الهوية النوبية … وعمى الألون !!

الهوية النوبية … وعمى الألون !!

بقلم / أبكر يوسف آدم
[email][email protected][/email]

من هم النوبة ؟؟
أهم قوم ، شديدى سواد البشرة ، يسكنون أعالى الجبال ولا ينزلون منها إلا ما ندر ؟؟
أهم قوم عراة يسسكنون المستنقعات ويعيشون على الصيد وجمع الثمار فى الغابات المطيرة ؟؟
وكيف ؟؟ ولم تركوا نهر النيل وإختاروا لأنفسهم السكن فى هذه الأماكن ؟؟
ومن هم بحق الجحيم ، أؤلئك السكان الجدد ، الذين ورثوا عن النوبة الحقيقيين أرضهم ، ونيلهم ، وخبرتهم الزراعية وسكنوا الى جوار أهراماتهم مطمئنين لا ينازعهم على ملكيتهم أى منازع ، رغما أنهم غرباء عنها ؟؟
الأجوبة:-

سنأت ببعض الإجابات المضطربة غير المجهدة التى شكلتها الأساطير وشهادت الزور ، ورسختها للأجيال أشجار النسب المضروبة المشتراة من سوق قدامى الأعراب ، تماما كمشتريات سوق عكاظ الذى يباع فيه الكلام جنبا الى جنب مع بضائع اليمن والشام.
واقع الأمر أن النوبيين لم يتحركوا شبرا واحد من أرضهم ، ولا ذراعا واحدا من آثارهم ، ولا مترا واحدا عن مزارعهم ونخيلهم ، بل إكتفوا بطرد ونفى إسم النوبة من دارهم وأغلقوا الباب فى وجهه ، ثم خرجو إليه فقزموه وقلصوه وفصلوه على مقاس قبائل بعيدة عنهم تسكن إما فى الجبال او المستنقعات !! أوعلى مقاس بعض من أقوياء الرأس ممن لا يسمعون الكلام أمثال المحس والدناقلة والحلفاويين ، وآخرين فى أسوان وكوم أمبو .
واقع الأمر أن النوبيون كثيرون جدا ، ولا أحسب أن أحدهم سيمسى يومه دون أن يرى نوبيا فى السودان ، وحتى خارج السودان.
إفتح الفضائية السودانية ،، فى أى !! فالذى يقدم ، أو تقدم برنامجا ، أو يقدم وعظا ، أو يغنى ، أو يغرد داخل السرب أو خارجه ، أو مسئول حكومى يكذب ويضلل ، أو يقدم نشرة أخبارية أو جوية ، أو يفعل أى فعل تراه ، ما هو إلا نوبى … دعك عن إدعائه وقناعاته .. وثائقه العكاظية المزيفة .. غض الطرف عن كيفة التوصل إليها .. فتلك قصة طويلة .
قبل سنوات أربع قابلت شخصا ممن شهدت على طفولته فى غرب السودان ، فى القاهرة وهو فى طريقه إلى السودان بعد عشر سنوات متصلة قضاها فى أوربا ، فلاحظت حجم الإنقلاب الهائل فى شخصيته ، بل إدعى بنفسه ونطق بعضمة لسانه ، أنه خواجى (أسود) . فقلت فى نفسى ، فما بال أبنائه الذين سيأتون من صلبه ؟؟ وما رأى الخواجات فى إدعائه ؟؟
حسنا …إذن فما بال المستعربين النوبيين الذى سلبتهم بريق الإستعراب رغم بهته ، عقلهم منذ خراب سوبا 1500 ميلادية ؟؟
الحضارة النوبية اليوم ، أضحت يتيمة بعد أن إنصرف عنها أهلها متوجهين تلقاء العروبة ، فأصبحت أطلالا بلا روح أو حيوية ، فلم أشهد يوما مسئولا سودانيا رفيعا يتجول على هذه الآثار فى سبيل الدعاية ، إنه كالطفل اللقيط الذى يتفاداه الناس من الإنتساب إليه ، فترتعد فرائص بعض من النوبة المستعربين لمجرد أن توجه إليهم سؤال يتعلق بالنوبية وأخبار الآثار التى بالجوار ، أو السؤال عن أصحابها ، قد تتلقى منه إجابة عليائية ، ولكنه لن يفرط فى أى فرصة تلوح أمامه ليشهر لك نسبه العروبى ،، فى إجابات ضمنية .. يعنى ليست لدينا علاقة بمثل هذه الأشياء.
