واشنطن سعيدة بالموقف العربي الاكثر تشددا..تجاه سوريا

خرجت دول خليجية عربية عن صمتها تجاه الحملة الدموية على الاحتجاجات الشعبية في سورية واستدعت سفراءها، في انتقاد واضح لتصرفات الرئيس بشار الاسد، وهي خطوة من شأنها ان تعمق عزلته الدولية.
ففي اقل من 24 ساعة حذت البحرين والكويت حذو السعودية باستدعاء سفيريهما من دمشق للتشاور.
واعربت الولايات المتحدة عن سعادتها بالموقف العربي الاكثر حزما من حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المتظاهرين، ووصفته بانه ‘مشجع’.
وقال مارك تونر نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية ‘ان التصريحات القوية الصادرة عن الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي خلال عطلة نهاية الاسبوع مشجعة للغاية وكانت مصدر ارتياح لنا’.
وقال تونر للصحافيين ان هذه ‘مؤشرات جديدة على ان المجتمع الدولي يرفض الاعمال الوحشية التي ترتكبها الحكومة السورية’.
ووصل مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية مساء امس الإثنين، إلى أنقرة لبحث آخر التطورات في سورية والمنطقة، عشية زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إلى دمشق.
وذكرت وكالة أنباء (الأناضول) أن المسؤول عن الملف السوري في وزارة الخارجية الأمريكية فريديريك هوف وصل إلى أنقرة حيث يجري سلسلة محادثات مع السلطات التركية حول آخر التطورات في سورية والمنطقة.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون طلبت في اتصال هاتفي من نظيرها التركي أحمد داوود أوغلو، نقل رسالة واضحة إلى دمشق تطالبها بـ’إعادة جنودها إلى ثكناتهم فوراً وإطلاق سراح جميع المعتقلين’.
وأشارت الوكالة إلى أن المسائل التي بحثها الوزيران سوف تتصدّر أجندة محادثات هوف في أنقرة.
وبحث السفير الأمريكي في أنقرة فرانسيس ريكيارديوني مستجدات الوضع السوري مع المستشار الرئيسي لرئيس الوزراء التركي إبراهيم كالين، فيما عقد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان اجتماعاً للأمن الخارجي.
ونقلت وكالة أنباء (الأناضول) عن مسؤولين في السفارة الأمريكية، أن ريكيارديوني إلتقى كالين في مكتب رئاسة الوزراء امس الإثنين ‘في إطار المشاورات المستمرة حول سورية’.
وقال السفير الأمريكي للصحافيين بعد المحادثات، إنه أجرى مع كالين ‘تقييماً شاملاً للتطورات الأخيرة’.
ورداً على سؤال عمّا إذا كان الاجتماع امس مرتبطاً بالاتصال الهاتفي بين كلينتون وأوغلو، قال ريكيارديوني إنه جاء ‘متابعةً له’.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ترأس اجتماعاً ضم رئيس هيئة الأركان الجنرال نجدت أوزيل ووزير الخارجية ووزير الدفاع عصمت يلمز.
وأوضح بيان صدر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء أن الاجتماع ‘تقييم عام يركّز على مسائل تتعلّق بالأمن الخارجي’.
ويأتي الاجتماع قبيل الزيارة المقررة لداوود أوغلو إلى دمشق اليوم الثلاثاء،التي قال أردوغان إنه سيحمل خلالها رسالة مفادها أن ‘صبر تركيا نفد إزاء استمرار نظام الرئيس السوري بشار الأسد في قمعه الدموي للمتظاهرين’.
وكانت السعودية استدعت سفيرها في دمشق تعبيرا عن استيائها من قمع التظاهرات الاحتجاجية في سورية، تلتها في هذه الخطوة الكويت والبحرين.
وفي خطوة تخالف تحركاته الدبلوماسية المتكتمة عادة، طالب العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الاسد في بيان مساء الاحد ‘بوقف آلة القتل واراقة الدماء’ في سورية، محذرا من ان ما يحدث في هذا البلد ‘لا تقبل به السعودية’ و’اكبر من ان تبرره الاسباب’.
وصدر هذا التحذير بينما ترتفع اصوات متزايدة في العالم العربي لتنضم الى الاحتجاجات الدولية وتشدد الضغط على النظام السوري لوقف قمع الاحتجاجات التي اوقعت اكثر من الفي قتيل منذ 15 اذار (مارس) بحسب منظمات غير حكومية.
وقال الملك عبد الله ان المملكة ‘تعلن استدعاء سفيرها للتشاور حول الاحداث الجارية’ في سورية.
واضاف ان المملكة ‘تقف تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو اشقائها مطالبة بايقاف آلة القتل واراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان’.
