السيد الفريق .. إنك تزيد القبح قبحاً

السيد الفريق .. إنك تزيد القبح قبحاً

عبد القادر إسماعيل
[email][email protected][/email]

الأخ الفريق عطا .. أخاطبك فيما يوجب النصح و فيما لا يستقيم الأمر بغيره .. و بالواضح .. لا يخفي علي أحد في هذا البلد المنكوبُ بالإنقاذِ سـوء الحال و بؤس المآل ، كل الناس كبيرهم و صغيرهم .. غنيّهم و فقيرهم .. ليس فيهم من لا يعرف الإنهيار و الترّدي أو من لا يحس الخـِلفة و التراجع أو من لا يتنفس الكبتَ و الظلم و المسغبة و الضلال ، و من يغض الطرف أو يداري أو ينافح ، فإنما لعائد شـخصي أو مصلحة أو منفـعة أو موت ضمـير .. هذه أمور تخادعون أنفسـكم إن ظننتم أنا لاهون عنها ، قد تخيـَّرَتِ الإنقاذ قماش الناس ومن أتاح لهم الزمن الرديئ قياد هذا الوطن الذي لا يشبهونه ، تجبّروا و قمعوا و حيـّدوا الشرائح المستنيرة و القِلـّة المتعلمة و شرّدوا الكوادر المؤهّـلة و ذوي الخبرة في الإدارة و الخدمة المدنية و نواحي الإختصاص المختلفة بهيئات التعليم و الصّحة و الإقتصاد و الأدب و الإحصاء و العلوم و الإبتكار والزراعة و التصنيع .. كل ذلك لأغراض التمكين و الولاء و التشبث بالسلطة .. لم يكتفوا بهذا بل ساموا الخلق أنواع العذاب من تقتيل و قهر للصغار و الشباب و حبـس و سـحل و جلد للمناضلين و الرافضين و الحرائر .. ما شـبعوا و ما قـنعوا و ما رضوا حتي امتدت أطماعهم لمال الله في الحج و الذكـاة و كـفالة الأيتام و الأوقافِ طـُرّا ! يتزلـفون السـلطان و يلعقون سعادة بلهاء و يلتحفون النعيم الأجوف .. لا يردهم حياء و لا أصل و لا خـُلق كريم .. كتعوا في المخازيَ ما كفاهم و تسربلوا بالسَّـفه الفاقر فاه .. إشتروا الضلالة بالهدي و باعـوا الدّيار بثمن بخس .. كلما هداهم هاد أو نصحهم ناصح انشـغلوا عنه و اردفوا أعجاز الكذب و السـُّحت و المغالاة و أكل أموال الناس بالباطل .. و كلما شارَ عالمٌ أو عارفٌ أو حكيم .. ناءوا بكلكل سـعيهم خسَّـة و تفلتاً و مماهاة و طغياناً و صلـَفاً و عنجهيّة ، نسـِيَ مسؤولهم و تناسي إذ كان لحافه من جلد شـاة و إذ نعليه من جلد البعيرِ ! فالمعلوم أن خطل الإنقاذ أخي الفريق و عمي بصيرتها و خبال نهجها أمور أبيناءٌ لا يخطِئهنَّ عاقل .. و مع هذا لن نألوكم نصحا حتي يقبض الله قبضـهْ ! و أقول رغم أن إدارة البلاد و العباد أمر يقاس بالأحداث و المواقف عبر أزمنة و ظروف شتـّي و الإجمال فيه مخلٌّ ، إلا أنكم ما سلكتم طريقاً و لا طرقتم منحي بغير عوج .. فلا رعاية و لا سياسة تمارسون و إنـّما تستمسكون بفكر أحادي مهترئ يوهمكم ضيق الأفق أن الخلق لا يرَوْن غيره .. و هذا لعمري شطط و أيّ شطط ! فلكل فعل أو سلوك أو قرار غرٍّ أو حصيف .. عقلٌ يرضي و عقلٌ يأبي و عقلٌ يضيف .. فالمجال ممارسة للسياسة و ليس قواعد فيزياء أو متلازمة حسابية يتوحد الناتج فيها عند الجميع .. و من يسوس الناس يخطط و يُناور و يُحاور و يتمسـّك و يتنازل و يلغي و يبدّل و يكسـب و يخسـر .. علي أن يكون القـصد و المآل مصلحة الناس و الوطن و الإنحياز للضعيف و المظلوم .. أكرر – مصلحة الوطن و الإنحياز للمظلوم – و يكون ذلك بطرح فكر و نهج متحضّر .. يراعي حقوق المواطن و أهميّة المشاركة و ضرورة التساوي و إطلاق الحريّات في التحرك و الإقامة و التعبير و إبداء الرأي و التأليف و الصحافة .. و يُرفـَد كل ذلك ببرامجَ لتطوير العباد و البلاد ، و تلبية المطالب في التعليم و العلاج و رفع المعاناة و العيش الكريم .. و إن تحجر فكراً أو تحجب رأياً أو تلغي الآخر أمر جلل لا مسوق له و لا مبرر حتي و إن تعارض مع السياست العليا عدا أن يكون فيه إضرار ملموس بالدولة و الوطن ..