اللغة العربية ومراحل تنميتها في السودان

اللغة العربية ومراحل تنميتها في السودان
ب/د/عباس سليمان حامد السباعي :
كان من المفروض ان اكون من احد الحاضرين لتلبية الدعوة في للمشاركة في مؤتمر اللغة العربية الدولي في العالم العربي في الفترة من 15 الى 17 من اكتوبر بجامعة الاردن الشقيق ولعدم تمكني من الحضور في بحث جاء بعنوان اللغة العربية ومراحل التنمية في السودان فقرأ البحث نيابة عني احد الزملاء وكان ملخصه الآتي:
تحول السودان بعد أن نال استقلاله الكامل إلى دولة عربية منفصلة نالت حقها الكامل بعضوية جامعة الدول العربيـة، ومحـافظاً على طابعه القومي العربي والأفريقي الأصيـل. وانطلق العلم والتعامل في الحياة السودانية باللغة العربية بكامل حقيقتها في السودان بعد أن جاءت في وقت متأخر حيث كان يستوطن السودان قبل دخول العرب قبائل أفريقية تكونت أجناسهم من الفصائل النوبية في شمال ووسط السودان، والبجه في شرقه، والسود في جنوبه، وشبه السود في غربه، وكانت لغاتهم عبارة عن لغات مختلفة لايستوعبها ويتعامل بها إلا المواطنون من أصحابها. وظهر مبدأ التعامل بالكلمة العربية التي تسربت فيما بعد الى شمال وشرق السودان مع هجرة بعض القبائل العربية من شبه الجزيرة العربية الى وسط وشمال وشرق السودان، فاختلطوا بالقبائل الأفربيقية الأمر الذي كانت نتائجه الخليط من الكلام الذي عرف بالعامية السودانية. جاءت من كلمات مختلطة الفاظها من بعض الكلمات من اللغتين النوبية والبيجاوية التي سيطرت عليها بعض الكلمات العربية التي توافقت مع ألحان الغناء الصوفي بعد دخول الطرق الصوفية القادرية والسمانية في عهد سلطنتي الفونج والعبدلاب الإسلاميتان في القرن الخامس عشر الميلادي في سط السودان. ووضعوا قواعدها وأساليبها ومؤلفاتهم في مكاتبات لها نصوص خطابية وأبيات للمديح الصوفي والنبوي والشعر القومي الدنيوي في غناء الوصف والطبيعة والعاطفة. كما أشعلوا نار حفظ القرآن الكريم وشرح معانيه ومفرداته الكاملة بلغة عربية سهلة واضحة المعاني رفعت مستواهم اللغـوي إلى حين دخول الحكم العثماني التركي محتلاً للسودان في بداية العقد الثالث من القرن التاسع عشر ، وبرفقتة كبار شيوخ الطرق الصوفية الأحمدية بفروعها والطريقة الرفاعية والسعدية، وعلماء المذاهب الأسلامية الأربع، فزادت إنتشاراً بمفاهيمها الإسلامية وزاد معها مفهوم المواطن في السودان للغة العربية. كما أحدث تغييرأ يسيراً في أجهزة النظام السياسي والإداري في محاولة للتغيير الإجتماعي من حيث الزعامة الدينية باحتضان بعض العلماء من السودانيين الذين تلقوا العلوم الدينية والعربية في الأزهر بمصر مما ساعد على استخدام اللغة العربية في الكتابة والمخاطبة والإطلاع دون أي إضافات جديدة تذكر.
جاء مرحلة الحكم الثنائي في وقت فرض الحكم الإنجليزي سيطرته الكاملة على إدارة نظام الحكم في السودان بدراسة اللغة الإنجليزية في التعليم مادةً أساسية في مرحل التعليم الأوسط والثانوي والجامعي ليُسهِل عليهم إدارة شؤونهم في الدولة، إلى جانب تعلم اللغة العربية التي اهتم بها أهل السودان في معاملاتهم ومخاطباتهم الخاصة. وقام بتدريسها أساتذة من المتخصصين من أبناء السودان الذين نالوا التفوق فيها في الجامعات والمعاهد المصرية ومعهد التربية ببخت الرضا في مدينة الدويم وسط السودان.
