أخبار مختارة

مولانا سيف الدولة!!

فتحي الضَّو
مما لا شك فيه أن فلول النظام البائد – تجلس باسطة ذراعيها بالوصيد – لتعمل جاهدة على إرباك المشهد السياسي بضعضعته وإضعافه ومن ثمَّ الحُلم بإسقاطه. وقد يبدو ذلك ضرباً من ضروب الوهم للواقعيين، ولكن إن شئت توصيفاً دقيقاً، فقل إنها الكوميديا السوداء عينها، لمن عرف شطحات ونطحات الحركة الإسلاموية وعُصبتها. إذ كيف يُمني النفس من نال نصيبه من كآبة المنظر وسوء المنقلبليعيد سلطة فاجرة سيرتها الأولى؟ بيد أن الملاحظ في خططهم الجهنمية تلك استهدافهم رموز السلطة، سواء في المجلس السيادي أو التنفيذي، الواحد تلو الآخر، وعندما لا يجدون ما يقتاتون به في نقدهم، يلقون باللائمة تلقائياً على كاهل قوى إعلان الحرية والتغيير ويحملونها مسؤولية ثقب الأوزون!
بالطبع لا ينبغي أن نعير ذلك اهتماماً طالما عرفنا هويته، ولكن بالقدر نفسه لا يجوز أن يكون ذلك بعبعاً يخيفنا ويجعلنا نحجم عن انتقاد أنفسنا نقداً ذاتياً صارماً. ففي ذلك تمرين للحرية التي غابت عنَّا، وفي نفس الوقت زاداً للديمقراطية التي نرومها. ومن هذه الزاوية يجب أن نعترف أن ثمة تباطؤاً غير مبرر في إيقاع العملية السياسية، إذ لا يستقيم عقلاً أن تمضي أكثر من خمسة أشهر على سقوط الطاغية ونظامه، ونحن ما نزال نحبو على عتبات اختيار الأشخاص الذين يشغلون مناصب بعينها!
ليس سراً أن الشارع الثائر تدثر بصبر أيوب طيلة تلك الفترة، في انتظار أن يبدأ المسيرة نحو تحقيق الغايات الكبار. ولم يكن غريباً أنه عندما عيل صبره خرج مُجدداً في مسيرات كما سابق عهده. لكن الأغرب أن تظاهراته المُستجدة تلك بالرغم من أنها كانت ذات مطالب مُحددة ومُعينة (مثل تعيين رئيس القضاء والنائب العام) فقد كان المأمول أن تستجيب قوى الثورة فوراً لرغبات الثائرين طالما أنها تعبر عن نبضهم وتطلعاتهم. فإذا به نشهد فاصلاً من فواصل اللامبالاة المثيرة للحس الثوري. إذ أصبحت تلك التظاهرات عبارة عن جنازة تنتهي بانتهاء مراسيم الدفن، أي بتسليم مذكرة تُتلى على المتظاهرين، ثمَّ ينفض السامر تأهباً لفاصل جديد!
الذي ينبغي ألا يغيب عن ذهن من تصدروا المشهد السياسي هو أن الجماهير الثائرة ارتضت بخياراتهم رغم ما اعترى بعضها من عللٍ وبثور، بل مضوا إلى أبعد من ذلك واستبشروا به خيراً لعل المحك العملي يُصلح ما أفسده العطار، ولعل ذلك يقرِّب المسافات والأحلام معاً نحو تحقيق الأهداف الكبرى. وفي هذا الصدد كان واضحاً لكل ذي بصيرة أن الجماهير الثائرة أدركت أن تحقيق تلك الأهداف يمر عبر بوابة العدل والذي هو أساس الحكم. وعليه ظلَّت العيون مصوبة – يشوبها الحذر والترقب – نحو أهم منصبين يمثلان الركائز التي تستند عليها الفترة الانتقالية، وبالتالي تمثل السلسلة الفقرية للديمقراطية المنشودة، وهما منصبا رئيس القضاء والنائب العام.