إذن لا إعتراف بالنسب .. النسب .. الى الشجرة .. والشجرة فقط .. كل الطرق لا بد أن تؤدى الى الشجرة .. وبالمناسبة .. يجب إيقاف النقاش عند هذا الحد !!
إذن أين هم النوبة ؟؟
أين كل هؤلاء الناس ؟؟
وإلى أى حقبة كان النوبة موجودين قبل أن ومعترف بهم قبل أن ينكمشوا ويتقلصوا ؟؟
آخر مملكة نوبية كانت مملكة سوبا ، التى إنهارت عام 1505 ، وكان التحالف الذى شكله الفونج مع المستعربة العبداللاب يقضى بالزحف على سوبا ، ونزع السلطة من النوبة ، الذين كانوا يغطون بسلطتهم وهويتهم المساحة ما بين سوبا ودنقلا وكانت دولة مسيحية فى التوجه ووثنية فى الغالبية العظمى من شعبه !!
لقد بدأت رحلة الإستعراب الكبرى ببادية البطانة قبل فترة ليست بالقصيرة من خراب سوبا ، فقد ساعدت البيئة البدوية الرعوية فى تعريب قبائل البطانة ، ولكن بوصولهم الى السلطة بمساعدة الفونج ، وكالعادة .. فإن للسلطة أيضا نفوذها ومفاسدها ، ولأن الفونج لقربهم أعتنقوا الأسلام قبل النوبيين ، فإن التحالف كان يهدف فى الأساس القضاء على سلطة النوبة المسيحية ، وإنشاء دولة إسلامية .
ذكر فى عدة مواضع من تاريخ السودان ، جماعات تسمى تكارنة القلابات ، وقيل أن أول من سكن هذه المنطقة هم العبيد الآبقون من أسيادهم أو متخلفى حجاج غرب افريقيا ، حتى الآن لا نعرف ما تعنيها كلمة تكارنة ، ولكنهم بالتأكيد يشكلون أحد المفاصل الهامة فى رحلة الإستعراب وقلب الهويات ، وأعتقد أن القلابات كانت طريقا هاما فى رحلات الحج ، وهذا ما يقوى من حجة أسبقية غزوا الإستعراب للشرق قبل الشمال النوبى ، وفى هذه الحالة لن يكون غريبا سبق الفونج لقبائل الشمال ، وفى كل الأحوال وعلى ضوء التجارب ، فإن الإنتقال من الوثنية إلى الإسلام ، أسهل بكثير من التحول من المسيحية إلى الإسلام ، إذن فوثنية الفونج وقربهم من طريق التكارنة المؤدى الى الحجاز يجعلهم أكثر قابلية للإسلام ، ومن ثم الإستعراب قبل النوبيين فى الشمال.
بقوة السلطة ، وتوجهات الحكام ، أبتدرت موجة الإستعراب الكبرى فى السودان ، مع الملاحظة أن ألوان البشرة لم يقف حجر عثرة أمام إتمام المهمة ، وإنه لشيئ طبيعى ألا تشكل الألون حجر عثرة أمام الطموح ، والمفهوم القديم هو ربط القبائل بالبيت النبوى من أجل إكتساب هالة القداسة وتربع السلطة الدينية ، مع تجاوز مسألة أصل العرق والإحتفاظ بلغة القبيلة كما هى لضرورات عملية ، فإقتصرت إستخدامات العربية لأغراض العبادة والتعليم ، فحتى الوعظ كان يقدم باللغة المحلية ، كما يتم اليوم فى الدول غير الناطقة بالعربية.
لقد ورد فى بعض الأخبار أن المك نمر عندما ضرب عليه جزية مقدارها ألف أوقية ذهب ، وألف جمل ، وألف ناقة ، وألف بقرة ، وألف شاه ، وألف عبد ، وألف جارية !! إلتفت إلى من حوله متذمرا وحدثهم بلغة لا عربية ،، ولا تركية !! أى لغة ؟؟ لا أعرف … لكن لن أستبعد النوبية.
بالعودة إلى مملكة الفونج والعبداللاب ، الذين إبتدروا حملة الإستعراب ، فإن أول من بدئ بهم هم الفونج أنفسهم ، رغم سلالتهم وألوانهم الداكنة ، لكنهم وجدوا طريقة لتمرير هذه العملية بسلاسة براغماتية ، وذلك ما يؤكد أن اللون لم يقف عثرة فى طريق إنقلاب الهوية ، فأقرأو معى نص الوثيقة التالية من مرجع تاريخ السودان ، فى شأن عرب الفونج.

