مقالات متنوعة

ضرورة النقد البناء لا البكاء!!!

البكاء على اللبن المسكوب لا يجدي ولا يطفئ الجوع، جلد الذات انهزام ويوهن الهمم، أما عدم معالجة الأخطاء بدعوى أنها زلات أو هفوات، فهذا لعمري هو سبب البلاء. النقد البناء مطلوب، ويزداد الطلب عليه في اللحظات التي تتكاثف فيها الأحداث، لأن الأخطاء تكون باهظة التكاليف ولا وقت لترميمها، ويفتح الباب (للدولة العميقة) المتربصة متمثلة في (أبواغها النائمة) التي توقظها الهنات والزلات، فيخرجون كالبوم في أثواب الناصحين.

لا يكفي الجماهير الهادرة الطامحة التي تشتعل حماساً أن تقرأ لها بعض العبارات بصورة مهزوزة ومستعجلة، فقط لتوصل رسالة مفادها أن المجلس قد تعنت، فما الجديد في تعنته؟؟ ولماذا تطلب الأمر (مؤتمر صحفي)!! الخطأ حتماً لا يتحمله (قارئ البيان)، فهو إلى حد بعيد كان (كبش فداء)، فالخطأ كان تنظيمياً وإدارياً بالدرجة الأولى.

تعنت المجلس لم يكن مفاجئاً، فجوهر السياسة هو التَعَنُّت من قبل الأطراف المتحاورة للحصول على أكبر مكاسب، لا سيما في وضعنا الراهن، تَغَوُّل الدولة العميقة في الجيش وفي الأمن وحتى في ساحة الاعتصام ليس سراً، والمجلس العسكري نفسه مكون من قوى مختلفة، ثمَّ اختلاف قوى التغيير في بعضها ليس أمراً مدهشاً أو مفاجئاً، فالطبيعي أن تختلف القوى في بعضها فهي بحكم تكوينها تمثل جهات ذات خلفيات ورؤى مختلفة.

مطلوب من السادة الذي يمثلون هذا الشارع الهادر والصاخب، أن يكونوا بحجم هذا التحدي، وأن يعلموا أن كل كلمة وكل حركة وكل سكنة وكلة ايماءة، لها ما بعدها، فمن منا لم يشاهد الدراسات التي تقوم بها مراكز البحوث في الغرب فقط لدراسة لغة جسد الساسة، ناهيك عن لغة الكلام نفسها. فلا تغامروا بالخروج على الناس قبل أن تستفرغوا الوسع في التجهيز، وإلا فلا ضير من التأجيل.

مازلنا في انتظار مؤتمر صحفي بمعنى (مؤتمر)، وليس بيان، يعكس كافة الحقائق والملابسات للناس، فهؤلاء الناس هم (القوة التفاوضية) التي ترتكز عليها كل قوى التغيير، كلما كانت أكثر وعياً وإلماماً بالحقائق كلما كانت أكثر قوةً وداعماً في الجولات القادمة، فالشفافية تؤلم جداً ولكنها لا تقدح أحد، كونك تعلم بحقيقة الأمور وخطورتها لن يضمن لك العذر عند الآخرين.

ومازالت الثورة بكراً، وفي انتظار مزيد من الجولات…… وطن شامخ طامح يسع الجميع،،

صديق النعمة الطيب…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..