السودان أصل الحضارة..حقائق غائبة

الشمالية : هنادي النور
– بمبادرات فردية داخلية للترويج للسياحة بالقدر الذي تستحقه مواقعها الأثرية والتراثية والطبيعية بالولاية الشمالية لتنشيط دورة الحياة الاقتصادية فيها عبر بوابتها السياحية،
تجمع عدد كبير من الإعلاميين بمختلف الوسائط في الميديا والقنوات والإذاعات والصحف وتضم اللجنة الإعلامية بقيادة المذيعة بقناة الشروق تيسير محمد , وناجي فاروق , وأنس الإمام , والتجاني خضر، وقالت تيسير إن هدف المبادرة جمع المعلومات الحقيقية للتعريف بحضارة السودان والترويج لها بالإضافة إلى عدد من الناشطين في العمل السياحي وأساتذة الجامعات في صباح الخميس الماضي في محطة سراج كانت نقطة البداية للتظاهرة الإعلامية السياحية الثقافية لمبادرة السودان أصل الحضارة المتجهة صوب المواقع الأثرية بالولاية الشمالية منها، مدافن جبانة الكرو ، جبل البركل والأهرامات ،وأهرامات نوري (الطرابيل ) ، دنقلا العجوز ،الخندق , موقع تمبس , الشلال الثالث , الدفوفة المتحف, جزيرة منوارتي وقد وجدت المبادرة قبولاً من الجهات الرسمية والشعبية منذ لحظة ميلادها، حيث جاء وزير السياحة والآثار والحياة البرية، محمد أبوزيد لوداع الوفد الذي ضم أكثر من مائة إعلامي بمختلف الوسائط المرئية والمقروءة والمسموعة في الصباح، وكان للوفد شرف احتساء القهوة جوار مسجد الغفران بالفتيحاب مع حادي ركب الوزارة الذي قدم اعتذاراً أنيقاً عن المشاركة لارتباطه بدعوة عاجلة خارج البلاد، حالت دون مرافقة الوفد , ولقد صاحب قطاع السياحة خلال الفترة الماضية وظلت مهملة رغم أهميتها في الاقتصاد القومي وكما هو معلوم فإن المؤسسات الرسمية المعنية بالشأن السياحي تبدو غير مهتمة بتلك المواقع ودورها ومميزاتها التي يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في تنشيط الحركة السياحية ما يعني أيضاً تنشيطاً لمجمل اقتصاد حياة الناس وإدراجها على لائحتها السياحية ولفت أنظار السياح الداخليين والأجانب إلى هذه المنطقة الغنية بحضارتها التي تفوق الخمسة آلاف عام لنجد أن الولاية غائبة في شكل شبه تام عن أي اهتمام بالترويج العلمي لمقوماتها وميزاتها الطبيعية .
مدخل
تقع الولاية الشمالية على خطيّ طول (10-32-50-25) شرقاً وخطيّ عرض 32-61 شمالاً تحدها من الشمال جمهورية مصر العربية وإلى عمق الصحراء الحدود الليبية ومن الشرق ولاية نهر النيل ومن الجنوب ولايتا الخرطوم وشمال كردفان ومن الجنوب الغربي ولاية شمال دارفور يجري فيها النيل من الجنوب إلى الشمال بطول 650 كلم، تبلغ مساحتها حوالي 67.348 كم مربع، تعتبر الولاية الأولى من حيث المساحة وحاضرة الولاية هي مدينة دنقلا وهي حاضرة وعاصمة منذ تأسيسها وحتى تاريخ اليوم، حيث أسسها المماليك الفارون من مصر هرباً من بطش محمد علي باشا بعد مذبحة القلعة الشهيرة، وسموها دنقلا تمييزاً لها عن دنقلا العجوز والتي كانت حاضرة للممالك النوبية المسيحية، ودنقلا العجوز حالياً هي قرية صغيرة على ضفاف النيل وقد تم تغيير اسمها من دنقلا العجوز الى الغدار وتوجد بها آثار تاريخية قديمة , واستمرت عاصمة وحاضرة للولاية حيث كان يسكنها المفتش الإنجليزي في عهد الاستعمار، وكان سكنه في السراي الحالية بمدينة دنقلا ويتكون السكان من عناصر مختلفة منها (حلفاويين , سكوت , محس , دناقلة , بديرية , شايقية) .
