أخبار السودان

رئيس هيئة علماء السودان: ينبغي على الجميع أن يرجعوا الى الله سبحانه وتعالى الحكام قبل المحكومين.

محمد جمال قندول
ما بين الحين والآخر، تبرز الانتقادات لهيئة علماء السودان وتصل أحياناً الى حد الاتهامات بأنها تنحاز الى الحكومة أكثر من المواطن، عوضاً عن الآراء التي تصدر منها وتثير جدلاً بمواقع التواصل الاجتماعي. (الإنتباهة) استنطقت رئيس هيئة علماء السودان محمد عثمان للرد على هذه الاتهامات بجانب تطوافنا مع معه على عدد من الأطروحات المختلفة التي تشغل المشهد العام للبلاد وكان الرجل صريحاً في أجوبته، فإلى مضابط الأسئلة والأجوبة:
الشيخ محمد في الآونة الأخيرة باتت المنابر الدينية تستخدم كمنابر سياسية ما تعليقكم ؟

* الدين يتصرف في حياة الإنسان من الميلاد الى الوفاة ما في حركة للإنسان إلا وتخضع للأحكام الشرعية سواء أكان في الحياة العامة أم العبادة أم السياسة أم الزواج والطلاق والأحوال الشخصية المسلم يخضع لأوامر الله سبحانه وتعالى، ولا يستطيع أن يتجاوز الأحكام الثابتة بالنص الشرعي. على سبيل المثال حرم الإسلام في الاقتصاد الربا والغش، وحرم المضاربة، وأيضاً أمر الله سبحانه وتعالى بأن اذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، وهكذا في كل الأمور لله سبحانه وتعالى مقال والإنسان بين افعل ولا تفعل، وكل من يحاول أن يفرق في الدين ما بين السياسة والحياة الخاصة للإنسان، هو إنسان جاهل او مغرض.
* ولكن في الآونة الأخيرة كثر استخدام المنابر الدينية لصالح القضايا السياسية التي تهيمن علي الواجهة ؟

* لعل الأمر هو أن هذه الأزمة الاقتصادية والسياسية، أسبابها سياسية ولما كان الاقتصاد يضغط على الناس أصبح الناس يتحدثون في السياسة حتى الحبوبات، فلذلك من واجب الأئمة والدعاة والعلماء، أن ينبهوا الناس الى ما ظهر من الفساد والبعد عن منهج الله عز وجل ومحاولة إسقاط الشريعة الإسلامية.
* كيف تقرأ المشهد العام للبلاد في ظل هذه الأزمات ؟
* أرى أنه ينبغي على الجميع أن يرجعوا الى الله سبحانه وتعالى الحكام قبل المحكومين.
* الوضع الراهن شكل حالة من الكراهية التي بدأت تغزو المجتمع. ألا تتفق معي ؟
* نعم.. وكاد الفقر أن يكون كفراً والناس حينما أصابتهم ضائقة المعيشة أصبح الكذب مباحاً وكل أنواع الموبقات مباحة والناس يكذبوا بعضهم على بعض والربا والتعامل الربوي والمسألة أصبحت مع الأسف الشديد في حالة من التردئ كلها مخالفة لمنهج الشريعة الاسلامية.
* مظهر الكراهية تفشى بشدة في مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مناصري الحكومة ومعارضيها، وظهور مفردات مثل (اي كوز ندوسو دوس) ؟
* وسائل التواصل الاجتماعي هي آليات مثلها مثل التلفزيون والإذاعة مثل السكين ممكن تعمل بها الخير وممكن أن تذبح بها إنسان. وكان يمكن أن تكون وسائل التواصل الاجتماعي محايدة، ولكن المشكلة في البشر، والذي يفتري الكذب على الآخرين هو ليس من الإسلام بشيء، ولذلك يجب أن ندعو الى الاحتكام لمنهج الله عز وجل، إنما المؤمنين إخوة ولابد من رجوع الناس إليه وأن يدعو الى إصلاح ذات البين من غير هذا النفس الذي نسمعه ونراه في وسائل الإعلام.