(أما الفونج فقد إختلف المؤرخون فى أصلهم ، فمن قائل أنهم فرع من الشلك ومن قائل أنهم من سكان دارفور الأصليين ، والذى عليه التقاليد السودانية ، وتدعيه سلالتهم أنهم من بنى أمية ، قالوا : أن العباسيين لما تغلبوا على الأمويين فى الشام ونزعوا المللك من أيديهم 750 م أخذ من بقى من الأمويين ومن والاهم بالفرار فتفرقوا فى أنحاء العالم ، فذهبت جماعة منهم إلى أسبانيا ، فأسسوا مملكة الأندلس على ما هو مشهور ، وذهب آخرون إلى السودان فأسسوا مملكة سنار . قيل لجأوا أولا إلى الحبشة فعلم بنوالعباس بهم ، فأرسلوا إلى النجاشى يريدون منه تسليمهم وإلا أقاموا عليه حربا عوانا ، وأخذوهم عنوة ، فحار النجاشى فى أمره لأنه لم يشأ أن يسلم قوما دخلوا فى حماه إلى أعدائهم ، ولا يتحمل عناء حرب طويلة لأجلهم ، فأرسل هدية فاخرة إلى العباسيين وأمر الأمويين فخرجوا من بلاده وسكنوا الجبال ، التى فى أعالى جزيرة سنار وكان سكانها من السود (ومنهم الفونج) فملكوهم بالسهل نظرا لما تعودوه عن السلطة والنفوذ فى سورية والعراق ، وكثر تسربهم منهم فغير ذلك من لونهم ، ولكنه لم يضع أصلهم فهم لا يزالون عربا ممتازين.) (إنتهت)
لقد نجحت مملكة سنار فى تسويق حتى قبيلة الفونج فى سوق الإستعراب ، رغم اللون واللغة والتقاليد الإجتماعية.
ونجحت مملكة دارفور فى نسب قبيلة الفور الى العباسيين ، رغم اللون واللغة والتقاليد.
والمساليت ، والداجو ، ونوبة تقلى.
ولئن إستمر الموضوع على ذلك النسق ، لكان قد أتى فيما بعد من ينسب قبيلة النوير الى قريش.
إذن فى هذه الحالة !! من سيقف أمام إستعراب النوبيين ؟؟
إيشمعنى النوبيين بالذات ؟؟
إذن من سيقف أمام إستعرابهم بلسان الحال، إما أن يكون معارض ، عميل ، جاسوس ، أو طابور خامس !!
إن الهوية وتقلباتها وإنقلاباتها من المسائل القديمة جدا ، ولا يتحمل أحد اليوم وزرها ولامسئولية إخفاقاتها ، لا الحكومات ولا السياسيين ، ولكن ما يؤخذ على الحكام الذين أتو من بعد حتى اليوم هى التورط فى الإقتيات من قاذوراتها بدلا عن كشفها ، ومحاكمتها ، والعودة الى الدروب الصحيحة والمنتجة.
أما ألوان بشرة النوبيين ، فلم تشر أى من المراجع إلى أنها كانت داكنة جدا ، فاللون الذى نشاهده اليوم فى كل مكان ، هو نفس اللون الذى كان موجودا ومشاهدا قبل آلاف السنين ، وهم الذين أطلق عليهم إسم الأيثيوبيين باللغة اليونانية ، أو السودانيين باللغة العربية ، أو النوبيين باللغة القبطية ، بمعنى أن هذه المسميات الثلاث تشير الى نفس الفئة من الناس ، وهم سكان وادى النيل والحبشة ، فبقى سكان أهل الحبشة كما هم ، وأختطفوا لأنفسهم إسم إثيوبيا ، وبقى النوبيين كما هم ، وإستسلموا لأسم السودان.
أثق أنكم لاحظتم أن البجا هم المرافق الرئيس ، والتوأم السيامى الملتصق على الدوام بالنوبيين والحضارة النوبية ، وقد يكونوا من ذوى أصل واحد ، فالبنية واللون تقويان من هذه الحجة ، ورغما عن ذلك فان البجا وسكان الحبشة لم يستجيبوا للإستعراب ، فبقوا على حالهم بجا ، وأحباشا ، بينما سلك النوبة طريق الفونج. وفى كل الأحوال ، لم تطرأ أى تعديلات على ألوان بشرة السودانيين ولا الأحباش.
لم تكن عملية الإستعراب وقلب الهوية حصرا على السودانيين من نوبيين وفور وفونج فقط ، بل تمددت كموجة عالمية مصاحبة لإنتشار الإسلام فى كل مكان ، ولنفس الأهداف التى ذكرناها والتى تتلخص فى كسب النفوذ والسلطتين الدينية والسياسية ومن ثم الوصول بيسر إلى ثروات ومدخرات الشعوب ، ومن المحتمل أن تكون تلميحات إمكانية تحول المسلم حديث الإسلام إلى عربى قرشى ، من إحدى الحوافز التشجيعية التى تقدم بجانب حل غنائم الحروب ، ووعود بالجنة ، والنجاة من النار والزواج من الحور. وكلها حوافز جيدة تستحق التضحية من أجلها..
