الفساد بالكوم .. يا عوض دكام

الفساد بالكوم .. يا عوض دكام

بقلم : مختار العوض موسى
[email][email protected][/email]

اقتباس ” حذرت النائبة البرلمانية بالمؤتمر الوطني عائشة الغبشاوي من تعرض السودان لمجاعة، وقالت بالحرف الواحد: البلاد مهددة بمجاعة إذا لم تحل مشكلة الفقر، وكشفت عن وجود أسرة فقيرة تلجأ لتناول طين البحر كبديل للطعام للتخلص من الجوع، مضيفة : جاءتني هذه الأسرة واشتكت لي ورفعت الأمر لرئاسة الجمهورية، وطالبت بمحاصرة الفساد بكل أنواعه ومحاسبة المفسدين وآكلي أموال الشعب حتى تعود هذه الأموال لأصحابها الحقيقيين”.
انتهى كلام الغبشاوي … صحوة لم أستغربها من أحد أفراد أسرة الغبشاوي المعروفة بالتقوى والزهد .. أو هكذا أحسبها .. ولا أذكي على الله أحداً .. لكنها صحوة متأخرة استغربت تأخيرها بعد فوات الأوان وبعد أن اكتوى أبناء الشعب المغلوب على أمرهم من البحر الأحمر شرقاً وحتى مليط غرباً وحلفا شمالاً والجبلين وكوستي جنوباً ” كانت نمولي قبل الانشطار .. ولكن شعب حاله متردية حري به ألا يأكل الطين بل الحجر والشوك.
الاعتراف بالفساد ليس جديداً في وقت شُكلت فيه لجان لمكافحته نظرياً بعيداً عن التطبيق العملي، دون التوصل لأي حل للمشكلات المرتبطة به .. وكما قال علي الحاج صاحب القصر العشوائي في الجريف بالحرف الواحد ” خلوها مستورة” لأن كشفها قد يطيح برؤوس كبيرة لم تكن في الحسبان أو كانت غير مكشوفة، لأسباب أجد نفسي عاجزاً عن كشفها، المهم يا جماعة الخير الفساد في السودان لا يختلف عليه اثنان وتنوعت أشكاله.
وهذا المراجع العام لجمهورية السودان الطاهر عبدالقيوم يفجر في تقريره لحسابات العام المالي 2011 م فضيحة داوية باختفاء منحتين ماليتين بقيمة أكثر من 500 مليون دولار، جرى تسليمهما للبلاد من دولتي قطر والجزائر، في وقت بلغ حجم الأموال المعتدى عليها خلال الفترة من سبتمبر 2011 حتى أغسطس الماضي 3.8 مليار جنيه ” بالقديم” ، وما ذهب إليه تقرير المراجع العام يؤكد استشراء الفساد وغياب المراجعة والمحاسبة والشفافية، حيث ظل السودان محافظاً على مرتبته ضمن أكثر ثلاث دول فساداً في العالم وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية، وأكد المراجع العام أن حجم المتأخرات للبنك المركزي على مؤسسات الدولة بلغ 150 في المائة، وبلغ الدين الداخلي لمختلف الشهادات المالية 11 مليار جنيه.
لا تعليق على تقرير المراجع العام .. وأكتفي بما أشار إليه ضمنياً في تقريره إلى ضرورة العمل لحسم ملفات الفساد والاعتداء على المال العام بأسرع ما يمكن ــ بعد أن بلغ السيل الزبى، هذه من عندياتي ـ فالفساد لا يختلف عليه اثنان بأنه آفة تهدد الأمن والاستقرار وتحول دون تقدم هذا الشعب المغلوب على أمره .. نحتاج لتعزيز آلية المراجعة الدقيقة وتفعيل المحكمة المؤسسية وتقوية نظم الرقابة الداخلية .. وتقديم قضايا جرائم المال العام إلى المحاكم وإيجاد نظام إحصائي لمتابعة مآلات هذه القضايا وإبلاغ الجمهور بها دورياً بكل شفافية ليكون متابعاً لها ليتيقن أن الأموال العامة في الحفظ والصون بعيداً عن الأيادي القذرة .. نحتاج من مختلف الإدارات المعنية في مختلف القطاعات أن تخضع سياساتها المالية لمراجعة دقيقة بكل شفافية بعيداً عن أية حساسية لتفعيل مبدأ ” من أين لك هذا ؟ ” ومحاسبة كل من اعتدى على مال عام سواء كان وزيراً أم وكيل وزارة أم غير ذلك من المؤتمنين على قوت الشعب .. نحتاج لتفعيل دور المراقبة المباشرة والمستمرة والمطابقة الحسابية وتنظيم زيارات للتأكد والتحقق من المشاريع المتعثرة وإيجاد آلية واضحة لتقديم الدعم والتمويل للمشاريع الإنتاجية والخدمية ومتابعة المشاريع التي يتم تنفيذها والوقوف على مدى تحقيقها للأهداف التي من أجلها أُنشئت، وإزالة المفارقات والتباين الكبير الحاصل في المخصصات الموجهة للقطاعات الحكومية، حيث يلاحظ أن قطاعات مهمة كالصحة لا زالت مخصصاتها من الموازنة العامة خجولة فيما تتضاعف مخصصات قطاعات سيادية أخرى .. يجب التأكد من مدى فعالية وكفاءة نظام الرقابة الداخلية التي يُلاحظ عليها عدم الدقة وافتقارها للسجلات المحاسبية .. وقديماً قيل ” أن المال السائب يعلم السرقة” وهذا حالنا أموال سائبة .. طالعة نازلة دون أن تدركها عين الرقيب .. ما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا في أمس الحاجة لتفعيل مبدأ الحوكمة المؤسسية في كل الوزارات والقطاعات والمؤسسات العامة لتعزيز الاصلاح الإداري من خلال مبدأ الشفافية والوضوح والإفصاح والمراقبة والمساءلة على الأقل لنضمن أن موارد الدولة في طريقها الصحيح بدلاً من أن يُستغل غياب الرقابة لتتجه إلى جيوب اللصوص .
والله من وراء القصد

