هيئة علماء السودان من منا باء به ؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هيئة علماء السودان من منا باء به ؟؟

حسن ابراهيم فضل
[email][email protected][/email]

الحمد لله ربا العالمين وأصلي على أشرف خلقه وصفوة عباده محمد بن عبدالله الأمين وبعد
التهنئة لعموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم والدعوة خالصة تتوجه بها قلوبنا للواحد الأحد في هذه الأيام المباركة أن يزيل عنا غمة الطغيان .

هممت بكتابة هذه الخواطر عن يوم مولده صلى الله عليه وسلم والذي اعتقد أن الاحتفال بمولده ليست خواطر تجيش بها نفوسنا بقدر ما هي وقفات مع النفس ومحاسبتها والعزم على التمسك بقيمه صلى الله عليه وسلم والاقتداء به في أقواله وأفعاله وتقريرا ته.

نعم كنت سأكتب عن ذلك المنحى ولكن ثمة فاجعة كبرى صدمتني وربما صدمت الكثيرين , الأمر الذي جعلني اكتب عن تلك الفاجعة , إن منبع الصدمة لم تأتي من كون هذا الأمر الجلل حدث في سودان اليوم الذي أصبح فيه كل أمر غريب اعتيادي ! السودان الذي يستغل فيه الدين كستار لمعاقرة كل ما هو دنيء وشنيع , ولكن مصدر الدهشة أن بصدر الأمر من جهة أو رجل تكن له كل الاحترام.

أصدرت هيئة علماء السودان صدمة أعني فتوى صادمة جدا جزمت بكفر كل من وقع على وثيقة الفجر الجديد الذي وقع بالعاصمة اليوغندية كمبالا في أوائل هذا الشهر , والذي أشارت (الوثيقة ) في إحدى فقراتها عن تشريع قوانين تمنع استغلال الدين في السياسة ! ولم يشر إلى محاربة أي دين من الديانات التي تدين بها أهل السودان الذين يتمتعون بتنوع وتباين عقدي وثقافي واثني كبير.

مصدر الفتوى رجل علم يشار له بالفقه والعلم وهو البروفيسور احمد عثمان صالح الأمين العام للهيئة والعبد الفقير له شرف انه احد طلابه ونقدنا له ينبع من ذلك العلم الذي نهلناه منه , العلم الذي يجرم التكفير والقذف دونما مسوغ شرعي أو دليل صحيح حتى لا نوقع الأمة والمجتمع في خطر هوى الأنفس.

نهلنا من الدكتور احمد عثمان صالح التعاليم المسنودة بالدليل البين والساطع سطوع الشمس في رابعة النهار , تعلمنا منه خطر التكفير ونتائجه الكارثية المدمرة استنادا للأحاديث الصحيحة والأسانيد الدامغة ومنها :
ما أخبر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أيما رجل قال لأخيه يا كافر، فقد باء بِهَا أحدهما إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه)) متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ) مَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ كَقَتْلِهِ، وَمَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَتْلِهِ.

هذه هي التعاليم التي اشربها الدكتور احمد عثمان صالح لطلابه وليس حيثيات تلك الفتوى التي صدرت بالأمس وفي يوم جمعة أعظم أيام الله , ليست لتلك الفتوى مكان وفق هذه الأدلة , لأن الجزم بخروج موقعي وثيقة الفجر الجديد بالكفر أو الخروج عن الدين أمر يخالف هدى الدين الإسلامي الذي ينبذ العنف وهوى وخطر فات الخوارج الذين أوقعوا الأمة في مهالك التفتت والتكفير وسفك الدماء بفتاوى مشابهة لتلك التي صدرت بالأمس واني لأسال الله إلا يبوء أحدنا بما صدر عن هيئة علماء السودان , لان ليس لأحد أن يجزم بكفر احد بغير علم او هدى والعلم هنا أن تكون هناك دلالة لا تبنى على هوى النفس والغرض.
أليست هذه الهيئة التي أصدرت فتوى كفر هؤلاء هي من أيدت وأزرت فصل جزء عزيز من الوطن؟؟نيفاشا التي صفقتم لها وما تبعها من وقفات أيدتم فيها النظام هي التي عجلت بشطر الوطن.

