أخبار السودان

تدني الانتاج بمشروع الجزيرة .. استفهامات حائرة

تحقيق:زكية الترابي

الإنتاجية العالية التي حققها مشروع الراجحي الزراعي بالولاية الشمالية في محصول القمح جعلت الكثيرين يصوبون الاتهامات لمزارعي مشروع الجزيرة ويصفونهم بالكسل والخمول، ربما انتاجية مشروع الراجحي العالية حركت حفيظة عدد من المزارعين بمشروع الجزيرة، حيث سارع عدد منهم بإلقاء اللوم على الدولة التي خططت جيداً?على حد زعمهم ? لتدمير البنية التحتية للمشروع تمهيداً للاستيلاء عليه بواسطة الشركات، وأرجعوا تدني الإنتاجية للظروف المناخية التي لم تكن مواتية لإنتاج محصول وفير من القمح

الأسباب
رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان عبد الله علي مسار أرجع تدني انتاجية القمح بمشروع الجزيرة لعدة عوامل منها التقانة والبحوث والإدارة، وقال قمنا بوضع قانون مودع وهو حالياً عند النائب العام، وذلك لقيام جمعيات أصحاب المهن الزراعية بديلاً لاتحاد المزارعين، للمساهمة في رفع الإنتاجية .
ظروف مناخية
وفي وقت يكتفي فيه مسؤول رفيع بمشروع الجزيرة تحفظ عن ذكر اسمه بالتعليق (المزارع أبو عمة زي الموظف بدون همة) في إشارة منه إلى أن المزارع بالجزيرة أصبح اتكالياً وكسولاً بسبب المعوقات التي تواجهه من أنتشار الآفات وضعف التمويل وتأخيره، مع الغياب التام للإدارة، يقول عدد من المزارعين الذين تحدثوا للصحيفة إن الظروف المناخية كانت غير مواتية لزراعة القمح، وكانت فترة الشتاء في الموسم مابين (15-20) يوماً، مشيرين لإصابة بعض الحواشات بالأمراض، وأخرى بالعطش، بالإضافة إلى الإهمال من قبل الدولة للمشروع، سيما عندما رفعت الحكومة يدها عن التمويل، وأدخلت البنوك للتمويل وشركات التأمين، ومن ثم خصخصة المشروع وعدم التمويل الجيد ونظام الإدارة المتخبط .
وقال المزارع يوسف عدلان من مكتب «رويان» إن الموسم الزراعي السابق شهد تكريم عدد من المزارعين الذين حققوا انتاجية عالية في محصول القمح، وأرجع تدني الإنتاجية في الموسم الحالي لإصابة بعض الحواشات (بالعسلة) موضحاً أن الكيانات والتكوينات الزراعية بمسمياتها المختلفة لا علاقة لها برفع الإنتاج أو تدنيه، موضحاً أن متوسط إنتاجية الفدان في الموسم الحالي تراوحت مابين(12-20) جوالاً، وقال إن شركات التأمين أسهمت في استمرارية العمل في المشروع في كل المواسم، عندما رفعت الدولة يدها عن التمويل، مشيراً لاجتهاد المزارع في التحضيرات المبكرة لزراعة القمح .
ومن داخل ترعة الجدية بمكتب الترابي عزا المزارع الفكي أبوعلامة تدني إنتاجية المحصول لتأخير وصول مدخلات الإنتاج بجانب الطقس الغير ملائم، وأضاف: نقول للذين يتحدثون عن قمح الراجحي، فإن إنتاج الفدان تجاوز بقسم الشوبلي في العام الماضي (30) جوالاً، وكشف عن نقص في آليات الحصاد مما أخر عمليات الحصاد (48) يوماً، وقال هنالك (6) آليات حصاد لكل (7) آلاف فدان، وتساءل أبوعلامة عن دور شركات التأمين فيما يلي التعويضات، وقال إن شركات التأمين تختفي في وقت الحوجة، وأضاف أن اللجان الزراعية لاتخدم المشروع ولاتسهم في رفع الإنتاجية بقدر ماهي تخدير للمزارع البسيط
أطماع الطفيلية
