الطيران المدني … مسارات جوية ورحلات دولية

محمد الشيخ حسين

تبدو لك قاعة طيبة برس للمؤتمرات الصحافية، عندما تجلس فيها للمرة الأولى مكاناً أنيقاً بسيطاً يسعى في هدوء ورزانة لبث الوعي والمعرفة في حياتنا.

وتغريك بساطة المكان على بذل المزيد من الانتباه حين تكون في صحبة سلطة الطيران المدني التي تبث تفاؤلاً يأتي في أبعاده مترابطة، تؤكد على قدرة سلطة الطيران المدني على التعامل مع المشاكل بقدر من الخبرة والمعرفة تجعل الحلول المنتظرة ملموسة الأثر في حياتنا.

مسارات جوية جديدة

في البعد المتعلق بالمسارات، فإن أجواء السودان الآمنة والواعدة، دفعت سلطة الطيران المدني، إلى التفاعل مع مشروع دولي لتعديل المسارات الجوية في منطقة الشرق الأوسط، سيؤدي إلى خفض مدة الرحلات بين مطارات المنطقة، وبالتالي تعديل أسعار التذاكر وفقاً للمسافات الجديدة.

وهنا يحرص اللواء كابتن أحمد ساتي باجوري مدير سلطة الطيران المدني على كشف خطة لفتح ثلاثة مسارات جوية جديدة تقود من الخرطوم إلى مطارات في مناطق: غرب، وسط، شرق، وجنوب قارة أفريقيا.

وتبعاً للكابتن باجوري، فإن مشروع المسارات الجديدة، سيساعد شركات الطيران في تحقيق عوائد تشغيل جيدة، ناتجة من خفض مسافة الرحلة، وتقليل الهبوط من دون تأخير.

وأصل الحكاية أن مشروع المسارات الجوية الجديد الذي تسعى سلطة الطيران المدني، إلى تطبيقه، يأتي تلبية لتوصيات المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)، بضرورة فتح مسارات جديدة، لتخفيف العبء على شركات الطيران.

ومعلوم أن منطقة الشرق الأوسط هي الأولى عالمياً في نمو الحركة الجوية بنسبة 28 في المائة في كل عام. وترى (الإيكاو) أن منطقة الشرق الأوسط تواجه تحدياً كبيراً نتيجة النمو المتزايد في حركة الطائرات، مما يشكل ضغطاً على الممرات الجوية الحالية في ظل وجود بعض الأنظمة التقنية التي لا تتوافق مع متطلبات المرحلة القادمة، وهو ما دفع إلى الإسراع في تطبيق استراتيجية جديدة للخروج بحلول، ومنها مشروع تعديل المسارات الجوية، وهنا يحمد لسلطة الطيران سعيها المبكر إلى الاستثمار في وضع السودان الجغرافي بفتح مسارات جوية جديدة، خاصة حين نطلع على نتائج دراسة استطلاعية أجرتها (الإيكاو) تشمل قياس الحركة من 2009 إلى 2025، تفيد أن منطقة الشرق الأوسط تواجه تحدياً كبيراً نتيجة النمو المتزايد في حركة الطائرات، مما يشكل ضغطاً على الممرات الجوية الحالية.

السلامة الجوية

في عالم الطيران تبدو الأمور مترابطة، فالتفاؤل الناتج عن فتح مسارات جوية جديدة، يستدعي بالضرورة رفع معدلات السلامة الجوية، وهنا يعلن الكابتن باجوري أن محاور استراتيجية الطيران المدني السوداني للأعوام (2017 ـ 2031)، تناول ازدياد معدلات السلامة بالبلاد، ويزف نبأ تحقيقها حالياً، لمعدل تجاوز الـ 74 في المائة في العام 2016، مرتفعة من معدل 26 في المائة في العام 2006. إضافة إلى أن السودان يصنف حالياً ضمن أحسن 40 دولة في السودان في المجالات الجوية، بعد أن كان يصنف ضمن أسوأ 40 دولة حتى العام 2012.

