أخبروا أطفالكم .. تقوهم خطر التحرش!

إتخذت بعض المدارس في ولاية الخرطوم خطوة فاعلة جداً لمحاربة والسيطرة على التحرش ضد الأطفال وذلك بجمع أولياء أمور الأطفال وتنويرهم حول كيفية توعية أطفالهم بماهية التحرش وتوصيل المعلومة اليهم فى شكل سهل وبسيط تستوعبه عقولهم البريئة، لأن طفولتهم أمانةً فى رقابنا و مستقبلهم رهينةً بسلوك المجتمع تجاههم، فحادثة تحرُش واحدة كافية بأن تعصف بشخصية الطفل وتشوه مستقبله ونفسيته للأبد.
تبدأ الخطوة الأولى من حماية الطفل من داخل الأسرة فهي المُناطة بالتوعية المصحوبة بالبساطة والحب، لنعلم أطفالنا بأن جسدهم ملكاً لهم ولا يحق لأى شخص بالإقتراب منه أو ملامسته أو خلع ملابسهم عنهم تحت أى ظرف من الظروف، إخبار الطفل ببعض ما يمكن أن يتعرض له جزء كبير من الوقاية ولكن من دون المبالغة الشديدة ودون أن ننقل لهم قلقنا الشديد كي لا يحدث عندهم خوف يخلق عقدة أو نقطة من الشك بداخلهم عند التعامل مع الآخرين أو يُعرقل من حياتهم بشكل طبيعي.
حوارنا المُستمر مع أطفالنا يخلق جو إيجابي داخل الأسرة و يشجعهم على الكلام وسرد ما يحدث لهم خارجاً وهذا قد يفيد في تفادي ماقد يحدث لهم من تحرش، فالتحرش غالباً لا يحدث مرة واحدة ويحدث بالتدريج حتى يصل لأكثر الدرجات عمقاً وهي التى يتم فيها التأذى الجسدي والنفسي و الذي يصعُبْ رتقه وعلاجه فى هذه المرحلة، وأن يعتاد الآباء الاستماع الحسن لأولادهم وخاصة عندما يريد الطفل أن يتكلم عن أمر سلبي جرى معه بحيث يعتاد الطفل على الصراحة في الحديث مع والديه مهما كان الأمر محرجاً.

المتحرش غالباً شخص غير سوي وعندما يصطدم بوعي الطفل فإنه لن يمسه خاصةً أنه إما مريض نفسي أو مختل عقلياً وهذان النمطان يكون الخوف متربصاً بهما ولن يجرؤ على مس طفل اذا مانع او تملص او حاول الصراخ بصوتٍ عالي لتنبيه من حوله.

تعتبر كل القوانين والمواثيق أن مجرد الإساء اللفظية للطفل جريمة يعاقب عليها القانون ويندرج التحرش تحت مظلة جرائم الإنسانية البشعة التى تستوجب بتر الشخص المُتحرش عن جسد المجتمع تماماً لأنه قطعة فاسدة وجب التخلص منها ولفظها الى مزبلة النفايات لأنه يرتكب من أبشع الجرائم قسوة وظلماً وتنكيلاً فبفعلته يدمر جيلاً كاملاً ويلطخ مستقبلاً منيراً.

بعيداً عن سلطة القانون وداخل إطار الأسرة يجب أن نحمي أطفالنا ونوعيهم بشكل بسيط ونستمع إليهم ولا نهمل تضجرهم من الذهاب الى مكان ما أو نلح عليهم بتركهم فى صحبة أحد مهما كان قريباً- طالما يتضجرون- فاللطفل جرس إنذار فِطرى يجعل لديه حاسة قوية جداً تلتقط نوايا البشر السيئة لذا علينا أن نستجب لهم ونلتقط إشاراتهم البريئة التى تنبهنا بالخطر الذى يتحرش بهم!

همسات- عبير زين
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بالتاكيد ليس لديك عصا موسى السحرية ولا هدهد سليمان ولم ولن تكون عبير ست ودع او تضرب بالرمل وانما تمتلكين حواس اضافية و خيال واسع طبيعيا ليس خيال محششين مازلت اذكر سردك وكتابتك بمدونتك قبل سبع سنوات ونيف لاغتيال الطفولة تلك القصة التي كتبتيها من خيالك مع مزيج قليل من الواقع وهاهي اليوم تقع الفاس في راس الكل و تصبح ظاهرة مخيبة في حق الانسانية والبشرية فالذئاب البشرية اضحت تبحث عن فريستها وتقضى عليها ولو في دور العلموربما العبادة واينما اوتيحت الفرصة ! لذا وجب التصدى لها ومحاربتها بكل قوة شرعية وقانونية ومجتمعية وان يعاقبهم ويرفضهم المجتمع ان لم تعقابهم الحكومة وان تلحقهم الدعوات واللعنات حتى يخسف الله بهم الارض .. نتمنى ان لا يقتصر منشورك على العاصمة فقط وانما يعمم

  2. فعلا هذا ما يجب ان نقوم به لحماية اطفالنا و عدم الثقه فى اى شخص بدءا برجل الدين و المعلم و الى آخرى . مراقبة الاطفال و اصدقائهم . تف على هذا الزمن اللذى اصبحنا لا نثق برجال الدين و المعلمين و ملائكة الرحمه (الاطباء ) و القريب و الجار و الصديق .

