الشعوب الأصيلة والأقليات والإبادة العرقية

الشعوب الأصيلة والأقليات والإبادة العرقية

الطيب خميس

هنالك الآلاف من الجماعات المنفصلة المستقلة عن بعضها البعض وهي وموزعة بحسب لغتها المحلية وإليها ينسب الملايين من الناس، وتتعدد التفسيرات لمصطلح (indigenous) التي تعني فطري- طبيعي ? أصلي ، والشعوب الأصلية أو المحلية هي تلك الشعوب التي تتبع سلسة تحدرها النسبي إلى الأورمة الاولي لسكان البلاد ، ولهم علاقة ارتباط خاصة بمناطقهم وشعور مبالغ بملكية الارض ويشمل هذا التعريف الأقليات المرتبطة بمناطهم أو البدو.اجتهدت الشعوب الأصيلة في المحافظة على موروثاتها الثقافية وميزاتها اللغوية والحضارية من الاندثار عبر توثيق تارخها وعاداتها وتقاليدها من خلال ادوات التعبير اللغوية المختلفة وظلت هذة الممارسات تنتقل من جيل الى جيل فحافظت هذة الشعوب على تراثها ولغتها من الاندثار، ويكون تلاشي الأمم وانقراضها نتيجة عدم تمكنها من إيصال رسالتها للآجيال عبر موروثها الثقافي واللغوي.
اتفاقية العمل الدولية ? ILO رقم169 والمعنية بالشعوب الأصيلة والقبلية:-
أ/ الشعوب القبلية الأصلية في البلدان المستقلة وهم الذين تميزهم أوضاعهم الاجتماعية والثقافية والاقتصادية عن القطاعات الأخرى في المجتمع القومي وهم محكوميا كلياً أو جزئياً بعاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم الخاصة بهم أو قوانين أو تنظيمات خاصة بهم .
ب / الشعوب الموجودة في البلدان المستقلة ويعتبرون شعوبا أصيلة على أساس تحدرهم النسبي من الاهالي الذين سكنوا البلاد، أو على أساس تقسيم إقليمي جغرافي ينتمي إلي إرض البلاد وقت الغزو أو الأستعمار لقيام الحدود المقررة للدول ، والذين بصرف النظر عن وضعهم القانوني يحتفظون بعض مؤسساتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية(نموزج دارفور النظام الاداري تقسيم القبائل والحواكير) ، وقد اضافت اتفاقية مكتب العمل الدولي رقم 169 الخاصة بالشعوب القبلية حقوقا في مجال الأرض وموارد الأرض وحقوق للجماعات بعد تعديل عام 1986 م .
أسباب اندلاع الصراعات :-
أن مسارات التاريخ الاجتماعي والسياسي تترك بصمات على النهج التى تتناول به الصراعات والتناقضات ومن ثم فأن كثير من الدول الحديثة المؤلفة من جماعات مختلفة ومتباينة لم تكن مرجعيتها المشتركة أحياناً الإ المستعمر أو القوة المهيمنة.
أن عدم حق التعددية الثقافية أو العرقية هي أسباب مولدة غالبا للصراعات وهي تعادل جرائم ضد البشر والثقافات، وكان من الواجب على بعض الحكومات أن تعمل على تأمين نوع من الحماية والممارسة الفعالة للحقوق الثقافية ، وفى الواقع فأن كثير من دول العالم الثالث هي مجتمعات متعددة الاعراق والاجناس ومن اسباب نشؤ الصراعات (الفقر) والصراعات العرقية أو شعور الأقليات بالسخط (نموزج صراع بورندي) فعندما تكون الأقلية المنبوذة فى الواقع أكثرية اخذة فى التزايد نتيجة تمركز السلطة فى ايدي القلة فأن التهديد للسلام والاستقرار سيستمران(نموزج دارفور وصراعها مع المركز مع نشؤ الحركات السياسية والثورية من جبهة سوني ونهضة دارفورإلى حركة بولاد والحركات الثقافية وأخيراً حركة تحرير السودان و حركة العدل والمساواة)
الإبادة العرقية والثقافية :-
لقد حملت الشعوب الأصيلة بالقوة ومازالت تحمل على ترك أراضيها كان ذلك بقوة السلاح فى فترة الاستعمار أما الان فصارت عن طريق عمليات التنمية المخططة مثال قيام مشروعات الطاقة الكهربائية (اغراق وادي حلفا وتهجير النوبة وضياع حضارتهم وأثارهم بالغرق) مع إجبارهم على مغادرة اراضيهم التى نشأوا وترعرعوا فيها منذ فجر التاريخ؟؟
ومن الوسائل الأخرى هو انكارأن يكون لهم تمثيل سياسي مناسب فى الامور التى تتصل بهم مباشرة كسكان أصليين.
أن اختفاء وزوال هذة الشعوب كمجتمعات قابلة للتحديد كثيرا مالايكون مجرد ناتج ثانوي من نواتج عملية التمنية بل قد ينشاء عن سياسة مقررة أو ضمنية بإيعاز من الدولة وقد وصفت هذة العملية بالإبادة الجماعية أو العرقية ولها جوانب اقتصادية مع جوانبها الثقافية وتكتمل الإبادة الثقافية العرقية بأنهيار الأنظمة الاقتصادية القديمة لمجتمعات الشعوب الأصيلة أمام الراسمالية الخاصة أو المتعددة القوميات أو أمام الاشتراكية المخططة من قبل الدولة(بانتزاع ملكية اراضي الشعوب الأصيلة والغاء أعرافها.
عرفت الإبادة العرقية الثقافية بأنها عملية يفقد فيها شعب مستقل ومتميز هويته المتمثلة فى ارضه مع اجتثاث قاعدته المصدرية الاساسية الأصلية والمتمثلة فى استخدامه للغة وأنظمته الاجتماعية والسياسية بالإضافة إلى تقاليد وأعرافه الموروثة ومايخصه من اشكالات فنية وشعائر(نموزج فرعون مصر) لقد اعتاد الأنظمة السياسية والاجتماعية المهيمنة والحاكمة فى البلاد إلى أن تخضع مجموعة من السكان وأن تستخدم السياسات اللغوية كوسيلة للسيطرة والتفتيت وإعادة الدمج فى الهيكل السياسي الحاكم مثال(الدول العربية واالاسلام السياسي فى السودان)
سياسة التهجير القسري لطمس هوية الاخرين:-
أن الفصل القسري والتهجير القسري لمجتمع لغوي أصيل ثم نقله إلى نسيج اجتماعي أخر مع وضع مجموعات صغيرة من افراد المجتمع فى خضم مجتمعات تستخدم لغة أو لغات أخرى يجعل الجيل الاصغر يفقد لغته الأصلية(نموزج الزونوج فى امريكا) أهل الهامش من دارفور ، جبال النوبة ،النيل الازرق ، سكان كنابي الإقليم الأوسط ، فى الزام العشوائي الذي يحيط بالعاصمة الخرطوم.

الطيب خميس
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لقد نجح حكم الإنقاذ في الدفع بالناس الي العنصرية والشاهد مجموع المقالات الكثيرة والمتزايدة التي تتناول هذا الموضوع بنفس العنصرية التي يهاجمونها

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..