وفي الوقت الذي يخلص فيه الكابتن باجوري، إلى أن سير العمل بمشروع إعادة تخطيط المجال الجوي، يهدف إلى زيادة استيعاب الطاقة الاستيعابية للمجال الجوي السوداني، وإتاحته لممرات جوية قصيرة واقتصادية تتسم بالأمن وسلامة البيئة. يعود لتأكيد أن المجهودات التي تبذلها سلطة الطيران المدني السوداني لانفاذ الاستراتيجية، هي ليست للطيران المدني فقط، بل لكل شركاء الصناعة بالبلاد، بل إن هذه الشراكة حفزت الكابتن باجوري أن يثمن المجهودات التي تقوم بها شركة مطار الخرطوم في مجال الأمن والسلامة، خاصة بعد زيادة الحركة الجوية بنسبة 11.7 في المائة بنهاية العام 2016 عما كان عليه في العام 2015.

وثمة تخوف دولي من أن الاستمرار في استخدام الأنظمة الملاحية الحالية، سؤدي إلى تأثيرات سلبية على الحركة الجوية أبرزها تأخير إقلاع وهبوط الطائرات بسبب الضغط على الممرات الجوية واستخدام تقنية لا تتلاءم مع متطلبات المراحل القادمة.

لكن اللواء كابتن أحمد ساتي باحوري، يتعامل مع هذا التخوف بانضباط ضابط عظيم ودقة ملاح قديم، من جهتين: جهة أولى تتعلق بالجهود التي يبذلها العاملون في مركز الملاحة الجوية الذي يضم أفضل الكوادر البشرية من مراقبين جويين ومهندسين وملاحين الذين بفضل خبرتهم وعملهم واستعانتهم بأحدث الأجهزة جعلوا مركز الملاحة الجوية واحدًا من أفضل ثلاثة مراكز جوية على مستوى القارة الأفريقية. إضافة إلى أن هذه الكوادر البشرية المدربة هي التي ميزت على مدى التاريخ الطيران المدني السوداني عن معظم الدول العربية والأفريقية.

وجهة ثانية تتمثل بتسيير رحلات جوية دولية ينتظر أن تقلع من مطار بورتسودان إلى مطارات: جدة، القاهرة، اسطنبول، ودمشق. وهذه الرحلات الجوية الدولية من مطار بورتسودان تقوم بها شركات الخطوط: السعودية، النيل المصرية، التركية، فلاي دبي، وغيرها.

وحصاد القول عند الكابتن باجوري أن السودان سيشهد في الأيام المقبلة تطورًا في مجال الطيران، بعد سماح مكتب مراقبة الأصول الأمريكية (أوفاك) للسودان بالاستيراد المباشر لقطع غيار أمريكية للطائرات.

هوامش متفرج

فيما سبق هوامش مشارك من مقاعد المتفرجين في المنبر الصحافي لطيبة برس مع مدير عام سلطة الطيران المدني بعنوان (أجواء السودان آمنة وواعدة)، ويقتضي المقام أن نختم بأمرين جديدين:

الأول: التنويه بأن مثل هذا المنبر مطلوب بشدة في تجسير الفجوة بين الصحافة والجهات الرسمية ذات الطبيعة الحساسة، حيث تنداح المعلومات بدقة ومسؤولية، وحين يدون تاريخ الممارسة المهنية أن يدون الجهد في ميزان الحسنات الصحفية لصديقنا القديم محمد لطيف.

الثاني: أن المنبر كشف عن نمط جديد في التعامل بين الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، حين كشف الدكتور ياسر ميرغني عبد الرحمن الأمين العام لجمعية حماية المستهلك، أن سلطة الطيران المدني اتصلت به ودعت الجمعية إلى الاهتمام بحقوق المسافرين وزودتها بالمعلومات والوثائق التي تؤكد هذه الحقوق.

الصيحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..