الهجرة واحد يشجع وواحد يحذر

وقفنا كثيراً في مقام هجرة الكفاءات السودانية وكل يوم نسمع عن مؤتمر عقد لمناقشة هذه الهجرة وعن ورشة عمل تتناول اثار الهجرة ولكن الغريب في الامر ما يقال في هذه المؤتمرات والورش! ففي ورشة هجرة الكفاءات العلمية والخبرات الوطنية التي نظمها مركز دراسات الهجرة والسكان في اواخر يناير
اكد الامين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج كرار التهامي زيادة اعداد السودانيين المهاجرين للخارج عبر عقودات عمل لعدد من الدول وبلغ عدد المهاجرين 66 الف سوداني خلال الستة اشهر الماضية.
ثم عاد وقلل من خطورة هجرة الكوادر الطبية والتعليمية قائلا “ما زلنا في منتصف الطريق وهناك دول تفوق السودان في اعداد المهاجرين واستطاعت الاستفادة من تحويلاتهم وان السودان يعاني من نقص مريع في الهجرة وهجرة العقول مقارنة بدول اخري حققت مكاسب ملموسة من المهاجرين على المستوى الفكرى والنقدى وأصبحت فيها تحويلات المهاجرين من دعامات التنمية.
ولا ندري هل استند الاخ كرار التهامي لبيانات واحصاءات تؤكد ما ذهب اليه؟ ونسأله له خدم المنازل وعمال الكافتريات من الكفاءات التي قصدها؟ واذا كان لم يقصدها فنقول له انها تحول العملات الصعبة الى دولها وهي من غير الكفاءات والعقول فلماذا ربط الهجرة بضرورة هجرة العقول والفاءات والسودان ومن واقع الحال يحتاج الى عقول اصحاب العقول وكفاءة اهل الكفاءات اكثر من تحويل مدخراتهم فقد قال الشاعر بالعلم والمال يبني الناس ملكهم. ونضيف ومن واقع الاحصائيات والتقرير الرسمية الى ان معدلات السودانيين المهاجرين بلغت في خلال العام 2012 حوالي 94230 مقابل 10032 مهاجر عام 2008، واوضحت التقارير ان اعداد المهاجرين من العاملين بالمهن الصحية والتعليمية في تزايد مستمر اذ بلغت اعداد المهاجرين من الاطباء (5028) خلال الخمس سنوات الماضية وبلغت اعداد المهاجرين من المهن التعليمية (1002) معظمهم خلال العام 2012.
وبعد ذلك عاد الاخ كرار التهامي الامين العام لجهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج ليطالب بإعادة النظر في الهجرة بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ودمج المهاجر باسرته والمجتمعي وتشجيع عودة العقول المهاجرة للاستفادة من خبراتها العلمية والمهنية وتحويل الهجرة الى نبع مستدام يخدم المجتمع في الصحة والتعليم.
وبعد ذلك وفي مقام التناقضات نقرأ: وانتقد الشيخ صديق بدر من المرصد السوداني للموارد البشرية الصحية، عدم وجود سياسة واضحة ومطبقة تجاه هجرة الكفاءات خاصة الاطباء، وحذر من الاثار السلبية لذلك على تغطية وجودة الخدمات الصحية.
ثم نتوه مع الاراء حين نقرأ وأبان مدير الادارة العامه للموارد البشرية علي احمد محمد دقاش ان هجرة الكوادر قد بلغت ذروتها في العام 2012 حيث بلغ عدد المهاجرين لأغراض العمل الى (94230) مهاجر بنسبة زيادة قدرها 839%.
ونعود الى تصريحات سابقة جاء فيها: اكد المدير العام لوزارة الصحة ولاية الخرطوم د.صلاح الدين عبد الرازق أن هجرة الكوادر الطبية إلى خارج البلاد يمثل كارثة، مشيراً إلى أن الاطباء الذين غادروا السودان مؤخراً يمثلون علماء وكفاءات نادرة في مجال الطب.
لماذا لا يحدث اتفاق حول موضوع الهجرة فلا يمكن واحد يشجع وواحد يحذر!
والله من وراء القصد

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..