مواقع متميزة
وفي مدخل الملتقى بمحلية الدبة استقبل الوفد وزير الاستثمار والسياحة والصناعة جعفر عبدالمجيد ومعتمد الدبة العميد احمد ابوزيد وعدد من قيادات المكتب التنفيذي ثم توجهنا صوب محلية مروي لتناول وجبة الغداء في منطقة “شبا ” ومنها الى منطقة الكرو الاثرية ثم اهرامات جبل البركل وبعدها طفنا داخل مصنع تعليب الخضر والفواكه بكريمة الذي تبلغ سعته 400 طن في اليوم برأس مال 15 مليون دولار وتبادل الزملاء التعليقات بضرورة توفير الكاتشب النظيف الصحي بدلاً عن منتجات الكاتشب المروية بمياه الصرف الصحي وفي اليوم الثاني تحركنا في الصباح الباكر الى اهرامات نوري وزيارة المدينة السياحة مروي لاند وتجولنا بداخلها حيث وجدنا منزل جاكسون باشا الذي يقف صامداً منذ اكثر من مائة عام ثم التوجه الى مدينة دنقلا العجوز “الغدار ” لنتعرف على تاريخ السودان (المسيحي والاسلامي ) ووقفنا على اطلال مسجد عبدالله بن ابي السرح ومن ثم وقفنا على مشروع امطار الزراعي والذي تبلغ مساحته 130 الف فدان ويروى بنظام الري “بالتنقيط” و عند غروب الشمس كانت محلية القولد تشهد لقاءً كبيراً مع مواطني الخندق التي تميز موقعها الذي يطل على النيل مباشرة وتخلل البرنامج احتفال انيق وكلمات ترحيب من معتمد القولد العميد ركن امير محمد وعدد كبير من المواطنين والمرشدين السياحيين للتعرف على القلعة الحمراء ” القلا قيلا ” واحتفل بنا اهالي الخندق بحفاوة وكرم فياض يدل على اصل انسان المنطقة وهذه ليست جديدة على سكان الولاية الشمالية في كل قراها ومدنها وكانت اغنية الفنانة نانسي عجاج التي رافقت الوفد لها اثر كبير في نفوسهم عندما تغنت باغنية “بلدا هيلي انا “,حيث وجدت ارتياحاً من مواطني الخندق وكانت رحلتنا طويلة داخل ارض النخيل ثم توجهنا في ذات الليلة صوب مدينة دنقلا حاضرة الولاية كانت محطتنا الاخيرة للمبيت في قصر الضيافة وفي الصباح الباكر في جو شبه خريفي تكسوه الغيوم كان مشوارنا في اليوم الثالث نحو ارض المحس عبر كبري السليم مروراً بمدخل كبرنارتي حيث كان في استقبالنا معتمد البرقيق ثم زيارة موقع “تمبس ” في الشلال الثالث ومنه الى موقع الدفوفة والمتحف .
ارتفاع أعداد السيّاح بالولاية
وفي ذات الاتجاه أكد وزير الاستثمار والصناعة والسياحة بالولاية الشمالية، جعفر عبدالمجيد، ارتفاع عدد السياح الأجانب إلى سبعة آلاف و500 في الموسم الحالي، بجانب ثمانية آلاف سائح من الداخل، وارتفاع نسبة الدخل بنسبة 180 في المئة. وقال إن الولاية تشهد لأول مرة دخلاً للسياحة بصورة مضطردة خاصة بعد مهرجان البركل واشار خلال مخاطبته لقاءً جماهيرياً نظم في محلية القولد في قرية الخندق الأثرية بمناسبة زيارة وفد مبادرة (السودان أصل الحضارة)، لسعي الولاية إلى إقامة مهرجان كرمة السياحي وذكّر بوجود تحديات تواجه السياحة من بينها حفظ الآثار وتخزينها بعد الترميم، منوهاً إلى طول الموسم السياحي في الولاية، ما أدى إلى ارتفاع نسبة الدخل بنسبة 180 في المئة , مؤكداً سعيهم لتشجيع السياحة الداخلية والاهتمام بالتدريب داعياً القطاع الخاص إلى الاستثمار في مجال السياحة وأشاد وزير السياحة، بالروح الوطنية لشباب الولاية وإرجاعهم قطعاً أثرية. وأشار إلى عدد من الضبطيات لقطع أثرية مسروقة تمت محاكمة المعتدين وفقاً للقانون ووجَّه المواطنين بالتبليغ عن أي حالة اشتباه.
