مليونير روسي يشتري جزيرة لتأسيس “روسيا القيصرية”.. هذه ميزاتها

يخوض مليونير روسي مباحثات متقدمة مع حكومة كيريباتي لتأجيره 3 جزر غير مأهولة بغية تأسيس روسيا بديلة وإحياء النظام الملكي الروسي عليها.

تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 6 فبراير/شباط 2017، ذكر أن المليونير الروسي آنتون باكوف وزوجته ماريا ينويان إعادة إحياء مجد إمبراطورية آل رومانوف على تلك الجزر الـ3 النائية الواقعة جنوب المحيط الهادي في دولة كيريباتي، كما يزمع المليونير استثمار ملايين الدولارات في اقتصاد الجزيرة الفقيرة، وفق صحيفة الغارديان البريطانية.

وكانت الثورة البلشفية قد أطاحت بالعائلة المالكة الروسية عام 1917، لكن باكوف رجل الأعمال ونائب البرلمان الروسي السابق كرس نفسه لإعادة تأسيس ملك تلك الإمبراطورية البائدة وسط جهود دامت سنوات من استكشاف البدائل والخيارات المتاحة لتكون حاضنة قواعد الامبراطورية، كمونتينيغرو (جمهورية الجبل الأسود في البلقان) وجزر كوك القريبة من نيوزيلندا.

لكن الجديد أن باكوف الآن تقدم بمقترح استئجار 3 جزر غير آهلة بالسكان هي جزر مالدن وستاربك وملينيوم بغية استخدامها لتكون حاضنة “روسيا البديلة” التي ينوي تأسيسها، فضلاً عن إنشاء بنى تحتية للسياح والشركات.

ووفقاً لباكوف وحكومة كيريباتي فإن الجزر الـ3 خالية تماماً من السكان والعمران، وأن عرض باكوف هو أكبر عرض استثماري ورد تلك الدولة المؤلفة من الجزر.

الإمبراطورية الموعودة

يقول باكوف في رسالة إلكترونية كتبها للغارديان “لقد انجذبنا إلى كيريباتي نظراً لمناخها الرائع وجزرها الكبيرة ذات المساحات الشاسعة غير المأهولة، وكذلك لقلة تعداد سكانها الذين من الواضح أنهم سيستفيدون من مساعدتنا المادية.”

وكان ميخائيل باكوف نجل المليونير آنتون باكوف قد تقدم بعرض أبيه الاستثماري إلى حكومة كيريباتي أواخر عام 2015.

لاحقاً وبعدما اجتمع رئيس البلاد، تانيتي ماماو، مع المليونير الروسي أوائل هذا العام، أوعز الرئيس إلى عدد من وزراء حكومته لمرافقته في رحلة لتفحص الجزر الـ3 شخصياً.

والمقرر أن هذه الرحلة ستستغرق شهراً وأن البت في قرار المضي في الاتفاق أو عدمه سيكون بمجرد عودة الرئيس وفريقه من رحلتهم أواخر شهر فبراير/شباط الجاري.

ويقول باكوف “ننوي إنشاء موانئ جوية وبحرية مع محطات طاقة شمسية وتحلية المياه العذبة، وعدداً من المشافي والمدارس ومساكن الموظفين.”

وأكمل بالقول “إن الأهداف الاقتصادية الرئيسة للجزر ستكون إنشاء فنادق صديقة للبيئة ومعامل لمعالجة وإنتاج الأسماك؛ كذلك سوف نطور الزراعة الاستوائية وننشئ جامعة روسية امبريالية.”

أما عن الزمن الذي سيستغرقه المشروع الطموح لتطوير الجزر فمن 10 إلى 15 عاماً حسب تقديرات باكوف، وكذلك جاء في التقديرات أن حوالي 1000 نسمة من سكان كيريباتي ?الذين يعيشون على بعد 670 كيلومتراً على جزيرة كريسماس- سيوظفون في هذا المشروع.

s

الخطوة الأولى في المشروع ستكون ضخاً فورياً لمبلغ مادي قدره 120 مليون دولار أميركي في شرايين حكومة كيريباتي، حسب قول باكوف، يليه مبلغ آخر قدره 230 مليون دولار ضمن المرحلة الأولى من إنشاء البنى التحتية على جزيرة مالدن، إضافة إلى ضرائب إضافية ورسوم جمركية لصالح حكومة كيريباتي.

ورغم أن الجزر ستحتضن قاعدة إمبراطورية آل رومانوف، إلا أن باكوف لا يتوقع هجرة الكثير من الروس إلى كيريباتي بصفة دائمة لأن المناخ قاس والمسافة بعيدة جداً.

يقول باكوف: “المناخ الاستوائي لا يوائم الشعب الروسي كثيراً.. نرى أن الهجرة إلى أستراليا أو نيوزيلندا ستكون مفضلة أكثر لديهم.”

ويتابع “لذلك سنفترض أن كم الروس الذين سيعيشون بصفة دائمة على الجزر سيكون 1-2%، بيد أن الاستثمارات المادية من طرف الروس ستكون أكبر من ذلك بكثير.”

أما إيميل شوتز، وهو مواطن كيريباتي عضو في البرلمان الحكومي ينسق عن قرب مع عائلة باكوف شأنَ هذا المشروع، فقال إن بلاده حاولت لعقود من الزمن أن تجتذب الاستثمارات الدولية الأجنبية في كيريباتي، بيد أن معوقات قوية حالت دون ذلك، تتمثل في ارتفاع منسوب مياه البحار والتأثير المتوقع للتغير المناخي.

ورغم أن مساحات كبيرة من جزر كيريباتي معرضة للتهديد المباشر لارتفاع منسوب مياه البحر، إلا أن جزيرة مالدن أعلى ارتفاعاً من الجزيرة الأم لدولة كيريباتي، وقال شوتز إن تأثيرات التغير المناخي ستستغرق فترة أطول من غيرها هناك قبل أن يلاحظها أحد.

وقال شوتز إن استثمار باكوف النقدي في كيريباتي هو الهم الأكبر للحكومة، أما تأسيس قاعدة لإمبراطورية رومانوف فيحتل المرتبة الثانية لديهم في الاهتمام، بيد أن شوتز يشعر أن أصداء إحياء الملكية الروسية قد تعرضت لكثير من المبالغة وأنه ليس الوازع الأكبر لدى باكوف كي يستثمر في كيريباتي.

وقال شوتز “إن هذه الجزر نائية وبعيدة جداً عن الجزر الأساسية الأم المأهولة في البلاد، وإن أرادت الحكومة فعل شيء لتطويرها فسيكلفها ذلك ملايين الدولارات، ولهذا فالأمر ليس أولوية في الوقت الحالي” مضيفاً أن المقترح قيد التقييم من قبل مفوضية الاستثمار الأجنبي.

يتابع شوتز “لقد سعت البلاد للبحث عن مستثمرين منذ نالت الاستقلال، لكن أحداً لم يبدِ اهتماماً في استثمار أي نقود. من الجيد أن ثمة من يفكر بفعل شيء على هذه الجزر التي لا تستخدمها الحكومة ولا السكان؛ وسأكون شديد الاهتمام برؤية شيء ما يولد على هذه الجزر.”

ووفقاً لشوتز فإن الجزر الـ3 المعنية غير صالحة للزراعة وتفتقر للموارد الطبيعية بعدما كانت شركة مناجم وتعدين أسترالية قد أجرت فيها حفريات على نطاق واسع لاستخراج مكامن الفوسفات الغنية فيها قبل عدة عقود من الزمن.

هافينغتون بوست عربي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..