أحي ….. يا اسرائيل!!

أحي ….. يا اسرائيل!!

الوسيلة حسن مصطفى
[email][email protected][/email]

القاريء الكريم هذا المقال لم أكتبه اليوم تفاعلاً مع أحداث مصنع ( ال .. ير .. موك !) بالخرطوم المستفزة وإنما تمت كتابته في 12 ديسمبر 2011 وتم نشره بعدد من المواقع الاسفيرية ولكنه يبدو كان في ذلك التاريخ ( كلام وليدات ! ) لناس الحكومة. فالي المقال بدون أي تدخل:

في البدء أرجو أن يعذرني القارئ الكريم على هذه المفردة السوقية وهي معروفة في الوسط السوداني حتى للذين لا تسمح اللياقة لهم بنطقها ولكنني مضطراً في هذا المقال للإستشهاد بحكاية تمثل المفردة غاية في الأهمية لسردها على سيادتكم.

ففي النصف الثاني من عقد ثمانينيات القرن الماضي وفي سبت سوق مدينة الدامر التاريخي والشهير حيث كان السوق في ذلك اليوم يشهد إقبالاً واسعاً من الأرياف والمدن… وكانت وسائل النقل حينذاك اللواري …. كان اصحاب تلك الوسائل وسائقوها يطلقون عليها أجمل الأسماء وأروعها، فيما كانت (الأُبّهة) تحيط بصاحب المركبة حتى وإن كان جاهلاً بأبجديات الحياة. وفي خضم إزدحام سبت سوق الدامر يصعب على سائقي اللواري الحركة وخاصة الخلفي منها، ويسهل دائماً أن يقع ذلك السائق فريسة ل(مستهبل) يكتسي بثوب المعتوهين والمهووسيين يسمى (باتع) تخصص في نسج المقالب لسائقي اللواري. فقد كان ينصب نفسه دليلاً لذلك السائق في الحركة للخلف، ويتعمد في إرشاده أن يجر اللوري للاصطدام بأقرب أعمدة الكهرباء وعندها يطلق عبارته الشهيرة ( أحّي … العمود!! ) ساخراً من غباوة السائق وإعتماده عليه.

وحكومتنا السودانية تبدو لي دائماً كبعض سائقي اللواري في سبت سوق الدامر فقد حذرنا ومعنا الكثير من تداعيات إنفصال الجنوب وخطورة ذلك على مستقبل البلاد وبالمقابل ظلت الحكومة لا تسمع إلا لأعداء التاريخ والوطن وخاصة الأمريكان وللأسف هي تعلن ذلك صراحة في أنها قامت بتنفيذ كل مطالب الحكومة الأمريكية من تنفيذ كامل لإتفاقية نيفاشا المشؤومة وخاصة فيما يتعلق بفصل الجنوب وتنتظر منها بالمقابل تنفيذ وعودها بتطبيع العلاقات وطال الإنتظار وسيطول ولا تزال الحكومة متعشمة في رضاء الأمريكان ( والعشم في الله أخير) وبالمقابل يلعب الأمريكان دور (باتع) في إرجاع الحكومة للخلف مستصحبة معها السودان وشعبه ومستقبله.

وآخر (عامود) لكنه ليس بالأخير كان بالأمس بزيارة سلفاكير المحاطة بسياج السرية لإسرائيل ولقائه مع قادتها و على الرغم من أن العناوين المعلنة وراء الزيارة تبدو طبيعية إلا أننا نطالب الحكومة بقراءة القرآن جيداً والتخلي عن نهجها في التخيُر منه بما يتناسب ومواقفها فقط، ومن ثم قراءة كُتب تاريخ الأمم لمعرفة خبث اليهود ودسائسهم اللعينة، وإستصحاب البيئة الخصبة وصلاحيتها لمثل ذلك الخبث بجنوبنا المفقود.

الزيارة وصفتها الوسائط الصهيونية بالتاريخية وهي تاريخية بحق وحقيقة فقد أصبح لإسرائيل وأمريكا ولاية جديدة غنية بمواردها وشعبٌ أنهكته الحروب بتبعاتها من فقر وجهل وتم إشباعه غبناً تجاه أبناء الشمال، وللأسف دور بعض منا كان مسانداً بشكل مثير للشفقة لدور المنظمات الكنسية وكانت النتيجة أن شعباً بتلك المواصفات سيكون لقمة سائقة وأداة طيعة في يد الصهيونية.

ونتنياهو يقول ان حكومته تعمل على تأهيل كل من دخل من أبناء السودان بطريقة غير شرعية لإسرائيل ومن ثم إعادتهم لبلادهم ويشير الى أن معظم الذين تسربوا هم من أبناء الجنوب ( واضحة والله يا نتن ).

وإمتداداً وتواصلاً لمهددات مستقبل بلادنا تناقلت عدد من المنابر العامة حادثة إختراق الطيران الإسرائلي لأجواء السودان بالجهة الشرقية لمنطقة محمد قول بشمال السودان وقريباً ستحاصرنا يد الصهاينة من كل مكان ونصبح سخرية التاريخ والزمان و( باتع ) الأمريكي يضحك في كل موقف وأزمة سودانية تُولد ويقول ( أحّي …… يا إسرائيل ).

وما دمنا نُفصّل القضايا العامة على سلامتنا الشخصية ونضع السياسات ونتفق وفقاً لتلك الطريقة الفجّة فلابد أن نتوقع المزيد من (الأعمدة) في ظل (حركة وراء) المستمرة بدليل أمريكي وما أكثرها هذه الأيام … ( عادي !). ومزيداً من الأعمدة والخوازيق!.

تعليق واحد

  1. أخى لا تستبعد دور الولايات المتحدة فى توجيه ذراعها العسكرى(اسرائيل) بضرب اليرموك.. لعدة اسباب لعل اهمها التوقيت المصاحب للانتخابات الامريكية و حوجة ادارة اوباما للدعم اليهودى بدليل اصداره امر بتجديد العقوبات على السودان مع اعتباره مهددآ غير استثنائى للامن القومى اضافة الى تحييد الدول العربية فى النزاع القادم مع ايران .. ولشدة لؤم اليهود واحتقارهم للمسلمين فقد تصادف قصف اليرموك مع يوم التروية بمنى والحجاج يتاهبون للخروج الى عرفات.. مثلما فعلوا بصدام يوم عيد الاضحى ..

  2. كلامك مظبوط ،،، لكن الراجل بقول إنه المقال دا قبل ضربة إسرائيل لمصنع اليرموك،، وإذا كان كذلك فإن هذا الرجل خطير في قراءته وربطه للأمور ما بين “باتع” بتاع سوق السبت في الدامر (قصة العمود وسائق اللوري) وما بين علاقة أمريكا وإسرائيل ،، ويبدو إنو قصة الأعمدة دي ما وقعت ليك عندما استهللت تعليقك بأنك لا تستبعد أن للولايات المتحدة دوراً في توجيه …..،،، ويظهر إنه دا العمود الأول من الأعمدة التي تنبأ بها الكاتب قبل أن يصطدم به السودان وأن هناك أعمدة أخرى وربما يكون الارتطام بها أشد عنفاً في المرات القادمة إذا استمرت هذه العصابة في الحكم،،، ونسأل الله أن يجنبنا شرها ــ الأعمدة ــ وشر هؤلاء الخونة …………………….

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..