قمم تهاوت في الزمن الأغبر

قمم تهاوت في الزمن الأغبر

القرشي علي عبد اللطيف
[email][email protected][/email]

قمم تهاوت في الزمن الأغبر
جاء عهد الإهلاك الوطني يحمل في طياته كل قيح وقبيح وحل بأرضنا متأبطا كل معاول الشر والتدمير والعدوان فكان الدمار والبوار وفتئ يواصل تلكم السياسات التي انتجت التقسيم والتشظي لوطن كان عظيما وكبيرا.
واذا مارجعنا بالذاكرة قليلا الى الوراء سنجد ان هذا العهد الأغبر المشئوم فقدنا فيه اهل كل جميل ونبيل وبقدومهم وممارساتهم انتهى الزمن الجميل في السودان وانعدمت مع ذهابه كل شيم وقيم أهل السودان من سماحة وكرامة ومروءة ونجدة ونخوة وكرم وتمسك بهافقط من رحم ربي من اهل السودان الذين ضاق بهم الحال وحوربوا في أرزاقهم فآثروا الهجرة واعينهم تفيض من الدمع حزنا على فراق تراب احبهم واحبوه ومناسبة هذا المقال أننا كنا نناقش في دار الغربة هموم وأحزان الوطن فجاءت هذه الخاطرة وقديما قيل في الزمن السيئ يسود السيئون والسوء في هذا الزمان يتمدد ليشمل كل ماتستحسنه النفس السوية من ظلم وفساد وإفساد وخراب ذمم وإنتهاك كافة الحريات وسيادة ادبيات التمكين عبر قوائم الإحالة للتقاعد بمختلف المسميات وتعيين زبانية النظام والانتهازيين والهتيفة الذين باعوا ضمائرهم ، ولما كان الشئ بالشئ يذكر فلعل الجميع يلاحظ اننا في هذا العهد الاغبر فقدنا عدد مهول من المبدعين في شتى ضروب الفن وخاصة الفن الغنائي فضلا عن الشعراء والادباء الذين عطرت اسمائهم سماواتنا بالكلام الرقيق والالحان الشجية ولم يخاطبونا يوما باننا شذاذ افاق او يدخلون معنا في تحديات كذوبة بأن نلحس كوعنا وغيرها من بذئ القول ونابئ الكلم ،فقد كان هؤلاء العباقرة الافذاذ هم البلسم لجراحات الانقاذ الغائرة نلجأ الى الحانهم الدافئة فتهدهدنا تلكم الكلمات النديات فنهتز طربا عندما يشدو محمد وردي صارخا بالحزن القديم ولم يدري هو حجم الحزن الذي خلفه رحيله ويفيض بنا الوله حين يدندن مصطفي سيد احمد مناديا عم عبد الرحيم بكل تلك الاحاسيس المرهفةاو نجلس كتلاميذ في حضرة أستاذ متمكن من مادته حين نستمع لسيد خليفة ويترنم بخالدات ادريس جماع
أعلى الجمال تغار منا
ماذا عليك اذا نظرنا
ونلبس حلل الزهو والفخار ونحن نستمع لام كلثوم وهي تغني للشاعر السوداني الهادي آدم أغدا القاك وتجري الدماء ساخنة في عروقنا عندما يشدو بادي محمد الطيب بمناحة شقيقه ودحبوبة رقية:
بتجيد اللطام اسد الكداد الزام
هزيت البلد من اليمن للشام
سيفك للفقر قلام
وما أبدع عثمان حسين عندما يترنم بروائع حسين بازرعة والسردوليب وعوض احمد الخليفة خاصة في رائعته ربيع الدنيا
يقول المرحوم ابوآمنة حامد :عندما يغني ابوعفان هذه الاغنية نحس بأنه يغني بدمه ودموعه وهذا مايعرف بغناء الآهات والتناهيد
انا فيك عشقت الروعة ما أحلاها في الدل والدلال
مع انو الطريق قدامي انا عارفوا يالسمحة انقفل
مافي قسمة يانور قلبي ولا حتى بصيص أمل
لاغرفت اقرب من ضراك وماعرفت لفراقك اصل
رحم الله ابو آمنة وابوعفان رحمة واسعة ورحم سودان الزمن الجميل