إن لوحات شجرة النسب التى ترد من الحجاز المكتوبة بإتقان على الجلود الفاخرة والتى تحفظ فى العادة ضمن المقتنيات المهمة للقبيلة كالمصحف الأوحد ، تفعل فى هذه الشعوب فعل السحر ، وإنه لمن الفخر وأرضاء الكبرياء الشخصى أن يدفع الرجل مالا ليرى إسمه وإسم والده وجده وإبنه مدونا على فيها ، فتجمع الأموال ويبعث بشيوخ القبيلة إلى الحج ، فيجدوا هناك أعدادا كبيرة من كتاب وتجار وفنانى شجرة الأنساب فى الإنتظار لتلبية طلبات الزبائن الآتون إليهم من مختلف بقاع العالم الإسلامى ، فيعملون أياما عديدة فى تحقيق الربط بين شجرة القبيلة الطالبة للخدمة والمعروفة جيدا لدى الشيوخ الحجاج ، وبين ما تتوفر من معلومات عن أنساب الحجاز ، وبعد عدة شهور يعود الشيوخ إلى أهلهم وعشيرتهم سالمين بإذن الله وغانمين ، محملين بالبضائع والهدايا ، ومنهم من يأت بقطعة صغيرة من كسوة الكعبة ، أو حجر صغير من بنائها ، أو حتى حفنة من تراب أرضيتها أو من قبر جد مفترض ، لدواعى البركة ثم بعض النشاطات والاستخدامات السرية ذات الطابع الوثنى ، أما لوكانت القبيلة فى إنتظار شجرة النسب الحجازية المقدسة فلا بد أنها ستكون تاج الهدايا على الإطلاق ، فتبدأ الأحتفالات بذبح الثيران والقفز فوقها ودق الطبول والرقص وشرب المريسة وإستقبال وفود قبائل مجاورة ، وقد تدوم أسابيعا عدة ، فيحكى فيها الحجاج الكثير من القصص عن أجدادهم الأعراب ، صولاتهم ، جولاتهم ، بطولاتهم ، حروباتهم وغزواتهم ، غنائمهم ، جواريهم . بجانب الإخبار عن مشقات الرحلة ومتاعبها ورؤاهم المنامية لسيد المرسلين ، ووصاياه لأمته ، مع إضافة بعض اللمسات والتوابل الشخصية التى ستؤسس فيما بعد للقدسية ومن ثم إناخة السلطة وتوسعتها بإستغلال غفلة وبساطة القوم.
أرى من الضرورة ، التنويه إلى أنه كانت توجد شكل من أشكال السلطة الدينية خلافا للمسيحية فى الدولة النوبية يغفلها الكثيرون ، وهى المعتقدات التصوفية غيرالمسيحية ، والتى كانت عقيدة الغالبية ولم تكن على وفاق معها .. ( هناك الكثير من الصوفيات .. صوفية مسيحية وصوفية يهودية وهذا موضوع آخر).
نعم ،، قبل الإسلام لم تكن الأرض النوبية ، أرضا فضاءا خالية من العقائد والعبادات ، كلا .. بل كانت مليئة بالكهنة ، أو ان شئتم (الكجرة ) ، فالكجور هو الذى كان يأت بالكرامات والأخبار وينقطع فى خلوته فترات ، ولديه من الأسرار ما يسلب الألباب ويوجب التقديس ، ولديه حوليات ، ومريدين ، وتقدم له القرابين والصدقات والنذور ، ويطلب منه الدعاء بالشفاء والذرية .
لقد إنتقل النوبة إلى الإسلام بطبولهم التى تسمى النوبة بفتح الباء ، والطار المشهور فى المدح النبوى والذى هو أصلا مشتق من الدلوكة ،،، والدلوكة هذه آلة نوبية مائة بالمائة كما تعرفون. المهم فى الأمر أن آلة النوبة والطار الموسيقيتان ، وجدتا طريقا سالكا لإستئناف عملهما فى خدمة الإسلام.
ملاحظة .. مجرد ملاحظة !!
السودانيون هم الوحيدون فى الدول العربية الذين يغنون بالسلم الخماسى الإيقاعى ، بينما باقى العرب يغنون بالسلم السباعى أو المقامات العربية .
أوردنا هذه القصص ، فى محاولة لأقناعكم أن النوبيين الأعراب عندما توجهوا إلى الإسلام ، ثم إستعربوا ، فقد إنتقلوا إليه بعاداتهم وتقاليدهم ، وألوانهم وأعراقهم ومهنهم وفنونهم. فإستجاروا بشجرة صبار صحراوية جدباء من جزيرة الأعراب ، فاستظلوا بظلها ، ولا ظل لها ، ولا زهر ولا ثمر ، شائكة تلدغ بشوكها من يتوادها أو يقربها !!!
أيها النوبة … أعيدوا زراعة بذرة شجرتكم الأصلية الظليلة الوارفة ، وانظروا قليلا .. قليلا فقط .. وسترون .
وبالعودة إلى مترادفات إسم السودان ، من إيثيوبيا والتى تعنى أرض السود ، أو السودان لتمييزه عن البيضان ، فإن النوبة ، كلمة هيروغليفية تعنى أرض الذهب ، وهى بالفعل الأرض التى كان الفراعنة يأتون منها بالذهب ، وقد ثبت علميا أن فصيلة الذهب التى بنيت بها تمثال توت عنخ آمون ، مأخوذة من أرض النوبة بشمال السودان ، بل تم الوصول إلى كهف منجمه الصحراوى ، وهذا ما يبعد عن هذه الكلمة أى إشارة أو صفة لعرق بشرى ، أو حجة لإطلاقها على قبائل ناطقة بغير العربية ، فالنوبية ليست بعرق ولا قبيلة بعينها ، وإن جرت العادة على إستخدامها بهذه الشاكلة ، بل يعد ذلك شكلا آخر من أشكال تقزيم هذه الحضارة الهامة ، والمفهوم الصحيح ، أن النوبية هى الحضارة السودانية ، والنوبة هم السودانيون. فلتكن مواعين نوبييى اليوم من السعة لإستيعاب آخرين.

