أخبار مختارة

حول خدعة الطلب على الذهب كطلب مشتق من الطلب على الدولار

الهادي هباني

تكررت أكاذيب الحكومة بشأن شرائها للدولار من السوق الموازي حيث ظلت كلما ارتفع سعر الدولار وواجهت اتهامات بتسببها في ذلك تُسَارِع بنفي تعاملها معه. وفي 11 سبتمبر 2020م عقدت مؤتمرا صحفيا أكدت فيه أن تدني الجنيه نتج عن عمل تخريبي منظم يستهدف الاقتصاد وأعلنت حالة الطوارئ الاقتصادية عبر اجراءات امنية وقانونية تضمنت تكوين محاكم ونيابات خاصة للطوارئ وتشكيل قوات لحماية الاقتصاد بعد أن قفز سعر الدولار إلى ما يزيد عن 280 جنيه بوتيرة متسارعة في سبتمبر الماضي عقب إعلان محفظة السلع الاستراتيجية ترسية عطاء توريد بترول شهر سبتمبر لإحدى الشركات من خلال عطاء شفاف وفرت به 30 ألف دولار كانت تذهب للسماسرة في كل باخرة. وعندما تم توجيه اللوم قبل ذلك للمحفظة سارعت هي أيضا بنفي تعاملها مع السوق الموازي وأنها تشتري السلع بالجنيه وتصديرها وتودع حصائلها في حساباتها في بنوك خارجية وتستورد الوقود وغيره من خلال خطوط الائتمان المتاحة لها من تلك البنوك بضمان تلك الحصائل، وقد تبرعت الحكومة بالدفاع عنها ونفي علاقتها بالسوق الموازي مبينة أن آلية استيراد المحفظة تتم من خلال توفير الدولار من الصادرات التي تُنفّذها والتمويل الذي تُوفره المصارف الأجنبية لها. وسبق أن أشارت وزارة المالية في بيان لها في أغسطس 2020م عند وصول سعر الدولار 170 جنيه بأن الزيادة ناتجة عن عمل تخريبي تمثل في شراء الذهب بأسعار تفوق أسعار البورصة العالمية بعملة مزورة كمخطط ممنهج لتخريب الاقتصاد. وأن وزارة المالية والسلطات الأمنية أجرت تحقيقات وتوصلت إلى أسماء المتورطين في ذلك ووعدت بتسليمهم إلى الجهات العدلية (اليوم السابع، الجمعة أغسطس 2020م).

