أين كان عرش الرحمن قبل خلق السموات والأرض؟

من كمال الله تعالى إثبات أزليَّة الفعل له سبحانه وتعالى ، وأنَّ الله لم يزل يفعل ما يشاء ويتكلَّمُ بما يشاء ، وهو سبحانه قادرٌ على الفعل والكلام ،كما أنه ليس لخلْقه بدايةً معيَّنة وإلاَّ لأدى ذلك إلى نفي أزلية فعله وخلقه .
وما يوضح هذا الموضوع هو حديث أهل اليمن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقبلوا البشرى يا أهل اليمن، إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قد قبلنا يا رسول الله . قالوا: جئناك نسألك عن هذا الأمر، قال: كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض.
ويؤكد هذا الحديث على حقيقة الخلق وعلى حقيقة وجود خالق عظيم وهو الله سبحانه وتعالى وأثبات أزلية الفعل لله تعالى ودوامها ويأتى الحديث ليثبت عدم صحة كلام الكفار والملحدين الذين يدعون بأن الدنيا ليس لها خالق وقد ذكرهم الله تعالى فى كتابه العزيز فقال {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية:23-24].
ويقول علماء الفلك فى زماننا هذا نحن نعيش فى كون شاسع الأتساع دقيق البناء محكم الحركة منضبط فى كل أمر من أموره وفى كل حركة من حركاته ومن المنطق أن هذا الكون لا يمكن أن يكون قد أوجد ذاته بذاته بل لابد أن يكون له خالق عظيم له من صفات الكمال والجمال والجلال والعلم والقدرة وأن يكون له صفات الربوبية والألهية المطلقة ما مكنه من أبداع هذا الكون.
وحتى علماء الفلك من غير المسلمين يقولون اليوم ونحن فى زمن التقدم العلمى والتكنولوجى يقولون أن هذا الكون لابد له من مرجعية فى خارجه وهذه المرجعية لابد أن تكون مغايرة للكون مغايرةٌ كاملة لا يحدها المكان ولا يحدها الزمان لا تشكلها المادة ولا تصنعها الطاقة وهذا تفسيرٌ علمى يؤكد على وجود الخالق وهذا الكلام قد ذكره الله لنا فى وصف ذاته العالية فقال{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الشورى:11].
وقد قال علماء الاسلام قديماً كل ما خطر ببالك فالله مغايرٌ لذلك فلا يمكن للأله العظيم الذى أبدع هذا الكون أن يحده المكان لأنه هو خالق المكان ولا ان يحده الزمان لأنه هو خالق الزمان ولا تشكله المادة والطاقة لأنه هو خالق كلاً من المادة والطاقة.
أما قول رسول الله وكان عرشه على الماء فلم يتوصل علماء الأسلام إلى مكان الماء أو أى ماء هذا فهو أمرٌ غيبى يعلمه الله وحده .
أما المقصود من كلمة الذكر هو اللوح المحفوظ الذى كتب الله فيه أحداث ذلك الوجود إلى قيام الساعة، كل نفس تولد، وأين تولد، وإلى أى مدى تعيش،وماذا ستفعل فى هذه الحياة الدنيا، ماذا سيكون مصيرها فى الأخرة فى الجنة أم النار، ماذا تكسب فى هذه الحياة، كل حيوان، كل نبات، كل جماد، كل حدث كونى، كل شئ يحدث فى الكون قدره الله وكتبه فى اللوح المحفوظ وهذا قبل خلق السموات والأرض .
فسبحان الله الخالق العظيم الذى خلق كل شئ وأوجد كل شئ من عدم وأنه سبحانه وتعالى كان قبل كل شئ وأن الدوام له وحده وأنه خالق الزمان وخالق المكان وخص نفسه بالوحدانية وهى من صفاته العظيمة فهو الواحد الأحد الفرد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