شكرا لكم …

تعليق واحد

  1. شكرا لك أستاذ/ أبكر وأنت تسلط الضوء علي موضوع الهوية السودانية بموضوعية وبصورة علمية وبحقائق تأريخية لاتقبل الجدل.. شكرا لك وأنت تدعو أهل السودان للإلتفات لما تحت أيديهم من كنوز لاتقدر بثمن وضعوها جانبا وتشبثوا بما لدي الآخرين من إرث بائس فقير لايسمن ولا يغني من جوع!!!… وفقك الله.

  2. التحيه لانسان النوبه وهو يقاتل من اجل الحريه
    مليون شهيد لعهد جديد
    لا للدجل لا للكذب والزيف
    يسقط يسقط تجار الدين

  3. السودانيين من شدة تلصقهم و تمسحهم بالعرب كرهوا العرب العروبة و الان دول الخليج عندعم مجلس التعاون و ضموا معاهم الاردن و المغرب اما سوريا و العراق فبعد الحاصل فيهم ما شديدين علي عروبة تاني و ليبيا من زمن القزافي ولوا من العرب و لبنان اصلها مكجنة السودان فبعد كدة يخلوا جامعة الدول العربية دى لابواللصيق السودان و الصومال و جيبوتي و جزر القمر و اتفرج يا سلام

