وكالات إحتالت وصرفت (45) الف ريال تخص المعتمرين السودانين

تحقيق: سامية علي

مأساة المعتمرين السودانيين الذين احتجزوا بجدة لأكثر من سبعة ايام استحكمت حلقاتها (بقوة)حينما احتل اكثر من ثلاثة آلاف معتمر مطار جدة قبل ان يسيطروا على مداخل ومخارج مكاتب سودانير هناك ويمنعوا موظفيها من ممارسة عملهم. هؤلاء المعتمرون اقدموا على هذه »الفعلة« حينما طفح بهم الكيل وضاقوا ذرعاً بانتظار وكيلهم الذي لم يجد لهم مخرجاً للسفر للسودان، فما كان منه إلا وذهب بهم للمطار مباشرة من المدينة ليضعهم في مواجهة مع ادارة سودانير بجدة.. فبدأ الاشتباك وتطور حتى تم استدعاء شرطة المملكة السعودية التي طوقت المطار بقوة بأعداد كبيرة ثم استدعت مسؤول سودانير واستجوبته حول سبب الازمة التي جعلت آلاف المعتمرين محجوزين بمدينة جدة بينما تقوم سودانير بنقل المعتمرين النيجيريين بطائراتها على قلتها.
هذا الموقف جعل سودانير تلغي كل السفريات في ذاك اليوم لتضطر لنقل المعتمرين الذين احتلوا المطار. ومازاد الامر تعقيداً انها ألغت التفويج عبر الوكالات ما جعل المعتمرين يسافرون عبر الاجتهاد الفردي.
الكثيرون منهم ذاقوا الامرين وتكبدوا المعاناة لأجل الحصول على حجز مؤكد, فمنهم من مكث بالمطار لاكثر من يومين بينما نقودهم نفدت. فاسعار الوجبات بالمطار تزيد لأكثر من ضعفين فلا الوكالات ولا سودانير التزموا بالقانون أو العقد الذي يعطي المعتمر الحق في ان تلتزم الوكالة بتأكيد سفره قبل ذهابه للمطار.. بينما سودانير بحسب القانون الدولي يجب ان تلتزم بتوفير مرطبات حال تأخير السفر لمدة ساعة وتوفير وجبة ساخنة اذا تأخر السفر ثلاث ساعات واقامة بفنادق مميزة اذا تأخر السفر لست ساعات.
وعلى الرغم من ان ديباجة تم تثبيتها بعناية عند مدخل صالات المغادرة بمطار مدينة الحجاج بجدة تبين حق المعتمر في المطالبة بهذه الميزات ولكن بحسب طبيعة المعتمر »السوداني« فهو لا يطالب بحقوقه الجهات المعنية التي لم توف بالتزاماتها.
الكثيرون من المعتمرين افترشوا الارض بمطار جدة في انتظار ان تمن عليهم سودانير بالسفر للسودان، اعتمدوا على بلح المدينة وشرب ماء زمزم فلم يعودا قادرين على شراء وجبة أو حتى قارورة مياه بعد ان صرفوا كل ما يملكون. بعض النساء اضطررن لبيع حليهن اتقاء شر المسغبة.. البعض لجأ للاقامة مع ذويهم بجدة حينما ضاق بهم الحال، بعض المعتمرين تعرضوا لعملية احتيال وغش من وكالاتهم اذ انهم وبعد حصولهم على تصديق بتحويل عملات حرة بالسعر الرسمي تفاجأوا ان شخصاً قام بصرف هذه الاستحقاقات التي بلغت »45« الف ريال سعودي بعد ان استغل هذا الشخص وجود جوازات المعتمرين المصدقة بالصرف بطرف الوكالة فقام بصرف هذه المبالغ عن المعتمرين، وحينما احتجوا للوكالة ادعت انها تقوم بالتحقيق في الامر وانها بصدد كشف من تلاعب بأموال المعتمرين، ولكن حتى رجوع هؤلاء المعتمرين للسودان لم يبت في الامر.. فكانت النتيجة ان قام المعتمرون باستبدال عملاتهم بالسوق الاسود رغم انه لم تكن بحوزتهم مبالغ كافية.
تلاحظ ان زمن العودة الى السودان غير موضح بالتذكرة بينما لم يوضح مناديب الوكالات والامراء للمعتمرين متى سيرجعون للسودان. بعض الوكالات وقعت عقداً مع المعتمرين اوضحت فيه عدد الايام التي يمكثها المعتمر بمكة والمدينة وجدة وتركت الامر مفتوحاً فيما يخص العودة للسودان.
بعض الوكالات التزمت بما جاء بالعقد وآخرون لم يلتزموا بحجة ان الفنادق بالمدينة ومكة غير خالية خاصة في رحلة العودة بينما الاتفاق ان تقوم الوكالة بترحيل المعتمرين الى مكة اذا تعذر سفرهم ولكنهم تركوهم بجدة ما يقارب الأسبوع، البعض مكث بالمطار لأكثر من يومين وآخرون لجأوا الى ذويهم بجدة حينما نفدت مبالغهم المالية.
