في الجرح والتعديل

هناك فرق –

في الجرح والتعديل ..!

منى أبو زيد
[email][email protected][/email]

“لا يوجد شيء نستقبله بممانعة مثل النصيحة” .. جوزيف أديسون!
لست مع الذين حاولوا (تغريض) حديث الدكتور عصام أحمد البشير – في خطبة الجمعة الماضية – عن كون “مخالفة الشعب لأوامر الحزب الحاكم أمراً مشروعاً شريطة ألاّ يتنافى مع الثوابت الوطنية وألا يتعارض مع مصلحة البلاد” ..!
فالجرح والتعديل في شئون الرجال منهج ثابت منذ عهد النبوة، والأحزاب الحاكمة شأنها شأن الضمائر والذمم قابلة للنقد والمناصحة، ومأمورة ? أيضاً – باستدراك الخطأ، واستبدال الفاسد، وبتر المعيب، وكله في ظل إرادة إصلاح تقدم الضرورات الوطنية على المحظورات السياسية ..!
حسناً فعل الرجل حينما طالب الحكام وحواشيهم بالاستقامة، في حقبة سياسية بات الحديث فيها عن دور المسجد في ترسيخ القيم وتزكية المجتمع يكاد يجانب الواقع، بل يتاخم الخيال! .. لكل زمان دولة ورجال، وهذا الحزب الحاكم ? مقام المناصحة ? خرج على هذا الشعب – ذات عهد – من غرف المساجد .. كان هذا قبل أن يخرج معظم قادته على الأسفار والمتون، وهم اليوم يبايعون ويأخذون البيعة بعنوان الغلاف وأسماء الحواشي فقط ..!
صحيح أن التاريخ السياسي يحفظ سير حكام وقادة تأثروا بدعوات المصلحين (ابن تومرت في المغرب العربي وعبد الله بن فودي في غرب إفريقيا وعلاقتهم بمنهج إصلاح النفس والغير عند الإمام الغزالي .. محمد بن سعود الكبير وعلاقته بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في شبه الجزيرة العربية .. الزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا وتأثره بفلسفة اللا عنف عند المهاتما غاندي .. إلخ ..) لكن معضلة المؤتمر الوطني هي أن شيخه – اليوم – رهين محبسيه (سجنه الفكري ومنفاه السياسي) ..!
العودة إلى الواقع ? هي ما يحتاجه الحكم في هذا البلد – وليس العودة إلى اجتماعات المساجد التي لم تبرح الإنقاذ أسوارها يوماً، ومع ذلك سدد المجتمع السوداني في عهدها ? وما يزال ? فواتير التطبيق (الشكلاني) لأحكام الشريعة، على حساب القيم الوطنية، ومبادئ التسامح الديني والعرقي، في بلاد لم تُعرف يومها بغلوِّها الطائفي أو تطرفها الإثني..!
ما يزال هذا الشعب يسدد أثمان أفعال حلفاء الشيخ الترابي وأبناؤه الذين مزقوا بـ (السيخة) ثوب الفكرة، وأشهروا الأسلحة في وجوه القصائد .. وها هي ذات الدعوة/العودة، تتزامن ? اليوم ? مع واقع ضياع الجنوب وتهتك ثوب الاقتصاد الذي أعيتنا ? حكومة وشعباً – محاولات ترقيعه ..!
النفي .. الرفض .. التجاهل .. النهي .. كلها صور رائجة للسلوك السياسي عندما تدخل الحكومة في حالة إنكار .. تصريحات الحكومة التي تسود صفحات الجرائد اليوم، تنبئك إلى أي درجة تفاقمت حالة الإنكار المفضي إلى الخطأ الجسيم .. فلا مناص إذن ? والحال كذلك – من مناصحة الأئمة للحكام في خطب المساجد ..!

الرأي العام

منى أبو زيد
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اذا كان الكيزان يدركون مثل هذا المقال لما كانوا أصبحوا كيزان أبدآ.

    لكن هم كما وصفهم الدكتور حيدر بأنهم 20% أحفاد ( ود أب زهانة ) و ال 80% الأخرى أفكارهم توقفت

    في مرحلة الهمباتة و الهمبتة ( النسبة المئوية كما وصفها غازي ).

