أطفال الأنابيب السياسية

د.هاشم حسين بابكر

*صار واضح للعيان ان ازمة السودان السياسية تتمثل في أحزابه,وهذه الأزمة ليست بالجديدة اذ أنها برزت منذ أن نال السودان استقلاله.وقد بدات الانشقاقات منذ ذلك الحين,اذ انشق المرحوم ازهري عن حزب الشعب وشكل الحزب الوطني الاتحادي,وبعدها في نهاية الستينات انفصل الصادق المهدي عن حزب الأمة الذي يتزعمه عمه المرحوم الهادي المهدي…!!!
*هشاشة تلك الأحزاب هي التي مكنت للجيش الدخول في معترك السياسة وبدعوة من ذات الأحزاب.فانقلاب عبود لم يكن انقلابآ بالمعني الذي تعنيه الكلمة,بل كان تسليمآ وتسلما,بناءآ علي أمر عسكري صدر من رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقتها المرحوم عبد الله خليل,وكان استلام السلطة مجرد تنفيذ أمر عسكري وقد اعترف السيدان اول ما اعترفا بالانقلاب…!!!
*انقلاب نميري رغم أنه كان انقلابآ مؤدلجآ,الا أن صلة بعض قيادات الانقلاب برئيس الوزراء حينها كانت لها الأثر الفعال لنجاح انقلاب نميري مما يعني أيضآ تواطؤ الدولة ممثلة في رئيس الوزراء ووزير الدفاع مع بعض قيادات الانقلاب المؤثرة.وقد غادر ذلك الرئيس الي المغرب مستشارآ للملك الحسن الثاني وتوفي هناك…!!!
*أما عن انقلاب يونيو فقد كان أكبرها شؤمآ علي البلاد,وقد مهد له ضعف الحزبين الحاكمين آنذاك,بعد أن فقدا القدرة علي الاستمرار حكامآ,وقد عبر عن ذلك المرحوم الهندي في آخر جلسات الجمعية التاسيسية أن لو راي كلبآ يريد نهش هذه الديمقراطية لما قلت له(جر),وفي صباح اليوم التالي حلت الكارثة بالسودان…!!!
*وكارثة السودان السياسية تمثلت في أن احزابه السياسية التي لم تقم علي مبادئ بل علي أشخاص فانون,ولم تسلم من ذلك حتي الأحزاب العقائدية لذلك لا تلاحظ التغيير في قيادات الأحزاب التي ظلت ابدية,الا أن يتدخل الموت فيأخذ الزعيم الذي وصفوه بالأوحد,وبعد موته أسقط في أيدي التابعين,والأمر الذي يثير العجب أن الأحزاب العقائدية هي أكثر من عاني من موت الزعيم أما الأحزاب الطائفية فزعامتها تنتقل الي الورثة…!!!
*مما تقدم نستخلص أن الجيش قد جر جرآ الي السياسة,وأصبح نتيجة ما يدور صاحب الكلمة الأولي,وهذا ما جر عليه اللعنات,رغم أنه انحاز مرتين الي جانب الشعب في ثورتين عظيمتين,تعمد النظام الحالي تجاهلهما وطمس آثارهما,ورغم كلما يقال عن جيشنا الوطني من فج الحديث وسوء الأدب تجاهه يبقي الجيش السوداني المؤسسة القومية الوحيدة التي يمكن أن يعول عليها لتغيير الأوضاع في السودان وتصحيحها…!!!
*أقول هذا ولي ما يبرره,فالسودان اليوم تغيب عنه السياسة,وغياب السياسة يعني حضور البندقية,والبندقية اليوم في يد من لا يعرف استخدامها من فصائل متمردة ومسنودة من الخارج,حتي ان أخطرها قد نال الاعتراف الدستوري وأصبح تحت مسمي قوات الدعم السريع الذي يطالب من ضمن ما يطالب بسلاح طيران…!!!
*والسبب الثاني الذي يجعل الجيش رغم ضعفه المتعمد من قبل النظام الذي يجتهد في ايجاد البديل له,وقد حاول ما يسمي بالاسلاميين بادئ الأمر احلال الدفاع الشعبي مكانه,والأمر الذي يثير الضحك والسخرية انهم استعانوا بذات الجيش في اعداد الدفاع الشعبي البديل لذات الجيش…!!!
