الداء السوداني

حاطب ليل –

الداء السوداني

د.عبد اللطيف البوني

في حلقة السبت الماضي لبرنامج (في الواجهة) التي كانت عن الاوضاع الاقتصادية المائلة وفي افادة للدكتور التيجاني الطيب الخبير الاقتصادي المعروف قال إن الحكومة في بداية تصدير النفط اعتمدت عليه اعتمادا كاملا واهملت القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني وتدنى العائد منه إلى اقل من خمسين في المائة مقارنة بإسهامه قبل عشرية النفط وقال إن معلوماته ليست من رأسه او كراسه انما من الجهاز القومي للاحصاء وهو مؤسسة حكومية فانبرى له وزير المالية ومن داخل الاستديو محاولا دحض كلامه والدفاع عن تلك السياسات علما بأن وزير المالية وفي اكثر من مناسبة قال نفس الكلام الذي قاله الدكتور وبصورة اكثر حدية فلا ادري لماذا يكابر الوزير وعلى رؤوس الاشهاد وينفي ما هو معلوم للكافة واولهم سيادته علما بأن محافظ بنك السودان الذي كان مع الوزير امن على كلام دكتور التيجاني تأمينا كاملا.
الاخطر في كلام التيجاني هو أن الحكومة تمارس الآن نفس سياستها سيئة الذكر والسمعة مع الذهب بعبارة اخرى أن التركيز على التعدين ما زال مستمرا وأن عدم دعم القطاع الزراعي ما زال مستمرا والاسوأ أن الذهب لا يرقى لمستوى النفط في الرهان عليه فيبدو لي أن الحكومة استمرأت حكاية انها دولة ريعية وتريد السير في ذات الاتجاه رغم خطورته فاذا التركيز على البترول بجلالة قدره قد اصاب البلاد بالداء الهولندي واوردها مورد التهلكة فما بالك بالذهب الذي فتح بنك السودان له نافذة وطبع له النقود بدون تغطية فزاد نسبة التضخم والآن يغير البنك سياسته ويفك الاحتكار ليزداد التهريب ؟
اتوقع أن تبدأ الحلقة القادمة في البرنامج بوزير المالية ليرد على الدكتور التيجاني ويقول إن وزارته دعمت وتدعم الزراعة وربما يذكر ارقاما لتثبت صحة دعواه ولكن ومن داخل الحقل اسأل الوزير ماذا قدمت وزارته للموسم الشتوي في المشاريع المروية؟ فمشروع الجزيرة زرع قمحا في نصف المساحة المستهدفة اي مائتي الف فدان فقط لان تكلفة الفدان وصلت 1040 جنيه بالجديد وهي عبارة من تحضير ارض واسمدة هذا بغير المبيدات وعمل المزارع وضريبة الماء التي زيدت هذا العام.(يمكن تفصيل هذه التكلفة على دائر الجنيه ) لقد ظهرت شركات تمويل مرابية جربها المزارع من قبل ونفر منها والبنك الزراعي وبنك المزارع يتفننان في بيع المدخلات والمطالبة بالرهونات والضمانات . فأين دعم الحكومة للزراعة ؟ فوالله العظيم لو انفقت الحكومة تكلفة حفر بئر بترول واحدة طلعت فالصو او طبعت عشر (بضم العين) الاوراق المالية بدون تغطية لدعم زراعة القمح في الجزيرة والشمالية لازدهرت الحقول قمحا ووعدا وتمني خاصة مع وفرة المياه جراء تعلية خزان الرصيرص التي انجزت مؤخرا وبرد هذه الايام اللافح فماليتك يا سيادة الوزير تبحث عن المجهول في باطن الارض وتترك المعلوم على وجهها فأي لعنة وفشل وخيبة اكثر من هذا ؟
لقد نبهنا الدكتور التيجاني الى أن الحكومة اصبحت بارعة في تكرار الفشل فإن كان البترول قد اصاب بلادنا بالداء الهولندي فإن الذهب سوف يصيبها بداء لن يجد العالم له اسما الا الداء السوداني فالف مبروك هذا السبق الاقتصادي الكارثي. ونقطة اخيرة نتمنى من الاستاذ البلال أن يحضر الدكتور التيجاني داخل الاستديو ويعطيه فرصة مساوية للسيد الوزير حتى تخرج حلقته بدون تطفيف.

