أنهم يصادرون أخيلتنا

أنهم يصادرون أخيلتنا

مجاهد عيسى آدم

هكذا تبدو لي الخطوة الثانية في قتل أي ملمح لملامح الثورة السودانية الآمنة والسودان يقترب من ذكرى أكتوبر المجيد تستفزنا السلطة السودانية بمصادرة أكثر الإصدارات تأثيرا على محيط المعنيين بفحوى الثورة القادمة ..أعلن النظام خيارات الثورة وسبلها المسموح بها والممنوع منه ولم تكن الانتفاضة الفكرية ضمن المحظور في انتقاد النظام ضمن سلسلة المعارضة المحظورة
ومع ذلك فهاهي تجربة الكاتب “عبد العزيز بركة ساكن” وثورته الناعمة التي توجه نقدها لايدولوجيا الإفقار والاستفزاز العرقي والثقافي الذي بثته السلطة وبكل أجهزتها القمعية التي تستهلك 85%من الدخل القومي الذي ينتجه المشار إليهم في تلك الكتابات الجريئة والهادفة .
تعلن مصادرته لأربعة إصدارة في وقت واحد (الجنقو مسامير الأرض 2005,على هامش الأرصفة 2010,ذاكرة الخندريس 2012 )وأخيرا مسيح دارفور 2012 التي تحاكم لوجود ألفاظ سودانية كان لرئيس الدولة أبشع منها وكان يقولها على الهواء وفي كل قنوات السودان والقنوات العالمية ولم تعرض لجنة النصوص ولا معدي خطابه الذي يلقيه قبل كل رقصة من رقصاته عقب أي خطاب جماهيري ..
تلك السلطة التي لم تحاكم الطيب مصطفى صاحب اكبر موسوعة مسيئة لمكونات المجتمع السوداني هذا الخال الذي ذبح بقرة حين انقسم السودان وأغرق كل احتمالات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في السودان ولم تصادر لسانه كما لم تصادر منصب مسئول سنار الذي أساء إلى مجموعة ثقافية كاملة وهي قبائل الفلاتة وهو يعني (الفلاني ) ولكنه الآن يصادر مشروع فكري كامل لمجرد أن هذا الموقف الأدبي الطويل بداء بطفلات وباتريشيا وحتى مسيح دارفور الرواية الأكثر دعوة لوضع السلاح جانبا والاحتكام للوعي القومي السوداني وامتصاص الغبن المختزن لعشرات السنوات ..
تلك الرواية الأخيرة التي أوضحت بشكل جلي أن المؤتمر الوطني يخشى تاريخه الذي اجتهد أن يسميه تاريخ السودان الذي بدأه بالعام المشئوم1989م يخشى ذلك التاريخ أكثر من خشيته من الفساد الذي استشرى بين كافة أروقته وموت الآلاف
أو لماذا كل هذا الارتباك حين ذيّل “بركة” روايته(مسيح دارفور ) بذكر تلك الجغرافية التي ألقت برئيس أول نظام بالسودان يطارد دوليا وتسقط شرعيته إنسانيا باعتباره صاحب اكبر مجازر القرن ..
“بركة ساكن” وهو مثال لتجربة كادت إن تعيد للسودان بعض احترامه حين سوقت وكعادتها السرية تلك السلطة لمشروع 2005للخرطوم عاصمة الثقافة العربية على إصدارته التي قدمها بدعوة خجلة من لجنة النصوص(غير المعلنة ) تلك الإصدارة التي قدمتها اللجان فجعلت لذلك المشروع رونق في الأوساط الأدبية العربية والعالمية لتي احترمت فيها مجموعة تلك العواصم الخرطوم العاصمة الأفريقية التي أثرت مشروع التجربة العربية ككل بتلك الكتابات ومن ضمنها الرواية الأكثر صيتا لبركة ساكن ذا لم تفهم سلطتنا و منذ ذلك الوقت وحتى قرار المصادرة الثاني بتاريخ 2012 أنه حتى تلك الدول التي أشركت السودان في مشروع العواصم الثقافية العربية كان من باب احتفائها بالإنسان السوداني المستعرب صاحب المخيلة الإفريقية الكثيفة التعبير والجنس الإبداعي المغاير للشخصية العربية لم تفهم اللجان فحوى الاحتفاء بالشعب السوداني الذي أحالت قدرته الإبداعية دمه إلى المجتمع صاحب المزاج الإفريقي الخماسي المتعدد الألوان في مأكله ومشربه وحتى ثورته التي يقودها بركة , وأبكر ادم إسماعيل ,والراحل محمد الحسن سالم حميد , والشاب منصور الصويم وكانت مصادرهم تلك الأوجاع وهموم من ينزفون تحت المجاري والمحارق والمعتقلات
كان اختيار التجارب المعبرة عن هذا الهم الذي يعيشه السودانيون هي مصادر المخيلة التي قدمها الكاتب وشخوصه التي يعيش بعضها الآن في ذات العذابات
فعلى المثقفين السوداني وحتى أشباههم الانتباه لما يجري الآن من استهتار بالأدب السوداني في شخص عبد العزيز بركة ساكن هو مؤشر واجب الالتفاف ضده بصلابة وقوة حتى لا يصمت التوثيق لهذه الحقبة الهامة في الحياة السودانية ولأنكم أيها الأدباء رهاننا الأخير انشروا لهذا الشعب الذي أعجزه الجوع والفقر عن الثورة من اجل حق البقاء حيا

تعليق واحد

  1. What happened breaks our hearts & minds, specially when u see a person like Rawdah Alhag, who is considered one of sudanese poits, instead of standing against and critisising the action against Sakin she was happy to meet and accept the vice president welcoming her openly in the National T.V ,not only that but also showing her gratitude , .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..