لو لم تكن جماعة الاخوان لما كان داعش

تبجحُ اردوغان بإسلامه السياسي المعتدل افتُضح أمرُه من خلال علاقة النظام التركي بالجماعات الإرهابية المقاتلة في سوريا والعراق.

أراد الاخواني المعتق أن يوهم الأوروبيين بانه يمكن أن يكون شريكا مع احتفاظه بكل صلاته المريبة بالتنظيمات التي ستكشف عن وجهها الإرهابي.

المعادلة التي صاغها الرئيس التركي لم تكن محكمة.

فالغرب الذي دخل في مفاوضات معقدة مع إيران من أجل ملفها النووي بالرغم من أنه كان على معرفة بصلاتها مع الجماعات الإرهابية كان على دراية بما يتضمنه ملف السلطان العثماني من أوراق تدينه.

لم تفشل تركيا في الانضمام إلى أوروبا لأن غالبية سكانها من المسلمين كما كان يُشاع بل لأن أوروبا كانت تتوقع أن ينتهي الأمر بتركيا إلى تصدير الإرهاب إليها بسبب تغلغل الفكر الاخواني في مراكز القرار بتركيا التي تتصرف بطريقة عقائدية.

لقد نجح اردوغان في مرحلة ما أن يضفي نوعا من العصرنة على سلوك الإخواني الذي يرى في وجوده فرصة لتصفية الحسابات مع العالم الذي يحيط به. ساعده في ذلك وضع اقتصادي مريح عاشته تركيا في ظل تدهور اقتصادي إقليمي.

غير أن اردوغان لم يكن في إمكانه أن يفصل الاقتصادي عن العقائدي حين حلت نكبة الاخوان في مصر.

لقد جن جنونه حين أدرك أن الجذر المصري للاخوان في طريقه إلى الاقتلاع. وهو الشعور نفسه الذي سيطر على ردة الفعل الإيرانية.

ما هو السر في ذلك الاتفاق المريب على التآمر على دولة، قرر شعبها إلا ينضم إلى حفلة القتل المجانية التي تُدار بإشراف أطراف إقليمية لم تعد معنية بإخفاء مسؤولياتها؟

السر يكمن في ذلك الدور التخريبي الهائل الذي لعبته جماعة الاخوان في العالم العربي عبر عقود من سنوات عملها السري والعلني.

جماعة الاخوان هي الأصل. وما الأحزاب والجماعات والتنظيمات الإرهابية بغض النظر عن مذهبها الديني وأهدافها السياسية سوى فروع تدين بالولاء العقائدي والتاريخي لذلك الأصل.

لو لم تشهد مصر ثورتها ضد حكم الاخوان لغطى السواد مناطق كثيرة من العالم العربي. قد يكون اهتزاز عرش السلطان العثماني واحدا من أهم العلامات التي نتجت عن سقوط الاخوان.

كان مخططا لقيام دولة الاخوان في مقابل السماح بقيام دولة الهلال الشيعي وهو ما ينسجم مع القول الأميركي بأن هناك دولا ستختفي من العالم العربي في غضون سنوات.

لقد خططت جماعات الإسلام السياسي وهي الجماعات السياسية الوحيدة في العلم العربي التي لم تُضرب لإعادة انتاج المنطقة بما يقوي مفهوم الفتنة التاريخية بهدف العودة بالمنطقة إلى ما قبل العصر الحديث.

في واحدة من أسوأ لحظات العمى السياسي التي اجتاحت الولايات المتحدة كان ذلك المخطط مدرجا ضمن قائمة الإنجازات المريحة. وهو ما أطلق دولة مثل قطر والتي عرفت قيادتها بميولها الاخوانية في السباق اللاهث لتحقيق نبوءات معلمي الاخوان الأوائل.

وهي ذات النبوءات التي يسعى حزب شيعي طائفي مثل حزب الدعوة إلى العمل على تحقيقها من خلال تأجيل قيام دولة جديدة في العراق بعد أن اقتلع الاحتلال الأميركي الدولة القديمة من أساسها.

الآن تبدو الحقائق أكثر وضوحا مما كانت عليه يوم ساد الهيجان الشعبي في ظل التفخيخ الإعلامي لظاهرة الربيع العربي.

من أبرز تلك الحقائق ما افتضح من علاقات ربطت ممولي وداعمي جماعة الاخوان بالجماعات الإرهابية التي اتضح بما لا يقبل الشك أنها مجرد جيوب مقاتلة تدين بالولاء لفكر الاخوان المسلمين.

ما فعلته الدول التي فجعت بانهيار مشروعها في إقامة دولة اخوانية تمتد على أراض عربية في شمال أفريقية أنها زادت في شراستها الإعلامية المعادية للدول التي أحبطت شعوبها ذلك المشروع وبالأخص مصر.

قد يبدو الموقف الإيراني من مصر غريبا في اتساقه مع الموقف التركي، غير أنه سيكون واضحا ما أن ندرك أن ما حدث في مصر قد أحبط مسعى إيران لإنشاء هلالها الشيعي بعد أن تم دفن دولة الاخوان.