أليس لهيئة علماء المسلمين مهام كبيرة ووقفات كانت مطلوبة وهي أجدر بالفتوى من هذا الذي صدر؟؟
أين علمائنا عندما كان زكاة أموال المسلمين تذهب لتمويل قنوات فضائية في الوقت الذي يتضور الآلاف من الجوع في وسط العاصمة الخرطوم ناهيك عن أطراف وهوامش الوطن ؟؟

أين علماء الأمة من الفساد الذي استشرى كالنار في الهشيم بل القروض الربوية التي هي جديرة بان تقول الهيئة فيها حديثاً.

ثم السؤال ألأهم إذا سلمنا جدلا بكفر هؤلاء الذين هم أبناء المسلمين , أليست الهيئة مسئولة عن خروج هؤلاء إن صح طبعا فتوى علماء الهيئة !!!!!!!!

ان دور الهيئة دعوي في المقام الأول وإرشادي ونصح الحكام يأتي في مقدمة هذا التكليف وإلا فان كل المجتمع يستطيع أداء هذا الدور.

لماذا كل الفتاوى التي تصدر عن الهيئة لا تصدر إلا بأمر الحكومة والنظام ؟
فليقل الهيئة للناس أنها تحركت في أي من قضايا الشعب الملحة دون إشارة من الحكومة ؟

أين هي الهيئة فيما يجري من قتل على يد جيش الوطن في دارفور وجنوب كردفان بل وفي وسط الخرطوم من قتل وفي جامعة الجزيرة ؟؟؟

للهيئة ادوار مطلوبة اعتقد أنها جديرة بان تراجع مواقفها حتى لا تكون سببا في نفور الناس لان ما يدفع الناس لان يغيروا معتقداتهم لما يجدون عند غيرنا من حسن الخطاب والاحترام والحديث اللين وليس بالغلظة قال تعالى : (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران: ١٥٩)

أرجو ألا تكون الهيئة سببا في أن يذهب الناس بعيدا بمثل هذه الفتاوى غير المدروسة والمحتملة العواقب ,لان درء المفاسد مقدمة على جلب المحاسن واعتقد أن الحفاظ على لحمة الأمة مقدمة على إرضاء الحكومة وهي أقصى عرى مقاصد الدين , وارتكاب المفسدة الصغرى لدرع المفسدة الكبرى فلو أن الهيئة كلفت نفسها محاورة موقعي الوثيقة لخرجت بفهم مختلف عما اقترفت لان الهيئة استندت على هواجس النظام وتبنت وجهة نظر الحكومة دونما تكلف نفسها عناء التمحيص والقراءة الموضوعية.

اللهم هل بلغت فاشهد.

حسن ابراهيم فضل

[email][email protected][/email] —

تعليق واحد

  1. علماء الضلال من قبل كفروا كل من شارك في التوقيع على اتفاقية القضايا المصيرية بأسمرا ومن ساندها ..ثم بعد فترة من الزمن تبينت الحكومة تلك الوثيقة وكانت الأساس في اتقافية نيفاشا.لماذا لم نسمع لم صوت آنذاك ؟؟
    هيئة علماء السودان هي دمي تحركها الحكومة حسب بوصلة إتجاهاتها. وإن لم يفعلوا سيفقدون كراسيهم ومخصصاتهم..

