أخبار السودان

سودان ما بعد الثورة.. فخاخ الاقتصاد تحاصر حمدوك

عبر عبد الله حمدوك عن ارتياح بالغ وهو يشخص أزمة الاقتصاد في أول مقابلة تلفزيونية بعد تنصيبه رئيسا للوزراء، لكن الحاسم هو كيف سيتعامل مع حزمة أرقام مزعجة؛ أبرزها معدلات التضخم وقيمة الجنيه المتهاوية.

ويتوجب على حمدوك ابتكار وصفة تجنب بلاده تجريب المجرب في تجاوز عثرة الاقتصاد المتفاقمة منذ انفصال جنوب السودان في 2011، واستئثاره بثلثي إنتاج النفط.

وابتداء من عام 2012 أقر السودان نحو خمس حزم لرفع الدعم عن المحروقات ودقيق الخبز، قادت إلى سلسة من الاحتجاجات كان أعنفها في سبتمبر/أيلول 2013، عندما قتل نحو مئتي محتج برصاص أجهزة الأمن.

ومع دخول عام 2018 تدهور الوضع الاقتصادي إلى حد ظهور الطوابير أمام محطات الخدمة والمخابز، وتعثر حصول العملاء على مدخراتهم في البنوك؛ مما فجر ثورة ديسمبر/كانون الأول التي أطاحت بالرئيس البشير في 11 أبريل/نيسان الماضي.

ضيق الخيارات

هذه المآلات ستضع الاقتصاد على رأس أولويات رئيس الوزراء الجديد، الذي بدا مفتونا خلال المقابلة التلفزيونية بالنهضة الاقتصادية التي حققتها الجارة إثيوبيا.

وضيّق الرجل خياراته عندما طمأن بعدم اتخاذ قرارات برفع الدعم الحكومي عن السلع، وخلق “وصفة” محلية تراعي الأوضاع المعيشية الضاغطة على المواطنين، وتدفع الصناديق الدولية لمد يد العون دون فرض شروط.

لكن الخبيرة الاقتصادية سهام شريف تؤكد للجزيرة نت أنه لا غنى عن رفع الدعم الحكومي عن السلع حتى يتعافى الاقتصاد رغم أن ذلك سيكون مؤلما.

وحسب الموازنة المالية للعام 2019، فإن الدعم الحكومي الموجه للقمح والوقود والكهرباء يقدر بأكثر من مليار دولار، فضلا عن دعم الكهرباء.

مساعدات أم قروض

قبلها قال حمدوك إن السودان بحاجة إلى مساعدات أجنبية بقيمة ثمانية مليارات دولار، وملياري دولار أخرى كاحتياط في البنك المركزي لوقف تدهور سعر صرف الجنيه.

وتقول سهام شريف إن توفير هذه المبالغ كمساعدات من الصعوبة بمكان، لكنها تؤكد أن من الممكن توفيرها كقروض مستردة في غضون ما بين ثلاث وأربع سنوات.

واستبعدت أن تغطي المبادرات المطروحة من المغتربين في منصات التواصل الاجتماعي عبر “دولار الكرامة” المبالغ المطلوبة بالعملة الصعبة لمعالجة أزمة الاقتصاد.

وتقترح سهام أن يتم اقتراض ثمانية مليارات دولار التي تحدث عنها حمدوك لتنفيذ مشروعات تنموية كبيرة في مجال الزراعة والمذابح وتصنيع الجلود.

وتعثرت اتفاقات مع السعودية وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 لاستثمار مليون فدان يوفرها سد أعالي نهري عطبرة وستيت (شرق السودان)، فضلا عن إنشاء سدود الشريك وكجبار ودال في شمال البلاد لسد عجز التوليد الكهربائي البالغ نحو خمسمئة ميغاواط.

كما فشل السودان في استقطاب تمويل لمشروع وادي الهواد الزراعي الممتد من شرق البلاد وحتى شمالها على مساحة 2.4 مليون فدان.

وعود خليجية

يقول الصحفي الاقتصادي عاصم إسماعيل “سيكون التحدي أمام حكومة حمدوك إقناع المستثمرين -خاصة حكومات الخليج- بالدخول في هذه الاستثمارات الكبيرة التي يمكن أن تغير شكل الحياة الاقتصادية”.

ويضيف للجزيرة نت أن مساحة الأراضي المتوفرة من سد ستيت وعطبرة تعادل نصف مشروع الجزيرة، في حين مساحة مشروع الهواد تفوقه، وهي مشروعات ستسد عجز النقد الأجنبي.