هذه الادعاءات من الحكومة والمحفظة معا هي مجرد أكاذيب، وأن المسئولية الكبري في إشعال سعر الدولار في السوق الموازي تقع على عاتقهما باعتبارهما أكبر المشترين للدولار حتى لو كان الشراء بصورة غير مباشرة. فمن المعروف عالميا أن العلاقة بين سعر الدولار وسعر الذهب في كل الأسواق العالمية منذ اتفاقية بريتون وودز عام 1944م علاقة عكسية أي كلما ارتفع سعر الذهب كلما انخفض سعر الدولار والعكس صحيح. فالدولار أصبح بموجب اتفاقية بريتون وودز عملة الاحتياطي العالمي والغطاء الذي يتم بموجبه استبدال كل العملات بالذهب وبسعر 35 دولار للأوقية الواحدة. وبرغم أن أمريكا أوقفت العمل بذلك في 15 أغسطس 1971م عندما تراجعت احتياطياتها من الذهب لمستويات غير مسبوقة، إلا أن الدولار ظل حتى اليوم هو عملة الاحتياطي العالمي باعتبار أن غالبية المعاملات التجارية الدولية تتم به، وأن معظم الصناديق السيادية لمعظم دول العالم تحتفظ بمعظم استثماراتها بالدولار وتتحوط لتقلباته باحتياطياتها من الذهب. ولذلك فقد أصبحت العلاقة بين الدولار والذهب علاقة عكسية وأصبح الذهب هو أحد أهم وسائل التحوط لتقلبات أسعار الصرف والملاذ الآمن الذي يلجأ له المستثمرون للاحتفاظ به تحسبا لانخفاض أسعار الدولار. إلا أن هذه القاعدة لا تنطبق على السودان، فالطلب علي الذهب فيه هو في الحقيقة طلب مشتق من الطلب على الدولار وبالتالي فإن العلاقة بين سعر الدولار وسعر الذهب في السودان علاقة طردية أي كلما زادت أسعار الذهب كلما زادت أسعار الدولار والعكس صحيح. وذلك لأن الغرض من شراء الذهب في السودان ليس الاحتفاظ أو التحوط لانخفاض سعر الجنيه وإنما بغرض الحصول على الدولار خاصة وأن الميل للاحتفاظ بالذهب كتحوط لانخفاض قيمة الجنيه ميل ضعيف نتيجة لضعف مدخرات غالبية السودانيين وسيادة ميلهم الإجباري لإنفاق تلك المدخرات للحصول على السلع الضرورية التي تتزايد أسعارها بشكل يومي وتمتص كل جنيه فائض لديهم. وحتى القليل الذي يفيض لديهم من تلك المدخرات لا يعتبر بالحجم الاقتصادي الذي يمكن أن يؤثر على سعر الصرف. فالمستوردين يلجؤون لشراء الدولار أو كبديل لذلك شراء الذهب وتصديره للحصول على الدولار لاستخدامه في استيراد السلع خاصة وأن دورة تصدير الذهب وتحويله لدولار دورة سريعة جدا أقصر من دورة شراء وتصدير سلع الصادر الأخري، وغالبا ما يستلمون قيمة الذهب بالدولار في الخارج مما يُسهِّل عليهم عملية الاستيراد. والحكومة أيضا عندما تحتاج للدولار تقوم بشراء الذهب وتصديره والحصول على الدولار كما حدث في الذهب الذي قامت بشرائه مؤخرا وتصديره لتوفير 335 مليون دولار قيمة فاتورة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب. وعلي الرغم من أن الشراء في الحالتين هو ظاهريا شراء للذهب وليس الدولار إلا أنه يعتبر شراء غير مباشر للدولار طالما أنه لم يكن بغرض الاحتفاظ أو التحوط لانخفاض سعر الجنيه، أي أن الطلب علي الذهب في هذه الحالة هو طلب مشتق من الطلب على الدولار. ولذلك فإن أي عمليات شراء كبيرة للذهب تؤدي مباشرة وفي نفس اللحظة لارتفاع أسعار الدولار وهو ما كشفه حميدتي في لقاء تلفزيوني له كشف فيه تسبب الحكومة في رفع الدولار بشرائها للذهب لتوفير مبلغ سداد فاتورة قائمة الإرهاب.