    أعلنها على الملأ أنا أؤيد وثيقة الفجر قلبا وقالبا ومستعد للذهاب والبصم عليها بالعشرة مادام الهدف الاسمي هو كنس الانقاذ وتطهير السودان منهم ومن أمثال هيئة علماء الضلال.
    يا هيئة علماء الانقاذ يا ضلاليون أتعتقدون أن فتواكم الهزيلة هذه ستخيفنا وتمنعنا عن تأييد وثيقة الفجر الجديد كلا وألف كلا.احتفظوا بفتاويكم وبلوها واشربوا مويتها والحسوا كوعكم يا شذاذ الآفاق …ألم تعتونا بتلك الصفات فقد ارتدت عليكم…

  2. المد عو ا حمد عثمان صا لح من المنا فقين ا قسم يب اللة زكر لي صد يق كا ن يعمل في المكتب الخا ص يعلما ء الغفبة و النفا ق ان لهم مخصصا ت و تثريا ت ضخمة لشرا ء الا كل و الشا ي و القهوة حيث يتن ار سا ل و جبا ت فا خرة نت اشهر المطا عم لهؤؤ لا ء السفها ء و ان هنا ك عا مل دا خل المكتب يما ر س اللو ا ط مع المد عو الشا ز احمد عثما ن صا لح نا يب نا بسمي بعلما ء السلطا ن ا فصد السودا ن

  3. لك التحية والتقدير
    ولكن للاسف الشدئد هولاء رضو ان يكونو علماء السلطان ولايفتون الا كمايريد السلطان وكما ذكرت اين هم من القروض الربوية واين هم من الفساد المستشرى في اوصال الدولة ونهب المال العام وعلى عينك ياتاجر والفساد في كل مؤسسات الدولة والادوية الفاسدة والطعام الفاسد وووووو وديون الزكاة والصرف البذخى على العامليين فيه والمبانى والمكاتب الفاخرة والسيارات الفارهة في دولة معظم سكانها معرضون للموت يوميا بنقص الغذا والدواء وكلهم تحت خط الفقر اين هم علماء الامة اين الفقهاء الذى امنهم الله حفظ الدين هولاء نسو انفسهم ودينهم فانساهم الله انفسهم للاسف الشدئد الاسلام يتعرض لهجمة شرسة من امثال هولاء العلماء فليس من المعقول ان ينصر الدين السارق والفاسد على الانسان العابد الفقير لان في بلادى من ليس لديه سلطة المال او الجاه او التقرب من السلطان فهو في هامش الحياة ولن يجد من يعينه او يسنده او يعطيه حقوقه كل هذا باين كبيان الشمس في كبد السماء وعلماء السودان صم عمى لايبصرون الا من يعارض النظام فهو في كفر بين في وجهة نظرهم وعينهم التى لاترى غير من يعارض اما من في السلطة فله مشروعية ان ينهب ويتعدى على حقوق الاخرييين دون ان ترمش له عين في ذلك لانه هو السيد وهو المطاع والدين يطوع له كما يريد فهل هذه رسالة خير البشر كلا ثم كلا قالها اذا سرق منكم الضعيف اقمتم عليه الحد واذا سرق منكم الشريف تركتوه والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها صلوات الله عليه سيدى ورسولى محمد خير الانام وهذه سنته وهذا نهجة وهذا ديننا دينمكارم الاخلاق دين الصدق والتكافل والعدل فاين نحن من ديننا ياعلماء السودان اتقو الله في انفسكم فربي يمهل ولايهمل واعيدو النظر في مساركم حتى لاتكون فتنة والفتنة اشد من القتل ولاخير فينا ان لم نقل كلمة الحق لان ديننا اغلى علينا من اولادنا وانا قوم تعلمنا ان لا نخاف الا الله فهو حسبنا وهو نعم الوكيل وان تنصرو الله ينصركم ويثبت اقدامكم تعلمو كيف تنصرو الله لينصركم

  4. شكرآ للتوضيح الفقهى من الحوار الغلب شيخه .. وللاسف فتاوى علماء السلطان على مر العصور تأتي مفصلة على هواه وان كانت تناقض اصول الدين .. بربك ماذا ترجو من جماعة غضت الطرف عن استباحة اموال الحج و العمرة و الزكاة و الاوقاف و شغلت نفسها بجواز نكاح القاصرات والجرى وراء فروج النساء مثني و ثلاث و رباع ؟؟ حتى وصلت مؤخرآ لمداهنة السلطان بتكفير من يقفون في وجهه برفض زج الدين فى الاعيب السياسة الماكرة ؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..