وبعد استقلال السودان الكامل صار نظام تعليم اللغة العربية في كل المعالم السودانية بأصول مكتملة ناجحة حتى وصل التعاليم العام والجامعي إلى تعريب الكثير من المواد من الإنجليزية الى العربية في كل العلوم التاريخية والرياضية إلى اللغة العربية مع استمرار مادة اللغة الإنجليزية بمنهجها المعتاد، وذلك بوفاق تام من قرار اللجنة العليا لوزارة التعليم والتعليم العالي في السودان. كما شهد قيام جهود السلف من علماء اللغة العربية بعناية كاملة في كل جوانبها العلمية في الكتابة وتأليف الشعر العربي الفصيح وما يتعلق بتنميتها حتي تحققت مسيرتها الناجحة بفضل اهتمامهم وجهودهم العربية.فالسودان قبل إنفصال الجنوب وبعده قطر عربي له خصوصيته في اللغوية العربية التي يتخاطب بها شعبه رغم اللهجات المتعددة. فهي لغة الأم لكل السودانيين في الوطن الجديد. ويعمل الآن في مجال مستقبلها ورفعتها عدد من العلماء والمفكرين والكتاب والباحثين والأدباء والشعراء الذين اهتموا برفعتها في الأدب والحياة الثقافية بشكل موضوعي عام في العالم العربي والإسلامي. وتُتناول تطور هذه القضية في السودان داخل مجامع اللغة العربية وأقسام الجامعات السودانية التي بها كليات وأقسام خاصة باللغة العربية، ومراكز البحوث والدراسات العربية الإسلامية، والمنظمات الخاصة بالتربية والثقافة العلوم. واضعين في الإعتبار أنها لغة القرآن الكريم الذي أستُمد منها المنهـج العلمي في تلقي المعرفة في مخلوقات الله في الأرض والسماء كما في قوله تعالى: (وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون). باعتباره دستوراً للغة العربية ومعجمها الذي أصبح منطلقاً للعقل العربي إلى تعلم نصوصها وما احتوت عليه بكل قواعدها النحوية والمعرفية والصوتية والبلاغة. فجاءت اللمسات الأولى من علماء اللغة العربية إستهلالاً باستخدامها في كل المشاريع العلمية والفنية والإدارية والأدبية وأصبج الواقع السوداني حاملاً للكثير من حمل أمانة علوم اللغة العربية حملاً عربياً خالصاً, إذ أن العروبة بتيارها القوي قد استوعبت كل الموجات العربية التي غطت على المجتمع العربي في السودان.
وتلخصت نتائجه بان تتوافق وتلتزم اللغة العربية بكامل قواعدها وابنيتها العلمية التي بها تكتسب سلامة وصحة معلوماتها، مع مراعات الجديد من المستجدات التعبيرية والمحافظة على طابعها وأصالتها العربية في الوطن العربي والاسلامي والتزامها بالوفاء الكامل لحاجة المجتمع العربي والإسلامي، مع الرقي إلى المستويات الرفيعة في شتى ألوان التعبير ومراعات تطورها في مسايرة العصر الحديث مع المحافظة على أصولها وتعبيرها لثقافة وتطور نهضة المجتمع. وكانتيوصياتي تتلخص في التعامل مع اللغة العربية على أساس انها مشروع علمي حي قابل للتطور وفق مايقره علماء اللغة العربية في الوطن العربي، وانفتاح اللغة العربية على المستجدات في العلوم والثقانة مع عملية تطور اللغة مع المتغيرات التي تعيشها المجتمعات العربية في الوطن العربي. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.
الصحافة
…هذه اللغة هى أُس بلاوى ما يسمى بالسودان القديم والحالى..تجدها هى سبب اى مشكلة فى البلد..بدأ تخلفنا عن الركب عند اتخاذها فى التعليم ثم توالى الانهيار الى ان وصلنا ما ترونه ماثلًا امامكم الان ..يادكتور اذكر لنا نصف فائدة , وليست فائدة كاملة, جناها ما يسمى بالسودان من هذه اللغة ؟ يمكننى ان اذكر لك الف مشكلة تسببت فيها ما تفخر به..!..التعليم وليس غيره هو اساس تقدم اى امة ,ولكن بغبائنا المضحك قديما وحديثا,تم التجنى على وطن عظيم ..ثم انتهى..!!