وأشار إلى وجود لجنة أمنية مشتركة مع الجهات ذات الصلة للكشف عن الاعتداءات على الآثار.
وشدد على أهمية تشجيع التعدين المنضبط للمحافظة على الآثار داعياً القطاع الخاص للاستثمار في مجال السياحة، مجدّداً التزام الولاية بتقديم كافة التسهيلات واضاف تخطينا مرحلة التخطيط وبدأنا مرحلة التنفيذ للنهوض بالقطاع .
العادات والتقاليد أقوى من وحدة السياسة
وقال الباحث في مركز كوش الثقافي عبدالله شم في حديثه لـ(الانتباهة ) تأخرنا كثيراً ان نلتقي كسودانيين ولكن مجملاً اننا التقينا في ارض الأسلاف التي صيغ ذكراها شعراً ونثراً ومدحاً فكتب عنها هيردوت او ابو التاريخ وكان لابد للسودانيين ان يلتقوا ليعرفوا بعضهم البعض فوحدة التاريخ والارض والثقافة والعادات والتقاليد اقوى من وحدة السياسة وبالف مرة وكانت هذه المبادرة وستظل علامة فارقة في تاريخ السودان الحديث وستخلد لانها كانت بادرة طيبة جميلة جمال من ابتدروها وشاركوا فيها من اعلاميين وصحافة ونشطاء وفنانين هذه المبادرة نتمناها ان تكون مفتاحاً يعالج كل مشاكلنا ودفئاً يبعث فينا املاً جديداً بان نعود كما كان اسلافنا نصنع الحديد والزجاج والفخار وننشئ المراصد الفلكية وتهابنا اعتى الجيوش فخيولنا بلغ وطء حوافرها شاطئ البحر الابيض المتوسط وكانت الرحلة في الصباح تحركت البصات الثلاثة من امدرمان ترافقها اشواقنا كإعلاميين لرؤية ارض الاجداد والحضارة وكان اللقاء الاول استقبالاً جميلاً عند مدخل الولاية جاءت الولاية ممثلة في السلطة والشرطة والاعلام والامن والامان تحركنا جميعاً واستقبلنا في الكرو ارض الاسلاف واول مدافن واهرامات في الحضارة الكوشية والكرو أيضاً بها قبور المؤسسين الاوائل من الملوك الكوشيين اخرهم الارا قبل ان تتكون الامبراطورية بقيادة ابنه كاشتا الذي يرقد ايضاً بالقرب من اسلافه ومعه فاتح مصر وملك وادي النيل الملك بعانخي وامه وزوجاته الملكة كلهاتا والملكة ابار والدة تهارقا .
مشاهدات
وبات معروفاً أن مجمل هذه المواقع تحتاج عناية المؤسسات الرسمية بالدرجة الاولى لاعادة ترميمها وتأهيلها وتجهيزها بشكل علمي ومدروس تمهيداً لفتح ابوابها امام الزوار الاجانب ، فواقعها الحالي مزر، وعشش فيها الاهمال على الرغم من انها مواقع عريقة بحضورها في ذاكرة الناس كتاريخ الا اننا نجد كل تلك الحضارة جزء كبير منها تم نهبه وما تبقى يحتاج الى المحافظة والحماية من عوامل الطبيعة والبشر .
الانتباهة
كويس موفقين ……برغم انو الاهتمام جاء متاخر لكن برضوا خطوة في الاتجاه الصحيح. .التحديات كتيرة وكبيرة ..عاوزة عمل جاد .
