فنون التضليل السياسي..اا

هنــاك فرق.

فنون التضليل السياسي ..!

منى أبو زيد

الرضية بائعة الكسرة المخضرمة، كان لها رأي في رواية (العودة إلى الكسرة)، والتي اندلعت بعد تصريح السيد وزير المالية .. قالت إن مقدار الخبز المباع بألف جنيه أرخص من الكسرة المباعة بذات الثمن ..فحشرت اقتراح السيد الوزير في زمرة استدراك ماري أنطوانيت الشهير، بحسابات منطقية لتكلفة الكسرة التجارية ..! كل ذلك وأكثر كان مثاراً للجدل بسبب التفاف الناس حول المثل وانصرافهم عن مفهوم التقشف كمتغير اقتصادي يعقب زلزالاً سياسياً .. والسبب ليس الحديث المشروع عن وجوب اتخاذ تدابير متقشفة لمواجهة الواقع الجديد، بل الأسلوب والمنهجية في انتقائية مفردات التصريح السياسي ..! ذات الجدل الصحافي بخصوص الدعوة إلى التقشف ثار في بريطانيا، وفي ذات التوقيت .. بعد أن دعا وزير الخزانة البريطانية إلى خطط تقشفية مماثلة .. فكان الحديث عن المبدأ هو مربط فرس التناول .. الصحف اليسارية تحدثت عن استهداف الفقراء .. بينما دافعت اليمينية عن جرأة الخطوة ..! التخلص من عجز الميزانية خلال أربع سنوات كان هدف وزير الخزانة الذي رفض تحذيرات معهد الدراسات المالية (أكبر مؤسسة بحثية في بريطانيا) .. فالطريق ? بحسب تصريحاته الموزونة ببيض النمل – صعبة للغاية، لكنها تقود إلى مستقبل أكثر إشراقاً ..! بينما عندنا أضحت كسرة السيد الوزير (موضوعاً) بحد ذاته .. بعد أن ألبست التصريح غلالة استفزازية، ألهت الناس عن مناقشة فجوة التصريحات الهائلة بين اطمئنان رئيس الجمهورية وتشاؤم وزير المالية .. وشغلتهم عن مناقشة لعنة تضارب التصريحات عموماً ..! عادل إمام قال (هو أنا ح أفهم أكتر م الحكومة) ؟! .. ولكن ..! يا أيتها الحكومة .. هنالك كتاب فلسفي/سياسي صدر حديثاً للدكتور كلود يونان – هنو حديث الأوساط الثقافية/السياسية هذه الأيام – الكتاب بعنوان (طرق التضليل السياسي) .. وهو في مجمله تأصيل فلسفي للقاعدة السفسطائية/السياسية الشهيرة (ما يلذ للشعب هو الخير وما لا يلذه هو الشر) .. والتضليل السياسي موضوعه، هو – بالضبط ما ينقصك (الضمير عائد على الحكومة) – فن التلاعب بالتصريح بحيث ينقلب فسيخ الإخفاقات الحكومية إلى شربات معتق في عقول الجماهير .. علها تسعد بحالها على طريقة (أخو الجهالة في الشقاوة ينعم)..! بصدق وجدية بالغة لا أثر فيها للمماحكة أو التهكم، أتمنى على حكومة جمهورية السودان أن تقرأ هذا الكتاب الصادر عن المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع .. نسخة لكل وزير .. نسخة لكل مسئول .. نسخة لكل سفير .. نسخة لكل حكام وولاة ووزراء الولايات .. ولا بأس في نسخة لكل عضو مجلس وطني ..! اقرءوا عن التملقية .. التسويفية .. التأويلية .. التضليل السيكولوجي .. التضليل باستخدام الوسائل المنطقية (التمثيل، والتركيب والمغالطة، والاستقراء الناقص والافتراض) .. تبحروا في طرق التضليل بالخلط .. والالتباس .. والغموض .. والغش .. والمناورة .. والمشاغلة .. والإلهائية .. والخداع .. والكذب .. والرياء .. والتمويه .. والتشويه .. والتعمية .. والتعتيم .. والمداورة ..! ركزوا ? رجاءاً ! – على فنون التضليل الكلامي بواسطة الاستعارات البلاغية (التغيير والتبديل، والمصانعة والمجاراة، والمماحكة، والشكِّية، والتدليس) .. ولا مانع أبداً من التخصص في التضليل بأدوات الشعوذة، والتضليل الأيديولوجي .. لا مانع البتة .. ثم تعالوا وصرحوا (بمزاج) .. شريطة أن يكون المضمون (متفقاً عليه) ..! المهم أن يصبح للتصريح السياسي ? في هذا البلد – قيمة وثمن .. لا (حشفاً وسوء كيلة) .. اكذبوا بنظام ومنهجية .. ونعدكم أن نحاول .. وإن على حساب المصداقية ..!

التيار

تعليق واحد

  1. ما تتعبي نفسك يا استاذة منى وما تتعبي هؤلاء اللصوص آكلي أموال الناس بالباطل …. خلي كل واحد فيهم يصرح بالطريقة البتريحو … فطالما أن الأراجوز الرقاص ينعق وأمام العالم بكل دياناته واختلاف أعراقه وثقافاته بشاكلة كلام (من نوع تحت مركوبي) معناها الحكاية تحصيل حاصل … أسألوا الله سبحانه وتعالى معاي نشوفهم يوم يتعذبوا في الدنيا قبل الآخرة عاجلا وليس آجلا بجاه سيد الأنام وحسبي الله ونعم الوكيل.

  2. صباح الخيرات عليكم والسرور
    كتابك ده يابت ابوزيد لا فيهو تطبيل ولا ترقيص ولا تهليل ولا هى لله ولا تهتيف ولا تمسيح ولا تلحيس ولا تجغيم ولا تبليع ولا تخصيص ولا تمرير ولا تدبيل ولا توريث ولا تسفير ولا تعيين ولا كموشيون واخيرا ولا ابادة جماعيه مافيهم واحد حيقراهو
    النخب لو بتقرا كان منحوهم الفخرية كل يوم دكتوراه فخرية ماعارف منو الجاب الفكرة العقيمه وسخيفه دى واحد مابفك الخط يدوهو دكتوراه
    …….تصبحوا على وطن

  3. نااااااااااااااااااااااااااااااااااااااكل كسرة
    ونخلي ليهم العيش لازم تحضو ايها الشعب السوداني البطل قبل عشرين سنة قالو الدولار ماحيوصل 2جنية وهسي اكلو كسرة حتاكلو نيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييم طالما ساكتين وراضين بذل الجماعة

  4. نحن جينا عشان الدولار بقى ب12جنية
    وعشان ماناكل ممانزرع ونلبس مما نصنع
    و مافى اى وزير حا يكون لية مخصصات
    والرئيس قال مر تبة لايكفية عشان كدة البيت شايلنو اخوانة
    الرئيس قال سنحسم حرب الجنوب فى العام90
    الرئيس فال استلمت السودان موحد ساسلمة موحد

    سال الرسول صلى اللة علية وسلم
    ايزنى المؤمن قال نعم ايسرق المؤمن قال نعم ايكذب المؤمن قال لا..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..