أخبار السودان

هل يتفرج العالم على أزمته؟..السودان والمجتمع الدولي : «تهديدات» السقوط.. اذا كانت حكومة كرتي المسؤولة عن "الرعية" شرعاً واقفة تتفرج على حال "رعيتها"،،فماذا يفعل العالم.؟

سياسات الرأسمالية والإسلاموية الجشعـة قد خلقـت في السودان هوة واسعة بين أقلية صغيرة تنهب البلد كل صباح، وأغلبية كبيرة نفد صبرها لدرجة استعدادها للكارثة الكبرى التي حين تقع ستشمل نيرانها السودان بأكمله وما فيـه ومن ضمنهم أهل الإنقـاذ.

عبدالله عبيد حسن

عقب خروجه من اجتماع مع وزير الخارجية الفرنسية، قال د. علي كرتي وزير خارجية السودان رداً على أسئلة الصحفيين، إنه تباحث مع نظيره الفرنسي حول أوضاع السودان المالية ودَيْنه الخارجي الذي بلغ ثمانية وثلاثين مليار دولار، وطلب منه أن تبذل فرنسا جهودها الحميدة والسعي مع مجموعة "نادي باريس" لإقناعه بإعفاء السودان من جملة ديونه أو بعضها، تخفيفاً على السودان الذي يواجه أزمة مالية هائلة، إلى درجة أنه عاجز الآن عن سداد فوائد الدين الخارجي، التي ستبلغ مع نهاية العام ملياري دولار.. وأنه ليس من المقبول أو المعقول أن يقف العالم يراقب الدولة السودانية حتى تسقط، وهو أمر مؤكد إذا لم نجد حلاً لهذه الأزمة تفادياً لسقوط السودان.

ثم قال بلهجة حادة نوعاً ما (ربما رداً على سؤال من صحف حول الحرب الدائرة في النيل الأزرق وجنوب كردفان)، موجهاً الحديث للصحفيين الفرنسيين: كيف سيكون موقفهم ورأي الشعب الفرنسي لو أنه مثلاً، قام عمدة باريس المنتخب بإعلان العصيان على الدولة الفرنسية وشن الحرب عليها؟

والواضح أنه كان يشير بهذا المثل غير الموفق، إلى الجنرال مالـك عقـار رئيس الحركة الشعبيـة الشماليـة والحاكم المنتخب من أهله حاكماً لإقليم النيل الأزرق الذي أصدر البشير قراراً بفصله وحكومته، وأعلن حالة الطوارئ، وعيّن حاكماً عسكرياً على الإقليم بعد تسوية أديس أبابا، التي اتفق فيها رئيس الحركة ووفده مع نائب رئيس "المؤتمر الوطني" وممثل رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع بمساع وشهادة الرئيس الأثيوبي ورئيس جمهورية جنوب أفريقيا.

وفي الوقت الذي كان فيه "د. كرتي" يحاول إقناع مستمعيه بأن موقف الحكومة السودانية سليم ومع السلام، وأنها قد أوفت بكل التزاماتها المنصوص عليها في اتفاقية نيفاشا، واعترفت بدولة السودان… إلخ، كان البشير يخاطب جمعاً من أعضاء حزبه، ويعلن بكل قوة، أن القوات المسلحة كاملة الاستعداد لخوض حرب على المتمردين إذا لم يضعوا السلاح ويسلموا أسلحتهم، وأن السودان الحر المستقل لن يقبل، ولن يسمح بأي تدخل أجنبي في شأن يعتبره شأناً داخلياً.

ومن جانبه لم "يقصّر" د. نافع في مجاراة دعاة الحرب، فقد قال هو أيضاً لحشد من أنصارهم في قرية بعيدة عن باريس، إن السودان ليس هو المستهدف وحده، وإنما المستهدف هو الإسلام وحماته (يعني حزبه) من الدول الاستعمارية الغربية والصهيونية العالمية وكل أعداء الإسلام، لأن السودان هو قلعة الإسلام الحصينة!

ولم تمض ساعات على أحاديث الرئيس ووزير خارجيته الذي ذهب إلى باريس ليستنجد بدول "الاستعمار" ويتساءل بكل حماسة: كيف يقف العالم متفرجاً على سقوط السودان ولا يخرجه من أزمته المالية الخطيرة (التي حتماً ستسقط السودان)، حتى جاءت الأخبار من السودان أن السودانيين، رجالاً ونساء وشيوخاً وأطفالاً خرجوا في مواكب وتظاهرات ليس في الخرطوم وحدها، ولكن في مختلف المدن، وكانت أكبر كثافة للمظاهرات التي خرجت ليلاً في مدينة الثورة بأم درمان.

