عشان ما يجينا جفاف وتشقق !!

عشان ما يجينا جفاف وتشقق !!

منى سلمان
[email][email protected][/email]

في ذات مشوار صباح الجمعة الفائتة، داعبت موجات الـ ف ام في راديو العربة بحثا عن لحن دافئ، يبعث شيء من الحرارة في اطرافنا المتجمدة بفعل زيفة الصباح، حينما تعثرت بصوت طفل ينساب من احد برامج الاطفال، توقفت عنده حسب طلب العيال وعم الصمت الا من تأتأته البريئة المحببة .. سألته المذيعة: الزول مفروض يعمل شنو مع البرد ؟ فأجابها ببساطة: لازم نتمسح بـ الفازلين والجلسرين عشان ما نتشقق !
استمر الصغير في الحكي عن الاشياء التي يجب الالتزام بها لتقيهم من شر برد الشتاء، وأمراضه الكثيرة التي تصيب الصغار بصورة خاصة، وحكى ايضا عن ضرورة لبس فنيلة السقط (عشان ما تجينا التهابات)، وعندما سألته في ختام اللقاء عايز يوصي اصحابو بي شنو ؟ اجابها : بقول ليهم لازم تتمسحو بالفازلين والجلسرين عشان ما يتشققو ! الغريبة انه قال للمذيعة اختي عايزة تشارك ممكن ؟ وعندما سمحت لها ناولها السماعة لتقول للمستمعين:
بوصيكم الزول لما يستحمى لازم يتنشف كويس ويتمسح بالفزلين والجلسرين عشان ما يتشقق !!!
الشفع ديل أمهم عملت ليهم ارهاب دهني لمن بقو يهضربو بالمسوح عديل .. يا ربي تكون قايلاهم حيطة جديدة مبيضة بالاسمنت .. اليوم كلو ترشرش فيهم عشان ما يتشققو ؟!!
مش حاجة غريبة ان تكون معاناة الامهات مع العيال عبر الاجيال ، هي محاولة كل أم التغلب على رفضهم القاطع للبس الملابس الثقيلة لتقيهم البرد، بجانب رفضهم (الاشد) السماح لها بـ (مسحهم بالفازلين والجلسرين)، فجميع العيال بدون استثناء يفضلون آلآم التشقق والتقشف على لمعة المسوح ..
في طفولتنا كنا في عز الشتاء، نخرج في الصباح من البيت للمدرسة بملابس خفيفة، ثم نقضي يومنا في الكجكجة بأسناننا من شدة البرد، ونقوم بمباراة اشعة الشمس لنجلس تحتها علها تزيب شيء من الجليد الذي يجمد اطرافنا المقشفة ..
اشتد برد الشتاء في الايام الماضية، فلم تعد بطاطين البيت والجيران تكفي لدفع زمهريره .. لا ادري هل عاد الشتاء لعنفوانه القديم، ايام كنا لا نستطيع النوم الا ومنقد الحطب قابعا بيننا في الوسيط، أم أن عامل السن له دور في تفاقم الشعور بالبرد .. الدنيا بقت داردمة ؟!!
على كل حال الشتاء فصل جميل، فيه كم من الحميمية والدفء العائلي، تجتمع في لياليه الأسر حول التلفزيون أو في حلقات الانس والونسة، ومن كانت له جدة فيتمتع بحكاوي الحبوبات، وذلك لان برودة الجو تمنع الناس من الخروج من البيت، فيبقى الجميع معا غصبا عنهم، كما أن للعباد والزهاد فرحة خاصة بقدوم الشتاء فقد كان السلف الصالح يفرحون به اشد الفرح:
وقد قال عمر رضي الله عنه (الشتاء غنيمة العابدين)، وقال ابن مسعود: (مرحباً بالشتاء، تتنزل فيه البركة، ويطول فيه الليل للقيام، ويقصر فيه النهار للصيام) ..
ومن درر كلام الحسن البصري:
(نِعْم زمان المؤمن الشتاء، ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه)، وكان أبو هريرة – رضي الله تعالى عنه ? يقول: ( ألا أدلكم على الغنيمة الباردة؟ قالوا: بلى. فيقول: الصيام في الشتاء).
كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – إذا حضر الشتاء تعهد وكتب لولاته الوصية: إن الشتاء قد حضر، وهو عدو فتأهبوا له أهبته من الصوف، والخفاف، والجوارب، واتخذوا الصوف شعارًا ودثارًا فإن البرد عدو سريع دخوله بعيد خروجه.
مخرج:
مع اشتداد موجة البرد هناك جانب مهم لا يجب ان نتجاهله، فعندما تدفعنا لفحة البرد للدخول في جحورنا الدافئة واغطيتنا السميكة، فلا يجب ان ننسى من ينامون في العراء ويلتحفون السماء .. ليس في اطراف العاصمة وهوامش المدن فقط، بل بعضهم يعيش بيننا .. هناك أسر وأطفال لا يجدون ما يدفعون به شر البرد غير الالتصاق ببعضهم البعض يستمدوا من تلاحمهم الدفء ويتحلقون حول اعواد الحطب ..
دعونا لا ننتظر ولاة الأمر أن يرسلوا وصيتهم لعمالهم في الاقاليم كحال الفاروق، فالكثير من الشباب السبّاق في العمل الطوعي قد شمر السواعد للمساعدة في اعانة هؤلاء .. وهناك العديد من حملات التبرع بـ البطاطين وكسوة الشتاء لتوزيعها على المحتاجين، فالنبحث عنهم ولنمد لهم يد العون فـ الناس بالناس والكل برب العالمين

تعليق واحد

  1. يابتي الفقر في لكن اصبحت منظمات الحكومة الدسمة يعافها حتي الفقير المعدم وشكرا لي ونستك وذكريات الصبا

  2. كنت قبل يومين بقول لزوجتي كان والدى رحمه الله رحمة واسعة وكل الأموات في ايام البرد بشتري زجاجة السمن البلدي من اصدق زبائنة بالسوق وكان دائما يضعة لنا في طعامنا وشرابنا كالعصيدة واللبن والقراصة والدخن وكانت توجد بالأسواق طواقي صوف وفنايل لا أذكر صناعتها بل صوفها صوف مائة بالمائة كانت تقينا شر البرد القارص في أجسامنا الضعيفة من اللعب الكثير كورة شراب وسجك والبلي اما اذا ذهبنا لناس حبوبة ام الوالده رحمهم الله جميعا فانها تمسك بنا ولا تتركنا نعود إلا ممسحين بزيت السمسم (نخب أول) فى تلك الأيام السعيدة ولما نذهب للمدرسة في الصباح نكون قد ذاكرنا وحفظنا الواجب حتى لايجلدونا فى المدرسة ونفطر بالفول المصري كما يقولون أهلنا فى ذاك الزمن دكان (ح) وليس كما يقال له الآن الفول المدمس المعلب ولا ننس اكلتنا المفضلة الطعمية ان كانت سندوتشات أو سادة من حاجة.. او .. أو في كل الأتجاهات طبعاً وكل واحدة تختلف بصناعتها فالشتاء قصصه طويله ولانهاية لها ولكن الوقت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..