موسكو تسحب سفيرها في وقت قاتل بعيداً عن “نيران” واشنطن

في توقيت مثير للجدل مثلما كانت فترة ولايته في العاصمة الأميركية واشنطن، يغادر السفير الروسي في #أميركا، سيرغي كيسلياك، منصبه، تاركاً من خلفه نيراناً مشتعلة وأزمة سياسية وتحقيقا فيدراليا حول علاقته بشخصيات من الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، دونالد #ترمب. أما #روسيا فقد أكدت أن الخطوة متوقعة منذ فترة طويلة وتخضع لترتيبات مسبقة.

هل تسحب موسكو سفيرها وسط هذه الأزمة العاصفة عمداً أم هو تغيير طبيعي في الدبلوماسية الروسية؟ عندما أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن كيسلياك سيترك موقعه ويعود إلى روسيا، قالت إن عملية تغيير سفير لدى دولة عظمى، مسألة تستغرق حوالي عام، وهي عملية مخططة مسبقاً، خاصة عندم يكون السفير أمضى في دولة ما فترة زمنية طويلة. تغيير السفراء الروس لا يجري بدون خطة، وفقاً للتصريحات التي أدلت بها لموقع الشبكة الأميركية “سي إن إن”.

والسفير الذي سيحل محل كيسلياك هو أناتولي أنتونوف، والذي وافقت على تعيينه الشهر الماضي لجنة الشؤون الخارجية بالغرفة الصغرى للبرلمان الروسي، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية.

وتسلطت الأضواء على السفير البالغ من العمر 66 عاماً عندما أدت اتصالاته مع مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترمب، مايكل فلين، إلى فصله من منصبه بسبب إخفاقه في الكشف عن هذه الاتصالات التي أجراها قبل تولي منصبه رسمياً.

كما أثارت الاجتماعات بين كيسلياك والسيناتور آنذاك جيف سيسيونس – المدعي العام لترمب الآن – خلال الحملة الانتخابية 2016، عاصفة، حيث قال الأخير إنها كانت جزءاً من دوره كعضو في مجلس الشيوخ.

واجتمع كيسلياك أيضاً مع صهر ترمب زوج إيفانكا، جاريد كوشنر، الذي كان ركناً قوياً في حملة ترمب، ويعمل الآن في البيت الأبيض مكلفاً بقضايا عدة من جانب الرئيس.

وتواصل لجان الكونغرس والمحقق الخاص بوزارة العدل، روبرت موللر، تحري دور روسيا في الانتخابات الأميركية وطبيعة اتصالات حملة ترمب مع موسكو.

كذلك نفى الرئيس الأميركي وحملته والمسؤولون الروس حدوث أي تواطؤ بينهما ضد المرشحة الديمقراطية الخاسرة في الانتخابات، #هيلاري_كلينتون.

من جهتها، ذكرت شبكة “سي إن إن”، في آذار/مارس الماضي، أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تعتبر كيسلياك أحد كبار الجواسيس الروس في واشنطن، نقلاً عن مسؤولين كبار في الحكومة الأميركية. ورفضت وزارة الروسية بشدة هذه الادعاءات.

وكان كيسلياك يعمل مهندساً في موسكو قبل انضمامه إلى وزارة الخارجية في عام 1977، في ذروة الحرب الباردة. كما عمل سفيراً لروسيا لدى الناتو ونائباً لوزير الخارجية. ثم بدأ دوره كسفير روسي في واشنطن قبل وقت قصير من انتخاب الرئيس الأميركي السابق باراك #أوباما، وتحديداً عام 2008.

ولم يتم الإعلان عن موعد رحيل كيسلياك، بيد أن مجلس الأعمال الأميركي الروسي يستضيف حفل وداع له في فندق بواشنطن في 11 تموز/يوليو المقبل.
العربية

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..