  4. “فيجدوا هناك أعدادا كبيرة من كتاب وتجار وفنانى شجرة الأنساب فى الإنتظار لتلبية طلبات الزبائن الآتون إليهم من مختلف بقاع العالم الإسلامى”.
    لا أظن هدا يحدث بهده الطريقة الفجة، يقفز إلى الادهان سؤال: هل يقبض هؤلاء الخبراء الثمن؟ ولكني التقيت إبان سني الطلب في الجامعة بعدد كبير من المسلمين من مختلف بقاع الدنيا. وما يقوله الكاتب صحيح على الأقل من تجربتي الشخصية اد إنني خبرت مثل هدا الادعاء من طلاب أتوا من الصومال، وقامبيا، والفلبين، وموريتانيا، وبوكينافاسو، وتشاد، واوغندا، الخ…..
    وأظن، وليس كل الظن إثم، ان هدف هؤلاء الادعياء هو إقناع أنفسهم قبل الآخرين بصحة اسلامهم ظنا منهم أن “التعرب” سيزيد من اسلامهم، أو قل إن شئت من فرصهم في الدخول إلى الجنة. فالمسألة ليست تملصا من أصولهم المختلفة، ولكنها طمعا في نيل رضوان الله. وما علم هؤلاء واولئك أن الاسلام ساوى بين كل البشر وجعل التفاضل بالتقوى، ولدلك هو دين خاتم. (عدرا لدي مشكلة في الكييورد.)

  5. شكرا الاخ ابكر، السودانيون لا يقرأون و اذا قرأوا لا يفهموا و اذا فهموا كابروا. إليكم ما يلى (منقول من مصدر):
    يشكك هارولد ماكمايكل في صحة نسبة الجعليين كما تواضأ عليها النسابة السودانيون. وقد أذاع هذا النقد في كتابه ( تاريخ العرب في السودان * ) و الذي استفادت منه كل التحريات المعاصرة حول أصل الجعليين. فقد ورد في كتاب ماكمايكل بصدد تجديد النظر في اصل الجعليين ما يلي:
    (إلى المدى الذي يمكن فيه اعتبار الجعليين جماعة واحدة ، فإن تماثلها العرقي إنما يتوقف على قاسمها الأعظم النوبي أو البربري والذي يسود بنسب شديدة التفاوت في كل أجزائها المكوّنة . توجد ثمة كذلك ، في هذه الجماعة ، دفقه من الدم العربي وبصورة اكثر تحديدا لدي الجعليين بالمعنى الضيّق للكلمة . ولكن يكمن الخطأ الذي وقع فيه النسابة السودانيون عمداً في تجاهل العنصر النوبي وإرجاع العامل العرقي المشترك إلى قبيلة قريش . و بأخذ هذه الحقائق في الاعتبار فإن من المستحيل تحديد أية قبيلة من قبائل الجزيرة العربية يمكن أن يردّ إليها العنصر العربي الذي ساهم في تكوين قبائل الجعليين.
    وما صح لماكمايكل صح لمن جاءوا بعده في مبحث هوية الجعليين. فيصف ترمنغهام كذلك خليطاً من النوبة المحليين والعرب ، والذين استقروا في مناطق الجعليين منذ القرن التاسع وحتى الرابع عشر إما بوصفهم ” حاميون مهجنون بالعنصر السامي أو زنوج مهجنون بالعنصر السامي ” ويصفهم بصورة أكثر وضوحاً كحاميين مهجنيين بالعنصر السامي والزنجي . و شاع هذا التوصيف بين الباحثين اللاحقين. و تم تبينه على نطاق واسع . فيصف يوسف فضل المجموعة العرقية المتولدة عن هذه الخلطة كـ ” نوبة مستعربين ” وقد قبل الباحثون بمصطلح يوسف فضل وشاع استعماله.
    لقد أصبح لسوء الحظ هذا الخطاب المعاصر حول هوية الجعليين العرقية ، وبدرجات متفاوتة ، مضللا ً. لقد ابتدأ هذا الخطاب ، في أغلبه ، كنقد لتقاليد النسبة السودانية ولم يتقدم كثيراً علي نقطة بدايته. وتكمن قوة هذا الخطاب في شكه بصحة النسابة مستنداً علي التقاليد المحدثة في جرح العقائد وتعديلها. ويستمد هذا الخطاب، من الجهة الأخرى، مشروعيته الأكاديمية من سلطانه السياسي النابع من توفره على و استخدامه للمعرفة ” كمصادر نادرة” . فالمؤسسة الأكاديمية الحديثة تزعم لنفسها احتكار الحقيقة وكتابة التاريخ الصواب في حين تستهين بعلم الأهالي الذين تراهم فريسة للمعتقدات التقليدية ويفخرون بأنساب هي محض أساطير. ومع ذلك فإن الأكاديميين كما سنري ما زادوا إلى الآن ، متي ما تحروا هوية الجعليين ،عن الوقوع في المحظور الذي حذروا النسابة منه وهو اصطناع نسبة للجعليين كيفما اتفق .