مصراوي

تعليق واحد

  1. أخى الكريم مصراوى
    لك الود والتحية
    لقد فتحت نافذة من الشك بسؤالك عن اين كان عرش الرحمن ( سواء أكان ذلك)
    قبل أو أثناء الخلق ؟؟ وبذلك لم تزد الأمر إلا تعقيدا وحتى الذين لم تكن لهم
    فكرة عن السؤال فقد أدخلتهم في زمرة المتشككين وأكسبتهم بذلك ذنبا ما كان
    لهم أن يغترفوه لو لا سؤالك الذى عجزت أنت من الإجابة عليه,, وكونك القائل
    الله هو خالق الزمان والمكان…فهذا فقط لا يكفى ولا يقنع الملحد فإنت تجيب منطلقا عن
    قناعة المؤمن وأنا معك بإن الله هو الخالق ولكن من يقنع الملحد بهذا القول ؟؟
    أنا سوف أحل لك هذا الاشكال بطريقة فلسفية قالها إثنان من رواد الفكر وهما
    ( رينى ديكارت ) 1650-1596 والآخر ( وليم جيمس ) 1910-1842 –
    الأول جعل الضامن الحقيقى على كل الغيبيات هو الله الذى أثبت وجوده بشكل عقلانى والثانى عن طريق الفلسفة البرغماتية وإعتمادها على نظرية صدق الفكرة..وبالتالى نفعها .
    هذه المواضيع شائكة وأنا لم أقل الأ رؤوس أقلام وبالتالي تلزمك عودة وقراءة
    في الفكر الفلسفى المعاصر والحديث
    وهناك إشكالية دائما ما يقولها أهل الفكر المتجرد عن التفكير الدينى وهو
    سؤال أطرحه عليك يا عزيزنا مصراوى ما دام قد طرقت الباب وهو /
    عندما وضع الله عرشه على الماء … هنا يوجد زمان ومكان ,,, أيهما السابق وأيهما اللاحق على أزلية الله سبحنه وتعالى ؟؟
    أنا شخصيا املك الإجابة بثوابت عقلية وإيمانية تؤكد عطمة الخالق ,,
    فهل يا ترى يملك الأخ مصراوى شيئا من تلك الإيجابات التي تقنع الملحد قبل المؤمن؟

  2. أخى الكريم مصراوى
    لك الود والتحية
    لقد فتحت نافذة من الشك بسؤالك عن اين كان عرش الرحمن ( سواء أكان ذلك)
    قبل أو أثناء الخلق ؟؟ وبذلك لم تزد الأمر إلا تعقيدا وحتى الذين لم تكن لهم
    فكرة عن السؤال فقد أدخلتهم في زمرة المتشككين وأكسبتهم بذلك ذنبا ما كان
    لهم أن يغترفوه لو لا سؤالك الذى عجزت أنت من الإجابة عليه,, وكونك القائل
    الله هو خالق الزمان والمكان…فهذا فقط لا يكفى ولا يقنع الملحد فإنت تجيب منطلقا عن
    قناعة المؤمن وأنا معك بإن الله هو الخالق ولكن من يقنع الملحد بهذا القول ؟؟
    أنا سوف أحل لك هذا الاشكال بطريقة فلسفية قالها إثنان من رواد الفكر وهما
    ( رينى ديكارت ) 1650-1596 والآخر ( وليم جيمس ) 1910-1842 –
    الأول جعل الضامن الحقيقى على كل الغيبيات هو الله الذى أثبت وجوده بشكل عقلانى والثانى عن طريق الفلسفة البرغماتية وإعتمادها على نظرية صدق الفكرة..وبالتالى نفعها .
    هذه المواضيع شائكة وأنا لم أقل الأ رؤوس أقلام وبالتالي تلزمك عودة وقراءة
    في الفكر الفلسفى المعاصر والحديث
    وهناك إشكالية دائما ما يقولها أهل الفكر المتجرد عن التفكير الدينى وهو
    سؤال أطرحه عليك يا عزيزنا مصراوى ما دام قد طرقت الباب وهو /
    عندما وضع الله عرشه على الماء … هنا يوجد زمان ومكان ,,, أيهما السابق وأيهما اللاحق على أزلية الله سبحنه وتعالى ؟؟
    أنا شخصيا املك الإجابة بثوابت عقلية وإيمانية تؤكد عطمة الخالق ,,
    فهل يا ترى يملك الأخ مصراوى شيئا من تلك الإيجابات التي تقنع الملحد قبل المؤمن؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..