عضو سكرتارية تحالف مشروع الجزيرة والمناقل جاد كريم حمد الرضي عزا تدني الإنتاجية للتقاوي غير المطابقة للمواصفات التي استوردتها وزارة الزراعة لزراعة محصول القمح، بجانب تأخر التحضير والعطش ونظرة الدولة للمزارع، وقال: المقارنة بين إنتاج مشروع الجزيرة ومشروع الراجحي فيما يلي محصول القمح ليست في مكانها، فالتمويل والتحضير والرعاية التي وجدها قمح الراجحي غير متوفرة في مشروع الجزيرة، وقال أبسط مزارع بمشروع الجزيرة يساوي بخبرته شركة الراجحي، ومن تحدثوا عن المزارع فهم لا علم لهم بتاريخ مشروع الجزيرة، مطالباً بإلاعتذار الفوري لأصحاب المشروع الذي أهملته الدولة طمعاً في الاستيلاء عليه من قبل الرأسمالية الطفيلية، عن طريق برمجة مرتبة بعد الاستيلاء على كل البنيات التحتية، وقال إن اللجان الزراعية بالمشروع تدخل الحكومة في عملها، واستغلت فيها المزارع، مضيفاً أن المشروع موحد وعمليات الري تتم من ترعة ومجرى واحد، وقال ما تحمله المزارع خلال (27)عاماً من دمار وهلاك لا يتحمله أي سجين محكوم عليه بالمؤبد في غوانتنامو، وأضاف التأمين يكون في المدخلات والمزارع لايستفيد من هذه الشركات، ويمكن أن تكون سبباً في دخوله السجن، مشيراً إلى أن 30% من المزارعين مهددين بدخول السجن، وتأسف جاد كريم لفقدان الدولة لمقومات الزراعة .
صورة مشروعة
المستشار بشركة شيكان صديق يوسف قال: خصخصة المشروع لم تكن بالصورة المشروعة، فحينما أعلنت الدولة عن خصخصة المحالج والسكة حديد تفاجأنا بطرد الموظفين من مكاتبهم، جملة واحدة، و في يوم واحد دون إقرار بأمر تسليم أو تسلم، لافتاً إلى أن هذه الإجراءات دلالة لها مابعدها، دون مراعاة للخبرات أو الاحتفاظ بها، وذلك لتتم استباحة أصول المشروع بطريقة غير عادية، وذلك بأمر من الإدارة الجديدة، واعتبر رفع الدولة يدها من المشروع بأنه جريمة كبرى ارتكبت في حق مشروع الجزيرة، وقال هنالك دراسات وتقارير تتحدث عن النقص في الغذاء الذي يتوقعان أن يشهده العالم في العام (2020_ -2025م)وتم تحديد بلاد معينة لتغطية هذا النقص من بينها كندا وأستراليا والسودان متمثل في مشروع الجزيرة، إلا أن يوسف عاد وقال: سياسات الدولة جعلت المزارع يهرب من المشروع تمهيداً لدخول شركات جديدة تدخل للإنتاج بالمشروع، ليتم تغيير التركيبة الاجتماعية للمنطقة، ويذهب المزارع غير مأسوف عليه يمتهن مهنة أخرى هامشية وغيرها، وأظهر صديق رفضه لفكرة تكوين الجمعيات الزراعية بالمشروع، ووصفها بغير المقنعة، وفي حال تم تكوينها تكون مشوهة، ويرى أن اتحاد المزارعين هو صمام الأمان والمدافع عن حقوق منسوبيه، لأنه يأتي عن طريق الانتخابات
تشجيع المزارع
ولم يفت على يوسف أن يشير إلى أن شركات التأمين حينما أدخلت في العام (2002م) بدأت بتكلفة الإنتاج بمعنى أن أي تكلفة صدقها المزارع في تكلفة إنتاج المحصول، وحدث أي تلف، فإن الشركة مطالبة بتعويض هذا الضرر، وقال إن شركات التأمين تقوم بتغطية مجموعة من المخاطر، والتي تشمل (الغرق، العطش، الآفات، الحريق) مشيراً لوجود لجنة فنية تتأكد من الخطر الموجود، وبعد ذلك يتم التعويض، وقال إن مبلغ التأمين في الموسم الشتوي (4%)والصيفي (5%) لافتاً إلى أن شركات التأمين دعمت بصورة كبيره استمرارية الزراعة، وشجعت المزارع على الإنتاج .
تأثير سالب
عضو لجنة الزراعة بالبرلمان عدلان محمد عدلان يرى أن حل اتحاد المزارعين أثر بصورة سالبة في مسالة التمويل والتشغيل، مشيراً لضرورة وجود جسم أو أن يظل الاتحاد قائماً لحين قيام الجمعيات، كاشفاً عن وجود (1790) لجنة قاعدية وتليها اللجان النوعية، وقال: شركات التأمين أخلت بالإنتاج ولم يستفد منها المزارع بقدر ماهي وسيلة ضمان للممول، مشيراً لجدية وصدق المزارع بالمشروع، ولكن هنالك عقبات تحول بينه والإنتاجية، تتمثل في الترتيب الجيد والتحضير ومشاكل التمويل التي تنساب متأخرة، ومعروف أن الزراعة مواقيت، وهذ أخل بالمساحات المزروعة وخرجت مساحة (418) ألف فدان عن دائرة الإنتاج، وقال سعر جوال القمح غير مجزِ إذ يبلغ (450) جنيه، ولا يغطي سداد تكلفة البنك، وأضاف أن القائمين على أمر المشروع أصبحوا متحصلين وأصحاب جبايات، وأن غياب الإرشاد الزراعي أسهم في ضعف وتدني الإنتاجية بالمشروع .