نعم الغة العربية هي لغة القرآن الكريم؟ ونعم أنها لغة غنية ومعبرة وتتحدث وتتواصل بها جيع الشعوب العربية وبعض المسلمين من الدول الأخري ؟؟؟ نعم ان معظم الدول تدرس بلغتها الخاصة ؟؟؟ ولكن اللغة كالنبتة ان لم تجد العناية المطلوبة لماتت وإندثرت ؟؟؟ وللعناية وتطوير اللغة العربية لا بد من بزل مجهود كبير وصرف مبالغ طائلة ؟؟؟ وهذا لا يتم الا بإنشاء أكاديمية لغة عربية بأمكانات هائلة ويوظف بها متخصصين أكفاء متفرغين كل حسب تخصصه لتعريب كل بحث جديد يصدر من جميع الدول المتقدمة وخاصة ًالدول المتحدثة باللغة الأنجليزية لغة العلم اليوم ولغة العصر والأكثر انتشاراً في العالم وذلك في مختلف العلوم وايجاد تعابير وكلمات جديدة لكل ما هو جديد في في كل المجالات ؟؟؟ بالتأكيد السودان بمفرده لا يستطيع ذلك وانماهذا من صميم واجبات كل الدول العربية وخاصةً الغنية منها ؟؟؟ والواقع المرير يقول ان الدول العربية وخاصةً الغنية لا تريد ذلك وليس في برامجها المستقبلية حتي سيرة لذلك ؟؟؟ ومعظمها يتفاخر بأن جامعاتهم تدرس باللغة الأنجليزية ؟؟؟ ومعظم الجامعات الأنجليزية لها فروع في كل تلك الدول وحتي كادر التدريس من الأميريكان أو الأنجليز ؟؟؟ وكمية المبعوثين للدول المتحدثة باللغة الأنجليزية كبريطانيا أميركا كندا أستراليا نيوزيلندا الهند الخ من جميع الدول العربية لا حصر لها ؟؟؟ وكل الآباء في جميع الدول العربية وخاصةً السودانيين يتفاخرون بأن أبنائهم تخرجوا أو يدرسوا في الجامعات الأميريكية وغيرها من الدول المتطورة ومتحدثة باللغة الأنجليزية ؟؟؟وأحدث جامعة بالسعودية ستكون الدراسة فيها باللغة الإنجليزية فقط ؟؟؟ ومن الطرائف أنه في نعي أبن حافظ الأسد الرئس السابق لسوريا المنشور في معظم الصحف العربية ذكر بالخط العريض أن المرحوم تخرج من الجامعات البيريطانية يا للنفاق !!! وسوريا من أوائل الدول التي تحامقت وطبقت التعريب بدون دراسة تذكر؟؟؟ وفي أي دولة عربية تزيل إعلانات الوظائف ب (علي أن يجيد اللغة الأنجليزية تحدثا وكتابتاً وبطلاقة) ؟؟؟ إن العلم بعد إكتشاف الحاسوب ( الكومبيوتر) أصبح يتطور بسرعة مزهلة ومن الصعب جداً المواكبة الا بأمكانات هائلة ؟؟؟ الدول العظمي الغير متحدثة باللغة الأنجليزية كالصين وروسياوالتي ترصد إمكانات هائلة للتجسس والترجمة الفورية لأي معلومات جديدة أو بحوث وغيرها بدوا في نشر تعليم اللغة الأنجليزية بصورة ملفتة وأصبحت جزء مكمل للتعليم والصين فرضت علي المتاجر أن يكون بها متحدث للغة الأنجليزية في أي وقت من أوقات العمل ؟؟؟ فالسودان كان يتميز متعلميه بإجادتهم اللغة الأنجليزية والتي تفتح لهم مجال المواكبة والتطور بسهولة وتضع أمامهم مراجع أكبر دول العالم وأكثرها تطوراً ؟؟؟ ولذلك كانوا مرغوبين بشدة في سوق العمل في جميع الدول العربية ؟؟؟ إرتكبت الحكومة قراراً ارتجالياً تحكمه العاطفة والجهل والسذاجة وعدم الدراسة بتعمق كما هو الحال في جميع المجالات وتسرعت في تعريب المناهج ودمرت التعليم وأصبحت تخرج كمية كبيرة من حملة الشهادات المزيفة بالرغم من الأختام والإمضاءآت الكثيرة والتي لا تشفع لها عندما تجد حاملها لا يفقه أبجديات تخصصه ولا يجيد أي لغة سوي العربي أو الأنجليزي وقد تكون هنالك فلتات من الذين طوروا أنفسهم بأجتهادهم الخاص أو التحقوا بجامعات أخري متطورة لمعادلة شهاداتهم وهؤلاء قلة من ذوي الأمكانتات المادية الذين يذهبون الي بيريطانيا كل صيف لتعلم وإجادة اللغة الإنجليزية ؟؟؟ وملخص ما نهدف الي توصيله الي الوطنيين الذين تهمهم مصلحة السودان أنه طالما أن التعليم بالسودان الضعيف الأمكانات ومعدوم المراجع مصر علي التعريب وتدمير التعليم سيكون هو الخاسر الأوحد ولن تتضرر بيريطانيا أو أميركا بذلك وسوف يتفوق كل الدارسين باللغة الإنجليزية علي الدارسين باللغة العربية بعدة سنوات ضوئية وهذه الحقيقة المرة رضينا أم أبينا؟؟؟
أخي د/عباس سليمان حامد السباعي
السلام عليكم ورحمة الله،
” قبائل أفريقية تكونت أجناسهم من الفصائل النوبية في شمال ووسط السودان، والبجه في شرقه، والسود في جنوبه، وشبه السود في غربه”. ما لي أراك يا سعادة الدكتور لا تريد أن تسمي الأمور بمسمياتها! إن ما ذكرته من أجناس هو محاولة غير موفقة في دق أسافين بين هؤلاء الأفارقة أولاد حام، هؤلاء لا يرون هذه الفروقات التي تحاول أن تثبتها. والدليل على ذلك أن كل ما ذكرت “من أجناس أعلاه” لا يتعاملون مع بعضهم البعض بالاستعلاء الذي هو ديدن العروبيين في السودان.
“فالسودان قبل إنفصال الجنوب وبعده قطر عربي له خصوصيته في اللغوية العربية التي يتخاطب بها شعبه رغم اللهجات المتعددة. فهي لغة الأم لكل السودانيين في الوطن الجديد.” أراك هنا أيضا قد جانبك الصواب، ويبدو أنك تختلف مع ولي أمرنا الذي أعلنها في القضارف عربية أسلامية بعد انتهاء عهد الدغمسة بفصل الجنوب. يقول الرئيس البشير إن السودان أصبح نقيا بعد الانفصال عربيا اسلاميا، لا قبله.
“فهي (أي اللغة العربية) لغة الأم لكل السودانيين في الوطن الجديد.” وهذه ثالثة الأثافي لمجانبتك الصواب، والخطأ في هذه الجملة لا ينتطح فيه عنزان. قل لي بربك هل اللغة العربية لغة أم للبجة، الأمرأر، النوبة، الانقسنا، الوطاويط، الفور، البرقو، البرتي، الزغاوة، الفلاتة، الهوسا، القمر، الأرنغا، البرنو، والقائمة تطول؟ ما لكم كيف تفبركون الحقائق؟ وأنا أزعم أن هؤلاء الأفارقة في السودان هم الأغلبية إلى يوم الناس هذا. هذا الاتجاه هو الذي تسبب في فصل الجنوب الحبيب، وقد يتسبب في فصل أجزاء أخرى من السودان الفضل. ومن قال لك إن هذه الشعوب السودانية تتكلم بلهجات؟ أي عالم لغة يقول لك إن الوسائط التي يستخدمها هؤلاء في التواصل بينهم هي لغات كاملة الدسم، ولكن هذا يصب في النظرة الاستعلائية لعروبيي السودان، حتى أننا نجد أن بعض من ينتمي إلى هذه الشعوب الأصلية من تغبشت