أهم الأخبار والمقالات

مُنع من النشر في صحيفة آخر لحظة: عرضحال (لِمن يدفع أكثر)..!

عبد الله الشيخ

ما يحدث داخل المؤسسات الصحفية – إن سميناها مؤسسات – ازدراء للصحفيين باضطرارهم العمل في ظروف مُحبِطة، يتماهى معها منتفعونَ – مستفيدون – مِن أمر دُبِر بليل.

وما أكثر الليالي الضليمة في زمان القشاعِم، عندما يتكالب المستفيدون من التمكين في السابق واللاحِق، بعد أن نُصِّبوا في المرافق، ثم كِبرت الشغلانة وأصبحوا خبراء، في كل شيئ، في كل شيئ، بما في ذلك فِقه الثورة، كيف لا وجهاز الأجهزة  (يقُح) بغزارة، وبقرة الإنقاذ – تبارك الله – تحلب دلاليراً ودراهِما.. (أيا ربنا بارِك وصلي وسلِّما)… لأخبارهم في الصفحة الأولى رنين من ذهب، ولحوارتهم الباتعة جُعلاً لا يخشى الدسائس من جوعٍ أو شبع، ولحملاتهم – بين سطورهم – مفخخات لصالح هذا، أو لابتزاز ذاكَ كي يدفع أكثر، إذ  نثر كِنانتهم حزبهم الحاكم، وكفى بالله وكيلا.

صحائف مدينتنا تحت رحمة من يسترزقون بحيل كثيرة.. يبيعون سوء الطوية لشعب السودان ولا يقبلون في عمر البشير لومة لائم – ولا كِلمة  في البشير.. كفي أنه باشارة من (شيخ علي) تتقرر مصائر من هم داخل الدور، ومن هم خارجها برواتب زهيدة تنهشها الاستقطاعات، دون أن تتغشاها الزيادات… زيادات مثل التي قيل أنها منحة من  الرئيس، فالمبجل البشير (ذاتاً ووصفاً وإسما) تغدو منحته (رِيحة حلّاقين) حين يتعلق الأمر بدفع بالحقوق، وحقوق الصحفيين حِفنة فتات.. حقوق الصحفيين تصفير قابل للانحدار في ظل ارتفاع الاسعار، بينما مندوب الحزب الحاكم – كان ولم يزل يجوب مكاتب الصحيفة طلباً لتخفيض العاملين ورواتبهم، وفق ما تمليه مَلاحة الصِلات الطيبة.

لكم الله أيها الصحفيون، فقد عشنا زماناً مضى في المُساسقة بين استدعاءات وإنذارات تؤسس لإهانة الصحفيين وتبخيس قدرهم في المكاتب، النيابات، وفي الدهاليز الخفية.

لكم الله أيها الصحفيون، فقد عشنا زمان يتبع فيه المندوب (سِيد اللبن) لاشارة الصرّاف.

عشنا زماناً نصطبح فيه داخل قاعات محاكم التفتيش، تنتظر وحيداً ضائعاً، وقبل أن ينادي عليك الحاجِب ترمُق مندوب صحيفتك يقهقه مع القاضي وبينهما الشاكي رجل الأمن… تراهم يقهقهون يهمهمون في شانك/ يتدارسون: كيف تمضي السياقات الى حتفك المأمول.

أيها الصحفيون: قبل أن نتحدث عن اصلاح مسار الثورة، ينبغي أن نصلح بيتنا الداخلي، فما يحدث داخل الدور الصحفية لا يُحتمل.

يكفي شعبنا صبراً أن يحتمل بروز هؤلاء الأقحاح، بهذه الهيئة من الولاء المفضوح لنظام أسقطته إرادة الثورة ، ثورة الشباب والنساء.. يكفي احتمال السنين لبجاحة من باعوا شرف الكلمة والموقف.

يكفي هذا، هذا يكفي.. فإنه لا يغيب عن فطنة القارئ أن صحيفة تستنكِف بعد انتصار الثورة، وصف رأس النظام البائد بأنه مخلوع، لكنها  ويا للشطارة، تسبع عليه دلال الوصف بأنه (السابق) مع أنه الأسبق في السقوط.

يكفي القارئ وهو حصيف، أنه لا يكاد يفتقد البروف غندور في صفحات جرائد ما بعد الثورة، وكأن الثورة التي مهرها الشباب بدمائهم كانت بخور ليلة حمراء!

يكفي أن البروف هناك، بلحيته الحليقة، وليس في المحطة الأخيرة من زمان الشّطارة هذا.

هذا يكفي، يكفي هذا

عبد الله الشيخ

تعليق واحد

  1. ١-
    اقتباس:
    (مُنع من النشر في صحيفة آخر لحظة.).
    ٢-
    تعليق:
    (أ)-
    من منع نشر المقال؟!!
    (ب)-
    هل مازال اللواء/ محمد حامد تبيدي مدير إدارة الإعلام بجهاز الأمن يمارس سلطاته التعسفية ومصادرة الصحف وقطع ارزاق الصحفيين ومطاردتهم ليل نهار في اعمالهم الجديدة، رغم ان هذا الجنرال تم اعفاءه من منصبه في يوم ٩/ يونيو ٢٠١٩؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..