آخر لحظة

تعليق واحد

  1. بعيدا عن اللت والعجن فكلام السيد جاد كريم هوالحقيقة بعينها ولو تم تاسيس محصول مشروع الجزيرة كما تم في مشروع الراجحي لزهل كل العالم من الانتاجية وفعلا اي مزارع في مشروع الجزيرة يملك خبرة ضعف ما يملكه مدير مشروع الراجحي ولكن كيف تتم المقارنة بين مشروع يقدم له كل الدعم الدعم والامكانيات والتقنيات الحديثة وبين مشروع نزعت عنه كل امكانياته من ري وتشليع متعمد لبنيته التحتية وبيع الياته ومعداته خردة لا مقارنة .

    عضو سكرتارية تحالف مشروع الجزيرة والمناقل جاد كريم حمد الرضي عزا تدني الإنتاجية للتقاوي غير المطابقة للمواصفات التي استوردتها وزارة الزراعة لزراعة محصول القمح، بجانب تأخر التحضير والعطش ونظرة الدولة للمزارع، وقال: المقارنة بين إنتاج مشروع الجزيرة ومشروع الراجحي فيما يلي محصول القمح ليست في مكانها، فالتمويل والتحضير والرعاية التي وجدها قمح الراجحي غير متوفرة في مشروع الجزيرة، وقال أبسط مزارع بمشروع الجزيرة يساوي بخبرته شركة الراجحي، ومن تحدثوا عن المزارع فهم لا علم لهم بتاريخ مشروع الجزيرة، مطالباً بإلاعتذار الفوري لأصحاب المشروع الذي أهملته الدولة طمعاً في الاستيلاء عليه من قبل الرأسمالية الطفيلية، عن طريق برمجة مرتبة بعد الاستيلاء على كل البنيات التحتية، وقال إن اللجان الزراعية بالمشروع تدخل الحكومة في عملها، واستغلت فيها المزارع، مضيفاً أن المشروع موحد وعمليات الري تتم من ترعة ومجرى واحد، وقال ما تحمله المزارع خلال (27)عاماً من دمار وهلاك لا يتحمله أي سجين محكوم عليه بالمؤبد في غوانتنامو

