نهايــــــــة … طاغيــــــة!!!

نهايــــــــة … طاغيــــــة!!!
منتصر نابلسى
[email][email protected][/email]
كما ينبت الشوك بين المروج الخضراء ، ينبت الطغاة بين الشعوب الحرة… وكما تنزع الورود من الارض الطيبة ، تنزع البركة بسبب الطغاة وفسادهم حتى تضيق البلاد باهلها … وهل ننتظر من الارض البوار ان تنتج ثمـرة خير ونماء، والحقائق الواعدة لا تبنى بالامانى… وتتقدم الامم ويظل شعارنا المرفوع ….فراغ لايبارح طور الاحلام … من اين نبــدأ ونحن نزرع اشجــار البؤس فى دارنـا من حــولها طفيليات متغولة تابى الا ان تخرج نكدا ….فماذا ينتـظر زارغ الحنظل غير زفرات ياليت ….وياليت ما تعمر بيت….
هكذا تتكاثر الافاعى القاتـــــلة، وتسكـــن جحور الخراب ، مطمئنة الى اوكارها ، ومـاذا ستفرخ الثعابين من جيناتها غير شاكلتها …. من بنى جنسها …ولو تغيرت الاسماء … فالسم الزغاف يسرى فى انيابها … لتظـل تاذى من حولها فتلدغ بدون رحمة او شفقة فالغدر مبدأها ..وهى تتــــغذى على صرخات المساكين واوجـــاع الغلابة ….وهل تتوقف ذئاب الليالى الشؤم من العواء وهى ترى فريستها تتخبــط فى سكرة الاحتضار، وقد تحفـزت بمخالبها لتنهش الانسان المتهالك وتشبـــــع من الاجساد الهـــزيلة حتى الرمق الاخير ….وماذا قــــد تبقى من بنى ادميتهم والالم من اثر المخالب لا يخف… والنزيف لا يجف ….ونحن ننتظر الشمس المغيبة فى دواخلنا ان تشرق… فكيف نستمد من الاوهام انوار الانعتاق….
ليس بعيدا منا … كان هناك …. نعم هناك تحت السماء التى تظللنا ،وفى نفــس الكرة الارضية ، كان هناك يحكم بتعاليه وجبروته وعنجهيته واستكباره ، نعم ليس بعيدا من هذا الوطن الغالى… عاصمة دولته طرابلس . الكل يعرفه ويشـهد كفاح اهل مصراتة وبنغازى والزاوية. نعم هو الذى اصبح ملكا فى يوم من الايام تحت مسمى رئيس وتحته العبيد الذين رفعوه على اكتـــــافهم فوق عرش السلطة فذاقو الويلات منه ومن جلاديه … كان كل ما رفعــــــوا شانه ….حط من قدرهم مستلذا بحماقته ….ومستعليا بصفاقته…..
ظل يضحك متمرغا فى الديباج والكنوزالمغتصبة مــن عرق الشعب ، وقصوره وكؤوسه وقيانه…. فيمتطى ما يشاء من المتع … على ســـــرر الابتهاج وخيــــام الاستنئناس وارائكه المحفوفة بالسلطة… وشعبه المنكوب يبكى ويئن….والفرعون الليبى يمشى بين الناس ملكا …. وكانه يطيرعلى اجنحة الخلود ، فقد كان فرعون زمانه، واسطـورة الاستبداد فى عصره والانفـــلات بالاستـــعلائية والغــــطرسة ،حكم عشرات السنين …ولم يشبع من الحكم والاستكبار… بل ولم يتـعلم كيــــف ينفع شعبه اويطوره… ويدفعه الى الامام فتلذذ بتعذيبه وتهميشه … وهكذا حال كل فـرعون معــاصر او قديم … ولما كان فرعون ليبيا كفرعون مصرطاغية ذو جبروت…. اصبح بين عشية وضحاها نسيا منسيا ..وننجىك ببدنك لتكون عبرة وعظة واية ….فهل من معتبر؟؟؟ ….
نظرة بعين الغد الاتى.. ستمضى سنن الله فى كونه ،وتمر الايام شئنا ام ابينا…. وكما اندثر طغاة عفا عليهم الدهر…. قطعا ستحين ساعة غيرهــم ، ولكــل اجل كتاب، ولكـن فلنحرص ان لا تفتح الابواب لطاغية جديد مشؤوم ، وان لا نترك ملاذا لطفيليات جديدة تمتص مقدراتنا وخيراتنا …او ماتبقى منها….وتنفث سمـوم الدمار فى كينونة وحدتنا وقوتنا!!!
مسكين الطاغية فإنه لا يحس ولا يشعر بمن حوله لأن وصولة لدرجة طاغية لم يتأتى له إلا بعد أن فقد الأحساس والبصر من كثرة الإطراء والمدح والثناء التي كان يكيلها له الذين من حوله . فصدق نفسه وصار طاغية . والسيل يجري من تحته والسوس ينخر في عرشه المشيد على خداع من حوله إلى أن ينهار ويهزي على رأسه الأصلع وفي آخر رمق يصحو ضمير ويتجدد إحساسه ويذوق الألم ويعرف طعم المرار فيصيح في من كان يذيقهم مر الحنظل بدون ذنب جنوه , يصيح فيهم حرام عليكم ألا تعرفون الرحمة ؟؟؟ أنا مثل ابيكم .