هذه المعاناة شاهدتها وعايشتها »الرأي العام«. وحاولت استقصاء الأمر مع بعض مناديب الوكالات بجدة وطرحت عليهم العديد من التساؤلات.. لماذا يعاني المعتمر السوداني دون غيره؟.. لماذا تتنصل الوكالات عن دورها وتهرب من واجبها حتى تعرضه للضياع وتتركه يكابد مأساته.. لماذا لا تلتزم بتسفيره في الوقت المناسب وتوفر له السكن قرب الحرم؟
ياسر عمر مسؤول التفويج والسفربوكالة محطات الدول دافع عن وكالته وقال لـ »الرأي العام« إنهم أكثر الوكالات التزاماً ببرنامج المعتمر حتى رحلات العودة. وقال إنه التزم بتسفير معتمريه حتى قبيل العيد ولكن النظام اختل حينما تزاحم كل المعتمرين في المطار بعد اليوم الثاني من العيد لعدم التزام وكالاتهم بالتفويج الذي يفترض أن يتم بعد (15) يوماً من الوصول الى الأراضي المقدسة. وبحسب ياسر فإن الأزمة زادت تعقيداً حينما ألغت سودانير نظام التفويج والسفرعبر المناديب بعد الأزمة التي خلقتها بعض الوكالات حينما أتت بمعتمرين للمطار مباشرة دون تأكيد للحجز مما فاقم المشكلة بشكل أكبر جعلت سودانير تلغي كل البرمجة والحجوزات بما فيها حجز وكالتنا وجعل -أيضاً- المعتمرين يتزاحمون كأفراد بعد انفراج الأزمة حينما تركتهم وكالاتهم يواجهون أمرهم بأنفسهم بعد رفض سودانير التعامل عبرمناديب الوكالات.
وقال إنهم كوكالة محطات الدول استطاعوا أن يتجاوزوا الأزمة ولم يبق إلا العدد القليل.
وحاولت »الرأي العام« استنطاق المسؤولين بسودانير ولكنهم رفضوا الحديث وتحفظوا على الرد على استفسارات الصحيفة. ولكن بحسب المعلومات المتوافرة أن الأزمة سببها تزاحم المعتمرين للعودة بعد العيد مباشرة بجانب عدم توافر مهابط كافية لسودانير بمطار جدة حيث طالبت سودانير السلطات السعودية بزيادة مهابطها من ثلاثة مهابط الى خمسة مهابط حتى تستطيع استيعاب الرشح المتزايد من المعتمرين ولكن السلطات السعودية لم تستجب لطلب سودانير بجانب أن سودانير تواجه أزمة تحتاج لتدخل سياسي نتيجة للحظر الاقتصادي الذي أثر بشكل كبير على توفر طائرات بمواصفات عالية. وتوجد أكثر من طائرتي أيرباص معطلة بسبب عدم توافر الإسبيرات إضافة الى التكلفة العالية التي تدفعها سودانير لتأجير طائرات إضافية.
هذه المبررات التي تطرحها سودانير حينما تشتد أزماتها غير كافية إذ أن موسمى العمرة والحج معروفان لديها ويفترض أن تقوم بالترتيبات اللازمة منذ وقت مبكر حتى لا تستحكم الأزمة وتصل حد الاختناق. فكان الأجدى أن تطالب الحكومة بتوفير مبالغ أكبرلتأجير طائرات ذات الحجم الكبير حتى تستطيع نقل أكبر عدد من المعتمرين في وقت وجيز. خاصة وأنها توظف بعض طائراتها لنقل المعتمرين النيجيريين بينما يعاني السودانيون الأمرين بمطار جدة.
ولماذا لم تخطر سودانير السلطات العليا بعدم السماح بزيادة مهابط إضافية بمطار جدة حتى تحسم الأمر مع السلطات السعودية؟
الأمر يحتاج لتنسيق محكم بين إدارة سودانير وهيئة الحج والعمرة والسلطات الحكومية العليا وتوفير إرادة سياسية تستطيع أن تضع حلولاً جذرية لا مؤقتة بحيث تصبح سودانير ناقلاً وطنياً قادراً على القيام بدوره بنقل المعتمرين في الزمان المناسب مهما كثر عددهم. الأمر يحتاج لقرار شجاع من إدارة سودانير. إما أن تكون قادرة على نقل المعتمرين بحسب العدد التي تحدده هيئة الحج والعمرة او أن تعتذر وتقتصر على نقل عدد محدود بحسب ما يتوافر لها من إمكانيات.
ولكن يبدو أن المعتمرين السودانيين لن يكرروا خطأ الحجز على سودانير طالما أنها أذاقتهم الأمرين.