*والسبب الثالث أن النظام الذي استغل الجيش في انقلابه,وكثيرآ ما يتفاخر الاسلاميون بأن قياداتهم المدنية هي من قادت الانقلاب وهذا قول مردود عليهم وما كان للأنقلاب أن ينجح لو وجود ضباط خارج وداخل الخدمة في قياداته ولولا تأييد منطقة الخرطوم العسكرية وبقية القيادات للانقلاب لما صمد بضع دقائق وقد كانت القيادة المدنية ترتجف رعبآ بل وانكرت تمامآ علاقتها بالانقلاب…!!!
*والسبب الرابع أن النظام حين أراد تثبيت حكمه استعان بغير الجيش وأنشأ ما يعرف بجهاز الأمن بشقيه الشعبي والوطني,ولكنه لم ينس الاستعانة كما في حالة الدفاع الشعبي أن يستعين بضباط من الجيش الذي لا يترك سانحة تدمير له الا واستغلها…!!!
*والسبب الخامس حين أدرك النظام ان لابد من السياسة,خرج لنا ببدعة سياسية اسماها المؤتمر الوطني,في أول تجربة سياسية من نوعها,لم أجد لها تسمية مناسبة الا طفل الأنابيب السياسي,فقد أصبح نتيجة تزاوج مجهول الأب أو مجهول الأم أو حتي الاثنين معآ,ورغم ذلك خرج الوليد كما يقول البسطاء مونغول من ذوي الاحتياجات الخاصة,هل يصلح هذا لقيادة البلاد…!!!؟؟؟
*والسبب السابع أن كل الأحزاب السياسية حزت ذات الحذو,وظهرت فيها هي الأخري أطفال أنابيب سياسيين بذات الصفات التي اتصف بها طفل الأنابيب البكر المسمي بالمؤتمر الوطني,وانتشرت الظاهرة وعمت كل الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب العقائدية,فصارت اسماء الأحزاب كأسماء قطع الغيار الكورية أحدها أصلي والآخر تايواني,هل في مثل هذا المناخ السياسي يمكن ايجاد حكم رشيد…!!!؟
*لم نجن من هذا المناخ سوي الفساد وسوء الأخلاق التي تردت الي درك سحيق,في مناخ فصل فيه من ينادي بالاسلام,وفي ذات الوقت قد فصل الدين عن الأخلاق,وفي ذلك افساح المجال للفساد المطلق…!!!
*نحن في حاجة الي انقلاب أخلاقي تفرضه القوة,أما ما يسمي بالحوار وهو في حقيقة الأمر خوار فلن يزيدنا الا خبالا,ونتيجته استرضاء عطالي السياسة الذين لا يرون أنفسهم الا رؤساء ووزراء,طمعآ في السلطة التي تجلب الثروة…!!!
*اننا نظلم الجيش حين ننسب اليه الحكم,وهو منه براء,فالجيش يعاني مثلما نعاني وحتي أكون موضوعيآ قارنوا بين ميزانية قوات الدعم السريع وميزانية الجيش الوطني وستعرفون,ميزانية الدفاع تمثل سبعين في المائة وأكثر كم ينال منها الجيش وكم ينال منها الأمن وكم ينال منها الدعم السريع الذي تم تقنينه قوات نظاميه ليس للقائد العام سلطة عليها…!!!؟؟؟؟
*والحل بعد أن ظهرت نوايا الطامعين في الحكم,والذين ينتظرون اعلان التشكيل الوزاري (وهم مئات بل آلآف)من وزراء ووزراء دولة ووزراء ولايات ومعتمدين ليضيفوا الي المناصب الدستورية عدة آلآف أخري, الحل يكمن في تشكيل حكومة كفاءات لا يزيد تعدادها عن عشرين وزيرآ كحد أقصي,تسمي حكومة اعادة البناء الذي تم هدمه عمدآ,ممثلآ في المشاريع الزراعية والسكك الحديدية والطرق ومشاريع المياه للزراعة والرعي وشرب الانسان,ومشاريع الصحة والتعليم حيث لا يمكن لدولة أن تتقدم بلا صحة ولا تعليم…!!!
د هاشم حسين بابكر
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. صرنا لا نفهم . صرنا همج . للكلاب اقرب . احسن من اولاد المايقوما اولاد الذنا . اما اولاد الحرام الذين نتجوا بسبب اكل الحرام تجدهم فى هذه الزمرة فلا بأس ان تسميهم او تنسبهم الى الانابيب .

  2. الانقاذ قلبت سافل الامور الى اعلاها.

