أخبار السودان

العميل السابق لـ«إف بي آي» يكشف عن حقائق هجمات سبتمبر في كتابه «الرايات السوداء»

حمل علي صوفان المحقق السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالية مسؤولية وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) على إخفاقات كثيرة في عمل أجهزة المخابرات الأميركية، ومكتب التحقيقات الفيدرالية والأجهزة الأمنية الأميركية المختلفة. وأوضح أنه كان بالإمكان تفادي وقوع هذه الهجمات إذا كان قد تمت الاستجابة للمعلومات التي وفرها العملاء الأميركيون في الميدان واستمع إليها صانعو القرار في واشنطن.

وقال صوفان في لقاء مع منظمة أميركا الجديدة حول كتابه الذي حوى مذكراته خلال عمله في استجواب معتقلي «القاعدة» إن «هجمات 11 سبتمبر لم تكن نتيجة ذكاء خارق من (القاعدة)، وإنما كانت نتيجة إخفاقات في التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأميركية، وما يذكره كتابي من حقائق سيدمر سمعة الولايات المتحدة حول العالم». وأضاف صوفان أنه يقدم في كتابه عرضا للحقائق التي كان شاهدا على أحداثها ولا يقدم حكما على الأحداث».

وأوضح صوفان أن كتابه الذي أصدره باسم «الرايات السوداء، القصة من داخل 11 سبتمبر والحرب ضد القاعدة» أن أجهزة الاستخبارات الأميركية كان لديها معلومات كاملة عن تنظيم القاعدة، بعد أحداث الهجوم على السفارات الأميركية في كل من نيروبي ودار السلام، وقال «لو كان المسؤولون في واشنطن قد استمعوا واستجابوا للمعلومات التي حصلنا عليها من الهجوم على السفارات في عام 1998 لكنا تمكنا من وقف هجمات 11 سبتمبر». وأضاف «المسؤولون في واشنطن كانوا يعتقدون أنهم يعرفون أكثر، وبدلا من البحث عن أسامة بن لادن في أفغانستان أو باكستان، كانوا يبحثون عنه في العراق».

وقال العميل السابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي إن الحرب على الإرهاب بين الولايات المتحدة و400 شخص من المنتمين لتنظيم القاعدة استغرقت أكثر من عشر سنوات وهي فترة أكثر مما استغرقتها الحرب العالمية سواء الأولى أو الثانية. وقال «هناك سياسات كثيرة تتعلق بهذه الفترة لكني أبتعد عن السياسة وأضع حقائق عما حدث منذ أن كان أسامة بن لادن يختبئ في السودان بعد حرب الخليج الثانية وكيف بنى شبكته في شرق آسيا، وشبكات متعددة في اليمن والسعودية، وكيف قام بتفجير السفارات الأميركية، وكيف جرت التحقيقات مع أعضاء (القاعدة)».

ودافع صوفان عن أساليب الاستجواب التي استخدمها مكتب التحقيقات الفيدرالي مع معتقلي «القاعدة» مثل أسلوب محاكاة الغرق لانتزاع المعلومات وقال «لقد استخدمنا هذا الأسلوب مع ثلاثة أفراد فقط هم أبو زبيدة وشيخ خالد محمد وعبد الرحيم الناشري، وحصلنا على معلومات قيمة أدت إلى إنقاذ آلاف الأرواح، وما قمنا به من محاكاة للغرق لا يعد شيئا مقابل ما يمكن أن يلاقيه هؤلاء المعتقلون من معاملة في سجون الدول العربية والإسلامية». وأضاف «إن محاكاة الغرق تشبه الدعوة إلى شرب الشاي في السجون المصرية». وأكد العميل السابق بمكتب التحقيقات (عمل من 1997 إلى 2005) أن المعلومات التي حصل عليها المكتب باستخدام هذه التقنيات مكنت من إحباط محاولات لتفجير شقة بأحد الأدوار في مبنى الأمم المتحدة وأحبطت محاولة انتحارية لتفجير جسر بروكلين. وأشار إلى أن تلك التقنيات بدأ استخدامها في صيف 2002. وأوضح العميل السابق أنه تم ممارسة محاكاة الغرق 93 مرة مع زبيدة و193 مرة مع خالد شيخ محمد، موضحا أنه كان هناك فارق كبير بين الحصول على معلومات صحيحة ودقيقة تتطابق مع المعلومات الاستخباراتية، وبين قيام المعتقل بإعطاء معلومات ترضينا دون التأكد من صحتها.

وضرب صوفان مثالا باعترافات ابن الشيخ الليبي الذي قال إن صدام وأسامة بن لادن يعملان في تطوير أسلحة دمار شامل، واعتمد كولن باول على هذه المعلومات في شهادته أمام الأمم المتحدة لشن الحرب على العراق، واتضح بعد ذلك أن كلا من صدام وأسامة بن لادن لا يتعاملان معا، واتضح أنه لا يوجد أسلحة دمار شامل. وقال صوفان «سألنا ابن الشيخ الليبي لماذا أعطانا معلومات كاذبة فقال: كنت أخشي أن تعذبوني فأعطيتكم ما تريدون سماعه».