  2. كيف نجح الراجحى شخص فرد واحد فى تيه الصحراء …
    ليس عيب امشوا اتعلموا منه الجد والمثابرة وتحقيق الهدف…والوطنية وحب الخير للناس دافعة فبارك الله له اخلصوا لعيال الله نعم هذا الشعب المسكين ؟؟؟
    حول جل ماله وقف لله ومازال يجد للخير وهو فى الثمانون من العمر…والجزيرة جيش جرار ورجال فى السلطة كلما تقدم بهم العمر اتسعت خبراتهم كيف يستمرون وكيف يحصلون لانفسهم …وتمسكوا بالدنيا …
    استحوا …مشروع جاهز من الانجليز..بكل عناصر النجاح..تحوله الى عناصر فشل؟؟؟
    اسألوا انفسكم ..العيب فى العلماء ام الكوادر ام الحكومة وسياستها..ام الرجل المناسب ليس فى المكان المناسب ؟؟ ام كل مذكر صحيح ..
    افيدونا واقنعونا ..لماذا نجح شخص فى فلاة لا ماء ولا شجر هو طاعن فى السن بلغ الثمانون ..
    ومشروع الجزيرة جاهز…ولكن الله اراد ان يكشف الحقيقة …بين الحق والباطل..بين الظلمات والنور…
    اتقوا الله فى الناس واعدلوا ليبارك لكم كما بارك لرجل الخير الراجحى…
    نعم رسالة ان التوفيق فى اخلاص النية لله وان الله غنى عنا ولكن يبارك الله فى كلب يلهث بالعطش وليس شعب اضناة شغذف العيش ومطاردة الامن فى هجير الغلاء …
    ومغبوبة المسغبة …

  3. بعيدا عن اللت والعجن فكلام السيد جاد كريم هوالحقيقة بعينها ولو تم تاسيس محصول مشروع الجزيرة كما تم في مشروع الراجحي لزهل كل العالم من الانتاجية وفعلا اي مزارع في مشروع الجزيرة يملك خبرة ضعف ما يملكه مدير مشروع الراجحي ولكن كيف تتم المقارنة بين مشروع يقدم له كل الدعم الدعم والامكانيات والتقنيات الحديثة وبين مشروع نزعت عنه كل امكانياته من ري وتشليع متعمد لبنيته التحتية وبيع الياته ومعداته خردة لا مقارنة .

    عضو سكرتارية تحالف مشروع الجزيرة والمناقل جاد كريم حمد الرضي عزا تدني الإنتاجية للتقاوي غير المطابقة للمواصفات التي استوردتها وزارة الزراعة لزراعة محصول القمح، بجانب تأخر التحضير والعطش ونظرة الدولة للمزارع، وقال: المقارنة بين إنتاج مشروع الجزيرة ومشروع الراجحي فيما يلي محصول القمح ليست في مكانها، فالتمويل والتحضير والرعاية التي وجدها قمح الراجحي غير متوفرة في مشروع الجزيرة، وقال أبسط مزارع بمشروع الجزيرة يساوي بخبرته شركة الراجحي، ومن تحدثوا عن المزارع فهم لا علم لهم بتاريخ مشروع الجزيرة، مطالباً بإلاعتذار الفوري لأصحاب المشروع الذي أهملته الدولة طمعاً في الاستيلاء عليه من قبل الرأسمالية الطفيلية، عن طريق برمجة مرتبة بعد الاستيلاء على كل البنيات التحتية، وقال إن اللجان الزراعية بالمشروع تدخل الحكومة في عملها، واستغلت فيها المزارع، مضيفاً أن المشروع موحد وعمليات الري تتم من ترعة ومجرى واحد، وقال ما تحمله المزارع خلال (27)عاماً من دمار وهلاك لا يتحمله أي سجين محكوم عليه بالمؤبد في غوانتنامو