وفي حالة محفظة السلع الاستراتيجية يحدث نفس السيناريو حيث تنفي المحفظة عدم تعاملها مع السوق الموازي ولكنها تشتري الذهب وتصدره للخارج ليس بغرض الاحتفاظ أو التحوط لانخفاض سعر الجنيه وإنما للحصول على الدولار لإيداعه في حساباتها في بنوك خارجية ومن ثم استخدامه في استيراد السلع الاستراتيجية أي أن طلبها للذهب هو أيضا طلب مشتق من طلبها على الدولار. فالدورة التشغيلية للمحفظة (أي الدورة التي تبدأ بالنقد ممثل في المكون المحلي أي الجنيه وتنتهي بالنقد ممثل في الدولار) تختلف حسب نوع السلعة التي تُصَدِرها المحفظة فإذا كانت السلعة المعنية هي إحدي المحاصيل النقدية (الصمغ، السمسم، الفول، مثلا) فإن الدورة التشغيلية تحتاج علي الأقل 180 يوم (6 أشهر) حيث يتم شراء المحصول وتخزينه لفترة كافية للقيام بالنظافة والتعبئة ثم الترحيل إلي بورتسودان ثم الشحن للخارج وهذه عملية تستغرق علي أقل تقدير ما بين 30 إلي 60 يوم إذا تم الحصول علي المحصول بالمواصفات المطلوبة بسرعة وبسعر مناسب. كما تحتاج الشحنة 30 إلى 45 يوم إضافية للوصول لميناء التفريغ وإلى 15 يوم إلى 30 يوم إضافية لتقديم المستندات للبنك لصرف القيمة بالدولار. هذا طبعا بخلاف الفترة التي تستغرقها عملية الحصول على مشتري في الخارج لشراء السلعة وإرسال العينات والتفاوض على السعر والتعاقد معه وانتظاره لفتح الاعتماد الوارد وهو ما يحتاج، على أقل تقدير، إلى 45 يوم. وهذه الدورة الطويلة تُفقِد المحفظة فاعليتها حيث إنها تهدف لتوفير وقود بشكل شهري. أما دورة شراء وتصدير الذهب والحصول على قيمته بالدولار هي دورة سريعة جدا يمكن أن تكتمل في أقل من شهر. وبالتالي فمن الواضح أن المحفظة تركز بشكل أساسي على شراء وتصدير الذهب لسرعة دورته التشغيلية التي تتناسب مع طبيعة المحفظة وآليتها التي تهدف إلي توفير الاحتياجات الشهرية من الوقود في حدود 160 مليون دولار تقريبا. وبالتالي فإن المحفظة تشتري الدولار بطريقة غير مباشرة عن طريق شراء الذهب بكميات كبيرة ومنتظمة مما يؤدي لارتفاع أسعاره وإلى ارتفاع أسعار الدولار. وقد يتساءل البعض ما هو الخطأ في تصدير الذهب (أو حتى سلع الصادر الأخرى) طالما هو هدف في حد ذاته علي الدولة تشجيعه للحصول على عملات أجنبية تستطيع بموجبها استيراد الوقود وغيره من السلع وفي نفس الوقت تزيد احتياطيات النقد الأجنبي. وهو تساؤل مشروع ولكن هذا النوع من التصدير يرفع سعر الدولار في السوق الموازي باعتبار أن الطلب علي الذهب هو طلب مشتق من الطلب على الدولار ليس له تأثير إيجابي مباشر على الميزان التجاري وعلى ميزان المدفوعات وذلك للآتي:

أولا: في حالة شراء الحكومة للذهب لتوفير مبلغ ال 335 مليون دولار لسداد فاتورة الخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فقد صدرت الذهب واحتفظت بقيمته في حساب ضمان خارجي. وأيضا في حالة المحفظة فإن حصيلة صادرات الذهب يتم توريدها في حسابات ضمان في بنوك خارجية ولا تحوَّل للبنوك المحلية أي أن حصيلة صادرات تلك الكمية من الذهب لا تدخل حسابات البنك المركزي أو البنوك السودانية بالداخل. وبالتالي فهي في الحالتين حصائل صادرات لا يتم توريدها للبنوك بعلم وموافقة السلطة النقدية الرقابية للدولة وهي لا تختلف في جوهرها ومضمونها عن حالة المصدِّرين الذين يتهربون من توريد حصائل صادراتهم للبنوك. وبالتالي فإن الصادرات في هذه الحالة لا تحقق أحد أهم أهدافها وهو زيادة حصيلة النقد الأجنبي بل تؤدي لاستمرار نشاط السوق الموازي وتراجع سعر صرف الجنيه.