أقول في هذا الصدد أيضاً، ليس سراً أن قوى إعلان الحرية والتغيير أبدت تنازلات مهينة للمجلس العسكري، بل إن شئنا تخفيفاً نقول إنها لا تتسق ونهج الثورة، وكانت النتيجة أن تهاوناً حدث من خلف الكواليس، إذ استمرأ المجلس العسكري ذلك الخنوع، للدرجة التي أصبح يرفض فيها أي اختيار دون أن يعرف الواقفون على شفا الجحيم أيان مرساها، بل ودون أن يعرفوا الأسباب وراء ذلك الرفض المتكرر. حدث ذلك في حالة مولانا عبد القادر محمد أحمد ومولانا محمد الحافظ وآخرين لا نعرفهم من وراء حجاب. ولهذا لم يكن غريباً أن تلجأ الجماهير إلى استخدام سلاحها المُدَّخر ليوم كريهة وطعان جلس. فوجدت في الشوارع التي لا تخون ملاذاً لبثها شكواها وبلواها وأنينها.
قد يحاول قائل تعميش عين الحقيقة ويستجلب ما تعجز عنه الأضابير في فقه ما يسمى زوراً وبهتاناً الدولة العميقة، وبالرغم من أنها تهمة يسعد بها الإسلامويون وشرف يدعونه ويروجون له، إلا أنها محض أكذوبة، تماماً مثل أن يقول لك قائل فيهم (لا للسلطة ولا للجاه) وهو مكتنز شحماً ولحماً وورماً. أما الطيبون فقد يرجعون أسباب التلكؤ إلى الملابسات التي حدثت في التباين الذي ظهر بين وثيقتين أثارتا جدلاً فيما لا يُجنى طائل من ورائه. إذ إن توقيع الإعلان نفسه تمَّ في يوم 17/8/2019 وقد مضى على ذلك أكثر من شهر، مما حدا بالراصدين لحركات وسكنات الثورة أن يعزوا البطء لأمرٍ كان مقصوداً. وبالطبع فإن صح ذلك فتلك جريمة مكتملة الأركان!
ذلك يدفعنا مباشرة إلى طرح سؤال المليون كما يقولون: لماذا لم تطرح لجنة الاختيار داخل قوى الحرية والتغيير اسم مولانا سيف الدولة حمدنا الله ضمن الخيارات المتاحة؟ وبصورة أكثر مباشرة هل ثمة من اتصل به ليعرف رأيه ما إذا كان رافضاً أو مُمانعاً أو حتى مُتمنِّعاً؟ لا سيَّما، وأن الرجل كانت أسهمه مرتفعة لدرجة حسب الكثيرون الأمر محسوماً من قبل أن تأتي الثورة أُكلها؟ سأدلى بإجابة أرجو ألا تفجع القارئ مثلما فُجِعت بها، فقد علمت مؤخراً أن اسم سيف الدولة لم يكن مطروحاً ضمن خيارات من بيده القلم. وأزيد بما هو أفجع في أن لا أحد اتصل به ليقول له يا بُني أركب معنا ولا تكن من العاقين!
لعل السؤال الذي يطرح نفسه بعدئذ؟ إذن (لماذا حدس ما حدس) الذي حدث أن جهابذة يوم الحشر قالوا لمن بيده الأمر إن مولانا سيف الدولة رفض الترشيح؟ فقال لهم كيف؟ فقالوا إنه كتب مقالاً في (الفيس بوك) وأعلن فيه رفضه. هب – يا رعاك الله – أن هذا المقال منحولٌ، بل قل إنه صحيح البدن والعافية ألا يستحق المذكور مكالمة هاتفية تكلف دولاراً واحداً من ثروات أهل السودان؟ غير أن أسوأ ما نما لعلمي وكاد قلبي أن يتوقف فيه عن الوجيف، هو أن أحد جهابذة يوم الحشر قال مبرراً تقاعسهم أن (سيف الدولة نفسُه حار) ولعل راعي الضأن في الخلاء يعلم أن تلك صفة يتطلع إليها المناضلون، ناهيك عن الحال الذي نحن فيه ويحتاج لعربة مطافئ. أما أنتم يا زمرة الصابرين فما عليكم سوى الضحك حتى تبين نواجذكم!
نعم كتب سيف الدولة مقالاً في وقت مبكر استبق فيه قول كل خطيب، أي قبل أن يصبح التكليف حسناء يطلب وُدَّها الخطباء. أعلن فيه زهده عن تولي أي منصب عدلي، وأبدى في ذلك أسباباً شخصية واجبة الاحترام ولكنها ليست لازمة القبول. فهو لم يقل إنه يرفض تماماً تولي أي منصب، بما يعني أن الأسباب التي ذكرها يمكن العبور فوقها، لا سيَّما، بعد أن وقف حمار الشيخ في العقبة. علماً بأنه مهما كانت عقبة الظروف التي أبداها فإن الذي لا شك فيه أنها ستتضاءل صُغراً أمام الظروف التي يمر بها الوطن؟ فهل من يزايد على محبة سيف الدولة لوطنه وقد أهرق في ذلك مدادٌ يصعب على الراصدين حصره!