  4. كيف نجح الراجحى شخص فرد واحد فى تيه الصحراء …
    ليس عيب امشوا اتعلموا منه الجد والمثابرة وتحقيق الهدف…والوطنية وحب الخير للناس دافعة فبارك الله له اخلصوا لعيال الله نعم هذا الشعب المسكين ؟؟؟
    حول جل ماله وقف لله ومازال يجد للخير وهو فى الثمانون من العمر…والجزيرة جيش جرار ورجال فى السلطة كلما تقدم بهم العمر اتسعت خبراتهم كيف يستمرون وكيف يحصلون لانفسهم …وتمسكوا بالدنيا …
    استحوا …مشروع جاهز من الانجليز..بكل عناصر النجاح..تحوله الى عناصر فشل؟؟؟
    اسألوا انفسكم ..العيب فى العلماء ام الكوادر ام الحكومة وسياستها..ام الرجل المناسب ليس فى المكان المناسب ؟؟ ام كل مذكر صحيح ..
    افيدونا واقنعونا ..لماذا نجح شخص فى فلاة لا ماء ولا شجر هو طاعن فى السن بلغ الثمانون ..
    ومشروع الجزيرة جاهز…ولكن الله اراد ان يكشف الحقيقة …بين الحق والباطل..بين الظلمات والنور…
    اتقوا الله فى الناس واعدلوا ليبارك لكم كما بارك لرجل الخير الراجحى…
    نعم رسالة ان التوفيق فى اخلاص النية لله وان الله غنى عنا ولكن يبارك الله فى كلب يلهث بالعطش وليس شعب اضناة شغذف العيش ومطاردة الامن فى هجير الغلاء …
    ومغبوبة المسغبة …