* النفس الذي تتحدث عنه في مواقع التواصل لا الإعلام الرسمي ؟
* نعم.. كل ينفق مما عنده ومن كان عنده خير ينفق منه ومن كان عنده شر ينفق والخير معروف والشر معروف.
* الهيئة ظلت ما بين الحين والآخر محل اتهام بأنها منحازة للحكومة أكثر من المواطن ما رأيك ؟
* الكلام ما صحيح، ونحن من بداية الأزمة أصدرنا بيانات تحذر الحاكم والمحكومين. والتقينا الرئيس وقدمنا له مذكرة ناصحة في ما يتعلق بالمشكلات الاقتصادية والسياسية، ومشكلات الشباب. وهيئة علماء السودان لا تقف في هذا الجانب او ذاك، وإنما تقف مع الحق. واذا كانت في المسائل المتعلقة بالفتنة، الهيئة تنأى بنفسها عن الدخول في الفتنة وتنصح الجميع حكومة ومعارضة.
* ما تعليقك علي الحكومة الجديدة التي شكلت خلال الشهر الماضي ؟
*لم نرَ بها جديداً والوقت لم يكن كافياً للحكم عليها، وإنما من طرفنا كنا نريد أية حكومة مقبلة حكومة ليست واسعة وإنما رشيقة.
* هل ترى أن الحكومة مترهلة؟
* ليست الحكومة الرشيدة التي نريد.
* ما هي حلولكم وإسهاماتكم لتفادي المشكلات الحالية ؟
* نسأل الله وتعالى أن يصلح الحال.
* ما هي نصائحكم للشباب ؟
* هم ثمرة ومستقبل هذه الأمة وعليهم التفرقة بين الحق والباطل وألا ينساقوا وراء دعاوى الإلحاد والكفر او التحلل والتسيب وأن يكشفوا شبكات إيذاء المجتمع من شبكات المخدرات والخمور والفجور وأن يبعدوا أنفسهم عن أصحاب السوء.
* هل هنالك خلل في السياسة ؟
* الخلل ظاهر بين الجميع بدليل محاولات الإصلاحات الجارية والدعوة المخلصة للحوار وأنا أؤيد الدعوة المخلصة للحوار .
* هل من ظواهر اجتماعية تؤرق الهيئة ؟
*نعم.. ظواهر كثيرة. والأولى ظاهرة انتشار المخدرات والخمور والفجور وشبكات أجانب تعمل في هذه التجارات. والظاهرة الثانية بعض السودانيين يسعون الى الإضرار بالوطن في مقابل المصلحة الشخصية، بالإضافة الى ما ذكرت آنفاً هنالك تهريب لموراد البلاد مثل المعادن والذهب والصمغ العربي وغير ذلك وحتى المواد التموينية. وفي رأيي أن البرلمان لابد أن يعيد النظر في جرائم الفساد في الأرض وجزاء هؤلاء ظاهر في القرءان الكريم ولا يمكن أن يرتدع هؤلاء الذين يهربون ويخربون موارد البلاد من المفسدين الى أن يردعوا ردعاً ناجزاً، هذا ما ندعو إليه في هيئة علماء السودان..
* من تقصد بالأشخاص الذين يقدمون مصالحهم علي مصالح الوطن ؟

*أقصد المخربين والمفسدين للاقتصاد والخدمة المدنية وهؤلاء هم ومن أسموهم بالقطط السمان.
* ما تعليقكم على قانون الطوارئ؟
* طالما هدفه محاربة المفسدين والمهربين وغير ذلك القانون كان من الضروري أن يكون على ألا يتجاوز الفترة المحددة التي حددها المجلس الوطني
* هل أنت متفائل بمستقبل البلاد؟
* أنا متفائل وهي مرحلة بكامل أسبابها الحصار الاقتصادي والتضيق من الخارج حتى من أقرب الناس إلينا ومن خلف الحدود وإن شاء الله أن بودار الظلم سترفع، والدولة تحت هذا الضغط كل يبحث عن مصلحته الشخصية والحل في مخافة الله سبحانه وتعالى وتقديم مصحلة الوطن على المصلحة الذاتية الخاصة.
*رسالتك للسياسيين ؟
* أن يتقوا الله في هذا البلد بجميع أحزابهم حكومة وشعباً وحاملي سلاح وغيرهم، وأن يعودوا الى الحوار المفتوح الآن.
* ألا تتفق معي بأن هنالك ضعف في الدعوة الدينية وهذا مسؤوليتكم؟
*المناهج الدراسية لم تخرج لنا شخصاً يخاف الله خوفاً يمنعه من أن يقدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية، ولذلك ندعو الى مراجعة المناهج وقطاع المثقفين هم الذين أججوا الحروب في أطراف السودان وليس أهلنا الطيبين!!

صحيفة الانتباهة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..