كثيرون منِّا عرفوا سيرة الذين تمَّ اختيارهم في المجلسين من خلال سير ذاتية من صفحتين أو ثلاثة، وهم جميعاً موضع حبنا ومصدر فخرنا، لكن سيف الدولة كان كتاباً نضالياً مفتوحاً عبر مئات من المقالات في الشأن العام بصورة عامة والقضايا الحقوقية والعدلية بصورة خاصة. تكلم في زمن ازوأرت فيه رؤوس كثيرةكانت تحاول اعتلاء قمة المشهد بلا حياء. أما أنا فلا أريد أن أخجل له تواضعاً، ولكني أقر بأن كتاباته مثلت بالنسبة لي ثقافة قانونية وعدليه كاملة الدسم، فمن خلال ذلك تسنى لي معرفة كثير مما كان يجرى في أروقة أجهزة العدل إبان العهد الغيهب وحتى سقوط الطغاة. واعتقد غير مخطئ أن ذلك لسان حال الآلاف من القراء الذي تابعوا ما يكتب بشغف توخياً للمعرفة والإلمام والشحن الثوري!
ولكن لماذا قلنا كل هذه القصة؟ بالطبع الأسباب المباشرة تكمن في ترقب اختيار أهم شخصيتين كما ذكرنا في منصبي رئيس القضاء والنائب العام. قبل ذلك أقول إن ثمة خاصية اقترنت بسلوكنا السوداني المعروف، وهي ممارسة أبغض الحلال في انجاز ما يشتجر حوله القوم في الساعة الخامسة والعشرين. ذلك ربما إننا ملولون وهي ظاهرة أشبه بالهروب إلى الأمام، وذلك حدث في بعض الاختيارات منها من قضى نحبها ومنها ما تنتظر، مثل منصب وزير للثروة الحيوانية الذي أكل عليه الدهر وشرب، وما يزال في انتظار جودو. وفي هذا الخصوص نما إلى علمي أن ثمة ترتيبات لتعيين أحدهم وهو أمر لو تمَّ سيكون كارثياً، ليس طعناً في أخلاقه ولكن باختصار ليس هوبرجل المرحلة، ويكفي شاهداً أنه مُرشح من قِبل الفريق عبد الفتاح البرهان بدواعٍ شخصية!
أعلم أنني انتهكت (الميثاق السكوتي) الذي سيطر على المشهد العام بيننا وبين القائمين على قوى إعلان الحرية والتغيير. وكنا أصلاً قد وضعنا في فمنا ماءاً تقديراً لدواعي المرحلة الحرجة وتطلعاً إلى الوصول بهذه الثورة إلى نهايتها القيمية المنطقية، ولم يكن ذلك خشية من حاصب بحجارة من سجيل أو راغب في معركة من غير معترك. لم أكتب يوماً إلا فيما ندر عن شخصٍ، فقد ظللت استهدف ما هو أشمل. ولعل دقة الظرف الذي نحن فيه استوجب ذلك. وأنا الذي لم ير سيف الدولة في حياتي واتطلع لذلك، لكن الرفقة النضالية في السنوات العجاف جسدت بالنسبة لي معنى أن يكون لك أخاً لم تلده أمك كما يقال!
أقول قولي هذا وأختم برجاءين أملحين: الأول قبل أن تفاجئوننا بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، نأمل أن تطرح علينا بشفافية، وبالطبع كنا نأمل أكثر في مناظرات أو لقاءات مكشوفة حتى يستطيع القابضون على الجمر معرفة ليلهم من ضحاهم. ولكن ذلك ما لا يمكن الوصول إليه. أما الثاني فأدرأوا شبهات الخطيئة بالتصويب الثوري الجريء، وتواصلوا مع مولانا سيف الدولة لمعرفة وجهة نظره وتيسير ما يمكن أن نظنه أدنى درجة من نداء الوطن. أدفعوا به إلى جهنم الوطن، فلربما كان (النَفْس الحار) سبباً في أن تكون برداً وسلاماً!
آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!!