ثانيا: برغم أن صادرات الذهب المذكورة تُقَيَّد في الميزان التجاري كصادرات فعلية بغض النظر عن تحصيل قيمتها أم لا أي بمجرد انتقال ملكية الذهب للمستورد الأجنبي وعبوره الحدود الجمركية للدولة تطبيقا لمبدأ الاستحقاق كأحد أهم المبادئ التي تقوم عليها المعايير المحاسبية الدولية التي تحكم تقييد الحركات الدائنة والمدينة في ميزان المدفوعات باعتباره سِجِل محاسبي يقوم علي مبدأ القيد المزدوج ومعايير المحاسبة الدولية وفقا للنموذج المعتمد من صندوق النقد الدولي المعمول به في كل دول العالم تقريبا بما فيها السودان. إلا أن قيمة هذه الصادرات لم يتم تحصيلها بالفعل ولم تدخل حسابات البنوك التجارية أو حسابات بنك السودان، ويصبح بالتالي رصيد الصادرات في الميزان التجاري مجرد رصيد دفتري فقط مستحق ولكن عائداته النقدية لم تتحقق بالفعل، وهو ما يتم معالجته لاحقا في حساب (السهو والخطأ) كأحد الحسابات التي تشتملها أيضا مكونات ميزان المدفوعات قبل نهاية السنة المالية ويتم استبعاد العمليات التي لم تتحقق عوائدها بعد انتهاء مواعيد التوريد المتفق عليها. وبالتالي فإن شراء الذهب للحصول على الدولار له تأثير سلبي على الميزان التجاري وميزان المدفوعات وعلى احتياطيات النقد الأجنبي. وبما أن قيمة هذه الصادرات يتم الاحتفاظ بها في بنوك خارجية وتستخدم قيمتها لاستيراد الوقود مثلا فهي تدخل إذن في شكل سلع مستوردة تُقّيَّد في الجانب المدين للميزان التجاري باعتبارها واردات تم سداد قيمتها بالفعل وبالتالي تعتبر حركة سلبية في الميزان التجاري تساهم في عجزه (أي في زيادة الواردات عن الصادرات). وبالتالي فإن عملية شراء الذهب من أجل الحصول على الدولار لاستيراد السلع الاستراتيجية كما في حالة المحفظة وحالة الحكومة فضلا عن كونها لا تساهم في زيادة ودعم رصيد إحتياطي الدولة من النقد الأجنبي، فهي تؤدي إلى استدامة العجز في الميزان التجاري وميزان المدفوعات وبالتالي استدامة تدني سعر صرف العملة الوطنية وزيادة معدلات التضخم. 

وبالتالي فإن شراء الحكومة ومحفظة السلع الاستراتيجية للذهب كطلب مشتق من طلبهما على الدولار لتوفير السلع الاستراتيجية أو لأي غرض آخر من المفترض أن يتم حظره تماما واعتباره متاجرة ومضاربة بيِّنة في السوق الموازي من المفترض أن يعاقب عليها القانون. بالإضافة إلى الغاء محفظة السلع الاستراتيجية والزام كل المصدِّرين بمن فيهم الدولة نفسها بأن يتم التصدير فقط مقابل اعتمادات مستندية معززة واردة للبنوك المحلية لضمان توريد حصائل صادرات الذهب وغيره من سلع الصادر النقدية في نفس البنوك المحلية في المواعيد المتفق عليها، وأن تتولي الدولة استيراد السلع الاستراتيجية أيضا بموجب اعتمادات مستندية معززة صادرة من البنوك المحلية لضمان خروج النقد الأجنبي في الوقت المقرر له ووفقا لشروط التعاقد المتفق عليها وعبر القنوات الرسمية المعروفة. 

[email protected]

‫9 تعليقات

  1. لله درك من إقتصادي ماهر وعالم ومتابع وتستطيع أن تري الغابة والأشجار
    كنت أتوقعك وزيرا للمالية. خليك قريب منه حكومة الثورة لرفدها بالرأي السليم والمشورة المفيدة

  2. الخلاصه بعضا من ناس الحكومه كذابين وبرفعوا في سعر الدولار عن قصد اما لانفسهم بسبب الانانيه (اذا كان هناك 200 شخص فقط مرتبهم يعادل 3000 دولار وقاموا بتحويل مرتباتهم بشكل راتب كل شهر لدولار، فبعد سنه ممكن ان يؤدي ذلك لرفع الدولار فعلا وجفافه من السوق) او بسبب الدفع لامريكا