ودافع صوفان عن استخدام الطائرات من دون طيار «موضحا أنها مفيدة في الأماكن الجغرافية الوعرة التي يصعب معها القبض على المشتبه فيهم، مدافعا عن قتلهم دون محاكمة، وقال «من الأفضل أن نقتلهم قبل أن يقتلونا، وإذا كان هناك فرصة للقبض عليهم فذلك جيد، واستخدام الطائرات من دون طيار يعطينا نصرا تكتيكيا لكنه لا يغير من الاستراتيجية، وهي الحاجة لتغيير الآيديولوجيات». وأكد عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي أن تهديدات بالقيام بهجوم على الولايات المتحدة ضعيفة لكنها قائمة وقال «الظواهري شخص منظم وسيكون سعيدا بتنفيذ هجمة إرهابية على الولايات المتحدة لتعطيه الشرعية لوضعه على رأس التنظيم».

وكان علي صوفان اللبناني الأصل قد استقال من مكتب التحقيقات في عام 2005 اعتراضا على قيام وكالة الاستخبارات المركزية بعدم تبادل المعلومات معه في مكتب التحقيقات الفيدرالية. وكان صوفان، الذي يتحدث العربية، قد حصل عام 1999 على وثائق من مسؤولين من المخابرات الأردنية تضمنت خرائط لموقع تفجيرات 11 سبتمبر، وكان صوفان المحقق الرئيسي في قضية تفجير المدمرة كول وقام باستجواب فهد القوصي وحصل منه على معلومات لتعقب عبد الرحيم النشيري. وأجرى استجوابات مكثفة لأبو جندل في اليمن الذي اعترف بأسماء عدد من أعضاء تنظيم القاعدة وقام صوفان باستجواب محمد القحطاني الذي أدى إلى القبض على صالح المري في شيكاغو. وحصل صوفان على اعتراف من سالم حمدان بكونه السائق والحارس الشخصي لزعيم «القاعدة». وقال صوفان إن عددا كبيرا من المعتقلين في غوانتانامو الذين أعيدوا إلى بلادهم هربوا من السجون وعادوا إلى نشاطهم داخل التنظيم. وأوضح أن أبرز القادة الذين أعادتهم الولايات المتحدة إلى اليمن هم أبو نصير اليمني وعبد الله الريمي وأبو هريرة الصنعاني.

وأكد صوفان أن الثقافة الداخلية لتنظيم القاعدة تجعلهم يؤمنون بأنهم يجاهدون بأمر من الرسول وأنهم يمثلون أصحاب الرايات السوداء المذكورة في أحد أحاديث الرسول حول نهاية العالم. وقال صوفان «هذه الآيديولوجية هي التي أبقتهم كجماعة متحدة من السودان حتى انتقالهم إلى أفغانستان لكن بعد تورا بورا أعتقد أن (القاعدة) انتهت، وخلفت عنها شبكات مختلفة تحمل نفس الاسم، لكن باهتمامات وأهداف مختلفة». وأوضح صوفان أن مركز الأوامر لـ«القاعدة» يختلف عن تنظيم القاعدة في المغرب، ويختلف عن تنظيم القاعدة في العراق، وفي المملكة العربية السعودية وكل شبكة مختلفة ولها طريقتها فلا تهتم شبكة العراق بالقضايا التي تهتم بها شبكة القاعدة في المغرب».

وحذر صوفان من التفاؤل الزائد لما يسمي الربيع العربي، موضحا أن الثورات في كل من مصر وتونس وليبيا ستدفع الناس إلى التركيز على تغيير أقدارهم بأيديهم وليس باللجوء إلى هجمات إرهابية وهذا شيء جيد لكن علينا أن نكون حذرين في كل من ليبيا واليمن لأن هناك عناصر من الأصوليين الذين تم القبض عليهم في السابق. وأوضح صوفان أنه ليس ضد وصول الإسلاميين للسلطة في الدول العربية لكنه يحشي من الراديكاليين الذين يؤمنون أن مشاركة السلطة ضد الشريعة ولا يؤمنون بالديمقراطية.

الشرق الاوسط

تعليق واحد

  1. ياخ الأمريكان وعملائهم ديل قايلين هنا في قنبور ولّا شنو؟!!!
    يعني دايرين تضحكو علينا وتقولو المسلمين إرهابيين وكمان هم اللي عملوها
    ياخي ما تبطلو مسرحياتكم الهوليووديه دي
    عالم ما بتختشي والله.

  2. اخى المعلق حسن بسطان ليس كل المسلمين ارهابيين اتفق معك لكن فقط تنظيم القاعده الذى اعترف صراحه بالجريمه والمضحك اعتبروها غزوة مثل غزوات الرسول (ص) وهذا هو المضحك والسؤال هو من الذى اعطى بن لادن الحق لتولى امر المسلمين ورسلونا الكريم جيرانه كانوا من اليهود يا اخى لا تكن عاطفيا وحكم عقلك وكن منطقيا. نحن نعرف ليس كل سياسات امريكا صحيحه لكن نحن من نعطى امريكا الحجج للتدخل فى امرنا كمسلمين والى متى نظل اسرئ ونقول فعلت امريكا وامريكاعملت وووووووووووو.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..