فتحي الضو
[email protected]

‫13 تعليقات

  1. (أدرأوا شبهات الخطيئة بالتصويب الثوري الجريء، وتواصلوا مع مولانا سيف الدولة لمعرفة وجهة نظره وتيسير ما يمكن أن نظنه أدنى درجة من نداء الوطن. ) نرجو ذلك ونأمل من مولانا سيف الدولة -وكما عهدناه – تغليب مصلحة الوطن على اي مصلحة اخرى .

  2. الاخ العزيز فتحى
    السلام عليكم
    اوافقك الراى تماما لحوجة المرحله لامثال مولانا سيف الدولة ولقد ناقشت هذ الامر مع بعض الاخوان بالمؤتمر السودانى على ادراج اسمه ضمن الاسماء الضروريه جدا واشهد على انه فى نهاية تلك الجلسه اتصلو باللجان لادراج اسم مولانا سيف وحتى هذه اللحظه اعتقد وجوده غاية الاهميه
    وبما ان موضعه كان يهمنى المنى جدا اعتذاره ولقد اكبرته فيه قوله بان الموجودين ولم يخرجو من السودان لهم الاوليه ولكن لا اعتقد بانه يرفض التكليف اذا كان باسم السودان ابدا ابدا
    واعتقد المرحلة لامثاله ومن لايستطيع النفس الحار امشى الى الدول البارده التى اتى منها

  3. فتحي الضو اسم لامع صحفي مشهور ثوري بامتياز معاد لكل ما هو ( كيزاني ) بنى نفسه ام ابنسم له الحظ لسيس مهما.

    ولكن أسلوبك التحليلي ضعيف جدا جدا وممل .

    ومما يثير الاشمئزاز إقحامك نتفا من أسلوب القرآن في غير مكانها. لا هو اقتباس بصريح النص ولا استشهاد يوافق حكما . بل تفوح منه رائحة السخرية ؟

    وغير موفق أطلاقا إذا ما رجعنا للمعاني في سياق القرآن.

    تجلس باسطة ذراعيها بالوصيد

    له يا بُني أركب معنا ولا تكن من العاقين

    دون أن يعرف الواقفون على شفا الجحيم أيان مرساها

    له يا بُني أركب معنا ولا تكن من العاقين.

    ما علا بك ورفع مكانتك وسط الإعلاميين المعلومات والأسرار التي حوتها كتبك.

    فلا تنزل مكانتك بجتشم ما لا تستطيع وكن استقصائيا تحافظ على مكانتك.

    أما إذا أردت الرسائل ففي الأسلوب البسيط مخرجا.

    1. القرآن ده مكتوب بالغة الونديي… ياحمار مااستخدمه استاذ فتحى ليس قران بل لغة عربية مخوذه من القران…..يحاكا أن هناك امراءة ظلت تتحدث لمدة أربعين عاما وما تحدثة بلفظ إلى وكان من القرآن …فيا غبي إستخدم كلمات وجمل من القرآن ليس قران بل هو من فصاحة وعلم وتمكن الرجل من اللغة وانا بشرح ليك ياغبى ياحمار ولا أظنك تفقه كلمة من ماقال استاذ فتحى او ماشرحة ….الحقد والحسد والنفوس المريضة هى آفات مجتمعنا والكيزان اذكو هذه الآفات حتي وصلة إلى هذا المستوى

    2. أرجو أن لا يُحور كلامي خارج نطاقه و مقاصده ، و كذلك أرجو الرجوع لمداخلاتي (تعليقاتي) في راكوبتنا الغراء كمرجعية لمعرفة توجهاتي و أسلوب تفكيري.

      ما كان لي أن أخالط الصحفيين في حياتي العادية ، لكن تجربتنا مع الإنقاذ (الإعتقال و السجن) ، أتاحت لي هذه الفرصة.

      تزخر المعتقلات دوماً بخيار المجتمع (في عهد الإنقاذ) ، و نقابل أشخاص عظام و مناضلين نتعلم منهم و نستفيد فوائد شخصية ، لكن دائماً كان الهاجس الأمني هو القلق الأكبر خاصة أن معظم المعتقلين أو المسجونيين لديهم إتهامات و قضايا مختلفة ، لكن القاسم المشترك بينهم كان التحوط الأمني من الصحفيين المعتقلين ، و إستمر هذا التحوط بالنسبةِ لي حتى بعد الخروج للحياة العادية و لحظي العاثر في مصادفة صحفيين لديهم صفات تعزز تحوطاتي منهم.

      تجربتنا مع الراكوبة أظهرت لنا كتاباً وطنيين كانت لهم شعبية (مراجعة الراكوبة و سجل الزوار) و لم يكن منهم صحفيين إلا قلة منهم الأستاذ عبد الرحمن عمر الأمين (لصدقه و تفانيه) و يليه تركاوي ثم نوعاً ما فيصل محمد صالح.