    دفاعك عن الجيش ليس في محله فانتم يا ناس ( الخرتوم ) تنظرون الى الجيش بانحيازه الى المظاهرات و انهاء حكم نميري و عبود و نحن ناس الهامش ننظر الى الجيش بانه ما من طلقة اطلقها الا في صدر احد ابناء الهامش الذين يطالبون بحقهم في الوظيفة و التنمية و الحياة الكريمة. الجيش الذي تراه انت بطلا نراه نحن قاتلا و مدمرا للوحدة الوطنية و عاجز عن استرداد شبر احتلته دولة مجاورة.
    لو سمحت قف اما القيادة العامة وتفرس وجوه العسكر ستجد ان الضباط من اقليم واحد بينما الجنود من اقاليم مسحوقة مهمشة واذا تكلمنا فسيصفنا امثالك باننا عنصريون. شاهد بعينك و احكم و الله يسألك ما تزوغ.

  3. الأحزاب نكبة الأمة السودانية.

    أي تعددية تحت الديكتاتورية أيها البلهاء؟

    أميركا بل بريطانيا العظمي بجلالة قدرهما حزبان لا ثالث لهما وانتو شابكننا أحزاب وتشظي فكري وأدبي ومعنوي

    أيها الشعب المستلب الوهمي!

    الدنيا دي يا يمين يا يسار.. ما في اتجاه تاني ما تتلفتوا يا حيارى يا عدمى الهوية!

    السوداني عبارة عن سفنجة يمتص الأيدلوجيا دون تمييز أو تمحيص لا لشيء سوى تحقيق الأنا الصعرى المستلبة عبر العظمى أيا كانت

    الشعب الوحيد البتلقى فيه نوباوي ينتمي إلى حزب البعث العربي – الاشتراكي!

    وهممممم!

    تكتلوا وخلو الزمزعة واللف والدوران.. والحشاش يملا شبكته!

    أنا مع حق الإغلبية.. ولعزمنا حتما يجيب المستحيل وننتصر.

  4. صرنا لا نفهم . صرنا همج . للكلاب اقرب . احسن من اولاد المايقوما اولاد الذنا . اما اولاد الحرام الذين نتجوا بسبب اكل الحرام تجدهم فى هذه الزمرة فلا بأس ان تسميهم او تنسبهم الى الانابيب .

  5. الانقاذ قلبت سافل الامور الى اعلاها.

    دفاعك عن الجيش ليس في محله فانتم يا ناس ( الخرتوم ) تنظرون الى الجيش بانحيازه الى المظاهرات و انهاء حكم نميري و عبود و نحن ناس الهامش ننظر الى الجيش بانه ما من طلقة اطلقها الا في صدر احد ابناء الهامش الذين يطالبون بحقهم في الوظيفة و التنمية و الحياة الكريمة. الجيش الذي تراه انت بطلا نراه نحن قاتلا و مدمرا للوحدة الوطنية و عاجز عن استرداد شبر احتلته دولة مجاورة.
    لو سمحت قف اما القيادة العامة وتفرس وجوه العسكر ستجد ان الضباط من اقليم واحد بينما الجنود من اقاليم مسحوقة مهمشة واذا تكلمنا فسيصفنا امثالك باننا عنصريون. شاهد بعينك و احكم و الله يسألك ما تزوغ.

  6. الأحزاب نكبة الأمة السودانية.

    أي تعددية تحت الديكتاتورية أيها البلهاء؟

    أميركا بل بريطانيا العظمي بجلالة قدرهما حزبان لا ثالث لهما وانتو شابكننا أحزاب وتشظي فكري وأدبي ومعنوي

    أيها الشعب المستلب الوهمي!

    الدنيا دي يا يمين يا يسار.. ما في اتجاه تاني ما تتلفتوا يا حيارى يا عدمى الهوية!

    السوداني عبارة عن سفنجة يمتص الأيدلوجيا دون تمييز أو تمحيص لا لشيء سوى تحقيق الأنا الصعرى المستلبة عبر العظمى أيا كانت

    الشعب الوحيد البتلقى فيه نوباوي ينتمي إلى حزب البعث العربي – الاشتراكي!

    وهممممم!

    تكتلوا وخلو الزمزعة واللف والدوران.. والحشاش يملا شبكته!

    أنا مع حق الإغلبية.. ولعزمنا حتما يجيب المستحيل وننتصر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..