ويشير رئيس اللجنة الاقتصادية بالجمعية السودانية لحماية المستهلك حسن القوني إلى أن ثمة وعودا من دول خليجية يمكن أن تساعد في توفير ثمانية مليارات دولار، فضلا عن دول الترويكا والاتحاد الأوروبي التي تعهدت بمساعدة السودان اقتصاديا في حال انتقلت السلطة للمدنيين.

ويرى القوني في حديث للجزيرة نت أن ثمة “وعودا خجولة” من الصين وروسيا لمساعدة السودان من باب البحث عن موضع رجل في بلد واعد، إلى جانب استغلال حمدوك علاقاته الجيدة على المستويين الأفريقي والدولي لدعم برنامجه خلال ثلاث سنوات.

السياسة النقدية

وكحل إسعافي، سيكون على حمدوك البحث عن معالجات سريعة لوقف تدهور العملة الوطنية وشح السيولة وخفض التضخم.

وحتى يوليو/تموز الماضي، بلغ معدل التضخم بالسودان 52.5%، في حين وصل سعر صرف الدولار في السوق الموازي 65 جنيها، في ظل استمرار وجود نحو 98% من الكتلة النقدية خارج المصارف.

وترى سهام شريف أن توفير ملياري دولار لمعالجة السياسات النقدية المختلة سيفاقم الدين الخارجي البالغ حاليا 65 مليار دولار.

لكن القوني يرى أن الديون الخارجية يمكن أن تخضع لاتفاقات مع الدول الدائنة، وهو ما يحتاج لعمل سياسي واقتصادي لتسهيل شروط السداد حتى يقف السودان على رجليه.

قطاعات واعدة

تتفق سهام مع القوني في أن ثمة قطاعات يمكنها الإسهام في إصلاح الاقتصاد، وعلى رأسها الزراعة والثروة الحيوانية، شريطة تنفيذ ما وعد به حمدوك بوقف تصدير الخام من الحبوب الزيتية والذرة والصمغ والسمسم والقطن لتحقيق قيمة إضافية تصل إلى 30%.

وتقترح سهام إنشاء مفوضية للصادرات والواردات، تكون مهمتها الضبط ووضع السياسات لتقليص العجز بين الصادر والوارد البالغ نحو ستة مليارات دولار، ووقف استيراد السلع الكمالية.

ويعتبر القوني قطاع التعدين واعدا، بشرط حسم تهريب الذهب، حيث يتم تهريب نحو 75% من إنتاج المعدن النفيس البالغ مئة طن سنويا. وهنا تشير سهام إلى أهمية سيطرة الحكومة على 80% من الإنتاج على أقل تقدير.

ورغم أن حمدوك قلل من خطورة الأزمة الاقتصادية التي كانت بمثابة فتيل أشعل الثورة، فإنه سيكون مطالبا بمكافحة الفساد المستشري؛ فالوصول لمرحلة إشاعة مفهوم احتقار الرشوة والمحسوبية في المجتمع لن يكون سهلا.

الجزيرة

‫3 تعليقات

  1. الثورة المضادة شغالة ليل نهار منذ اليوم الاول ….. لا شك ان هنالك جنيهات منزورة بكميات هائلة في المستودعات والحاويات خصصت لشراء العملات الاجنبية لتجفيف السوق من هذه العملات وافشال الحكومة القادمة من تنفيذ خطتها الاقتصادية .
    لذا من اضروري اتباع الخطوات التالية:
    1/ وضع خطة عاجلة لتغيير العملة
    2/ محاربة المخربين الذين يتعاملون بالنقد الاجنبي خارج النظام المصرفي , وذلك بوضع قوانين رادعة جدا جدا قد تصل الى السجن الؤبد والا سنعود الى المربع الاول او ابعد من ذلك .

    ملاحظة هامة :
    الانتاج والتصدير لوحده ليس كافيا لاستقرار السوق , وانما محاربة المخربين اولا .