      و حيث أن غمة العهد البائد قد زالت ، فإنني أقول رأي بصراحة ، حيث كنت أستشعره سابقاً ، لكني لم أعلنه حتى لا ننصرف في ملهاة تصرفنا عن هدف إزالة النظام ، و لتماسك وحدة الرأي.

      معظم مقالاتك كانت تأتي دوماً كظل لمقالات مولانا سيف الدولة حمدنالله و الأستاذ عبدالرحمن عمر الأمين و ربما كتاب آخرين ، و رغم الشعبية التي لازمت كتاباتك إلا أن كتاباتك كانت تابع و غير صادقة و تظهر فيها إنك أكثر مهنية و هذا و إن خدم الإتجاه العام ، إلا إنه بالطبع لن يخدم الإتجاه الوطني الصادق ، إسوة بالكُتاب الذين ذكرتهم.

      و تأسياً بالنقد الذاتي و كتمرين للديمقراطية (كما دعوت في مقالك) و زادا للديمقراطية التي نرومها (كلماتك التي سطرتها) ، أرجو تحملي في إبداء رأي.

      أنت من جيلنا ، أي من الجيل الذي حضر إنقلاب الإنقاذ و التغييرات التي حدثت في المجتمع و البلاد و كصحفي تعرف أكثر من غيرك فداحة الفساد الذي أحدثته عصابة النظام البائد ، و رغم كثرة هذا الفساد و تنوعه ، إلا إنني أركز هنا على إحلال النظام لكافة كوادره من مؤسسات الدولة المتنوعة و إن كان بنسب متفاوتة إلا إنها في بعض المؤسسات بنسبة 100٪ و هي مؤسسات رئيسة و هامة في تسيير شؤون الدولة (الإتصال ، البترول… إلخ) ، و إستعادة مثل هذه المؤسسات سيستغرق منا سنيناً حتى يتم إستعادتها وطنية خالصة.

      الجريمة التي إرتكبها النظام من تدمير و سرقة و خراب لمكونات بلدنا ، لم تحدث في أي مكان بالعالم ، و لا حتى في الإتحاد السوفيتي أبان سيطرة الحزب الشيوعي ، حيث لم يمارسوا الخراب/التدمير/السرقة لبلدهم كما فعل رساليو بلدنا.

      تعلم أكثر من غيرك أن هذه الثورة تختلف عن سابقاتها ، بأن الشعب هذه المرة شريك في الحكم و إن كان لم ينتظم ذلك بصيغ و هياكل رسمية بعد إلا أن كل المسعاي (لكل الأطراف) تخطو نحو تمكين و تثبيت هذا الهدف.

      و نعلم من متابعتنا لإسهاماتك في الراكوبة عن إهتماماتك بالشأن العام ، إلا أن إهتمامك بالأشخاص لا يزال تفوح رائحته (من تتبع لمقالات الذين ذكرتهم أعلاه) ، و إن كان تواضعاً و مناً منك إنك قد خصيتُ مولانا حمدنالله في هذا المقال ، فهذا أيضاً يكرس حبك لذاتك و تلميعك لإشراقات مهنيتك حسب ظنك ، و هو مكر يحيق بك.

      مولانا سيف الدولة ذكر عدة أسباب لكن أهمها إنه يميل لجانب الشعب في مواقفه و قد أصدر كثيراً من الأحكام على كوادر النظام! و هو و لمهنيته كقاضي يعلم أن هذا يعتبر خللاً لمواصفات أي قاضي ناهيك عن تولي منصب قيادي.

      كما إن إستغلال إسم مولانا ، لتلميع ذاتك رغم علمك الأكيد بإستحالة تنفيذ ما ذكرته في هذا الوقت الوجيز للأسباب التي ذكرتها أعلاه ، يكشف خبث مقصدك و يذكرنا بمقالاتك اللاحقة لإصداراتك من الكتب و التي كنت تروج لها (إعلان مجاني) و تنجر مقال من أجل الإشارة لآحد الكتب.

      الأستاذ عبدالرحمن الأمين ، يأتي بالكثير من المصطلحات و بعضها من تأليفه و يستخدم الكثير من التشويق و الإثارة في كتاباته ، لكن أبداً لم يشعرني ذلك إنه يصطنع أو يبرز عضلاته المهنية ، إنما يشعرك بأهمية مقاله و الوقائع الموثقة فيه، مما يجعلنا نعيد قرائته مراراً و تكراراً دون ملل.

