احتكار الاجتهاد وتشويه الجهاد

كلام الناس

احتكار الاجتهاد وتشويه الجهاد

نور الدين مدني
[email][email protected][/email]

* وكأنه لا يكفي اهل السودان ما فيهم من مشاكل ونزاعات لا تشبههم، لانهم اهل محبة وسلام، وقد تحملوا كلفة ومرارت النزاعات بلا طائل، وكلما تلوح لهم بارقة امل في سلام يريحهم من هذه النزاعات والمرارات تتفجر نزاعات اخرى مفروضة عليهم فرضا.

* كان اهل السودان يعيشون في امن وسلام رغم وجود بعض النزاعات القديمة التي لم تكن قد تعقدت مثلما عليها الآن، خاصة تلك التي تفاقمت مؤخرا في السودان الباقي، وهي نزاعات عمقتها الخلافات التي لا يمكن تجاهل اسبابها او محاولة حسمها بالقوة لانها تسفر عن رد فعل معاكس يضطر فيه الآخر للجوء للقوة.

* من الظواهر الخطيرة والغريبة عن طبيعة مجتمعنا المتسامح بالفطرة ظهور الجماعات التي تدعي السلفية مذهبا خاصا بها وتتبنى سلوكا جهاديا في غير محله ظهر في سلسلة من الاعتداءات على المساجد تم فيها قتل المسلمين بلا رحمة، وبدأت توجه سهامها العدوانية على اهل التصوف الذين اسهموا في نشر الإسلام في السودان وفي افريقيا وفي المحافظة على النسيج الاجتماعي لاهل السودان من ادواء الجهوية والقبلية التي اطلت بسمومها من جديد على ظاهر المجتمع.

* نعلم أن الخلاف بين البشر موجود ومشروع وقد وفر لنا الائمة الاربعة مذاهب تتيح لنا فسحة في الاجتهاد، والطرق الصوفية لا تخرج عن المذاهب الاربعة ولا عن اصول الدين، وهم يتخذون مشائخهم مفاتيح للهداية يحبونهم في الله ولله بعيدا عن الاغراض والاهواء الدنيوية التي انحرفت بأهل الاسلام السياسي وادخلتهم في صراعات ونزاعات لم يسلموا من سهامها.

* نقول هذا بعد الاحداث المؤسفة التي بدأت تتكرر بمحاولات الاعتداء على اضرحة المشايخ – بغض النظر عن رأينا فيها – فاننا نرى أن اي خلاف يمكن حسمه بالحوار وبالتي هي احسن لان اللجوء للعنف يفتح ابواب الفتنة والاقتتال بلا طائل.

* لا ندعي لانفسنا القول الفصل ولا نحجر على الآخرين حقهم في الدعوة بالتي هي احسن كما علمنا ديننا، لكننا نرفض احتكار الاجتهاد في امور الدين والدنيا لادراكنا بأن نصف رأينا عند الآخر مهما كانت درجة الاختلاف، وانه ليس من حق جماعة بشرية ادعاء السلفية او الاصولية الدينية وحدها دون غيرها من عباد الله.

تعليق واحد

  1. ذهبت مساء الأمس لزيارة المولد و الكارثه تدق على الأبواب و الحكومة تعلم بل تهيأ المناخ المناسب لفتنة لا يعلم مداها إلا الله و لا وجود للشرطة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..