ريحة رمضان تعطّر المكان تجهيزات الشهر الكريم .. نفحات وبهارات

الصيحة: آيات مبارك

أخذت حاجة الرضية حفيدتها إلى السوق حتى تساعدها في سحن البهارات استعداداً لشهر رمضان المعظم بينما انطلقت من ذات الشارع رائحة الآبري وهي تشق عنان السماء، فأخذت حاجة الرضية تبحث عن مكان الرائحة التي انطلقت من منزل سعاد والتي فور رؤيتها لحبوبة الرضية أجابتها على عجل ولكأنها تعتذر عن تأخيرها في صنع الآبري فيبدو أن ظروفها المادية لم تساعدها في صنعه مبكراً.. إضافة إلى فقدانها لمن يساعدها في تلك العملية وأردفت قائلة: (مفروض أكون زرعت العيش من شهر المولد)، لكن الله غالب .. فأجابتها حاجة الرضية بأن: الناس ظروفا اتغيرت وزمان كل الناس بتعوس سوا وبتتشايل كلها …لكن هسي العواسة بقت بالقروش. لكن الآبري ما بتخلى

هذا الحوار أو شبيهه يدور في العديد من الأحياء والمنازل، ومن يتأمل الشارع العام يلحظ بعينٍ جلية ما يجري من استعدادات للشهر الكريم . وحتى في الأسواق يتم شراء (البروش) و(الأباريق) و(السبح) رغم أننا ضد أن تكون العبادة رهن الشهر الكريم إلا أنه شهر المغفرة والرضوان . هذا ما قاله لنا ” العبيد جاد الرب” تاجر بـ(سوق أمدرمان) بأن تجارة الأباريق والبروش هذه الأيام رابحة جداً والطريف في الأمر أن هناك بعض التجار يتحولون لتجارة المساويك والليمون. تركنا ابن جاد الرب وأخذنا ننظر إلى الحاجة “آمنة ” التي كان مشهدها يكفي لإعطائها أجراً دون عمل فقد وجدنا غربالها أمامها وهي تنظف البهارات تارةً وتتفاوض مع الزبائن تارة أخرى .. وتشكو من ضعف العائد و(تطنطن) الشيء الذي جعلنا نتفرج عليها ونشعر بأسى بالغٍ .. فالشمس في منتصف السماء وعيناها.. أشبه برماد .. من أثر الإرهاق تدخل إلى محجريها وتنتفض فاليوم طويل والرزق عصي .. لكن سبحان الله كل هذا لم يجعل بعض الابتسامات تتسرب إليها وهي تداعب زملاءها من أصحاب المحلات المجاورة .. تركنا حاجة آمنة .. ونحن نحتسي الألم وهي تحتسب الأجر .

الرجل يكسب

خرجنا من السوق واتجهنا إلى الشبكة العنكبوتية لنرى المواقع التي تهتم بالطبيخ والأكلات خصوصاً موقع الفيس بوك وقروباته والتي امتلأت بالوصفات والأكلات وتحولت من (المشاكل) و(الشمارات) ليصبح الهم الأوحد هو صناعة الطعام من كل الأصناف ابتداءً من ( العصيدة) وحتى الحلويات الشامية والمغربية. فهناك (مطبخ سكينة الكارب) الذي لا يتوقف صناعة المأكولات فيه وكل التجارب يتم تصويرها مباشرة، أما مطبخ بيتنا السوداني أطرف ما فيه أنه مشترك بالرجال والنساء وقد أفادتنا العضوة (إبتسام حسين) بأن هناك منافسة قوية من العنصر الرجالي فهم يسارعون في ابتكار الوصفات .. التي تنبئ عن تفرغ تام منهم أو الطبيخ بمزاج .. لأن هذا الأمر يعد هواية بالنسبة لهم، وليس بوتيرة يومية.. لكني أتمنى أن يطبخوا في رمضان أيضاً ولا يكون الأمر مجرد تنظيرات.

الصحافة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..