أخبار السودان

التعديلات الدستورية لتحالف الدولة العميقة….لمصلحة من؟!.

فيصل الباقر

يتّضح – الآن- أكثر من أىّ وقتٍ مضى، أنّ التعديلات الدستورية التى يبشّرنا بها (تحالف الدولة العميقة) لسودان دولة مشروع “النظام الخالف”، هى تعديلات تسعى فى جوهرها، لفرض واقع جديد، يُشكّل ردّة دستورية كُبرى، وتراجعاً مفضوحاً، عن المكتسبات الديمقراطية و “الحقوق إنسانية ، التى تحقّقت فى (الدستور الإنتقالى لسنة 2005)، والذى أتى فى ظروف سياسية مختلفة، بعد ( اتفاقية السلام الشامل للعام 2005)، والتى هيّأت – وبلا شك- البلاد و المناخ السياسى، لتحولات نوعية فى جبهة الحقوق والحريات، بإستحداث باب ” وثيقة الحقوق “، التى تضمن دستوراً يحترم ويُعزّز حقوق الإنسان، بصورة واضحة لا لبس، ولاغموض فيها، ولكن، هيهات !.

بنظرة دقيقة وفاحصة لبعض التعديلات الدستورية المقترحة، سنجد – بل سنكتشف – أنّها تشكّل فى مجملها تراجعاً واضحاً، فى جبهة الحقوق والحريات، وتسعى لفرض المزيد من التراجع عن احترام وتعزيز حقوق الإنسان، بقمع الحريات، وتضييقها، بدلاً عن التأكيد على ضمان الحقوق والحريات الأساسية، واتاحتها للجميع.. والنموذج الساطع فى هذه الحالة هو التعديل المقترح للـ(مادة 39) من الدستور الإنتقالى، بغرض الإلتفاف عليها، وتجريدها من محتواها ” الديمقراطى “، حيث عمد التعديل المقترح، على اسقاط الشرط الضروري الوارد فى العبارة المفتاحية والمفصلية (( فى مجتمع ديمقراطى))، وذلك ببساطة، لأنّ ” النظام الخالف “، لن يكون ديمقراطياً، إنّما هو- يأتى- مواصلة لدولة ( المشروع الحضارى )، فى نسختها المعدّلة، كما تجاهلت التعديلات المطروحة، عمداً و عن قصد مبدأ ” الحق فى الحصول على المعلومات “، ممّا يجعل حرية الصحافة والتعبير والإعلام فى خطر!.

أمّا الجدل والضجيج، بل، والصراخ الإعلامى الذى أثاره مقترح التعديلات الدستورية على دور جهاز الأمن والإستخبارات، حول مهامه و واجباته، واختصاصه، فهو بلا شك، مؤشر واضح، يفضح العقلية الأمنية التى تريد أن تُقنّن للقمع، وانتهاكات حقوق الإنسان ” دستورياً “، بعد أن كرّسته لسنوات طويلة عبر القانون والممارسة، وها قد بدأت الحملة الشرسة التى ابتدرها قادة ” الجهاز” من داخل – وخارج- البرلمان، لمقاومة تقليص صلاحياته، ومطالبته بمنحه ” قوةً و أسناناً ” و ” نفوذاً ” رغم أن التعديلات المقترحة فى ” وثيقة الحريات ” تسعى لتقلّص اختصاصه فى الإعتقال المتطاول، ومصادرة الصُحف، وغيرها، بل، وأهمها ” وقف التعذيب ” الذى يتعرض له المعتقلون فى أقبية الأمن وفى مقاره و ” بيوت أشباحه” الرسمية، و ” غير الرسمية”، لينحصر – دستورياً- دوره فى جمع المعلومات وتحليلها، وتقديمها للسلطة التنفيذية، كما جاء فى الدستور الإنتقالى لسنة 2005. والغريب – بل والأغرب- فى الأمر أنّ ” لجنة الأمن فى البرلمان ” ، تؤيّد وتناصر، بل، وتدافع بشدّة عن مقترح الأمن بتقوية أسنانه، وهنا مربط الفرس، والمؤشر الواضح على أنّ العديلات المقترحة، لن تمر. ولن نذيع سرّاً، إن أشرنا للحملات الإعلامية ” التجميلية ” التى يخطط لها، ويغذيها جهاز الأمن، وقد قرأنا، بعض ” بشرياتها “، وبلا شك، فإنّ البقية آتية!.
الواجب يحتّم رفع الصوت عالياً ضد الردة الدستورية ، التى يسعى لتكريسها مشروع تحالف الدولة العميقة. ويبقى السؤال المشروع : التعديلات الدستورية لمصلحة من ؟ ! .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حليل الدستورالانتقالي لعام 2005م وحليل اتفاقية السلام الشامل التى اذا وقعت مع نظام وطنيى لحلحلت كل مشاكل البلاد فى الحكمو التنمية والوحدة الوحدة الوطنية, لقد انتهت المعارضة الفاعلة القادرة على التغيير بزهاب الجنوبيين وما مبقى من معارضة اصبحت هشة وقابلة على الاحتواء باقل جرادة فى الخشم .

  2. بنظرة واقعية مختلفة (الكللام ادناه) توصلت الي انها “باقية” وجوها وجغرافية! والتساؤول الذي اراه يتطابق مع التنبؤ المحتمل Emergence of Deep State( كنغمة كثر التهامس بها – هل هذا ما سيقودنا الي ما يمكن تسميته بالجهوية الذكية: مشروع الدولة العميقة في السودان!

    سمعناها عشرات المرات؛ خلاص قربت … باقي ليها شهور … لا، السنة الجاية ما حتحصلها …!! هذه التهديدات – الاطاحة بالحكومة، سمعناها ونحن طلبة منذ العام 1990م!!! واستمرت الانقاذ وتجاوزتها حتي وعود التهديدات بالتدخل الدولي ومعها تهديدات الـ ICC، الي جانب الحصار الاقتصادي المضروب ومضايقات المعاملات المالية الدولية!! ثم ماذا؟ قلنا محاولات العصيان المدني “الاسفيرية” الاخيرة والجماعة باقين وقالوا “باقية” من حكومة لحكومة؛ بالانتخابات، بالتعديلات، والاستيعابات الي آخر تشكيلة الحوار المرتقبة!!! وان كانت من ملاحظة – فهي استمرار ذات الوجوه من ذات الجهة – جغرافية وتنظيما!! وامرنا محكوم بقوله :(يعز من يشاء ويزل من يشاء)!! فهلا نخلص الي انها “باقية” مع مؤشرات الانفتاح وبوادر الانفراج – للـ 31 سنة وشهر الا 5 ايام، كما قالها الشيخ بلة الغايب!! ربما لا نظلم الرجل وقد قال بذلك قبل 10 سنة، وزاد عليها قوله الاخير في الطائرة الماليزية قبل 3 عام تقريبا بانها في مملكة الجن الاحمر (as a UFO in the Red Evil Kingdom) ولن يجدوها الي ان تقوم الساعة، وتماما اسدلت الحكومة الماليزية منتصف يناير 2017م الستار عن عمليات البحث ووقفها حتي اشعار آخر بقولها بـ (فشل عمليات البحث عن العثور علي مكان الطائرة المفقودة)

    فهل نحن علي موعد خلافا لكل هذا !!!

  3. انت تتبع لاي الاجنحة المصارعة ايها الكاتب واين الدستور الذي تتكلم عنةالان نحن علي بعد كم من هذا الدستور وهل له اثر علي الارض كلكم منفعجية ازلام للكيزان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..