اخشي ان يكون التيار السلفي هو البديل

اخشي ان يكون التيار السلفي هو البديل

محمد إبراهيم بتو

بات السؤال عن البديل يتصدر الاونة الاخيرة اهم الموضوعات التي تشغل اذهان السودانين بصيغتة ( من هو البديل..؟ ) وبمضمونه من هو الخيار الانتخابي الذي يطرحة لنا دعاة التغيير والديمقراطية في المرحلة القادمة، تعبيرا عن ان كل التكوينات السياسية المطروحة الان نالت حظها من السلطة، وبشكل اكثر سذاجة قد تاخد المسالة طابعها الفوضوي عندما يقول لك البعض (انحن الناس ديل اخير لينا لانهم اكلو وشبعو نجيب زول تاني عشان ما يبدا ياكل من جديد لي ) في اشارة الي حكومة المؤتمر الوطني .

في تقديري ان مثل هذه التساؤلات لا تعبر الا عن شخصية العاجز المهزوم المتحجر معرفيا وتاريخيا، فالتساؤلات اعلاه هي متجاوزة لنفسها بمعني اننا نسلم بواقع مازوم ونرفض في نفس الوقت تغييره والبحث عن بديل له، مسالة لا تتماشي مع العقل والمنطق لان التغيير ضرورة لا يمكن نفيها او تجاوزها في وجود (الزمان)، فالانسان والتاريخ بطبيعتهم متجهين نحو التغير والصيرورة المستمرة حتي لو فرضنا وجود لواقع كلي او مطلق لانهائي فما بالك في واقع الدولة السودانية في عهد حكومة المؤتر الوطني، فالتغيير اذن هو ضرورة انسانية لا بد ان يستجيب لها البشر .

نعود مرة اخري الي السؤال في جزئيتة الثانية والمتعلقة بطرح البديل المناسب، بعد ان اجبنا علي الجزئية الاولة، فالسؤال ذو شقين احدهما يرفض التغيير ويرضي بالواقع رغم مرارتة والاخر يؤمن بالتغير في داخله لكنه يكذب وجود بديل، ويمثل هذا الشق من السؤال تحديا للتكوينات السياسية التي لم تتسني لها فرصة إستضافه من الدولة السودانية علي كرسي السلطة سواء بالديمقراطية او بالانقلاب العسكري، ونستطيع ان نحصر هذه التكوينات في تيارين احدهما علماني والاخر اسلامي وهم ( القوة الحديثة- والسلفية ) واخشي ما اخشاه ان يكون البديل هو التيار السلفي وفقا لواقع الحال ولاسباب نجملها في الفقرة القادمة .

شهدت التيارات السلفية مؤخرا تطورا ولو نسبيا علي مستوياتها التنظيمية وخرجت بذلك من شكلها التقليدي ومن دائرة الدعوة الي الانخراط في العمل السياسي وإعتلاء المنابر الجماهيرية، مسالة لا ينكرها مكابر والشواهد علي ذلك كثيرة ابتداء من الاستقطاب وعملية البناء التنظيمي التي صا رت لها تمظهراتها وسط مجموعات كبيرة من الشباب، مرورا بتناولها للقضايا الاجتماعية من خلال تقديم بعض الدعاة لشرايط كاست وتسجيلات اذاعية وانتهاء بابداء الرأي في السياسة وذلك بتوجيههم الانتقادات لنظام الحكم وتشاكس بعض دعاتها مع الحاكم.

اما القوة الحديثة وهي التيارات السياسية التي ولدت في التسعنيات من القرن الماضي هي في تقديري تيارات بعيدة كل البعد عن الجمهور فالحركات المسلحة ينحصر وجودها في اراضيها المحررة عصيا عليها الخروج منها، اما الاولي فينحصر وجودها في اعمال العقل والفكر والتنظير بعيده كل البعد عن البناء التنظيمي .