  3. …اذا الاب والام متفاهمين والعلاقة بينهم مستقرة امام الابناء وهم بيروها امامهم كل يوم ,وهناك صراحة واجتماع شبه يومى للاسرة قبل النوم والتلفزيون والكمبيوتر مقفولين ,يكون دا اكتر من نص العلاج لاى مشكلة او مرض اجتماعى ,وبالعدم الاب والام يشيلوا خيمة او مواد بناء قطية ويضربوا الخلاء البعيد من العمران والناس , ويحملوا معاهم غنماية وراجلها وكم جدادة (ما إلكترونية) مع راجلهم,وارنبين وزير للموية وغطاء خشبى وكوزين..!!

  4. الأخت عبير زين كلامك كله زين بس من الذي يوعي وينصح صراحة نحتاج لجرعات كثير وثقافة جنسية ولو بالتدرج لا فض الله فاك . ود البطانة

  5. بالتأكيد أنه موضوع قبيح … و لكنه جزء من الحياة التي نعيشها …. أشخاص دفعهم الكبت أو الشذوذ الى تفريغ رغباتهم المنحرفه في الأطفال …. الأطفال الضعفاء الذين لا يملكون القوه للدفاع عن أنفسهم أو اللغة لوصف ما يتعرضون اليه أو الشجاعة لمصارحة الجميع بما يحدث لهم … !!
    ويجب علي القانون ردع المعتدين .

     
    أنزلنــي الدهرُ على حُكْمِـه     مــن شامخٍ عالٍ إلى خـَفْضِ
       وغــالني الدهرُ بوَفْرِ الغِنى     فليــس لي مالٌ سوى عِرْضي
     
    أبــكانيَ الدهرُ، ويا رُبَّمـا       أضحــكني الدهرُ بما يُرْضـي
    لولا بُنيّـاتٌ كزُغْـبِ القَطـا      رُدِدْنَ مـن بعـضٍ إلى بـعضِ
          لكان لـي مُضْطَـرَبٌ واسعٌ      في الأرض ذاتِ الطول والعَرْضِ
     
        وإنـمـــا أولادُنــــا بيننــــــا     أكــــبادُنـا تمـشـي علـى الأرضِ
        لو هَبّتِ الريحُ على بعضهـم    لامتنـــعتْ عيـني من الغَمْـــضِ

  6. موضوع جدا مهم وحقيقة اهم خطوة تبصير الطفل بطريقة او بأخرى واعتقد ان الامام الصادق المهدى قد طرح من قبل فيما معناه تدريس الثقافة التى تدور حول الجنس ان صح التعبير بالمدارس ولكن محدودى الفكر والراى هاجموه ولكن لابد من ما ليس منه بد وان تعددت الطرق…

  7. من أي دنياأتتنا هذه العادة السيئة والتي أصبحت تتنامى كلما ذكروا حادثة ثم ماهي اللذة التي يجدها في الطفل ّ!!! وصدقوني هذا ليس بمرض نفسي ويمكن أن تسألوا أكبر استشاريي النفس لم نسمع مرة واحدة من العمر أن لقي طفل مصرعه بسبب مجنوب مختل العقل ولم نر مرة في الدهر حيوان (جميع الحيوانات) أن فعل بصغيرٍ! ناهيك عن مدرِّس (مع الأسف أستاذ)نريد من الأطباء النفسيين أن يتكلموا عن هذه المصيبة الغريبة الدخيلة الشريرة ..ربنا يحفظ أطفالنا.

  8. مساء الخير للجميع
    المقال يتحدث عن موضوع خطير جداً, وأعتقد أن طرحك جيد جدا لأن الأسرة هي الأساس في المجتمع فكلما كانت الأسرة متماسكة كلما حاربنا كل الظواهر السالبة التي انتشرت في مجتمعنا مثل إنتشار الفشل الكلوي والسرطان , أريد أن أتحدث عن معايير مهنة التعليم أو التدريس . هل نكتفي فقط بالشهادة الأكاديمية أم هنالك أشياء أهم يجب أن تتوافر في الشخص المنؤط به تعليم أجيالنا ومستقبل بلدنا أعتقد أن الأخلاق أهم من الشهادة فأن تعطيني شخص جاهل بأخلاق كريمة أفضل من أن تعطيني شخص متعلم من دون أخلاق لأن الرسول ( ص ) قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. فلنعمل يد واحد لأنقاذ ما يمكن إنقاذه في مجتمعنا الذي تردى بصورة مخيفة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..