1- .علي مستوي التاريخ لازم نعرف انو أغلب تاريخ السودان القديم مجهول حتي بالنسبة لينا نحنا كسودانيين ..وبعيد عن نظرية المؤامرة حتي لو صدقت وده سببو ضعفنا وخيابتنا وتراخينا نحنا قبل الآخرين .. والتاريخ الماعندو ناس بتسرق …..برضوا في مواقع كتيرة في السودان بها مدافن وجبانات تعود لي فترات سحيقة قبل الميلاد كمالموميات الملكية التي عثر عليها في جبال الميدوب سنة 1993 وأخري بمناطق كردفان تعود للعهد الحجري ولسع الخرطوم وجنوب الخرطوم ولاية الجزيرة وينتر وكسلا والنيل الأزرق والبحر الأحمر غنية بالاثار و لم تزرها البعثات الاستكشافية لانو مافي زول يشجعهم ويحفزهم علي العمل (انتو هيئة الآثار دي بتعمل في شنو ؟ )…عاوزين حقائق تبني علي اساس علمي يكون بداية لعهد كشفي يسمي بالسودانيات
2- علي مستوي السياحة….السياحة أصبحت صناعة متطورة جدا دخلها لايقل عن النفط او صناعة السيارات لاقتصاديات الدول ولكن اذا لم نهتم بجودة هذه الصناعة كسدت شأنها شأن البضائع المغشوشة اذا لا بد من بنية تحتية قوية مثل الفنادق ..وخطوط الترام والميترو والنقل النهري وشبكة طرق ومواعين نقل راقية ..ووسط يتقبل وجود السياح بمختلف معتقداتهم بدون فظاظة وغلظة عليهم وقانون يحميهم ويشعهم علي الحضور مرة اخري ويحمي السكان المحلين ويخلق منهم شريحة فاعلة وعامل في قطاع السياحة ومستفيدة استفادة قصوي..الموضوع كبير اكبر من المبادرات النخبوية عاوز مجهود حكومي فائق وافق شعبي أرحب …الحلم الجميل ده كله طبعا اذا اجتنب غول الفساد (وهو اكبر كبائر الانهيار الاقتصادي والأخلاقي او كما قيل ) .
3-الدافع والمحفذ لمعرفة التاريخ او صناعة السياحة ..اكون خالص لوجه الحقيقة ولغرض النهضة القومية..موش لإعلاء شأن طائفة او عرق او فئة كان لها أثر في التاريخ علي فئات تشاركها نفس الواقع والحضاري البائس الان حتي لا نقع في فخ الماضوية ..نحنا اليأس ونحنا الرأس وحاضرنا ذي الزفت ..ونضحك فينا الناس ونحفزهم علي التركيز علي هذا التناقض القبيح فأي أمة تتناول تاريخها بعنف هي أمة ذات حاضر مهزووم ومازوم. ..مابالضرورة نكرر نموزج الجار الي جنبنا او نعاديهو بل نقدم نموزج اجمل وأصدق يعكس المحتوي الأخلاقي والقيمي لينا لانو بالمناسبة القيمة البشرية وعادات الشعوب واخلاقياتهم هي واحدة من مقاصد السياح حول العالم ..يعني في سياح بجو عشان العنصر الاجتماعي والقيمي لمجتمع ما ..ما ارجو القونا منحطيين أخلاقيا او جشعيين او استغلاليين .
4- العمل بي صمت لي سببين ….عشان تقدر تشتغل بدون ما حد بشوش عليك واجرك لي معارك انصرافية وما تقدر تكمل والسبب التاني عشان تلقي فرصة تتطور نفسك وتنتقدها ذاتيا ..يقول افضل خلق الله أجمعين (ص ) استعينو علي قضاء حواءجكم بالكتمان ..لكن نحنا للاسف أمة بلا أسرار تستهلك الشوفانية جلد مجهوداتنا وحين نأتي للإنجاز نكون خايرين لانقوي علي شي …خذ علي سبيل المثال لم تظهر الصين ولا كوريا ولا إندونيسيا علي شاشات الإعلام الا بعد ان استوفت شرووط نهضتها كاملة وهذه دول نهضت من الرماد بدون موارد فقط اعتمدت علي القيمة البشرية لي أفرادها وكانت تعمل في صمت .فصنعت تاريخ كوشي ونوبي وفرعوني في حاضرنا الآن وارسلتنا نحن الي استدعاء الماضي الزاهر واحلام التباهي التاريخية اليقظة
طيب الكيزان ديل جو من وين؟ مو شهم سودانيين برضو؟
حضارة شنو يا وهم انتو ناس الدجل والسرقات
دا الشغل التام ياريت لو صاحب التظاهرة توثيق كامل وشامل
احمي نفسك من الملوثات واضرب كاتشب ومربي وطني نضيف
ما كان الحديث عن السياحة في السودان يترى بهذه الصورة لولا زيارة (الشيخة موزا) الاخيرة للسودان ولولا ان هنالك مشاكل بين قطر ومصر قد ساهمت في اشتداد التلاسن بيننا والمصريين على خلفية تلك الزيارة لما أخذ هذا الموضوع هذا الحجم، مما يعني اننا شعب لا يعرف قيمة نفسه ولا يتعامل الا بردة الفعل او ( ما يقوم الا لـز)،
وبداية نقول ان بلدنا لا تملك ادنى مقومات السياحة لان من على رأس وزارة السياحة يتمنى في قرارة نفسه ان يحطم هذه الاصنام المسماة آثار، بل اننا سنخجل عندما يزورنا هؤلاء السياح لفقر البنية التحتية وعدم وجود كادر بشري مؤهل لتقديم المعلومات المطلوبة عن هذه الآثار.