  2. فى واحدة من اجازاتى بالسودان 0000لاحظت ان البنات الحايمات فى الشوارع والجاريات فى المواصلات كلهن بقن شينات مازى زمان000 زمنا يعنى0000سالت امى عن السبب 000قالت لى الكيزان ماخلو ليهم بت سمحة حايمة اى واحدة عندها حبة سماحة عرسوها وحشروها فى فيلا عشان كدى ماح تشوفى ليك بت سمحة ماشة فى الشارع

  3. الأستاذة مني بت ابي زيد
    ما فهمته من مقالك القيم أن الدكتور قد أفتي حول مخالفة الحزب الحاكم (بشروط مبهمة) وليس مخالفة أمر الحكومة أو الوزراء او السلطان!! الحزب حاكماً كان او محكوماً قراراته ملزمة لأعضائه فقط و بنص دستوره ووليس للمصلين بفتوى إمام الجامع اياً كانت وظيفته أو درجته العلمية. ! الشئ الآخر أن ماهية هذا الحزب الحاكم و مبلغ سلطانه تبقى هلامية استعصت حتى علي إجتماعات و مؤتمرات الحركة الإسلام(و)ية طوال 24 عاماَ و ستظل عصية عن التعريف و حالهم كذلك. فمن الذي يلزمني ان التزم الحزب الحاكم واترك الالتزام بدستور قرارات حزبي(المتوالي) أو منبر “خالو”؟ ألرجال الذين وردت اسماؤهم كامثلة ليس لهم شبيه هنا في الوقت الراهن على الأقل. هم وين ونحن ووين. ليت عنوان المقال عنواناَ آخر.

  4. كلامك كله كوم وعلاقة السيد (أديسون ) المسكين بالمساجد والأئمة والحكام كوم تانى ..!
    كنت أود منك كواحد من شذاذ الآفاق أن تشرحى لنا من هم الحكام ومن هم الأئمة وهل يتبعون ( تنظيماً ) واحداً أم لا ..! وهل يستلمون راتباٌ من ( الحكام ) أم لا ..؟
    ياسيدتى يبدوا أنك أيضاٌ تعتقدى بأننا نحكم بطريقة طبيعية من قبل حاكم ( طبيعى ) ومساجدنا أئمتها يقولون النصيحة فى حضرة سلطان ( جائر) .. !
    نحن نطلب منكم أن تطلقوا سراحنا بالتى هى أحسن وإلا فالقادم أسوأ مما أوصلتمونا إليه ولم يتبقى لنا شيئاُ لنخسره وأسهل الحلول لدينا أن يتهدم المعبد فوق رؤسنا جميعاٌ , فما عدنا نثق بإمام أو بمسجد حتى الدين نفسه نجد أنفسنا نقف عنده حائرين عندما نعرف بأنكم أذللتمونا بأسم الدين وتملكتم النفيس .. وأهدرتم دمنا بأسم الدين .. !

  5. “مخالفة الشعب لأوامر الحزب الحاكم أمراً مشروعاً شريطة ألاّ يتنافى مع الثوابت الوطنية وألا يتعارض مع مصلحة البلاد”

    من يحدد الثوابت الوطنية ؟؟؟؟؟؟
    من يقرر مصلحة البلاد؟؟؟؟؟؟

    كلام عايم بل كلام فارغ وإن قاله من قاله .
    أين يا دكتور عصام شريطة ( الشرع ) ؟!

    أذكرك قول الترابي الموثق والمسجل بصوته
    (لو أن المسلم خرج من الإسلام تماما وأرادأن يبقى حيث هو ؛ فلا إكراه في الدين . شريطة ألا يفسد نظاما تعارفنا عليه ) أو نحوا من هذا .

    عصام والترابي وصاحبناهلم جرا وأهل الفتةوغيرهم من المتأسلمين الجدد
    أقول لكم جميعاخذوا هذا الدين كما هو أو دعوه مثل الكاتب تاج السر حسين.

  6. المؤتمر الوطني قال كالهر يحكي صولة الاسد المؤتمر الوطني واحد ومافيه غيره وزعيمه واحد في القرن الحديث مانديلا حين هتفت نادل المطعم مناديلا مناديلا بحركة جنونية ايقنت انه الحب ترقرت عيني بالدموع انه الحب المارد حين يخرج من الاعماق ومن بساطة الناس الحب الذي كنه السودانين للازهري والمحجوب وسر الختم الخليفة ولكن المؤتمر الوطني وعصابته هذه مثل علي عثمان وغازي ونافع والجاز اللذين صفوا اصحاب محاولة اديس اببا لحسني مبارك قالها الترابي الذين كانوا في محاولة اديس اببا تم تصفيتهم بحوادث هولاء يقتلون الروح التي قال الله في شانها من قتل نفس كانما قتل الناس جميعا تسألين انتي عن الجرح والتعديل قولي المجزرة والجريمة في كل الضحايا مئات الالوف الذين قتلوا بدم بارد خلينا نصبح بالله

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..