  5. مشروع الجزيرة والموسم الشتوي :
    دعونا من الذين يغردون خارج السرب في معظم كتاباتهم عن مشروع الجزيرة وينطلقون من منطلقات لا تهم المزارع ولا تراعي مصلحته ولنتحدث حديث القلب للقلب حديث المزارع الذي تهمه مصلحة الوطن ومصلحته في الإنتاج فلو رجعنا الوراء قليلا عند بداية انشاء المشروع فأننا لا نجد مكان للمحاصيل الشتوية بين التركيبة المحصولية في المشروع اذ بدأ المشروع بالمحاصيل التقليدية القطن والذرة وبعض المحاصيل العلفية وحتى الستينات من القرن الماضي كانت مساحة الذرة هي نصف المساحة الحالية اذ كانت كل ترعة تتكون من نمرتين قطن لها نمرة واحدة (تلات) من الذرة ثم ادخلت محاصيل الخضر في مساحة محدودة جدا ولبعض المزارعين وكذلك الحال مع محصول القمح فقد بدأت زراعته في 1946 بعد الحرب العالمية ولكنها اوقفت ثم استأنفت زرعته مرة آخرى بعد الاستقلال ونسبة لزيادة الاستهلاك فقد زادت هذه المساحة بعد تعمير امتداد المناقل في الفترة من 1966 ? 1975 ووصلت هذه المساحة في التذبذب بين الزيادة والنقصان وذلك بسبب السياسات التمويلية ومشاكل الري في فترة الشتاء. ولو نظرنا بنظرة منصفة بعيدا عن التحيز واعطاء كل ذي حق حقه فقد كان موسم الشتاء قبل السابق 2014/2015 موسما ناجحا بكل المقاييس من حيث التمويل اذ دخلت عدة جهات ممولة منها ادارة المشروع ومؤسسة التمويل الاصغر والبنك الزراعي وكذلك بعض الجهات التي مولت مساحات مخصصة للإكثار وقد شمل التمويل كل مدخلات الانتاج من التحضير حتى الحصاد لذا فقد كان العائد مرضي للكل للمولين وللمموليين من المزارعين وكان الموسم مستقر من حيث توفر الماء وقد كان ذلك بالحق راجع لاهتمام الادارة بتطهير القنوات قبل بداية الموسم وبعد نهاية فترة تدفق الطمي الذي يسبب المشاكل دوما بالذات في القنوات الفرعية حيث الخلل الذي تحدثنا عنه في مقال مشروع الجزيرة والمسكنات ثم كان للمتابعة الادارية من مهندسو الري وادارة الغيط في جعل المنسوب ثابت طوال الفترة وكان ذلك راجع بعد فضل الله للتعلية التي تمت بخزان الرصيرص مما جعل الماء متوفر في البحيرة كل تلك الظروف مكنت من القفز على الفجوة بين المساحة المزروعة والقوة القصوى للقنوات التي ورد ذكرها في (مشروع الجزيرة والمسكنات)
    ولكن لو نظرنا لهذا الموسم نجد ان هنالك متغيرات اولها ما تناولته وسائل الاعلام المختلفة بعد فصل ادارة الري عن ادارة المشروع ونجم عن ذلك عدة مشاكل حول تحصيل رسوم الري وعدم الاستمرار في ازالة الطمي من بعض القنوات الفرعية وكذلك التخبط في اتخاذ القرارات بين الادارتين فيما يخص قطع المياه بالذات ايام الخريف حيث تباين هطولها بين جنوب وشمال المشروع وقاد ذلك للضائقة الشديدة في الحاجة للمياه وتعرض بعض اجزاء المشروع للعطش في محاصيل الصيف اضف لذلك المشاكل الفنية حيث ان المساحة المزروعة لا تتناسب مع الطاقة التخزينية المصممة عليها القنوات هذا بالإضافة للخلل الذي حدث بالقنوات الفرعية وقد تناولت وسائل الاعلام مشكلة العطش بالمشروع وذهب البعض الذين خالفناهم الرائي بان الامر ليس عطش وانما تعطيش وذلك ما ينافيه واقع المشروع الذي تحدثنا عنه من منطلق علمي بعيدا عن التجاذبات السياسية ومن واقع خبرة عشناها طوال حياتنا بين القنوات ومزجت بالجانب العلمي الذي نهلنا منه ولا زلنا نبحث ونزداد معرفة منه.
