مقالات سياسية

رسالة قضاة الجزائر الى قضاة السودان

نعمة صباحي

ألفُ قاضٍ من أحرار وحرائر الجزائر سجلوا موقفاً تاريخياً اليوم برفضهم القاطع للإشراف العدلي على إنتخابات أبريل القادم أو حتى مراقبتها إذا ما أجاز المجلس الدستوري ترشح الرئيس الحالي عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة رفضها الجزائريون بالملايين التي زحفت في الشارع الثائر عبر مسيرات شهدالعالم كله بسلميتها وضخامتها فقد هزت مواكبها أرضية أركان حكم العصبة التي تريد الإختباء و إستمرارية مصالحها و نفوذها من خلف صورة الرئيس العاجز ذهنياً وبدنياً عن إمكانية إدارة شئون الحكم.

يأتي هذا الموقف الشجاع لقضاة بلدالمليون شهيدتضامنا مع الشارع الذي قال كلمته بوضوح ..بينما نجد نفراً في بلد ملايين الشهداء والجرحى والمشردين والنازحين والجوعى والمحالين الى الصالح الخاص بتمكين الموالين إضافة الى المهُجرين قسراً من الكفاءات .. نجد زمرةً من قضاة النظامالسوداني ينفذون دون حياء أحكاماً ما أنزل الله بها من سلطان أو شرع أو أخلاق في حق المتظاهرين بنفس السلمية التي كانت محفزاً لشعب الجزائر وقدوة إقتفى اثرها الذي لا يراه قضاة الكيزان ولانقول قضاة السودان.. ففهيم من طعن شرفه القضائي إنكسار زملاء لهم يحملون مطرقة الأحكام لينقضوا بها على رأس العدالة نفسها قبل رؤوس الذين يحاكموهم بطواري البشير التي فرضها لإذلال الناس المطالبين بالحرية والعدل والسلام.

ولاننسى أن البعض من قضاتنا الأبرار لازال ضميرهم حياً وإن وجدوا أنفسهم في قلب محاكم الطواري قد برأوا الذين وقفوا أمامهم من مظاليم إدعاء عصابات الأمن .
ورغم أن التاريخ لن ينسى مواقف القضاة السودانيين في إنجاح ثورة أكتوبر 64ودورهم البناء إبان إنتفاضة أبريل 85 وتقديرنا للظروف التي يقاسيها الشرفاء منهم الآن في ظل محاولات هذا النظام الساعية الى تجريف حقل القضاء من كل الأزاهير التي تنفث في شموخ عطر الأخلاق القضائية السودانية الأصيلة والعريقة لتستبقي على أشواك الحاملين للفكر الإخواني الدخلاء الذين يسبحون خارج بحيرة العصر ..فإننا على ثقة من أن الرسالة التي طارت من الجزائر اليوم ..قد وصلت الى كل قضاة السودان الأحرار قبل أن ترف بأجنحتها من هناك ..لان ضمير القاضي العادل الشريف والشجاع هوهوفي كل مكان وزمان ولا يستسلم أو يذعن للطاغية الذي هوأيضاً ذاته وبنفس المواصفات هنا وهناك ..وأن العدالة كلً لا يتجزأ ..شاء الظالمون أم تأبوا .

عاجل ..

أثناء كتابة هذا المقال ..أعلن الرئيس الجزائري عدم الترشح للعهدة الخامسة و تأجيل إنتخابات العاشر من ابريل القادم ..ولعل القول الفصل كان لقضاة الجزائر ومن قبلهم شعبها الثائر.. ولانامت أين الطغاة حيثما كانوا .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..