أهم الأخبار والمقالات

شكرا حميدتي… أعدتنا للسادس من أبريل..

عمر عثمان

بمثلما تحدث على عثمان عن كتائب الظل.. وأعقبه حسين خوجلي بأن الثوار لا يساوون سوى 2% من الشعب السوداني.. وكذلك أحمد هارون الذي سار في درب من سبقوه في آخر ليالي الإنقاذ، مما كان لتصريحاتهم فعل السحر في نفوس كل الشعب السوداني الذي صمت كثيرا في الرد على استفزازات عنصرية الحزب البائد والنظام الهالك من هوت دوغ المخلوع إلى صابونة الحاج سطور وقميص امين حسن عمر.

خرج الشعب في السادس من أبريل حين لم يترك رموز النظام البائد له من الاستفزازات القولية والفعليه خطا للعودة للخلف بغير اقتلاع النظام وقد كان بعد أن تحققت الثورة كاملة الدسم بفعل الشعب لا سواه انتصارا لدماء الشهداء وثارا من الخونة آكلي قوت الشعب ولحمه.

فحميدتي بتصريحاته النابعة من تطمينات أو تهديدات سعودية لشخصه اعتقد ان بإمكانه ترويع الشعب السوداني مفجر الثورات، وتركيعه بعبارات أقل أن توصف بأنها هوجاء وعرجاء لا تستقيم والموقف السياسي الحالي الذي يتطلب القليل من الحديث الكثير من الفعل الإيجابي وليس السلبي ولكن من أين للرجل أن يتحدث بلغة السياسة ومنعرجاتها وتقاطعاتها بمثلما فعل ياسر عرمان الذي تحدث في أقل من ثلاثة دقائق حديثا لخبط الساحة السياسية المحلية والإقليمية دون أن يكشف ما ينوي القيام به رغم إعلان حركته الإلتزام بمقررات قوي الحرية والتغيير ومع ذلك ترك الباب مواربا مع مكونات الملعب السياسي دون تمييز وهكذا لعبة السياسة التي لا يجيدها حميدتي ومجموعة مجلسه العسكري.

وحديث حميدتي اليوم لم يترك للشعب السوداني خيارا سوى تنفيذ الإضراب بنسبة 100% وأعني هنا الشعب السوداني الحقيقي إذا استثنينا أذيال النظام السابق غير المستهدفين بالإضراب، وأعاده للسادس من أبريل إن لم يكن بصورة أكبر، حيث ضجت وسائل التواصل والساحات التي وجدت مساحة حرية للترويج للإضراب بصورة مكثفة فاقت حمله السادس من أبريل، مع خروج حتى الذين لم يكونوا على قناعة بنجاح يوم القيادة، معلنين شروعهم في الإضراب عبر مواقع عملهم المختلفة جوا وبحرا وبرا، ولتنهال بشريات نجاح الإضراب حتى قبل أن يبدأ وشركات الطيران العالمية تلغي رحلاتها للخرطوم ليومي الإضراب والتي ربما قد تمددها أكثر، وهو ما لم يكن في حسابات حميدتي الذي يعتقد أن الإضراب قاصرا على حضور الموظفين لمكاتبهم ورفضهم العمل، ليقوم بعدها بفصلهم هكذا بكل بساطة دون دراية بحقوق العاملين في الدولة والقطاع الخاص والقوانين التي تحكم علاقتهم بعملهم، ليسارع بفك نقابات العمال الكيزانية ظانا أن بإمكانها سد الفراغ الذي سيشغله إضراب الوطنيين، وأن هذه النقابات ستكون سيفا مسلط على رقاب الموظفين والعمال.

وهنا يجب أن أسال حميدتي الذي تحدث بأنهم أصحاب الشعبية الأكبر بمثلما قال حسين خوجلي، من أنتم؟ هل قوات الدعم السريع.. أم المجلس العسكري؟ فكيف بربكم لعاقل أن يقارن بين قوات نظامية أو غير نظامية تعدادا بشعب كامل، وهل تجوز المقارنة هنا بين أعزل ومسلح من أي ناحية ولو كانت ميدانية؟

خلاصة الحديث غد يتبين من الأكثرية ولمن الغلبة ما بين أعزل لا يملك سوى جسد وهبه للوطن.. وبين مسلح يملك كل القوة، فالحرب الآن قد اتضحت ما بين البندقية والعقل، وأهدافا مبكرة أحرزها العزل في مرمى العسكر حتى قبل أن تبدأ المباراة، وهنا يتضح الفرق بين الولاء للوطن والولاء للمحاور.

* إذا استمر هذا الحميدتي بنفس حركته الداخلية والخارجية مع مواصلة تصريحاته المغرورة، فأراهن أن نظامه لن يستمر أسبوعا واحدا.

شكرا حميدتي فقد اختصرت علينا الكثير من الزمن كلنا سنستهلكه في انتظار نتائج التفاوض كل صباح، بعد أن عجلت برحيلك وصحبك بهذه الطريقة الدراماتيكية، لتهبونا وطنا لا يتعدي دوركم فيه أكثر من دور أي مؤسسة عسكرية في بلد حر ديمقراطي، ذو سيادة وطنية خالصة..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..