وكدليل على ما اقول انه خلال مهرجان البركل الاول لم يجد الناس مكانا” يقضون فيه حاجتهم ، بل ان بعض الوفود الاعلامية التي ذهبت لتغطية المهرجان لم يوفر لهم مكان يبيتون فيه حتى تكرم الفنان (محمد النصري) واخذهم الى بيته وبيوت اهله وجبرانه ليقضوا ليلتهم ضيوفا” عليه، ثم انقلبوا صباحا” الى الخرطوم مغاضبين.
وفي احتفالية كاشا الاخيرة باختتام الدورة المدرسية بولاية النيل الابيض لم يجد الضيوف كراسي ليجلسوا عليها لمشاهدة الحفل ومنهم من تحامل على نفسه و حضر البرنامج وقوفا” ومنهم من قفل راجعا” من حيث اتى رغم ان الاحتفال كان بحضور نائب الرئيس.
اننا لسنا شعبا” سياحيا” ويجب علينا الاعتراف بهذا ، على الاقل في الوقت الراهن، ولا نجيد التعامل مع الغير (روحنا في راس مناخيرنا)، لسنا اهل ايتيكيت ولا اهل كلام حلو، وليس لنا محميات طبيعية تعج بالحيوانات البرية كما هو موجود بالدول الافريقية المجاورة، وليس لنا فنادق ترفع الراس وعاصمتنا من اوسخ عواصم العالم ومطارنا فضيحة، وللتيقن من ذلك لنقارن حالنا بمصر او اثيوبيا او حتى اريتريا الاشد فقرا” منا.
في اثيوبيا مثلا” حال ما ركبت التاكسي يضع لك السائق شريط لوردي او احمد المصطفي، يتحدث معك طول الرحلة عن اهل السودان الطيبين، لا يمر بمعلم الا ويحدثك عنه وعن حضارة بلاده، اذا ذهبت لاسمرا تتعجب من نظافة المدينة وحسن هندام الشباب والفتيات والابتسامات المشرقة التي يقابلونك بها في المطعم او الفندق، في مصر ما ان تأخذ التاكسي حتى يبدأ سائق التاكسي بعبارة (نورت مصر يابيه) و(اهلا” بيك يا بن النيل) و (نحن اخوات) وما الى ذلك من الكلام الذي ليس بفلوس، نحن لن نقدر على ذلك الا اذا فتحنا كليات متخصصة في تدريب شبابنا وفتياتنا على ذلك ورغم ان عندنا عشرات الجامعات الا اننا لا نجد كلية واحدة للفندقة او التأهيل السياحي، ولان السياحة صناعة فانه علينا ان نستثمر فيها وان ندفع اليوم لنقبض غدا”.
اما حكاية ان الحضارة بدأت في السودان فانه قول لن نستفيد منه شيئا” لانه ليس لنا دليل عليه الا ما قاله عالم الآثار الفرنسي، وتخريفات المجنون (اسحاق فضل الله) الذي يقول ان هاجر ام اسماعيل من الدامر وان مجمع البحرين هو مقرن النيلين الازرق والابيض، وان هجرة المسلمين الاولى كانت لكسلا، وغيرها من السخافات، واعتقد اننا بهذا الادعاء نحاول اقناع انفسنا وحتى هذه نفشل فيها، والا ما ذا نقول لدروس التاريخ التى حدثتنا عن حصارة سومر وبابل وأشور وقوانين حمورابي وحجر رشيد ومنارة الاسكندرية والاسكندر وذي القرنين ومملكة سبأ وحمير وسد مأرب وقوم تبع وارم ذات العماد وعجائب الدنيا السبع والتي لو بلغت السبعين لما نالنا منها شيئ ورمسيس ونفرتيتي وتوت عنخ آمون وارسطو وافلاطون وسقراط وياجوج وماجوج وحضارة (المايا) وحضارة فارس والصين والاغريق والهند وكلها حضارات ضاربة في عمق التاريخ ولها شواهد حية وماثلة للعيان بعكس حضارتنا التي ليس لها ما يثبت سبقها الا ما نقوله نحن عنها.