وما اود الاشارة اليه هنا ان السؤال عن البديل ليس هو بسؤال يتم طرحه وتداوله فقط في المناقشات والمساجلات السياسية بل اصبح موضوع راي عام بل يكاد يكون هو الراي السائد وسط اغلب السودانين مما يعني ان الديمقراطية القادمة مهددة بخيار الكم وليس الكيف وذلك وفقا للعقلية التي تطلق السؤال حول البديل، وان التيار السلفي اصبح يشكل تهديدا واضح لكل التكوينات السياسية لانخراطه في المجتمع اكثر منهم بل ونيله للثقة اكثر منهم ايضا، وما عليك الا ان تقارن بين اعداد الذين خرجوا لهدم السفارتين الامريكية والالمانية مع اعداد الذين خرجوا في مناشدات اخري، فاحذروا السلف ربما يكون هو البديل القادم . ولكم مني كل التحايا .

الميدان

تعليق واحد

  1. أنت تقر بأن التيار السلفي نال ثقة المجتمع أكثر من التنظيمات السياسية الأخرى ثم تحذر منه فكيف تحذر من من نال ثقة المجتمع ، أهذه هى ديمقراطية الشيوعيين

  2. يا أستاذنا اعزيز، هو انت فاكر في تيار سلفي و واحد معاصر؟ هم جميعاً ينطلقون من فكر الاخوان المسلمين، المسألة كلها مسألة درجة فقط، يعني واحد مستعجل أكثر من الآخر. هل سمعت يوماً بإسلاموي أدان أو استنكر أو شجب مئات حوادث الإرهاب التي حدثت حول العالم؟ بل كان عليهم، إذا صدقوا، أن يتصدروا الفض للارهاب. هل سمعت بأي ود مقنعة منهم تصدى لأسامة بن لادن مثلاً ليشرح له راي الإسلام في قتل الناس و استحلال دمائهم؟ ألا تراه يتظاهرون بالابتعاد عن أفكار سيد قطب، ثم يطلقون عليه جميعهم، و دون استثناء، لقب “الشهيد”. لذلك لا تصدق حكاية سلفي و ما سلفي دي.

  3. لو جاء السلفييون للسلطة ح تبقى سَلَطَه خالص وسنبكي حينها على نظام “راجل وداد” بفسادو وجهلو وطبيزو ح يوحشنا وح نقول حليلو
    السلفيون هم اخطر جماعه مسلمة على امة الاسلام من اساسو خليك من السودان براهو وهم اجهل خلق الله بالدين زاتو خليك من العلوم التانية الماسمعو بيها والعايز يشوف كيف السلفيين في السلطة يشوف اداء حزب النور المصري ويشوف فتاويهم الكل يوم طالعه ويشوف ادائهم السياسي في الصومال ويشوف كيف قادو افغانستان ويشوف انبطاحهم في السعودية ويشوف ويشوف ويشوف
    الّا تعلم ولا تعلم انك لا تعلم دي ام المصايب وهو وصف ينطبق تماما على الجماعه السلفية بمختلف فروعها……

    كنت سلفي سابق بس الحمدلله…

  4. السلفيون قادمون شاء من شاء وأبى من ابى بما لديهم من قبول في المجتمع.
    ثم لماذا لا يجرب السودانيون حكم السلفيين فقد يأتوا بممارسات تحاكي حكم السلف الصالح ألا ترضون بعدل عمر بن الخطاب وزهد عمر بن عبدالعزيز.
    لقد جرب السودانيون جميع الأحزاب التقليدية والحديثة ومدعية الحداثة والعسكر وجميعاً اثبتوا فشلهم فلماذا لا يكون البديل إسلامي حقيقي مقبول من المجتمع السوداني.

  5. السلفيون قادمون شاء من شاء وأبى من ابى بما لديهم قبول في المجتمع.
    ثم لماذا لا يجرب السودانيون حكم السلفيين فقد يأتوا بممارسات تحاكي حكم السلف الصالح ألا ترضون بعدل عمر بن الخطاب وزهد عمر بن عبدالعزيز.
    لقد جرب السودانيون جميع الأحزاب التقليدية والحديثة والعسكر وجميعاً اثبتوا فشلهم فلماذا لا يكون البديل إسلامي حقيقي مقبول من المجتمع السوداني

  6. يا استاز فالة الله ولاء فالك داير تجيب لينا طالبان في السودان ياخي ورطة الكيزان كفاية علي الجبهة الثورية التقدم لقطع الطريق علي المطاميس ديل ؟

  7. فليكن التيار السلفي المعتدل هو البديل فهو تيار إسلامي محترم ذو عقيدة سليمة بعيداً عن تخريفات الصوفية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..