الأخ الفريق لن نكفّ عن تنبيهكم و تذكيركم و تحذيركم حتي يغيـِّركم الله ، فإن نامت عين الراعي فلله عين لا تنام .. خصصتك بالمخاطبة إذ أني و في مرّاتٍ عدة سمعت الرئيس يقول أن للمواطنين حرياتهم في شؤونهم و اجتماعياتهم و في ما يلزمهم من حركة لكسب العيش و ممارسة أعمالهم و أنشطتهم .. كما أني سمعته يوجه أن تمنح المساحة الكافية للآخرين للتعبير عن أفكارهم و رأيهم و نقدهم و كشفهم للخطأ أو تأييدهم لما يرونه صائباً .. هذا ما يقوله رئيسكم .. فتخرج علينا أنت بسياسـات مناقضة مختلفه تخترعها لتكسير أقلام الناس و تحجيم فكرهم و تكميم أفواههم .. فإمـّا أن يكون قول الرئيس ( لللإسـتهلاك المحلي ) و خداع الشـعب و المماهاة .. و إما أنك لا تنفذ التوجيهات كما يجب أو أنك لا تحسن أداء عملك .. نعم أنت مسؤول عن الأمن و لك من الصلاحيات كـمٌّ هائل و لكن علـيك أن تذكر.. أنك موظف في الدولة و لا تمـُّيز لك علي أحد ولدته حواء كما ولدتك ..! ما دفعني للكتابة ما نسـمع كل يوم عن حملاتك الموجَّهة ضدّ أصحاب الفكر والقلم و الصحفيين علي وجه الخصوص ، تصادر الصحف و تغلقها و تسحب المقالات وتلغي الأعمدة و تأمرعبر الهاتف بوقف التوزيع .. ! أهذا اختصاصك يا رجل .. ؟ حتي و إن كان في العمل جزءاًً يخصك فإنه و بالتأكيد توجد جهات و أجهزة و أطراف أخري تشارك في المسؤولية عمـّا يكتب الناس .. ثم ماذا يكتب المنشغلون بهم الوطن ..؟ أن لا شـفافية في التعامل و المال العام .. أم أن هنالك عقـوداً غير قانونية أو أن المـشروع الفلاني دمرته سياسـات بعينها .. أو أن الوزير تجاوز صلاحياته .. أو أن المؤسـسة الفلانية انتهجت أوجه صرفٍ غير معروفة .. أو أن مواطناً ظلمه أفراد من الشـرطة و الأمن أو أنهم تجاوزوا اللوائح في التعامل معه .. أو أن المسؤول الفلاني وعد الناس و لم يفِ بوعده .. أو أن السلام و الإتفاق أفضل من الحرب .. أو أن الحزب الفلاني يعكس خطابه فكراًً غير مقبول .. أو إلخ .. ماذا يكتب الناس غير هذا .. ؟ فإن كتبوا فهي همومهم و يوميات حياتهم و عرض حالهم و مظالمهم و مشاغل أهلهم و أبنائهم .. فليس عليهم أن ( يخرسوا ) كما أنه و بالطبع عليك سماعهم .. ماذا كتب أولئك الصحفيون مما يهدد الأمن القومي للبلاد أو يضر بالمصلحة العليا أو يكشف الخطط و الأسرار و ما إلي ذلك من أمورسـيادية أو اسـتراتيجية ؟ لماذا يُعتقـل الكتـّاب و الصحفيون و يسـتدعيهم جهاز أمنك في أمور أقل من عاديـّة و في كل العالم يكتب عنها الناس و يناقشونها ويتفقوا عليها أو يختلفوا فيها ؟ .. من الذي اعتدي علي نجلاء سيد أحمد و من الذي استدعي فيصل محمد صالح .. ؟ و من الذي أوقف شـبونة و المكاشفي و منع مقالات عووضة و رباح و ساتي و آمال عباس .. ؟ أين أبو عبيدة عبدالله و السـّراج و عصام جعفر و غيرهم و ماذا يحدث لعثمان ميرغني ؟ نسأل عن الجميع ( كمبدأ )و بصرف النظر عن توجهاتهم الفكرية أو السياسية ! كيف تصادر أخي عطا الصحف بعد طباعتها ليخسرأصحابها ضعف ما كان متوقعاً أن يخسروه ؟ أنكاية في المواطن و الأسـر التي تأكل و تعلم أطفالها من عائد عملهم بتلك المؤسـسات ؟ و هل يُعقل أن يكتب كل هؤلاء في أمور تضر الوطن؟ و لماذا تـُصادَر صحيفة واحدة و بطريقة متوالية و متكررة .. أمس و اليوم و غداً و بعد غدٍ ؟ أفي كلَّ يومٍ تكتب هذه الصحيفة في أمر يهدد الأمن القومي .. أم تراه و العياذ بالله ..استغلال للسـُلطةِ فحسب ؟ حتي و إن كان هنالك مقال أو موضوع وجب حذفه أو ألاّ يُنشر .. ألم يكن مناسباً أن يُخطر رئيس التحرير .. و قبل الطبع ..لحذفه وتفادي خسارة أكبر تشمل من حرر المقال و من لا علاقة له بذلك ؟ ما الذي يحدث يا أخي و ما المعني و ما المقصود ؟ و كيف يقوم كل هذا الضرر و الإضرار بالخلق دون أسباب وجيهة أومقنعة و قد حرّم الله الظلم علي نفسه و جعله بين عباده محرّما ؟ ..أتحسبون خوف العامـّة من خصوصية الأمن رخصة للبغي ؟ أم لعلكم تحسبونه ترخيصاً لكتم الناس و التـّغوُّل عليهم ؟ لا أقول أصلحوا .. فصلاحكم دونه خرط القتاد .. و لكني أقول يكفيكم الأرواح المعلقة دون قصاص .. عبد الحكيم عبد الله عيسي و محمد موسي بحر الدين و التاية بجامعة الخرطوم و صلاح ابراهيم سعيد و عوضيّه و المقداد و المئات غيرهم و غيرهن ..! حتي الحرائر و الغوارير و قد أوصانا خاتم النبيين بحفظهن و حمايتهن ما سلمن من أذاكم .. حبستم إزدهار جمعة و كسرتم عظام الدكاترة مريم المهدي و سـارة حسبو و فقأتم عين حليمةحسين ، ولعلّ جميعكم ( مفرومين ) بزقِّ واحد لا تستو.! تسربلتم بالكبائر دون اللمم ، فوالله و تالله لستم بقومٍ يؤمّرون علي الناس و لكن هي الأقدارُ .. فمثلكم إن كلّـّفوا بالبهم آبوا بها عُوجا .. معطـّلة تشكو الدوابر و الأنساء و الصُّـفُقا .. عجـبي ! أقول فقط خففوا أخطاءكم ، فالغضبُ الهادرُ آتٍ .. و الشبابُ ليسوا مثلنا .. فصدقهم ينبي وثأرهم يجبي و رميهم رميَ صبيٍ و سيفهم لا يرحم .. و نهجكم يغبُن السـرائر و يُوقر القلوب و يُبعد الخلق و لا يقرّب و يضر أكثر مما ينفع .. فلا تعتمدنّ يا رجل علي أن القوم يخشون الأمن و لا يجرُأن أحدهم علي نقدك ، فعلي الدّوام هنالك من لا يخشي ، و إني لك ناصح أمين .. فقد خبرنا إدارة الرجال و دهاليز المقاتلة و العسكرة و الأمن و كل ما يردُ في باب ( أقواس النيران و الشـشخنة و إعادة التعمير و أرض القتل ) فإن جهدتَ في الحق تجد الله تجاهك و إن تثاقلت فإنيّ خصمٌ مِـبَلٌّ ثـبْتُ .
و آخـِراً .. أيها المفضال قد رأينا الشمس قبلك .. و لبسـنا الكاكي قبلك و هشـشنا بصَولجانِ السـُّلطة قبلك … فلا يغرّنك شيئ من الدنيا .. وظـّفك العباد لتخدمهم و لسـت بأقواهم .. فلا تكن ملِكاً أكثر من الملك ، و لا تـُحمِّل القانون و اللوائح أكثر من مضمونها فيضيق بك الناس أكثر مما ضاقوا، راجع مرؤوسيك و انزل بينهم و اقترب منهم تعلم ما كان خافياً فتـُصلِح و قد تصلـُح يرحمكم الله .. و ليهد الله من يشـاء .