تعليق واحد

  1. مستني ايه ياشعب
    اكل الغلابة الطين
    بلغ الفقر حده
    وصار الكتار مساكين
    خير البلد كان زين
    فايض من المواعين
    خموها ناس واحدين
    واتشردو التانين
    بلدا بها النيلين
    ومطرن جواد وحنين
    والارض ممدودة
    مد البصر والعين
    معطاءة وخصوبة
    الاف سنين وسنين
    الا الفقر جانا
    مع جية الفقرين
    اليبسو الاخدر
    وقسمو البلد قسمين
    سال الدم انهار
    واتشرد الصالحين
    وادو البلد خاذوق
    وكل الخلق ضايعين
    ايش قلتي بت الحر
    ماتحلي حق الدين
    دين الوطن الاف
    ودين الغبش كمين
    قوليها كلمة حق
    في عصبة الفاسدين
    بكرة النهار اطلع
    ابين السمح والشين

  2. فى حلتنا يا مختار تاجر كسروا دكانو ما خلوا فيه اى شى , فى الصباح و هو جالس امام دكانو جاء واحد من ناس الكمائن قال ليهو ادينى علبة سجائر فرد عليه صاحب الدكان ( عامل عينيك الحمر ديل انت البارح خليت فيهو سجارة) فدحين ديل عاملين فللهم الفاخرة دى خلو فيها شى

  3. يا استاذ مختار هذه دولة قائمة على الفساد وأذكر أن احد الأخوان قد تم تعينه بولاية الخرطوم في بداية تسعينيات القرن الماضي أيام ولاية الحاج عطاالمنان وأوكلت له مهمة الإشراف المالي على شركات ولاية الخرطوم وقام بزيارات عدة لتلك الشركات بغرض الإطلاع على حساباتها وقوائمها المالية فلم تتجاوب معه الشركات ولم يجد الدعم والمساندة من الحكومة فاصابه الإحباط فترك لهم الوظيفة وغادر للسعودية وترك البلد بعد أن ايقن أن هذا النظام فاسد بكل رموزه ومن لم يكن فاسداً فهو متستر على الفساد.

  4. لا يستطيع احد ان يرمى الاخرين بالحجارة مادام بيته من قزاز.الذيت سيحاسبون الحراميه هم انفسهم حراميه ولذلك كل واحد بخاف على نفسه ويلتزم الصمت عشان كده كل واحد بيسرق وعينه قويةوواثق انه لا يستطيع محاسبته. اللهم خلصنا من الانقاذ التى غطست حجر البلاد.

  5. في تقرير المراجع العام لعام 2011 م اختفاء منحتين من قطر والجزائر بمبلغ ( 500 مليون دولار ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن يناير هسع دي سنه ماعرفوها مشت وين ؟؟؟؟ دي ذاتها مبلغها بالجنية السوداني كم انا محاسب ماعرفت اقولها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والله خلي بالكم الشغلانه دي جاطت !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ربك يستر .

  6. لعمل اصلاح حقيقي في جسم الدولة المتهالك والمريض بفعل الفساد يجب الاتي :
    1- عمل نظام محاسبي واداري دقيق في جميع الادارات الحكومية والالتزام بالقوانين والقرارات الادارية والمالية ومحاسبة كل من يثبت تورطه في فساد أوشبهه مالية دون مراعاة جاه أو نسب أومحسوبسة حزبية أو قبلية .
    2- حل جميع المنظمات والتكوينات الشبابية والطلابية التي تعتبر مدخل أساسي من مداخل الفساد من
    خلال تعدد أوجة الصرف دون برمجة أو هيكلة معينة يمكن الرجوع اليها .
    4- حل جميع الشركات الوهمية والحكومية التي تتبع لأجهزة معينه بالدولة والافصاح عنها وعن أنشطتها
    وطرحها لراسمالية وطنية للاستثمار بكل نزاهة وتجرد وشفافية .
    5/ حصر جميع الاستثمارات الخاصة بالشرطة والمتمثلة في الجامعات وغيرها والافصاح عنها وعن أوجه
    الصرف فيها ..
    6/ تعيين الية مختصة بمكافحة جرائم المال العام تتبع لوزارة المالية وديوان المراجع العام ويكون
    للالية حق الاستجواب وتوجيه التهم وتقديم الاثبات وتحويل المتهمون الي القضاء .
    7/ حل الأمن الاقتصادي وتسريح كل العاملين به //
    8/ عمل اليه ربط الكتروني بين الادارات الحكومية ووزارة المالية للمتابعة الدقيقة والتقصي وتسهيل
    حركة الحسابات ومراقبتها ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..