  6. وتقول السودان هو النوبة فقط…. فهناك قبائل كافحت من اجل الاستقلال وقبائل عربية اصيل ايضا تسكن السودان وخلونا من نوبة ودارفور والله كرهتونا

  7. اجمل موضوع قريتو ……. الفراعنة انفسهم سودانيين سمر والدليل رسوماتم لانفسم والدايريتاكد يمشى المتاحف او الاهرامات فى مصر او فى السودان…. سيجد ان قدماء المصريين وملوك وادى النيل يشيرونلانفسهم كسودانيين سمر….. الشيخ انتا ديول فى كتابو افريقيا اصل الحضارة زكر ان السودانيين السمر هم اعضاء قى نفس المجموعة الاثنية الملكية التى حكمت وادى النيل بما فيو امتداد كوش فى مصر وزكر ايضا ان مصر القديمة اسسها سودانيون للالفى س الاولى منها,,,, بعانخى لم يزهب لمصر للخيول بل زهب مطالبا بعرش اجداده مؤسسى مصر…. النوبيين ليسو فقط دناقلة ومحس وحلفا .. الشايقية والجعليين والبطاحين الرباطاب ركابية مناصير ميرفاب ايضا نوبيين ويمكن ايضا لحد ما ان تشمل قبائل الجزيرة وكردفان …. الميدوب واخرون غيرهم…..فى حقيقةالامر اغلب الافارقة هم متحدرين كوشيين…. فى موضوع اخر وهو موضوع اللغة العربية وهى مصنفة مع لغات الخبش فى مجموعة واحدة :هناك تنظير يفيد ان اللغة العربية نفسها احدى اللغات المتحدث بها فى احى المستعمرات الكوشية (الجزيرة العربية) فقد كان يسكنها ويحكمهاكوشيون سودانيون حسب شهادة قدماء الاغريق,,فلا استبعد ان اللغة العربية نفسها انجازمعرفى كوشى تم سرقتها مثلما تمت سرقةديانة التوحيد المرويةو منجزاتنا المادية المتمثلة فى الاهرام فى مصر وسد مارب فى اليمن….. هؤلاء الكوشيون عادوا فى رحلة الى ديارهم الاصل فى وادى النيل(ما يسمى زيفا دخول العرب السودان)عادوا بعد هزيمة تهارقا فى سهول الشام 6 قرون قبل الميلاد….. نحتاج اصيانة هويتنا مما شابها من تزييف فنحن ملوك ومتحدرين من ملوك وادى النيل..

  8. كنت بالسعودية لخمس سنين و الخليج ثلاث سنوات لم اسمع قط من سعودى او خليجى قال العباس او امرؤ القيس جده!!!! أمانحن السودانيون فأمرنا عجب، و خلوا بالكم كل من اتى من غرب البحر الاحمر فهو عبد سواءً كان اسود او اخدر او خاتف لونين او اصفر او ابيض لا فرق و لو خارجك اللون(وده نادر الحدوث لان اللون لا يقيسون به) هناك صفات اخرى مثل الشعر ملمسه و توزيعه على الجسم، حجم الأذن، راحة القدم، وجود الشلوخ ما بتخارجك على الاطلاق فانت عبد عبد. كدى يا سودانيين روقوا المنقة شوية و خلونا فى المفيد انتو أخبار البارجتين الجن من ايران شنو؟.

  9. النوبة جزء من النوبيين “الفرعنة”مصر والسودان اراضي نوبية،الفرعنة الاصليين سكان السودان الان والاساس النوبيين وبعدهم النوبة. اما بخصوص اتفاقية البقط غير صحيح ده تخاريف عربية او تزوير في التاريخ.