واكد الملك عبد الله ان ‘ما يحدث في سورية لا تقبل به المملكة العربية السعودية’، مشددا على ‘الحدث اكبر من ان تبرره الاسباب بل يمكن للقيادة السورية تفعيل اصلاحات شاملة سريعة (…) لا تغلفها الوعود بل يحققها الواقع’.
وقالت صحيفة ‘الوطن’ السعودية ان الملك عبد الله اصدر هذا الموقف بعد فشل اتصالات اجرتها السعودية مع نظام الاسد لحضه على وقف العنف.
وكتبت الصحيفة المقربة من السلطة ان ‘هناك اتصالات سياسية سبقت الخطاب وهذه الاتصالات وصلت الى طريق مسدود اذ مضى النظام السوري في طريق تأزيم الاوضاع، ما جعل المملكة تتخذ موقفا واضحا’.
من جهته، اعلن وزير الخارجية الكويتي محمد الصباح سالم الصباح الاثنين ان الكويت قررت استدعاء سفيرها في دمشق تعبيرا عن احتجاجها على قمع التظاهرات المعادية للنظام.
وقال الصباح ‘قررنا استدعاء سفيرنا من سورية للتشاور’. واضاف ‘لا يمكن لاحد ان يقبل باراقة الدماء في سورية.. لابد من وقف الخيار العسكري’، مثنيا على القرار السعودي المماثل.
وحثت الكويت الاسبوع الماضي سورية على وقف اراقة الدماء بعد نحو خمسة اشهر من الانتفاضة المناهضة للنظام التي اسفر قمعها عن سقوط اكثر من 1600 قتيل بحسب مصادر حقوقية.
ونظم مئات الكويتين تظاهرات الجمعة لـ ‘نصرة الشعب السوري’ مطالبين بطرد السفير السوري واستدعاء الكويت سفيرها من دمشق. غير ان وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله قال الاحد ان الكويت لا تعتزم طرد السفير السوري.
من جانبها، استدعت البحرين سفيرها في دمشق ‘للتشاور’ حسبما صرح وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن حمد آل خليفة الاثنين.
وكان سعد الحريري نجل رفيق الحريري الذي ترأس الحكومة اللبنانية السابقة قبل انتقاله الى المعارضة، ندد في بيان بـ’الصمت بكل مستوياته العربية والدولية’ إزاء احداث سورية.
وقال ‘اننا في لبنان لا يمكن تحت اي ظرف من الظروف ان نبقى صامتين ازاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية’.
من جهتها ذكرت صحيفة ‘الوطن’ السورية امس الاثنين أن كلمة العاهل السعودي إلى السوريين بدت وكأنها رسالة تهديد أمريكية.
وأضافت الصحيفة ‘الكلمة لم تتضمن أية إشارة إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة التي سعت إلى تمزيق وحدة سورية العربية والإسلامية، وتجاهلت أية إشارة إلى الجهات التي تقوم بتمويل وتسليح هؤلاء الإرهابيين’.
وجاء خطاب الملك عبد الله غداة نداء ملح وجهه مجلس التعاون الخليجي الى سورية طالبها فيه بـ’الوقف الفوري لاراقة الدماء’، معربا عن ‘القلق البالغ والاسف الشديد’ حيال ‘الاستخدام المفرط للقوة’ في سورية.
غير ان سورية سارعت الى رفض البيان الخليجي مؤكدة انه كان احرى بالمجلس ان يدعو الى وقف ‘اعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات’ في سورية.
كما يأتي خطاب الملك عبد الله بعد بيان مماثل اصدره الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي وطالب فيه السلطات السورية بـ’الوقف الفوري’ للعنف، في اول بيان رسمي صادر عن الجامعة حول قمع الاحتجاجات الشعبية في سورية.
كذلك وصف الاردن الوضع في سورية بانه ‘مقلق’ داعيا الى ‘الحوار والاصلاحات’ من اجل الخروج من الازمة.
كما استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب الاثنين قمع المظاهرات السلمية في سورية مشددا على أن ما يحدث ‘مأساة’ لا بد من وضع نهاية لها.

الرئيس الاسد يعين وزيرا جديدا للدفاع

الى ذلك عين الرئيس السوري امس العماد اول داوود راجحة وزيرا جديدا للدفاع كما اعلن التلفزيون الرسمي السوري.
واضاف التلفزيون ان الرئيس الاسد اصدر مرسوما يعين فيه العماد اول داوود راجحة وزيرا للدفاع.
وكان العماد اول راجحة (64 عاما) رئيسا لاركان الجيش. ويحل مكان العماد علي حبيب الذي كان وزيرا للدفاع منذ العام 2009.
وقال التلفزيون ‘ان هذا التعيين يأتي في اطار تغييرات على اعلى مستوى الدولة تقررت بعد لقاءات عقدها الرئيس الاسد مع وفود’ تمثل اهالي المدن التي ت

القدس العربي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..