تسريحات الفنانين ….وتقليد الخواجات للمشاط ..بأمر ارتفاع سعر الحلاقة عودة (الخنفس) بين الشباب

كتبت: فاطمة بشير: للرجال فقط!

غلاء الأسعار لم يعد يقتصر على سلع بعينها فيبدو أن كل الاحتياجات من الأشياء قد ضربتها نوبة الغلاء هذه، وإذا كان هنالك تبرير لصاحب السلعة المراد شراؤها فهو (بقت على دي ما أي شي زايد) ،ولعمرك إن الأمر كارثي
،فقد ارتفعت أسعار (الورنيش) من 200 إلى 500 جنيه، وهي زيادة غير مبررة من وجهة نظرنا، ولكن في نفس الوقت نعتقد أنه ليس بالأمر الضروري، إذ يعد من مكملات الأناقة عند البعض، ومن الأشياء التي يمكن التخلي عنها عند البعض الاخر، ولعل أسعار (الحلاقة) أيضا ارتفعت من 5-7 وفي بعض الصالونات إلى 8 جنيهات وبالتالي لن يكون من الغريب أن نرى في السودان الكثير من (الخنفس) كنتيجة طبيعية لهذه الزيادة في الأسعار، لكني أعتقد أن (الرجال) سيجدون حلولا بديلة ويمارسون سياسة (الغالي متروك) التي رفعتها جمعية حماية المستهلك في وجه اللحوم الغالية معبرة بها عن مقاطعتها لها، سيقوم الأولاد باستثمار (النيم) القابع أمام المنازل وبالتالي ستنتشر (عزيزي المشاهد) و(على الطاير) وغيرها من الطرق التي يمكن ان يقضي بها (الرجال) حوجتهم إلى الحلاقة. .
نجوم وتقليعات
(الخنفس) كانت في السبعينات والثمانينات هي من الموضة، وكان الشباب تحديدا يتبارون في التسريحة هذه، وفي الشرق الحبيب الى يومنا هذا (الخنفس) يتخلله (الخلال) من الخشب أو الحديد علامة مميزة لإنسان هذه المنطقة، كثير من الفنانين السودانيين ربطت تسريحاتهم وشكل الحلاقة عندهم في أذهان جمهورهم مثل الفنان الراحل مصطفى سيد احمد والذي ظل الارتباط بينه وأي شخص يقوم (بتربية) شعره، ويقال له أبو السيد ولا سيما إن كان يرتدي نظارة طبية، أيضا الفنان الذري ابراهيم عوض ظلت تسريحته الشهيرة والتي تعتمد على شكل معين وهو ما يعرف في مجتمعنا (بالشّقّة) حتى أصبح يطلق عليها اسمه في ذلك الوقت، وكانت أيضا من الموضة والجماليات، والمعجبون بطبعهم يقومون بتقليد كل مايفعله نجومهم، فيما يتعلق باللبس والتسريحة، ولعل الفنان طه سليمان عاد للخنفس مرة اخرى وبالتالي سيصبح ظاهرة في الطريق إلى الانتشار، وبعض الفنانين الذين يمتلكون (صلع) ليسوا بحاجة الى الحلاقة ولا يتأثرون بارتفاع أسعارها.
زينة النساء
أما المرأة السودانية في السابق كان (المشاط) بالنسبة لها هو زينة، وكون عمله بصورة دقيقة وفي جلسات خاصة به ،حيث كان في السابق تذبح الذبائح ويطلق البخور لمشاط العروس، ويوضع الجورسي الذي أضحت الجدلة الآن بديلا له، وهواللبس الشائع في العادة السودانية ذات الخصوصية العالية (الجيرتق)، ويرجح كثيرون أن عادة المشاط هي فرعونية منذ آلاف السنين وربما تشبه الكتابات والنقوشات الموجودة على المعابد الفرعونية، أما الآن فعاد المشاط وبشكل كبير وحتى الخواجات أصبحوا يقومون بعمله، وتتعدد أشكاله، إلى جانب (المساير) التي عندما تنزل على الخدود تفعل مفعول السحر بالشعراء الذين قاموا بالتغني لها.

الاخبار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..