  10. التحية لك يارائع لاكن المشكلة الهروب واستحداث شجرة نسب جديد وتلصيقها بالهوية العربية امسك عند المسيرية مثال انة لقاية اليوم قبيلة منقسمة جزاء افريقي ويحمل ثقافة افرقية في دولة تشاد والجزاء الاخر في السودان ينسب نفسة الي العربية وما ذالت اواصر الدم حامية والاسماء حية احسن الرجوع الي السودانوية بدل الفضائح الحاصلة

  11. الاخ ابكر يوسف شكرا على هذا المقال الذى يدل على اطلاعك الواسع والعميق بحضارتنا النوبية وتاريخها التليد ونحن نوبيى الجبال فى حاجة ماسة الى متهتمين وباحثين يهتموا بحضارتنا وتاريخنا من امثالك وحقيقة اعجبنى كثيرا ما تطرقت الية والواقع اخى الكريم ان الحكومات المتتابعة على حكم السودان عملت ولا زالت تعمل بشكل ممنهج على طمس حضارتنا النوبية بكل تاريخها ويكفى اننا فى مراحلنا التعليمية ومنذاول فصل دراسى يدرس تاريخ السودان وهو الفصل الرابع الابتدائى سابقا فى السلم التعليمى القديم درسنا دخول العرب السودان برغم ان الكتاب كان اول الدرس فية الممالك النوبية المسيحية الا انة الغى كماذكر لنا معلم التاريخ ومن ثم ازيل من الكتاب وهذا يدل على ان المسالة ممنهجة والقصد منها ازالة حقبة تاريخية مهمة للغاية وهى كما ذكرت عملية القصد منها الاستعراب ولكن ماذا بشان الاهرامات اصبحت من معلم من معالم الحضارة البشرية وتاريخها على مستوى العالم هل يستطيع هؤلاء المستعربون ازالتها؟ اعتقد ان النوبة فى الجبال هم الوحيدون من القبائل النوبية استطاعت الحفاظ على هويتها النوبية اى لم تستعرب برغم دخول معظمها الاسلام .

  12. وهذا ما كنا ننادي به ونحن طلاب ، ان السودانيين عرب لغة وليسوا عرب اصل . ان كنا نحن اهل الوسط عرب كما ندعي فلماذا لا نختلف في اشكالنا عن الناطقين بغير العربية في الشمال، ولماذا لا نشبه العرب كذلك ، ولماذا ان بعض افراد اسرنا يشبهون في تقاطيعهم المنحدورن من دارفور وغيرها من البقاع السودانية التى نظن نحن اهل الوسط انها لا تمت للعرب بصلة. حان الوقت لتصويب مفهوم الهوية السودانية ووضعه في مساره الصحيح.

  13. حديثك فيه خلط واضح بين الحقيقة والخيال و ما قصة من شاهدته في عهد طفولته وبعد عوده من مهجره ببعيد ( إدعى بنفسه ونطق بعضمة لسانه ، أنه خواجى (أسود)) هذا ليس بنوبي أصيل أو تشابه عليك البقر يا هذا!!!
    وكذلك تنكرهم لحضارتهم المادية يجافي الحقيقة, وهم قوم معروفين باعتزازهم بهذه الآثار,
    رغم استفادتك من دراستك وتخصصك وهذا واضح من طريقة عرضك للموضع إلا أنك تخلط الأمور خلط لشيء في نفسك, وتود أن تقنع به من لا يعرف النوبيين, لعلمك النوبيين يعتزون بلغاتهم و وطنهم, و شخصي الضعيف يعرف حالات كثيرة رفض فيها البعض أن يتجنس بجنسيات عربية لدول نفطية, وهم مولعين بوطنهم السودان وقراهم الصغيرة علي ضفاف النيل ولا يبدلونها بغيرها,
    أخيرا أرجو أن تكتب لنا عن موطنك و لماذا سكانها بهم جفاء تجاهها بدلا عن ذر الرمال في عيون من يخالفونك من النوبة.

  14. to Mr. Kamal

    يا كمال من كلامك ده قريت المقال ده مرتين الزول ده ضرب مثل إنو ممكن للشخص أن يغير هويته بالرغم من أصلو المعروف والوضع يسوء عندما يأت أولاده من بعدو وده مجرد مثل . وكونك تقول انو احسن يكتب عن موطنه الاصلى بدل النوبيين كمان حاجة غريبة هو يقول انو معظم السودانيين نوبيين لكن نوبيين مستعربة ونوبيين اصليين والكلام عن المستعربين وبعدين الاوربيين واليابانيين وناس من كل العالم يأتون للبحث فى الاثار النوبية ، وناسنا يساعدوهم ويعملوا معاهم حفارين وحمالين وطباخين طبعا فى سرقات وتهريب . طيب لامين يجى واحد سودانى يتكلم مجرد كلام عن الحضارة النوبية جننابيركب طوالى ده شنو ده كمان عنصرية فى البحث العلمى كمان ؟.
    ايه ده شعب يحير..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..