  2. مقال منقول
    نصيحة لرئيس الوزراء
    من زول قاعد جوة السوق وناقش الحاصل
    سيدي رئيس الوزراء
    سلام من الله عليك
    لاشك ان المسئولية التي تقع علي عاتقك ليست بالهينة ولا شك ان الآمال التي تقع علي عاتقك كبيرة من شعب يستعجل النتائج!!! يجيد النقد الغير موضوعي. وينقد من اجل النقد مما يصعب مهمتك
    واظن ذلك واضح من خلال فيديو ذلك الشاب الوقح الذي سالك عن إبراء الذمة بطريقة لا تخلو من قلة الأدب وعدم المعرفة بطريقة التحدث مع رئيس وزراء
    وأظنك سمعت من ينادوك بالدخول لمياه الامطار كأن دخولك سيجفف الارض ………………
    في الفيديو الأول واضح ان الشاب. (منهم!!!)
    واعتقد ان من إبتدر الهتاف في الفيديو التاني هو (احدهم!!!) في محاولة لإحراجك
    ⭕لذلك دعني انصحك رغم الفيديوهات…
    لازم تحاول ان تجد لك اي طريقة لتكون محبوبا لدي الشعب فهذا يساعدك كثيرا في اداء مهمتك وانت تعلم اننا شعب عاطفي جدا
    انتهي….
    ⭕علمك وعملك نعلمه تماما ولكن جهلك بمايدور في السوق السودانية يمكن ان يكون سببا في فشلك
    ⚡عدم معرفتك بمايدور من مؤامرات سيكون سببا في فشلك
    لذلك دعني وانا ابن السوق وبما لدي من معلومات ان احاول مساعدتك
    اولا عايزك تاخد اي معلومة من المعلومات في نصيحتي هذه مأخد الجد..فهي معلومات حقيقية اياك ان تقلل من اهميتها او تكذيبها
    ساحاول ان اكتب بطريقة النقاط حتي لا يختلط عليك الامر
    ⚡مالم تغير العملة لا تحاول اي اجراءات اقتصادية
    ⚡ بعد تغيير العملة اياك ان تطبع عملة اكثر من فئة العشرين جنيه
    طيب خلينا نشرح النقطتين ديل وبعدين نشوف النقاط البعدها
    💥النقطة الاولي .توجد عملة سودانية وبكميات مهولة مهولة فوق ما تتصور خارج النظام المصرفي.. اكتر من 60% منها مزور مع العلم بان اغلب العملة المتداولة اليوم عملة مزورة ..
    هذه العملة اغلبها ياتي من خارج السودان بصورة ممنهجة ومدروسة ويتم بها شراء الدولار والذهب واللحوم لصالح دولة شقيقة ..اوعك تفكر في ان الكلام دا ماحقيقي …
    حقيقي وكتير من المسئولين كانو ملمين بتفاصيل الموضوع ان لم يكونو ضالعين فيه رغم انه عمل مخابراتي من الدرجة الاولي….
    لذلك لابد من دخول هذه العملة للبنوك لان هذه العملة ستستغل لضرب اي قرار ولخلق الازمات والطريق الوحيد لادخالها النظام المصرفي هو تغيير العملة وهذا مالم يتخذه المجلس العسكري لشئ في نفسه
    💥 النقطة التانية
    لماذا لا نطبع من العملة الجديدة غير فئة العشرين وما دونها؟؟؟
    ..لان تكلفة طباعة الورقة فئة العشرين اكثر من قيمتها لذلك لن يحاول احد طباعتها مما يقلل عملية التزوير وصعوبة تخزينها خارج النظام المصرفي وصعوبة نقلها لشراء دولار سرا”
    ⚡ بما انك ستعتمد علي الزراعة بشكل اساسي لابد من اصدار قرار باعادة انشاء الشركة السودانية للحبوب الزيتية ووقف تصدير السمسم والحبوب الزيتية الاخري علي ان تقوم هذه الشركة بشراء المنتج من المزارع او التجار بنفس سعر الصادر ناقص المصاريف الادارية علي ان تقوم الشركة بالتصدير والتحكم بالسعر العالمي وبالتالي تضمن الدولة الحصول علي كل عائد الصادر من السمسم والحبوب الزيتية الاخري ..
    وبذلك نضمن عدم شراء شركات الاتصال لمحصول السمسم لاخراج اموالها…
    (ولا مش كدا يا فاتح عروة)
    ⚡لابد ومن الضرورة انشاء شركة اتصال وطنية كشركة مساهمة عامة تعمل باسعار تغري كل الشباب والجهات الحكومية للتعامل معها مما يساعد في خروج الشركات الاجنبية التي لن تصمد امامها اكثر من ستة اشهر ..
    او اغلاق شركة زين وستجد مليون مسوغ قانوني من اخراجها من سوق العمل السوداني…..وحينها ستكتشف بلاوي
    💥 خليني اقول ليك زين مشكلتا شنو وبتعمل في شنو
    زين تستطيع شراء كل العملة الحرة الموجودة في السوق دون ان تترك دولار واحد ومن غير راس مال .فقط عليها ان تقوم بطباعة كروت او توزيع كودات جمع كود وبيعها لوكلاءها وقبل. ان تستهلك هذه الكمية تكون اشترت اي عملة وارسالها خارج السودان ويمكنها ان تشتري من دولارنا دبي هذا غير دخولها في تصدير السمسم