السوداني

تعليق واحد

  1. يا عبد اللطيف
    أنت مثلك مثل ناس الانقاذ
    وأعتقد أنك منهم وتحاول الخروج مع غرق السفينة
    متي جاءتك هذه الشجاعة
    أولا التيجاني من الذين شاركوا في صناعة ما يحدث الآن واستفتد :بر الفوائد وأكل من النظام المشئوم حتي الثمالة وها هو الآن يعود في ثوب جديد
    أما عن الجزيرة وما أرتكبت فيه من جرائم فقد سبق وأن قال من هو ليس خبيرا وإنما مواطن سوداني عادي كنت أنت أول من هاجمته حين حذر من الغبث هذا
    وهو أستاذ الأجيال بحق وحقيقة الأستاذ عبد الوهاب بوب حينما كتب ثم منع: عن وزير الزراعة المسطول جنيف: أنه زرع القمح في الجزيرة وسيزرع القطن في الشمالية وأنه لا يمكن أن يكون بروفيسور ولا حتي عتالي في السوق.
    وتبع ابنه البروفيسور بحق وحقيقة وكتب سلسلة من المقالات في عام 1997-1998 عن خطورة قتل مشروع الجزيرة إداريا بكفاءات ليس لها من الكفاءة إلا اللقب الذي يطلقه عليها أفراد النظام وكيف أن السودان مهدد بدمار درته الانتاجية وأمنه الغذائيز لم يسمع أحد ما قاله علماء أنت لست منهم.
    الآن ماذا تغير بالنسبة لك إلا استمرارك في الكذب
    يا عبد اللطيف أنت من العصابة والآن كلها أصبحت وطنية بعد أن غرقت البلد.
    أين الشرف، أين الصدق

  2. يا دكتور البونى الناس ديل بالواضح كده ما بيدعموا حاجة ما بتستفيدوا منها بصورة شخصية واى واحد فى يدو يصدر قرار يتعلق بالمال اذا ما ضمن حقو وحق جماعتو ما بطلع القرار لذلك لا امل فى الزراعة فى عهد الانقاذ الحالى ولا حياة لمن تنادى… اما البلال فهو ليس له عمل غير التطفيف والكيل بمكيال للمسئولين ونص مكيال للمواطنين العاديين وعشر مكيال للمعارضين

  3. يا بوني ما تحاول تلف و تدور مرة تقول وزارة المالية و مرة تقول الحكومة ؟؟ و مرة أيش ما عارف؟؟ يا أخي إنت عارف القروش مش وين و بأ ي طريقة و كيف تم توزيعها أصلا أصلا كدة فلوس البترول لم تر خزيمة الدولة يعني هي من الفلوس المجنبةو كمان في فلوس كثيرة تابعة للوزارات ذات الدخل الثقيل برضك قاعدة تجنب و بمعرفة السلطات علي اعلي مستوياتها؟؟و خليص صريح يا البوني إنت ما عارف ليه الحكومة تعمل علي إذلال الشعب حتي أفقرته و أوصلته الحالة التي هو فيها الآن؟؟بصراحة كدة إنت عارف ولكن (ساكت) عليش ساكت أنا موش عارف؟؟؟وزراء عفنوا في وزاراتهم و لا تغيير و لا يبديل إلا في حدود ضيق جدا لكن عصب الحياة يظل في أي أناس معروفين و معروف لديكم أين يضعون تلك الأموال و ما هي الطريقة و السبل المتبعة لتوزيعها؟؟؟؟ أما المساكين الغلابة ذوي الدخل المحدود من ضغار الموظفين و المغلوبين علي أمرهم فالحكومة قد أووجدت الطريقة التي تستخلص بها معاشتهم سواء من الضرائب و الأتاوات و ال من دقنوا و افتل لو؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..