      مبادئ و روح ثورتنا ، تنامت مع الزمن، و بمراجعة الراكوبة في السنوات الماضية تجد أن كتابها الوطنيين (بالإضافة للذان ذكرتها) أمثال شوقي بدري و الإقتصاديين (مصطفى عمر ، د. فيصل، الأستاذ حسين، هباني… إلخ) و د. هاشم حسين (أول داعي لفكرة المهنيين) ، ستجد أن مقالاتهم و مساهمات القراء (التعليقات) قد بلورت ملامح روح ثورتنا الحالية.

      كما أن كتابنا لا زالوا يقدمون مساهماتهم بنفس الروح التي بدأوا بها و لم يوقفوا جهدهم الشعبي للبحث عن مواقع أو نفوذ ففيهم لا زال يملك نفوذاً في شحن الرأي العام ، لكن من أجل البلد و من أجل الصالح العام.

      لو أخلصت سابقاً في مقالاتك ، لكان دورك حالياً إيجابي و في سبيل دعم الثورة و كمشارك في العمل الوطني (قولاً و فعلاً).

      ترى إنني لم أخرق (الميثاق السكوتي) الذي ذكرته إلا بعد أن خرقته أنت و لا أروم من ذلك سوى إبداء رأي و قد يوافقني البعض و يختلف معي كثيرون.

  4. سيف الدولة حمدنا رجل كفؤ وقانوني من الطراز الرفيع كافح بقلمه في زمن الشدة والكرب وظل على الدوام سيفاً مسلطاً على رقاب الإسلامويين برأئي المتواضع توقعت له القضاء أو العدل ولا ادري أسس قحت في الاختيار ولكنه الرجل المناسب في المكان المناسب .

  5. الاستاذ حمدنا الله من جهابز القانون وقلما صارم وقاطع في وجه الظلم كنت وما زلت أن يكون من ضمن المنظومه التي تقود الفتره الانتقاليه

  6. الاستاذ حمدنا الله من جهابز القانون وقلما صارم وقاطع في وجه الظلم كنت وما زلت أن يكون من ضمن المنظومه التي تقود الفتره الانتقاليه

  7. سيف الدوله قانونى بدرجة امتياز ، لا يخشى فى الحق لومة لائم. كاره للكيزان ، ناقد لسلوكهم الشاذ. هذا الناضل يستحق ان يكون رئيسا للقضاء لانه مستقل ومحايد وشجاع ومفيد للوطن فى هذه المرحله الحرجه …

  8. أ. سيف الدولة حمدنا ” الله ” رجل كفؤ وقانوني من الطراز الرفيع كافح بقلمه في زمن الشدة والكرب وظل على الدوام سيفاً مسلطاً على رقاب الإسلامويين برأئي المتواضع توقعت له القضاء أو العدل ولا ادري أسس قحت في الاختيار ولكنه الرجل المناسب في المكان المناسب .
    ——————————————
    ✅ تصويب ” أ. سيف الدولة حمدنا الله”

  9. شخص يخاطب المجتمع كله عن شخص! هل يزكيه أم يعاتب المجتمع لمخالفة رؤيته فيمن يكتب عنه؟ أم هي مجاملة ثقيلة الظل بخلفية كاتب يحسب أن بلغ مرحلة من الشهرة بحيث لو زكى من زكى فلا يوجد خيار غيره! وأنا أسأل الكاتب الذي لا يحسن الاقتباس من القرآن فهو لا زان مقاله بمعانيه ولا أفاد القاريء ببعض بلاغته، أقول له قبل أن تحرج أي شخص بالكتابة عنه بهذه الطريقة التي ينفر منها الطبع السوداني الحار، والمفارقة أن من يكتب عنه متهم بالنفس الحار!, أرجو أن تدرس كامل موقفه، ولعلك قرأت حيثيات عدم قبول الأستاذ المحامي السر الحبر تترشيحه لمنصب وزير العدل، ولعل مولانا سيف الدولة له من الشروط أشد من شروط الحبر وهي ليست شروط شخصية ولكنها شروط صلاحيات لا فائدة للمنصب بدونها، وياخي اعفي لي من يوميها أنا لا أستطيع هضم اسلوبك في الدعاية لنفسك ولكتبك ومع أني لم أقراها بالطبع إلا أحمد الله على ذلك لأنني لو اشتريتها ووجدتها مكتوبة بهذا الأسلوب الثقيل الظل لما سامحت نفسي أبداً!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..