وهذه المدينة، لمن لا يعرف تمثل أكبر عدد من السكان في العاصمة، وهي المدينة التي خططها نظام الفريق عبود في الخمسينيات، وقسمها لمتوسط الحال والفقراء من سكان أم درمان القديمة الذين ضاقت بهم المدينة القديمة. وهي تعتبر اليوم مع الامتدادات الكبيرة التي خططها وباعها بالدولار وشيد فيها رأسماليو "الإنقاذ" أرقى وأغلى المدن في العاصمة الوطنية!

أردت بهذه الأمثلة المذكورة، وهناك الكثير منها، أن أبين إلى أي مدى وصل الحال بنظام "الإنقاذ" من التخبط والعجز والفشل الذريع.. فالمظاهرات التي عمت كثيراً من المدن والأحياء كانت كلها ترفع وتصرخ بشعارات واحدة تعبر عن أحوال السودانيين المعيشية اليوم، وتصف الحكومة بـ"حكومة الجوع" والتخبط الإداري والمالي والتعامل مع المتظاهرين والمواكب الاحتجاجية السلمية بعنف وصفته مصادر منظمات حقوق الإنسان والأمانة العامة للأمم المتحدة أنه عنف يصل إلى حد القتل.. وإبادة المعارضين وتجاوز القانون.

المواطنون اليوم في السودان لا يحتاجون إلى إرشاد ونصائح وتحريض "الشيطان الأكبر" ولا الصهيونية ولا حتى قادة المعارضة السودانية في الداخل أو الخارج، فهم يعيشون حياة ضنكة لم يعد في مقدور، ليس الفقراء وحدهم، مواجهتها بل حتى متوسط الحال ناهيك عن جيوش العطالة والمشردين والمرضى الذين تقتلهم الأمراض والأوبئة يومياً، ولا يجدوا حتى ثمن الكفن ..وسقوط النظام ليس من عمل الشيطان، ولكن من صنع وإنتاج "الإنقاذ" الذي أوصل الناس لدرجة جعلتهم يفضلون الموت قائمين على أرجلهم من الموت جوعاً.

إن سياسات الرأسمالية والإسلاموية الجشعـة قد خلقـت في السودان هوة واسعة بين أقلية صغيرة تنهب البلد كل صباح، وأغلبية كبيرة نفد صبرها لدرجة استعدادها للكارثة الكبرى التي حين تقع ستشمل نيرانها السودان بأكمله وما فيـه ومن ضمنهم أهل الإنقـاذ.

ومع كل ذلك، فإن رجلاً في ذكاء د. كرتي يتساءل (ربما مستغرباً) هل من المعقول أن يقف العالم متفرجاً على سقوط السودان؟ وإذا كانت حكومته المسؤولة عن "الرعية" شرعاً واقفة تتفرج على حال "رعيتها"، بل هي التي صنعت بالرعية ما لم يفعله حاكم من قبلهم، ولا أظن من بعدهم، فماذا يفعل العالم للسودان؟

عبدالله عبيد حسن

كاتب سوداني مقيم في كندا

الاتحاد

تعليق واحد

  1. اللهم عجل بهم و اجعل كيدهم في نحرهم و شتت جمعهم و ولنا من هو خيرا منهم

    فلت الأمر منهم و مصيرهم مصير من سبقهم .. إنها دعوات الغلابى و المظلومين

  2. لو احد الصحفيين خطف رجله لاحدى السفارات التابعة لوزارة كرتي في اوروبا لوجد الاتي
    عدد اربعة سائقين مرتب كل واحد اكثر من ثلاثة الف دولار
    عدد اثنين من عملات النظافة
    جيش جرار من الموظفين الذين لا عمل واضح لهم وكلهم من منتسبي المؤتمر اللاوطني
    عدد ثلاثة اشخاص يحملون لقب سفير
    قلت لي شنو يا نافع انكم حماة الاسلام وان السودان هو قلعة الاسلام الحصينة فعلا السودان هو قلعة الاسلام لكن بشعبو البخاف الله في كل شي وليس بكم ايها الحرامية  