الراي العام

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    والله العظيم ((وها انا قد اقسمت )) لن ينصلح حال الشعب السودانى الى ان يرث الله الارض ومن عليها …. ان الشخصية السودانية منذ اكثر من عقدين من الزمان قد تغيرت وتبدلت وتحولت للاسف الى الاسواء فصار الكذب والدجل والنفاق والاستهبال لللاخرين نهجها وديدنها((هنالك نسبة مازالت بخير)) ايها القارئ الكريم ان كنت محقا فاهلا وان كنت مجافيا للحق فاعلمونى بانى تجنيت على بنى بلدى بان وصفتهم بتلك الصفات وانا اعنى منهم ميتوا الضمير الذين لايخافون الله فى انفسهم قبل غيرهم واذكر الحاكم بان مثل هذه الافعال هى التى تردى به دنيا وآخرة فاضربوا بيد من حديد واعدموا واشنقوا امثال هؤلاء وليس الذين يطالبون بابسط حقوقهم .

  2. الادها والامر قبل السفر وانا شفت بام عيني اقامتهم في المدينة
    الفندق استضافم اربعة ايام فقط ,راحو يصلو التراويح لما رجعو
    للفندق وجدو عفشم تحت في الاستقبال !
    لية نزلتو العفش قالو ليهم خلاص مدة الاقامة بتاعتكم انتهت
    ظلو نايمين في الكراسي والبقية مفترشين الارض
    وبتصلو علي المسؤل منهم ولاحياة لمن تنادي
    اهانة مابعدة اهانة كأنهم عالة علي الناس وهم
    في نفس الوقت دافعين الملايين والله انا شفت
    في الفندق جميع الجنسيات بيطلعو علي غرفهم
    الا اهلنا الغلابة حقهم ضايع

    وبرضو بتهتفو سير سير يالبشير

  3. (البشير ذنبو شنو ياخي اذا الوكالات كلها بقت لصوص وحرامية)
    ذنبو كبير خالص
    إذا كان الناس كلهم بقوا حرامية في عهده
    فلماذا لم يصبحوا كذلك في عهد الصادق أو سوار الذهب أو نميرى
    وأزيدك البشير هو زعيم العصابة وكبير الحرامية وحاميهم وعرابهم
    ولا يشك في ذلك إلا شخص أبله
    وإلا إذا لم يكن كذلك وكان لا يدرى وهذا مستحيل
    فلينظر أين كان أخواته وأقربائه وأين صاروا
    ومن أين لهم هذا
    بل سؤال بسيط جدا من أين أتى البشير بالمال ليبنى مجمعا دينيا فخما ويطلق عليه أسمه والده
    هل ورث البشير من والده مالا
    ثم من هو والد البشير؟ هل كان زعيما سياسيا قدم للوطن أم كان مصلحا أجتماعيا أو رجل دين وعلم وفقه لا شئ من كل ذلك وإلا كنا تغاضينا عن المسألة
    رحم الله والده رحمة واسعة والتحية والسلام لكل أهله وأقربائه الذين لم يسرقوا ولم يستغلوا نفوذه وحظوتهم لديه.
    ولا تزر وازرة أخرى

  4. يا اخوان هذا الكلام صحيح فقد قمنا بتسفير والدتنا عمرة رمضان هذا العام مع عصبة النساء .فعانينا اشد العناء لسفرهم من السودان فسودانير شركة مستهتره وكذلك الوكالات.فبعد ان سافروا بشق الانفس وقضوا المناسك تعزر رجوعهم فبقوا في انتظار لمدة اسبوع وطردوا من الفنادق بجدة واختفي مناديب الوكالات ومنهم من ضاعت جوازاتهم التى هي بحوزة مناديب الوكالت.والمؤسف ان منهم من نفدت اموالهم.وفيهم النساء وكبار السن . وبعد ان ثار المعتمرين المشردين علي الخطوط وبعد اسبوع عادوا بحمد اللة منهكين وقد افترشوا الشوارع وتكففوا الناس (الذي ليس لديه اهل بجده).
    انصح كل معتمر الا يسافر علي الخطوط السودانيه ولا يعتمد علي الوكالات فحسبنا الله علي ما فعلوه باهلنا المعتمرين كبار السن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..