قالوا للحرامي أحلف !

قالوا للحرامي أحلف !
كمال كرار
لما فاحت رائحة الفساد ، وأكلت القروض القادمة من أهل عاد ، انتقل السدنة من الخطة (أ) إلي الخطة (ب ) وفحواها كلو سليم في السليم .
وعلي عجل صدرت القرارات (الفورية) عن إقرارات الذمة التي لابد أن يكتبها كل سادن بخط يده ، ويسلمها للجهات العدلية كيما تتأكد من عدم وجود أي (ريشة) علي رأسه .
وعلي طريقة المثل المصري ( قالوا للحرامي أحلف قال جالك الفرج ) قال السدنة وروني إقرارات الذمة واقعدوا فراجة .
وسارت الخطة ب علي أحسن ما يرام وكتب كل سادن في إقرار ذمته أن مرتبه الذي يناله لقاء توليه منصبه الدستوري قدره كذا وكذا ، وأن بدلاته المالية الرسمية قدرها كذا جنيه وأن حوافزه السنويه قدرها كدة وكدة .
وللتأكيد أرفق مع الإقرار شهادة مرتب ممهورة بتوقيع المدير المالي للوزارة المنكوبة ومختومة بالختم الرسمي .
وحمل الإقرار بنفسه للجهة المختصة ، قائلاً في شماتة ( عندكم معاي حاجة تاني ؟ ) .
ووضع الإقرار في درج بني عليه العنكبوت ، وختم عليه بالشمع الأحمر ومعناها انتهي التفتيش المالي .
وقبل أن ينتهي يوم العمل الرسمي رنت التلفونات المتبادلة وسأل السدنة بعضهم البعض عن حكاية الإقرارات التي في طرفها (شمارات ) وكانت الإجابات متطابقة .
لم تشمل الإقرارات العمارات والقصور الكائنة في الأحياء الراقية لأنها مسجلة باسم الزوجات والأبناء .
ولم تشمل الإقرارات حسابات البنوك بالعملات المحلية والأجنبية لأنها مسجلة بأسماء حركية .
ولم تشمل الذمم المضروبة الشركات وأسماء الأعمال لأنها مسجلة تحت اسم الأقارب وأبناء العمومة .
وبالطبع لم يشمل الإقرار العمولات والرشاوي التي تلقاها السادن نظير التسهيلات التي يقدمها للبعض فيما يتعلق بالعطاءات والمشتروات الحكومية .
كما لم يشمل الإقرار الأموال التي حولت إلي ماليزيا وسويسرا لحسابات مكتوبة باللغة الهيروغلوفية للتمويه .
ولن تنتهي قصة الإقرار عند هذا الحد ، فبعد أن تراجع اللجان المختصة الإقرارات ستحيلها للجان المنبثقة ، والتي ستحيلها بدورها للجان العامة ثم المتخصصة وبعدها للجنة العليا ولكل لجنة حوافز وجوائز ومنافذ .
وعندما يخرج التقرير الختامي للعلن ، سيكتشف الجميع أن السدنة والتنابلة في زمرة الفقراء ومحدودي الدخل ، وسيطالب كل سادن بنصيبه من زكاة الفقراء وسيناله علي داير المليم .
أما الصحفيون والمعارضون الذين سيتحدثون بعد ذلك عن الفساد ، فدونهم المحاكم والحراسات التي تشبه أقفاص الجداد ، والما عاجبو يمشي كاب الجداد وكلو سليم في السليم يا أخوات نسيبة وسعاد
الميدان
ده أسمه ذر الرماد على العيون وطبعا العيون دى ما عيونا نحن الأتخمينا وأتنيلنا بستين نيلة وياكمال يا أخوى ديل ماخافوا من ربهم وعذابه عايزهم يخافوا من شعب مغلوب فى أمره.المهم مليارات الدولارات طارت لماليزيا وسويسرا وبلدا طيرها عجم وما أظنها تجى راجعة ألا بعد ذهاب على بابا والمليون حرامى ومسكهم بشبكة كبيرة لضمان عدم الفرار ويا الروح أو أرجاع ما نهب.
الله فى وحى ولاينام .. راجيهم الجلطه والسرطان