  3. لماذا لا يطلب كرتي هذا ان كان صادقا ومهموما بامر البلاد والعباد من رئيس الحرامية البشير الذي يملك في رصيده 9 مليارات من الدولارات أن يمول الدولة العرجاء ؟؟؟
    ولماذا لا يطلب من وداد بابكر واخوة البشير الذين يمتلكون من الثروات والاموال ما لا تمتلكها الدولة ؟؟؟؟
    لماذا لا يطلب من الجاز والدائرة الضيقة التي تحيط بكرسي الفساد أن تمول خزينة الدولة ؟؟؟؟
    لماذا يا كرتي لا تمول أنت من أموال الأسمنت والفنادق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    لماذا لا يطلب من أصحاب الكروش والجدوم الوارما الذين يهربون أموال البلاد على رأس كل ساعة الى الخارج ؟؟؟؟؟؟؟؟
    يا كرتي …بلاش الضحك على الدقون
    كما وقف زعيم عصابتكم وزمرتكم الفاسدة تتفرج وتتلذذ بمعاناة ومحن البلاد والعباد بل هم سبب الكوارث والبلاء ويريدون أيضا أن يحصلوا على مزيدا من الأموال من اجل زرع الفوضى وقتل أبرياء الهامش …لا تحلموا بأن هناك غافلا يريد أن يضع يده على أيدكم الملطخة بدماء الأبرياء فى دارفور وكردفان والنيل الازرق وكل أرجاء البلد الحبيب ..فالترحل حكومة الجوع ….الموت والهلاك والدمار لامبراطورية الدقون المركبة والتي زائلة …زائلة لا محالة

  4. والله والله والله المظاهرات اللي قامت في بري محدودة جدا جدا وقد اقتنع قادتها بأن الوقت غير مناسب للخروج على النظام وأن الوقت الآن هو وقت العمل ومضاعفة الإنتاج وعدم الركون إلى البترول وهذه فرصة للدولة للتعافي من المرض الهولندي الذي أصاب الإقتصاد السوداني، والسودان موعود بخير كثير والمواطن السوداني الذي تعلم من الصيينيين إسخراج البترول وإنتاجه يحتاجه الان الصينيين أكثر من الجنوبيين في عمليات إستخراج النفط بالجنوب الذي تدنت إنتاجيته إلى أرقام ربما تدفع الشركات الصينية إلى مغادرة الحقول الجنوبية مالم يوافق الجنوبيون على الإستعانة بالكادر الشمالي. هذا المواطن الذي استطاع أن يهبط بالطائرة السودانية بسلام في مطار الخرطوم في مشهد لم تتخيله هوليود نفسها، هذا المواطن والذي قال عنه زوليك في قاعة الشارقة عندما زار الخرطوم إبان توليه منصب مساعد وزير الخارجية الإمريكية حيث قال إن السودنيين هم الذين بنوا دول الخليج التي نراها الان، وقد صدق الرجل فمن منا لايعرف كمال همزة ومن منا لايعرف عوض الكريم،هذا المواطن قد آن أوانه لصنع المعجزة الإقتصادية في دولة أفريقية ألا وهي السودان
    وكفى طعنا لهذا الوطن ولا نامت أعين الجبناء

  5. يا قتاده إنت عوير ولا دلاهه.
    حمزه وليس همزه …كل واحد نط فى كيبورد عايز يعمل فيها موسوعه.

    أكتب لينا حاجه مفيده شنو شابكنا والله والله والله .

  6. المدعو(( قتادة النويراوي )) انتا كوز مدسوس……ياعمي صحصح انتا يتطبل لى منو ولا بتغش علي منو كلامك دة الناااس شبعت منو السودان موعود بي مجاعة اصحي ….تعرف الصومال اهو السودان حايكون زيهم او اكعب منهم كلو بس سبب سياسية العفن بتاعك الله يقلعكم يارب….انتو سبتو في خبرات وقدارات ماشردو الشعب وقتلو الملاين وين في قدرات بعدما بقتيو توزعو الوظائف لى ناسكم اللى خريجين مريم الشجاعة لانهم كيزان وغفن وحرامية……ياعمي كفاية خداع الشعوب سصحت والمظاهرة اللى قامت دي ماهي الا الشرارة الاولي الطوفان قادم لا محالة

  7. يااااااااااااااكرته ياخي بعض القروش العندك انت بتاعت الاسمنت ، و شوية من التسعة مليار بتاعت اب جاعورة ، و شوية من ودائع وداد بابكر و جمال الوالي اللندنية ، و شوية من عوض الجاز وووووووو براااااااااااااحة بتتحلا مشكلة الاقتصاد السوداني ، ياخي انتو عندكم شركات و فنادق عبر القارات و بتمشي تشحد باسم السودان يا كرته ، ياخي و الله عيب عليكم البتسوووووو فيهو ده ، البلد دي اكلتو كل خيراته و لمن تحتاج ليكم ما تلقاقكم حرام حرام حراااااااااام عليكم يا كيزان ،
    يا اخوانا الكيزان ديل حا يقولو شنو لي ربنا يوم القيامة ؟؟؟؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..