العاصمة العسكرية المثلثة

العاصمة العسكرية المثلثة

مؤنس فاروق
[email][email protected][/email]

اذكر فى العام 2006 عندما كنت اعمل مراسل لصحيفة ( سيتيزن ) من داخل البرلمان .. قد كتبت مقال بعنوان (رسالة الى البرلمان) مضمونها افراغ العاصمة المثلثة من القواعد العسكرية التى تحتل مساحات واسعة و مقدرة بل و حيوية فى قلب العاصمة الخرطوم . حتى اصبح الجيش يسكن فى قلب المدينة و السكان فى اطرافها و ضواحيها .. و لم اعلم سببا يجعلنى اجد مبررا واحدا لوجود كل تلك القواعد و المنشأت العسكرية داخل العاصمة و المدن السودانية الاخرى بعد جلاء المستعمر الذى و ضعها فى تلك المواقع القريبة حماية لنفسه و حكمه . ولكن بعد خروج المستعمر وبعد التمدد العمرانى و السكانى الكبير الذى حدث للمدن و التى تتركز فيها الخدمات بشكل اوفر كان من الاولى ان يتم افراغ الخرطوم من تلك المنشأت العسكرية التى تشغل كل تلك المساحات الحيوية ( اغلبها على شاطئ النيل ) و الاستفادة منها فيما ينفع المدن و يفيد السكان بدلا من تلك المعسكرات التى تشوه المدن و تجعلها اشبه بالثكنات هذا بخلاف التكدس المرورى الذى تحدثه عربات و ناقلات الجنود التى تجوب العاصمة كل صباح حاملها الاف الجنود و العسكريين الذين يعملون فى تلك القواعد و المنشأت العسكرية . من المعروف ان الجيش و لاسباب مهنية خاصة به تؤسس منشاته خارج المدن و بعيدا عن المناطق المأهولة بالسكان للحفاظ على خصوصية العمل العسكرى بدلا من وضع تلك اللافتات المنتشرة فى كل الشوارع و الانحاء ( منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب او التصوير ) من هو الذى اقترب من الاخر السكان ام الجيش .. والشئ الثانى ان الجيش ليس لديه ما يربطه بالمدينة من قريب او بعيد فسلطة تطبيق القانون و حماية المواطنين و حفظ المؤسسات الحكومية هى من اختصاص وزارة الداخلية و اجهزتها الشرطية المختلفة . اذن ماهو الداعى للمحافظة على القواعد العسكرية التى صنعها و تركها المستعمر فى مكانها حتى الان .. كما ان واجب الجيش الاساسى و الفعلى هو حماية حدود البلاد و امنها و سيادتها و رد اى عدوان خارجى على ارضها و شعبها.. هل يمكن للجيش ان يقوم بتلك الواجبات و هو يقبع فى اعماق المدن و وسط السكان و منشأتهم المدنية ؟ .. لقد يسر وجود تلك القواعد العسكرية داخل العاصمة عملية تدبير الانقلابات وازهاق الديقراطيات و مكن العسكريين من التغول على السلطة المدنية و السياسية و حولهم الى غزاة بدل من ان يكون حماة . واصبح امر تدبير انقلاب عسكرى للاستيلاء على الحكم اسهل من الخروج فى نزهة على النيل ( لا ننكر هنا ضلوع الاحزاب السياسية فى تسييس المؤسسة العسكرية ) الشئ الذى ادخل بلادنا فى تلك الدوامة العجيبة التى لم تخرج منها حتى الان (ديمقراطية انقلاب فترة انتقالية ) . هذا بالاضافة الى الخطر الحقيقى الذى يمثله وجود مخازن و مستودعات الذخيرة المنتشرة داخل المدن و وسط الاحياء المأهولة بالسكان و التى هى بمثابة قنابل موقوتة تهدد حياة المواطنين بشكل مباشرو قابله للانفجار فى اى وقت و قد حدث ذلك اكثر من مرة و قد تطور الامر الان و اصبحت هناك مصانع حربية تنفجر و تشتعل على مرمى حجر من المدارس و المستشفيات و الاحياء .. نعم نحن دولة تصنع الفشل و تدمن التخبط و العشوائية لكن ليس لدرجة ان نزرع قنابل موقوتة ( مخازن و مصانع زخيرة و اسلحة ) وسط السكان العزل و الا فمن الاولى ان يخرج المواطنين من المدن و يتركوها للاحتلال العسكرى حماية لانفسهم من الانفجارات القاتلة و المتكررة التى تقلق مناهم و تثير زعر اطفالهم و تهدد حياتهم و ممتلكاتهم.

تعليق واحد

  1. تفكر الحكومة في ايجاد مكان آخر لجامعة الخرطوم ؛ لكن أيهما أولى: ترحيل جامعة الخرطوم ام ترحيل سلاح الاسلحة المجاور لداخليات البركس ام الجامعة ؟

  2. ظل الجيش ممسكا بالسلطة 45 سنة بعد خروج المستعمر نتيجة لوجوده داخل العاصمة !
    هل تتخيل أن يتم زحزحته من هذه الأماكن وحكامنا عساكر جاء بهم الجيش ؟؟؟
    لا تقل لي تسييس الجيش بواسطة الأحزاب فلو كان لنا قادة جيش بحق وحقيقة لما سمحوا للأحزاب باختراق المؤسسة العسكرية .

  3. ما لم يكون الهدف هو اتخاذ المواطنين كدروع بشرية لحماية المنشآت العسكرية، فلا يوجد اي سبب منطقي او عقلاني لوجود المنشآت العسكرية و مخازن و مستودعات الاسلحة و الذخيرة في قلب العاصمة وسط السكان المدنيين

  4. انها عبقرية الدجل والشعوزة مقرونة بالهلع والخوف الشديد لتامين انفسهم من الشعب المقهور والمهدور الكرامة والحقوق وفي الاخر ليس هناك من يقول البغلة في الابريق!

  5. حدنثي صديق مقيم في بريطانيا العظمي بانه رغم الكم الهائل من الجيوش الجرارة التي تمتلكها بريطانيا الإ انه لم يري يوماً قط عسكري يرتدي الذي العسكري ولا شاحنة عسكرية تحوم في الشواري طيلة الثمانية سنوات التي قضاها في بريطانيا والغريب في الامر قال لي بان جيوش بريطانيا نشوفها في التلفزيون فقط وخارج بريطانيا,والمؤسف في البلد الماسورة الإسمو السودان كله جيش في جيش,رئيس عسكري راقص مجرم هارب من العدالة,ابراج عسكرية ومصانع ذخيرة واسلحة محرمة دولياً داخل المدن,طيران عسكري يسقط في الاحياء السكنية,لكن الشعب السوداني يستاهل البجري ليهو دة..؟لانهم قالوا البشير كويس ومتواضع لانه برقص قدامنا ودي نهاية الرقيص والهمجية وطول اللسان..؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..