    طيب ما تتخذ قرار شجاع وواجه شخص معين وطالب باسقاطه بسبب الفساد؟

  3. يا استاذ معليش دي سواقة بالخلا زي بيقولوا الثوار مع احترامي لمقالاتك التي تذخر بمعلومات دقيقة واحرص على متابعتها ومن باب التخصص ومزيد من التوضيح اسمح لي بالتعقيب : من البديهيات طالما قيمة شحنة الذهب المصدرة حتى وان لم تدخل حصيلتها بالدولار لبنك السودان او البنوك المحلية وده غير ممكن طبعا لان راعي الضان في الخلا يعرف ذلك بسبب لائحة الارهاب التي اخرجت البنوك السودانية من نظام السويفت العالمي وبالتالي غير ممكن فتح اي نوع من الاعتمادات مع البنك المركزي او البنوك التجارية عليه فان قيمة هذه الحصيلة تلقائيا تقيد كمدفوعات مقومة بالعملة المحلية في ميزان المدفوعات لكن العجز يأتي من سعر الدولار المعتمد لتقويم تلك المدفوعات وهو احد الاسعار الخمسة السائدة بالسودان وبالطبع سعر السوق الموازي ليس احدها فاما تقوم بسعر البنك المركزي للدولار او سعر الدولار الجمركي وهو مايبين العجز الحقيقي مابين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي مما يؤدي لطباعة الفرق بينهما كاوراق نقدية وهو مايسمى بالاستدانة من النظام المصرفي وليس التقييد في ما يسمى بحساب السهو والخطأ كما ذكرت بمقالك وحسب علمى كمحاسب ومصرفي لايوجد حساب بهذا الاسم انما هناك حسابات تسويات جردية لنهاية العام تسوى بها الفروقات والعجوزات في اسعار العملات هذا مالزم توضيحه وختاما رأينا يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ.

    1. شكرا الأخ المحتر م ع.م.ي
      حساب السهو والخطأ هو أحد الحسابات الرئيسية التي تمثل أحد مكونات حساب ميزان المدفوعات الذي يتكون من الحسابات التالية:

      1- الحساب الجاري ويشتمل علي:

      – الميزان التجاري (العمليات المنظورة).
      – الميزان الخدمي (العمليات غير المنظورة).

      2- حساب التحويلات من جانب واحد.
      3- حساب رأس المال.
      4- حساب السهو والخطأ.

      وحتي تتأكد يمكنك مراجعة كل نماذج حسابات موازين المدفوعات في كل بلدان العالم.

      أما كلامك عن الاعتمادات المستندية فهو غير صحيح حيث أن فتح الاعتمادات المستندية متاح في كل البنوك التجارية العاملة في السودان ومعتمد ومنصوص عليه في تعليمات البنك المركزي وحصائل الصادرات تدخل عادي جدا بموجب هذه الاعتمادات المستندية الصادرة (اعتمادات الصادر) ولا علاقة لذلك بقائمة الدول الراعية للإرهاب نهائيا ونظام السويفت شغال في كل البنوك السودانية باعتبارها عضوا في جمعية سويفت التي تم تأسيسها عام 1973م ومقرها بروكسل ببلجيكا وليس هنالك علاقة بينها وبين قائمة الإرهاب فهي ليست شركة أمريكية بل اتفاقية دولية للاتصالات المالية الآمنة بين المؤسسات المصرفي في العالم.