ان ما يزيد وضعنا السيئ سوأ” على سوء وفي جميع مناحي الحياة هو اننا شعب (موهـوم): اذا تحدثنا عن الشجاعة فنحن اشجع الناس واذا تحدثنا عن الكرم فنحن اكرم الناس واذا تحدثنا عن جنسنا فنحن احفاد العباس والحسين وسيد المرسلين، واذا تحدثنا عن الاخلاق فلم يخلق الله تعالى مثلنا، واذا تحدثنا عن الجمال (فان الجمال الاصلي في السودان) كما قال شاعرنا الذي لم يغادر قريته الا لماما” للمدينة البائسة القريبة .
ان آفتنا اننا نخاطب انفسنا، لا احد يقرأ صحفنا لا احد يسمع فضائياتنا، لا احد يقرأ كتبنا، ولذلك سواء كنا اصحاب الحضارة الاولى او اننا احفاد النبي محمد او اننا اشجع ناس فسيظل هذا الكلام متداولا” بيننا الى يوم الناس، وسنظل ندور حول انفسنا نحارب طواحين الهواء حتى يغمى علينا وعندما نفيق سنجد ان العالم من حولنا قد سبقنا بمئات السنين.
ليتنا نكون واقععين وعمليين ومستقبليين بدلا” عن اجترار ماضي نصنعه بانفسنا لن يسمننا ولن يغنينا من جوع.
حتي كلمة حضارة السودانية النوبية عندكم فيه رأي يا صحيفة الانتباه العنصرية
ودا كتبتوه كيف عايزين تبيعو جرايدكم يا استاذة هنادي وتحركنا جميعاً واستقبلنا في الكرو ارض الاسلاف واول مدافن واهرامات في الحضارة الكوشية والكرو أيضاً بها قبور المؤسسين الاوائل من الملوك الكوشيين اخرهم الارا قبل ان تتكون الامبراطورية بقيادة ابنه كاشتا الذي يرقد ايضاً بالقرب من اسلافه ومعه فاتح مصر وملك وادي النيل الملك بعانخي وامه وزوجاته الملكة كلهاتا والملكة ابار والدة تهارقا .
وامس امين حسن عمر قال إن الشعوب هي التي ترسم الجغرافيا السياسية على مدى الأزمان. وما يحب أبناء النيل في مصر تسميته بحضارة فرعونية نسبة إلى الملك الفرعون، يحب أبناء النيل في السودان تسميته بحضارة نوبية نسبة إلى الشعب النوبي وكلٌ يسمي ما يحب بالاسم الذي يحب. وقد كان من خطأ بعض المتنفذين في النخبة المصرية وخطل الرأي والتصرف لديهم أنهم حاربوا وصف الحضارة التي تبدو أثارها فترى للعيان وتمتد من شمال الخرطوم إلى جنوب القاهرة بأنها حضارة نوبية، ذلكم رغم العلاقة التي لا ينكرها إلا مكابر بين لغة ذلكم العهد المسماة هيروغلوفية (من منحها هذا الاسم؟) وبين اللهجات النوبية التي يتحدث بها الناس حتى يومنا هذا،
ههههههههههههههههههههههههههههه اكبر مصيبة واكبر عدو للتاريخ والحضارة النوبية هو صحيفة الانتباهة والصيحة
النظام وحزب الامة وحزب الاتحادي والطيب مصطفي وحسين خوجلي والمستعربين ماعايزين للسودان الخير ولا عايزين التاريخ والحضارة النوبية لأنها تكشف كذبهم وتزويرهم للتاريخ
وانا اتمني من القائمين علي الامر بتعريف التاريخ الحقيقي واصل الحضارة السودانية وماتقيف الي هذا الحد لان الحضارة تشمل جزء كبير من جميع انحاء السودان المتمثلة في ثلاثة دول او مماليك دولة كوش ودارفور ونيال هذا السودان في العصر الاول بالاضافة الي بحث دقيق في جمع وزيارات المواقع الاثرية في جميع انهاء السودان
واطالب من ابناء النوبة بالتحديد ان يكونو لصيقين وقربين من الساسيين والباحثيين والمثقفين والاعلاميين الذين يريدون تغيير الحقائق من التاريخ النوبي الاصيل