    ⚡يجب ان تعلم سيدي رئيس الوزراء ان زين هي آفة تاكل كل عملتنا الصعبة ولا مجال للمجاملة في ذلك
    بالمناسبة:-
    نسيت اكلمك في معلومة عن وجود ماكنة حديثة جدا تطبع العملة وبانتاجية جيدة تخص المؤتمر الوطني لا علاقة لها بمطابع العملة السودانية شوهدت هذه الماكنة اخر مرة في وادي حلفا…
    ⭕ لابد من اصدار قرار مهم جدا..بوقف كل التعدين الاهلي وغير الاهلي لتقنين وحصر الشركات ووقف كل الشركات الاجنبية ومنعها من التعدين..
    سيدي الذهب من هبات الله لقاطني الارض وليس لغيرهم وتعدين الذهب لا يحتاج لاموال ضخمة والان يوجد كمية من الاجانب يعملو بامكانيات قليلة جدا ويقوموا بشراء الذهب من صغار المعدنين ويقوموا بعمليات تهريب عن طريق مصر وتشاد. لذلك لابد من تاهيل قوات مكافحة التهريب وذلك شراء عشرة طائرات مروحية روسية قيمة الطائرة لا تتعدي ال100الف دولار لمراقبة الحدود في شمال السودان وغرب السودان هذا غير مايتم تهريبه من الصمغ العربي الذي تعد دولة جارة من اكبر المصدرين له
    وللعلم ان قيمة هذه الطائرات مبلغ لاقيمة له ستسترده من اول شهر عمل من الذهب المهرب
    ⚡ اصدار قرار بمنع استيراد كل انواع الحلويات والبسكويتات والعصاير وكل المعلبات والاسماك والخضروات والفواكه
    هل تصدق سيدي الرئيس توجد بالسوق دكوة مستورد وجزر مستورد وبسلة وبامية.. طبعا ما حا تصدق الكلام دا نعم بامية وقبل سنتين جاتنا خدرة مفرومة من برا اما عن الدكوة في تلاتة انواع فيهم واحدة سويسرية كمان
    اصدار قرار بوقف كل عربات الدفع الرباعي..او منع استيراد اي عربة تزيد عن ال1200سيسي مع وقف كل استيراد العربات لمدة سنة قابل للتجديد
    اصدار قرار بمنع استيراد اي سلعة تصنع محليا تكفي حاجة البلاد ومايحاولو يقنعوك بضرورة زيادة السقف الجمركي .. لان ما ستوفره بعد توقف فساد المحليات حايكون عندك فائض من العملة المحلية
    ⚡نسيت اقول ليك شغلة مهمة جدا وما حا تصدقني وامكن ناس كتار ما يصدقوني
    هل تصدق ان شركات الحكومة حريصة علي عدم نزول الدولار لانها تملك الدولار ولازم تفكو في السوق عشان تشتري سمسم
    ⚡ هل تصدق ان التصنيع الحربي هو اكبر مشتري للسمسم امشي شوفو قاعد يرجع حصيلة صادر ولا لا
    لذلك لابد من النظر في السرقات الحكومية عفوا اقصد الشركات الحكومية التي اخرجت التجار والشركات الخاصة من سوق العمل
    ختاما سيدي الرئيس ابشرك بان الدولار سيصل الي اقل من 35جنية في اقل من ستة اشهر في حال العمل بماذكر اعلاه…
    واوعك يمرروا عليك قصة نزول الدولار واثره علي الصادر انت اكيد عارف المعالجات شنو في الحالة دي
    اما عن نزول الدولار واثره علي التجار.فهو قطعا له الاثر السلبي الذي يمكن امتصاصه بكل يسر في حال ثبات النزول عشان مايجي يجي اتحادنا بتاع اصحاب العمل يعمل فيها ضحية
    سيدي الرئيس الوطن امانة في اعناقنا جميعا والوطن في مهب الريح ويحتاج الي قرارات مهمة وقوية وحتما سيتضرر البعض منها وذلك يهون في سبيل الوطن سر وعين الله ترعاك
    ونحن معك والله ولي التوفيق
    منقول

    1. للأسف حمدوك لن يعمل بمعظم مما ذكرت لأنه من جوقة “الخبراء الدوليين” فهم مثلا لن يوقف إستيراد المواد والأطعمة الاستهلاكية غير الضرورية لأنه يؤمن بالأسواق المفتوحة وهو أيضا يؤمل في الإستدانة من النظام المصرفي العالمي والدول التي تقف خلف هذا النظام لن تقرضه لو سعى نحو الحد من الاستيراد كذلك لا توجد مؤشرات في خطاباته بأن مسألة التقشف الحكومي وأسترداد الموال المنهوبة تشغله … أما أمور حماية العملة الوطنية ومحاربة التهريب فهو لا بد أن يعتمد فيها على الجيش والأمن وهؤلاء هم نفسهم جيش وأمن النظام السابق وسبب الكوارث

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..