      مع الشكر والتقدير

      1. اشكرك استاذ الهادي هباني على اهتمامك وردك وقد اتفق معك على الجزئية الاولى من ردك فيما يختص بالحسابات القومية التي درستها نظريا بالجامعة ولم امارسها عمليا.. لكن تجدني اختلف معك في الجزئية الثانية من الرد فيما يختص بالاعتمادات المستندية ونظام السويفت العالمي للمصارف وهو ليس جمعية كما ذكرت بحديثك والصحيح انه نظام متفق عليه من المنظمة العالمية للتوحيد القياسي ( الايزو) لايجاد صيغة موحدة للرموز المعرفة للبنك وهو نظام هوية فريد للمصرف المعني ويستخدم في عمليات تحويل الامنة بين البنوك في العالم وكذلك في الاعتمادات المستندية التي يترتب عليها ايضا دفعيات وتنشأ عنها التزامات تتطلب التسوية عبر المقاصة الدولية ويعطى البنك رمز او هوية فريدة تتكون من 8 او 11 حرف او رقم 4 منها تمثل رمز البنك و2 منها تمثل رمز البلد او الدولة و2 منها لموقع الرمز اذا كان على الجانب الايسر منها الرقم 1 تدل على المشاركين السلبيين فى نظام السويفت و3 منها اختيارية لفروع البنك وهو نظام قديم واصبح سائدا والزاميا بنهاية التسعينات تقريبا مع تطور التقنيات المصرفية وحل بديلا لنظام التشفير عبر التلكس والثغرات المحتملة فيه وبحدوث تفجير برجي التجارة في 2001 ومانتج بعده من رقابة صارمة على تمويل الارهاب تمت السيطرة التامة على هذا النظام والرقابة عليه واصبح ملزما للتعامل به من جميع دول العالم وهذه هي علاقته بقائمة الدول الراعية لللارهاب والا كان السودان لم يجد مشكلة اصلا ونشأ به سوق موازي بهذا الحجم بالداخل والخارج ان كان متفاعلا مع هذا النظام مع العلم ان المقاصة الدولية تعتمد على نتاج العمليات بجميع انواعها من تحويلات واعتمادات صادر ووارد وتتم تسويتها بتغطية الحسابات بين البنوك والمراسلين بتبادل النقد بالدولار فيما بينها والسودان كانت تتم تسوياته مع البنوك بالعاصمة البحرينية المنامة عبر شركة الخدمات المالية العربية بايفاد موظفين من مختلف البنوك السودانية في ارساليات النقد الاجنبي واحيانا لدى شركة شركة اخرى بالقاهرة لااذكر اسمها لطول المدة وكان للجنيه السوداني سعر موحد مقابل جميع العملات الاجنبية.

        1. شكرا أخ ع.م.ي
          أرجو أن تصحح المعلومات التي لديك فالسويفت هي جمعية أسمها (جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك (SWIFT) وهي جمعية تعاونية مملوكة للأعضاء توفر معاملات مالية آمنة ومأمونة لأعضائها و SWIFT اختصار ل: Society for Worldwide Interbank Financial Telecommunications SWIFT أي (جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك) وهي كما قلت لك ليس لها أي علاقة بقائمة الارهاب والبنوك السودانية مشتركة فيها وكل الاعتمادات المستندية والتحويلات من وإلي السودان تتم عن طريق السويفت

  4. الدولار سيرتفع ثانى سواء رضيت او ابيت البلد مدمر من الحكومة تيجة لوجود الجهل وعدم الخبرة السياسية . هم متوقعين اية ان امريكا واسرائيل والامارات حتصرف عليهم دا ال 3 شهور الاولى وينسوا وترجع ريما لحالتها القديمة اذا مارجعت الوطنية للشعب السودانى عامة انسوا ان الوطن يتعدل حتى اذا امتلكوا فلوس الصين وبترول الخليج

  5. كما عهدناك …
    مقال هو تثقيفي لمثلنا من محدودي الثقافة الاقتصادية …
    نرجو ان تتابع استاذ هباني ، ان شاء الله فقط ، من الدور التثقيفي هذا …
    ولي سؤال :
    تكلمت عن ان مشتريات الذهب لا يستفيد منها بنك السودان ولا الميزان التجاري … فهي دائما تورد لحسابات خارجية …
    هل عدم القدرة هذا مرتبط ( او هو للتحايل ) على موضوع العقوبات ؟.. بمعنى ان السودان مجبور على هذه الممارسة ام ان هنالك اسباب اخرى ( من مقالاتك السابقة انت تشكك في دقة المعلومات عن قدرة العقوبات التي يتعذر بها الكثيرون )

  6. الـمـتـتـبع لـنـشاط السيد / هـبانى الأقـتصادى والمالى للسوق السودانى مقارنة بالعالمى , يصل الى نتيجة واضحة حقيقية تقول بأنه قامة اقتصادية يحـتـار المرء فى كـيف انها ما زالت خارج السلطة الى الآن. اعـتـقـد بـان تولية السيد / هـبانى مسـؤلية البنك المركـزى اصبحـت ملحـة وواجـبـة . يالله يا حـمـدوك . تـحـرك البلـد لا ينقصها ابنائها الأكفاء . بل يـنـقـصها الشجاعة فى اتخـاذ القرار الشجاع السليم فى الوقـت والمكان المناسب .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..