عمـيد
عـبد القادر إسـماعيل

تعليق واحد

  1. سعادة العميد تشكر علي هذه النصيحة القيمة للفريق عطا ..ولعله يفهم هذه النصيحة ويعمل بها ..والنصيحة
    مقدمه من زميل سلاح أقدم منه.. والدوام لله فقط..

  2. سيادة العميد ع القادر .. السيد عطا المولى ارتضى منصب مدير امن البشير وكرسيه ومثله لا يخوف بيوم القيامه ويوم الحساب فمن ارتضى الدونيه همه السلطة والخلود فيها ولا اعتبار عندهم للاخلاق والدين . فهناك مؤسسات للتجارة بالدين والعقيده والمقدسات .. هؤلاء يخافون فقط من صوت الثورة وصوت كلاشنكوف الثوار .. اقتنى مدفعا وانتظر عطا المولى ورهطه ( يبوسون ) حذائك القديم من تحت .. انهم يحترمون فقط فوهة البندقيه التى قد تحرمهم من السلطة والوجاهة والثروة .عاشت الجبهة الثورية مذلة الاخوان المسلمين وتجار الدين فى هيئة العلماء المثليين ..

  3. سعادة العميد
    كلامك قوي ويدل على شجاعة وهمة عالية.. لكن برضو المؤسسة العسكرية تحتاج إلى جهد ضخم كي تُعيد اقناع الشعب السوداني بجدواها وأهليتها للدفاع عنه وعن مكتسباته..!

  4. عميد عبد القادر اسماعيل ماذا تتوقع من جهاز امن فى وضع غير ديمقراطى؟؟؟هل تتوقع منهم ان يكونوا مثل السى آى ايه او الام آى 6 او الموساد او غيرها من اجهزة الامن المحترفة التى تحمى الدولة وليس الحكومات؟؟؟ يا رااااجل!!!!! بعدين خليك من تدخل جهاز الامن فى الصحف وطبعا مافى جهاز امن بيتدخل فى عمل الصحف لان هذا ما شغله(النظام الديمقراطى) البيدخل الكاكى واعنى به الجيش فى شؤون الحكم شنو؟؟؟وبدل ما يكونوا حماة الارض والوطن والمواطن بقوا يشتغلوا سياسة وبالبندقية لانها منطقهم الوحيد وكنا نتمى هذه البندقية والمدافع والطيارات تكون موجهة لمغتصبلى اراضينا ومنتهكى اجوائنا لكن الكاكى السودانى بس ساكى المعارضة والحركات المسلحة مبايعة لسلطة انقلابية!!!الجيش مفروض يسك حاملى السلاح فى الوضع الديمقراطى وده من حقه وشغله لان فى الوضع الديمقراطى ينتفى حمل السلاح ويصبح جريمة لكن هل فى حمل السلاح جريمة والاتوا للحكم هم اصلا جو بقوة السلاح؟؟؟؟؟ ما تشوفوا الجيش الهندى كمثال قريب مننا جيش محترف قوى متطور يصنع السلاح ونار حمراء قدام اعداء الوطن ولا يشتغل بالسياسة شغلة وتاركها للمدنيين لكن طبعا بيشارك فى مجلس الامن القومى للبلد!!!! الخدمة العسكرية شرف كبير لكن اذا بقت تحرم المواطن من حريته واختيار حكومته وتدخلت فى المنافسة السياسية وتركت شغلها الاصلى لا تصبح شرف بل قرف!!!!!

  5. اخي عبد القادرمقالك جميل وانت تحمل القلم ببراعة حملك السلاح … لا احد يعرف قدراتك عندما كنت مقاتلا في القوات المسلحة مثلما يعرفها الذين قاتلوا معك وانت رجل مؤهل لتكون احد القادة الذين يحملون السلاح ضد هذا النظام الذي لايعرف سوى هذه اللغة وتحذيرك لهم نضعه في خانة لقد اعذر من انذر وانا اعرف انك رجل تقف مع العمل الديمقراطي …ولكن لامفر فهم لايريدونها الا حربا شعواءولا تخيفهم الا البندقية …. احسنت عبد القادر ونريد ان نراك تقود الجحافل كما عهدناك
    مع اطيب تحياتي
    هاشم ابورنات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..