسايرة والمجاملة فتوقفت عن احترام ثلاثتهم وان شئت اضف اليهم علي شمو الذي يمسك بكرسي الصحافة التي ينعق بوم الخراب وسطها ومن عجب ينعيها على مسامعنا وكما الشئ بضده يذكر لابد ان اقف اجلالا واحتراما لنفوس ابى عليها احترام ذاتها ان تنجر وتنذلق في مهاوي الخزي والنفاق عاشوا كما نشاوا شرفاء التحية لهم

  13. يعرف عن الشوش أنه يحب نوع معين من الويسكى الفرنسى الذى أدمنه عندما كان يقيم فى كندا وهذا هو السبب الرئيسى الذى جعله يقبل مهنة الذل فى السفارة السودانية بقطر لأن ذلك النوع من الويسكى متوفر هناك والآن بعد أن عاد إفتقد ذلك فأصابه الإكتئاب،،

    بعد توقيع إتفاقية السلام مع الحركة الشعبية ووفاة أحمد عبدالحليم سفير السودان بالقاهرة آنذاك سعى الشوش بيديه ورجليه وكل من له علاقة به وعن طريق الكتابة والمطالبة المباشره عبر عموده الأسبوعى بجريدة الرأى العام لتعيينه سفيرا بالقاهرة وكاد أن أن ينجح لولا أن الحركة الشعبية وقفت له بالترصد وحرمته بسبب عنصريته البغيضة ضد الحركة وهذا ما نتج عنه مساجلاته الشهيرة مع الدكتور منصور خالد حول ذلك إلى الدرجة التى نعته فيها منصور بتساؤله عن كيف تكون عربى ومشلخ،،

    الشوش صار عند الإنقاذ مثل ورقة الكلينيكس وعقبال خالد المبارك ومحمد محمد خير وعبدالله مسار وغيرهم من المنافقين المرتزقة،،،

  14. السيد وزير الخارجيه ومالكها الوجيه المليونير على كرتى .. امثال الشوش المفروض يكون من العماله الرخيصه لانه لا يتبع لتنظيم الاخوان المسلمين الموعود بالجنة فى الدنيا والاخرة .. ووظيفة بواب او حارس او موظف ارشيف تناسبه خاصة وانه يقدم نفسه رخيصة لكل حكومة ..

  15. المضطلع علي كتابات الدكاترة الشوش وخالد الكد يندهش للمدي الذي يجسده المثل السوداني (التركي ولا المتورك)لا اجد ينكر دور العرب والثقافة العربية في تشكيل الوجدان الثقافي السوداني ولكن تنشأ المشكلةعندما ينكر للاخرين في التمسك بثقافاتهم والعرب في الماضي والحاضر ضربوا اروع الامثلة في جدليةتعايش الثقافات. المشكلة عندنا في عرب السودان

  16. يقال ( يسقط الثورى عموديا)….. و نقول لعن الله المعايش الجبارة المذله…المهينة … و ما آل إليه هذا الرجل- محمد إبراهيم الشوش – و أمثاله نتاج دناءة الطبع و الإنتهازيه وهو يستاهل و كفى … و جبر الله كسرك يا أستاذ عبدالله علقم …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..