جماعة الاخوان باعتبارها قاعدة للفكر والعمل الإرهابيين هي القاسم المشترك الذي يجمع بين دول محور الإسلام السياسي وهي أيضا المدرسة التي تخرج منها جميع عتاة مجرمي الإرهاب. لذلك فإن الحرب على الإرهاب يجب أن تبدأ باقتلاع جذوره.

فاروق يوسف
ميدل ايست أونلاين

تعليق واحد

  1. تحاملت على الإخوان وداعش صناعة أمريكية كما صنعت بن لادن ثم قتلته هناك مراكز في أوربا تعمل على التغلغل في وسط الشباب بقيادة جماعات إسلامية منها علماء في الأزهر ومنها قساوسوسة ومثقفين عرب لتحريف نصوص الحديث الشريف والآيات المتشابه وهناك قنوات اسلاميه في لبنان ومصر مهمتها التشكيك في القرآن
    أما جماعة الإخوان في مصر فقد شهد العالم كيف قام الإعلام المصري بشيطنة الإخوان …فداعش خرجت من فكر السلفية الذين لا يتفكرون في الناسخ والمنسوخ وأقوال الأئمة الأربعة بل يأخذون بفكر ابن تيميه والألباني ولا يسندون الأحاديث إلا لابن تيمية كمجدد …فالاخوان تطرفهم وفشلهم في فكر التمكين وفشلوا لعدم وجود منهج سياسي وما زالوا عند موقفهم ..أما تركيا أين نحن من تركيا فهي أصبحت قوة إقليمية وتعيش في مناخ ديمقراطي .أما نحن فلا في العير ولا النفير حالتنا شاذه

  2. داعش ..الإخوان….الشيعه يبدو لى أن داعش تتكون من الإخوان والشيعه لأن الكل يسعى لإقامة ما يسمونه دوله اسلاميه ..مع اختلاف المبادئ والأفكار ..أضف إليهم الوهابيون المسمين أنفسهم أنصار السنه .
    فقد اختلط الحابل بالنابل ..والكل يرون أنفسهم على حق وغيرهم على باطل
    والكل يفهمون سياغات القرآن اللفظيه كل على هواه و يركزون كلهم على
    الآيات التى نزلت مع بدايات الوحى وتامر المسلمين بالغلظه على المعتدين
    لاحظ المعتدين وليس الآمنين فى ديارهم ولم يعتدوا ..
    فالقرآن قال ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين.. وهى قاعده يرتكز عليها الأمن الاجتماعى فى الدول المختلفه وهى لحقن دماء المسلمين والتعايش السلمى بين مكونات المجتمع المختلفه .

  3. تحاملت على الإخوان وداعش صناعة أمريكية كما صنعت بن لادن ثم قتلته هناك مراكز في أوربا تعمل على التغلغل في وسط الشباب بقيادة جماعات إسلامية منها علماء في الأزهر ومنها قساوسوسة ومثقفين عرب لتحريف نصوص الحديث الشريف والآيات المتشابه وهناك قنوات اسلاميه في لبنان ومصر مهمتها التشكيك في القرآن
    أما جماعة الإخوان في مصر فقد شهد العالم كيف قام الإعلام المصري بشيطنة الإخوان …فداعش خرجت من فكر السلفية الذين لا يتفكرون في الناسخ والمنسوخ وأقوال الأئمة الأربعة بل يأخذون بفكر ابن تيميه والألباني ولا يسندون الأحاديث إلا لابن تيمية كمجدد …فالاخوان تطرفهم وفشلهم في فكر التمكين وفشلوا لعدم وجود منهج سياسي وما زالوا عند موقفهم ..أما تركيا أين نحن من تركيا فهي أصبحت قوة إقليمية وتعيش في مناخ ديمقراطي .أما نحن فلا في العير ولا النفير حالتنا شاذه

  4. داعش ..الإخوان….الشيعه يبدو لى أن داعش تتكون من الإخوان والشيعه لأن الكل يسعى لإقامة ما يسمونه دوله اسلاميه ..مع اختلاف المبادئ والأفكار ..أضف إليهم الوهابيون المسمين أنفسهم أنصار السنه .
    فقد اختلط الحابل بالنابل ..والكل يرون أنفسهم على حق وغيرهم على باطل
    والكل يفهمون سياغات القرآن اللفظيه كل على هواه و يركزون كلهم على
    الآيات التى نزلت مع بدايات الوحى وتامر المسلمين بالغلظه على المعتدين
    لاحظ المعتدين وليس الآمنين فى ديارهم ولم يعتدوا ..
    فالقرآن قال ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين.. وهى قاعده يرتكز عليها الأمن الاجتماعى فى الدول المختلفه وهى لحقن دماء المسلمين والتعايش السلمى بين مكونات المجتمع المختلفه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..