ما اعظم هؤلاء الرجال وما افدح خطوبنا لفقدهم ويكفي هذا العهد الاغبر شؤما ونحسا اننا فقدنا فيه كل من احمد المصطفي ? عثمان حسين ? العطبراوي ? سيد خليفة ? احمد الجابري ? محمد وردي ? مصطفى سيد احمد- زيدان ابراهيم ? عبد العظيم حركة ? خوجلي عثمان ? خليل اسماعيل ? ابراهيم ابودية ? عبد الدافع عثمان ? بادي محمد الطيب ? محمد كرم الله ? العاقب محمد الحسن ? عبد المنعم الخالدي ? الامين عبد الغفار ? ابراهيم عوض ? هاشم ميرغني ? ابراهيم حسين ? نادر خضر وأخيرا محمود عبد العزيز وفي مجال الشعر والأدب البروفيسور عبد الله الطيب ? الاستاذ والاعلامي الفذ الفريق اول شرطة ابراهيم احمد عبد الكريم ? الشاعر محي الدين فارس ? الشاعر مصطفي سند ? وهذا على سبيل الذكر لا الحصر كما فقدنا قامات سودانية باسقة في شتى المجالات كالسياسة والطب والهندسة والشرطة العسكرية والقانون بشتى وظائفه والدبلوماسية وغيرها والشئ الملاحظ ان عصابة الأفك وخلفاء ابليس في الارض لم يفتح الله عليهم برفد المجتمع السوداني باي صاحب موهبة تجلب الفرحة او الفخار للشعب السوداني وقد ابتلانا الله باصحاب العبارات البذيئة كنافع نافخ الكير والمنقولي مكتشف نظرية الكشف بالنظر والحاج ساطور وبقية الغضوب عليهم والضالين غشيتهم لعنة الله في حلهم وترحالهم ونختم هذا المقال ونقول: رباه نشهد بانك انت الله خالق الناس لا شريك لك ونشهد انك ارسلت عبدك ورسولك وحبيببك وافضل خلقك وخاتم انبيائك ورسلك سيدنا وسيد كل من له سيادة علينا محمد بن عبدالله فقد ادى امانتك وبلغ رسالتك وتركنا على المحجة البيضاء والشريعة السمحاء
اللهم انك تعلم انه قد هبط على اهل السودان بعض من خلقك فاحتكروا دينك القويم وقدموا شريعتك ونسة رسولك الكريم في قوالبهم المشوهة ومواعينهم الضيقة واستنصروا بفيئات متنطعة ضالة فخرجت فتاويهم فكانت على هوى الحاكم فلم يحقوا حقا ولم يبطلوا باطلا في كثير من المواقف وكانت ثالث3ة الاثافي ان استعانوا بجماعات اكثر منهم جهلا ومن اصحاب الغلو والتطرف والتشدد للذي ينبذه الاسلام وتنفر منه كل نفس سوية فتحروا تكفير المسلمين الذين ينطقون بالشهادتين لانهم يخالفونهم في الرأي فتارة هم ملاحدة واخرى زنادقة ومارقين ومفارقين للجماعة وجب قتلهم تقربا الى الله ولاول مرة في تاريخ السودان منذ عهد مملكة مروي شاهدنا تقتيل المصلين في المساجد في صلاة الجمعة (مسجد الثورة الحارة الاولى ) وفي صلاة التراويح (مسجد الجرافة )
ياإلهنا تجلت قدرتك وتنزهت ذاتك انت القاهر فوق عبادك وانت صاحب المشيئة النافذة والامر القاضي ونسألك بكل اسمائك وبحق انبياءك من لدن آدم ابو البشر عليه السلام وانتهاءا بحبيبك المصطفى عليه افضل الصلوات والتم التسليم ونسألك وانت علام الغيوب وغافر الذنوب ان ترفع غضبك وسخطك عن عبادك اهل السودان وان تغفر خطاياهم وان تيسر لهم فرجا قريبا حتى يعود السودان كما كانوا دوما اهل توسط واعتدال وراحم وتوادد مجتمع متراحم ومتماسك يشد بعضه بعضا في افراحهم واتراحهم
إلهنا وخالقنا ورازقنا وراحمنا نسألك كما امرتنا ونحن موقنين بالاجابة ونسألك التعجيل رحمة بالجوعى والمرضى واليتامى والأرامل والثكالى والعطالة وضحايا الظلم والبطش في السودان الذين أنت ادرى بهم منا
وصلى الله على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

تعليق واحد

  1. لا تبكوا على وطن ضيعتموه كما تبكى النساء ……….
    قوموا ألى ثورتكم …..الله يرحم من ضاع فى سبيل هذا الوطن!!!!! ولكل من ينتظر الفرج الآتى على أيدى الغير فليكفكف دموعه ويتبوأ مقعده مع المنتظرين!!ونرجو أن يكون أسمك القرشى يحمل دلالة ..

  2. إذا أردنا أن نحفظ لهؤلاء القامات مكانتهم فعلينا أن نمضي في مشوار الفكر والإبداع رغم المتاريس التي وضعها هذا النظام الأغبر وهذا هو التحدي الحقيقي .. علينا أن لانتباكى وأن نكون قويي الإرادة حتى نكسر هذا الطوق الذي طوقنا به منافقي المشروع الحضاري.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..