    والآن دعونا نتحدث عن الخطوات التي ننشد ان يتم اتخاذها حتى نخرج بمواسم شتوية خالية من مشكلة العطش في المستقبل على اقل تقدير ولكي نضمن ذلك لابد من عدم زراعة النائم او البور ومن أساسيات النواحي الفنية الالتزام بالدورة الزراعية وأهمها ترك مساحة البور لأنه مرتبط ارتباط وثيق بعملية الري والأخوة مهندسو الري والمدراء الزراعيون وغيرهم يعلمون هذه الحقيقة بالإضافة لذلك للبور فوائد آخرى منها المساعدة في الحد من الآفات حيث أن هذه الآفات تدخل في مرحلة بيات Hypernation ولو كانت هذه الآفات في هذه المرحلة موجودة في المساحة البور أي غير المزروعة فأنها عندما تخرج من طور الكمون أو البيات فأنها لا تجد محصول مزروع أي تفقد العائل وبالتالي من لم يستطع الهجرة منها فأنه سوف يموت وبذلك يقلل البور من أعداد الآفات كما أن ترك الأرض بور بعد إجهاد بالزراعة لمدة أربعة أعوام يجعلها تعيد بناء العناصر الغذائية التي فقدتها وبالتالي تعيد الخصوبة ولكن ما حاصل الآن بالمشروع مخالف تماما وذلك للفهم الخاطئ للقانون من جانب المزارعين وللأسف حتى المسئولين يساهمون في زراعة البور وذلك للسماح لبعض الشركات التي تعمل في انتاج تقاوي القمح بتمويل هذه المساحة التي كان يجب ان تظل بور وهذه المساحة كانت في الأصل قبل البور مزروعة بمحصول الذرة أو العيش وللأسف يتم تمويل المزارعين لزراعتها قمحا أي يعقب القمح العيش وهذا أكبر الأخطاء الفنية إذ أن المحصولين من فصيلة واحدة واحتياجتها الغذائية من التربة متقاربة وتعتبر هذه المحاصيل والتي هي من العائلة النجيلية التي تضم القمح والذرة والشعير والذرة الشامية والدخن وابو سبعين تعتبر محاصيل منهكة للتربة مع العلم أن هنالك توصية من وحدة أبحاث القمح بهيئة البحوث الزراعية توصى بأن لا يزرع القمح مطلقاً عقب الذرة ولكن للأسف يتم ذلك في مشروع الجزيرة لغياب تطبيق النواحي الفنية وغياب الارشاد الزراعي وسط المزارعين. وهذا هو من ضمن اهم الأسباب التي تؤدي لتدني الإنتاجية من القمح بالمشروع لان ثلث المساحة واحينا نصفها هو مساحة البور والتي كانت قبل زراعة القمح مزروعة بمحصول الذرة فكيف لنا ان نتحدث عن ضعف الإنتاجية ونقارن ذلك بما انتاجه مشروع الراجحي وهي شركة لها إدارة موحدة ومشروع الجزيرة فيه مئات الالف من المزارعين والشركاء والمستأجرين ويتسم بالخلل الإداري وتخبط بين إدارة الغيط وإدارة الري فاذا اردنا ان نعالج أسباب ضعف إنتاجية القمح بمشروع الجزيرة فنرجو ان يكون قرار منع زراعة البور قرارا رسميا وفنيا واداريا بعيدا عن السياسة والقرارات السياسية التي اضرت بالمشروع كثيرا ويجب على المزارعين وشخصي الضعيف احدهم ان نؤيد هذا القرار وننظر اليه نظرة فاحصة بعيدا عن النظرة الضيقة التي تنبني على المصلحة الشخصية دون معرفة العواقب من زراعة النائم او البور وهذا القرار هو قرار فني وعلمي في المقام الاول لأننا لو نظرنا للمساحة المزروعة في الشتاء نجد انها الان تشكل 80 % من مساحة المشروع حيث مساحة القطن 20% ( المساحة المخصصة للقطن بغض النظر عن انها زرعت قطن أو غيره من المحاصيل فهي مزروعة )+ مساحة الخضر 20% وحتى التي ازيلت زرعت مكانها محاصيل شتوية + مساحة القمح 20% ومساحة البور والتي أيضا يتم زراعتها بالمحاصيل الشتوية 20% ففي هذا الحالة تصبح المساحة المحتاجة ري هي 80 % وقوة القنوات 50 % وهنا يكمن الخلل و نواجه مشكلة كبيرة جدا جدا لذا ننصح بتطبيق القرار بصورة صارمة دون تطبيق انتقائي كما كان يحدث في السابق. وفي الختام نقول انه اذا ظل سعر القمح متدني كما هو الآن 450 جنيه للجوال فلتكن الحكومة وإدارة المشروع على ثقة بان المزارعون سوف يعزفون عن زراعة القمح تماما وسوف يركزون على زراعة محصول الكبكبي وهو اقل تكلفة وسعر الجوال منه يعادا تقريبا سعر 4 جوالات قمح وانتاجيته لا تقل كثيرا عن إنتاجية القمح.
    الشامي الصديق آدم العنية مساعد تدريس بكلية علوم الاغذية والزراعة جامعة الملك سعود بالرياض المملكة العربية السعودية ومزارع بمشروع الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..